كيف تهيمن إسرائيل عسكريًا على العالم الإسلامي؟ نظرة في العقيدة الصهيونية والردع النووي

لطالما راقب الاحتلال الإسرائيلي التحولات السياسية في العالم الإسلامي عن كثب، إذ يقوم هذا الكيان على سياسة التوسع والتمدد والسيطرة على أراضٍ جديدة داخل فلسطين المحتلة وخارجها، في إطار سعيه لتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة “إسرائيل الكبرى”.

ومن أجل الحفاظ على تفوقه العسكري في المنطقة، يعتمد الكيان الصهيوني على سياسة تسليحية متقدمة وتطوير مستمر لقدراته العسكرية والأمنية. كما يعمل بشكل دائم على إفشال أي محاولة من دول الجوار لامتلاك توازن عسكري، أو حتى الاقتراب من التفوق عليه.

في هذا المقال، نسلّط الضوء على الرؤية الصهيونية للتفوق العسكري في المنطقة، وهواجسها من نشوء واقع جديد يُغيّر موازين القوى، لا سيما في المجالين العسكري والأمني، كما نستعرض أبرز الحملات الصهيونية في تدمير أو إيقاف محاولات الصعود الإسلامي النووي.

مرتكزات الهيمنة العسكرية الصهيونية: التفوق النووي والعقيدة القتالية

الرئيس الأمريكي "أيزنهاور"
الرئيس الأمريكي “أيزنهاور”

بدأ الاحتلال الصهيوني منذ وقت مبكر في السعي لامتلاك السلاح النووي، حيث قامت سلطاته، بعد إعلان قيام ما يسمى “دويلة إسرائيل” بثلاثة أشهر فقط عام 1948م، بتأسيس “هيئة الطاقة الذرية” كخطوة أولى نحو مشروعهم النووي.

وفي عام 1955م عقدت إسرائيل اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفقًا لمشروع “أيزنهاور” المسمى (الذرة من أجل السلام) وكانت الجهود الحقيقية للاحتلال الصهيوني موجهة نحو تطوير السلاح النووي، بهدف تحقيق هيمنة عسكرية المطلقة في المنطقة.

ومن ضمن هذا البرنامج الذي أطلقه الرئيس الأمريكي “أيزنهاور”، حصلت إسرائيل على مكتبة ضخمة من الأبحاث والتقارير والمقالات العلمية ضمت مئات من تقارير عن البحوث الذرية، زودتها وكالة الطاقة الذرية الأمريكية كجزء من اتفاقية الذرة من أجل السلام. 

ومن أبرز شواهد هذا التوجه أن أول رئيس للدولة الصهيونية كان الدكتور “حاييم وايزمان” الزعيم الصهيوني البارز والعالم الكيميائي الروسي، الذي أسهم في تطوير المتفجرات خلال الحرب العالمية الأولى، وأسّس (معهد وايزمان للعلوم) عام 1934م، والذي تحول لاحقًا إلى واحد من أبرز مراكز الأبحاث المرتبطة بالصناعات العسكرية والنووية في الكيان الصهيوني. 

وقد سعت قادة الاحتلال أيضًا إلى استقطاب العلماء الكبار لدعم مشاريعهم، إذ وُجهت دعوة رسمية للعالِم “ألبرت أينشتاين” لتولي رئاسة الدولة الصهيونية بعد وفاة “وايزمان” عام 1952م.

كما يعتمد الكيان الصهيوني على “عقيدة القوة”، ويعتبر أن الهيمنة العسكرية بفضل امتلاكهم للأسلحة الاستراتيجية هي الضامن الوحيد لبقائه في عالمنا الإسلامي. 

ومن هذا المنطلق، تحولت “إسرائيل” إلى كيان عسكري بامتياز، يسعى لفرض وجوده من خلال الردع والتفوق. وقد عبّر “ديفيد بن غوريون” عن هذه العقيدة حين قال: «إن العرب لا يفهمون سوى لغة القوة».

وأيضا، يُؤكِّد “ديفيد بن غوريون” على مركزية مفهوم التفوق النوعي باعتباره الأساس الذي تقوم عليه الهيمنة العسكرية الإسرائيلية في محيطها الإسلامي، إذ يقول في تقرير قدّمه إلى المجلس العام الصهيوني بتاريخ 11 مايو 1948م، والمنشور ضمن مجموعة خطاباته الرسمية: «أفضليتنا الأساسية تكمن في المجال النوعي. ولن ننتصر إلا إذا استثمرنا تلك الأفضلية بشكل كامل».

وقبل ذلك، نشرت “هآرتس” في ٢٩ / ٦ / ١٩٧٥ مقالًا للبروفيسور “يغيل يادين”، الأستاذ بالجامعة العبرية، تضمن تصعيدًا من جانب سياسيي الردع النووي الإسرائيلي، قال فيه: «أن الوسيلة الوحيدة التي يمكن من ذلك هي السلاح الذري».

وقال أيضًا: إن إيقان العرب بالانتصار في النهاية، قائم على أن تنمية مواردهم بدأت الآن، بينما وصلت إسرائيل تقريبًا إلى نهاية إمكاناتها، ويقوم هذا الاعتقاد على علاقات القرى، مقايسة الرجال، والسلاح، والأموال. والسلاح الذري هو إحدى الوسائل التي يمكن أن تشوش الآمال العربية، لأن كمية كافية من القنابل الذرية المركبة على وسائل إطلاق ملائمة، تستطيع إلحاق ضرر كبير بكل العواصم القريبة، ومعهم سد أسوان.

وكمية أخرى تستطيع أن تلحق الضرر بعدن أخرى، وعشائر النفط، وقنابل هجومية تستطيع إبادة أهدافٍ مدنية، بما في ذلك تجمعات الفلسطينيين في لبنان… ومن الممكن الشك أن تُخاطر النظم العربية بقذف القاهرة، ودمشق، وعمّان، وحلب، وبنغازي، وطرابلس، من أجل أن تُبيد إسرائيل.

ويعد ما كتب البروفسور اليهودي إسرائيل شاحاك في كتابه (أسرار مكشوفة.. سياسات الكيان الصهيوني النووية والخارجية) دليلًا واضحًا على أن استراتيجية الاحتلال الصهيوني للهيمنة العسكرية في العالم الإسلامي لا تركز فقط على الصراع مع الفلسطينيين، بل تتجاوز هذا الحدود الضيقة وتنتقل إلى هدف إقليمي أوسع يتمثل في فرض الهيمنة على كامل ما يسمى الشرق الأوسط من خلال احتكار امتلاك القدرات النووية، فقد قال في الصفحة 56 من الكتاب: «أشعر بأن من الواجب تذكير القراء من غير الصهاينة أنه في حين أن الاستراتيجيات الصهيونية إقليمية في توجهها فإن اهتمامها بالفلسطينيين ثانوي.. فالحقيقة أن قمع الفلسطينيين لا يهم، لأن هَمّ الاستراتيجية الإسرائيلية في نهاية الأمر هو فرض سيطرتها على كامل الشرق الأوسط من خلال انفرادها بسياساتها النووية».

ومن المؤكد أن اللغة الوحيدة التي تفهمها إسرائيل هي لغة القوة ولا شيء غير القوة. قال بن غوريون في مقدمة الكتاب السنوي لإسرائيل الذي صدر سنة 1370هـ (1950م): «إن إسرائيل لا يمكن أن توافق على إعادة فلسطين إلى أهلها العرب، فالمشكلة الفلسطينية لا يمكن أن تُحل إلا بالحرب، والحرب هذه ستقرر مصير إسرائيل، فإما زوالها وإما بقاؤها. ولكن لتنتصر في الحرب يجب أن تتفوق على البلاد العربية تفوقاً عسكريًا ساحقًا».

الردع الاستباقي: الحرب بين الحروب.. سوريا أنموذجًا

إسرائيل تستهدف الأسلحة المتقدمة في سوريا
إسرائيل تستهدف الأسلحة المتقدمة في سوريا

إذا أرادت الأمة الإسلامية تحقيق النصر على أعدائها، ينبغي عليها أن تفهم عدوها فهمًا عميقًا، وتستوعب طريقة تفكيره و مخططاته، ومؤامراته. 

مثل ضربات الاحتلال الصهيوني داخل سوريا بعد تحرير دمشق وإسقاط النظام النصيري التي استهدفت بشكل خاص الصواريخ والقواعد  العسكرية السورية وهي استجابة مباشرة لصدمات حرب 1973م  التي غيرت عقيدة الاحتلال الصهيوني الأمنية والعسكرية.

الضربات الإسرائيلية في سوريا هي جزء من حرب استباقية وهي استراتيجية تعرف إسرائيليًا بـ: “الحرب بين الحروب”. فبحسب تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بعنوان (الحملة بين الحروب: كيف أعادت إسرائيل النظر في استراتيجيتها لمواجهة النفوذ الإيراني الخبيث في المنطقة)، فإن ما يُعرف بـ”الحرب بين الحروب” تمثل نهجًا استراتيجيًا مختلفًا عن الأسلوب الثنائي التقليدي الذي يقتصر على الاستعداد للحرب أو خوضها علنًا. إذ تسعى هذه الاستراتيجية إلى اتخاذ خطوات استباقية وهجومية، تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة وجهود سرية.

وترتكز هذه الاستراتيجية على ثلاثة أهداف رئيسية:

1. تأخير نشوب الحرب وردع الأعداء، من خلال إضعاف عمليات بناء قوتهم العسكرية بشكل مستمر، وإلحاق الضرر بأصولهم وقدراتهم الحيوية.

2. تعزيز شرعية إسرائيل في استخدام القوة، بالتوازي مع تقويض شرعية العدو، وذلك جزئيًا عبر كشف أنشطتهم العسكرية السرية التي تنتهك القانون الدولي.

3. تهيئة الظروف المثالية للجيش الإسرائيلي في حال اندلاع الحرب مستقبلًا، بما يضمن تفوقًا استباقيًا في ميدان المعركة.

فقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه دمّر أكثر من 90٪ من أنظمة الدفاع الجوي السورية، مشيرًا إلى أن سوريا كانت تمتلك أحد أقوى الأنظمة الدفاعية في المنطقة، لكن الغارات الإسرائيلية عطّلته بفعل تفوقها الجوي. كما أوضح البيان أن الغارات استهدفت بدقة الأسلحة الاستراتيجية، من صواريخ أرض-أرض إلى الطائرات المسيّرة والمقاتلات.

كما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” سعي الجيش لتدمير الأسلحة الثقيلة المنتشرة في سوريا، بما في ذلك صواريخ كروز والصواريخ بعيدة المدى، بينما قال وزير الخارجية “جدعون ساعر” إن إسرائيل تستهدف الأسلحة المتقدمة، ومنها الكيميائية، لمنع وقوعها بيد المعارضة السورية.

وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن هيئة تحرير الشام التي تقود المعارضة وتشكل الحكومة الجديدة في دمشق، لم تعد قادرة على تهديد إسرائيل بعد تجريدها من الأسلحة المتطورة التابعة للنظام السابق.

الحرب على السلاح: كيف تواجه إسرائيل التسلح الإسلامي؟

يسعى الاحتلال الإسرائيلي، منذ احتلاله أرض فلسطين المباركة، إلى منع أي محاولة لامتلاك الأسلحة النووية في العالم الإسلامي.

وقد شنّت إسرائيل هجمات متكررة لتدمير المنشآت النووية في العالم الإسلامي، كما اغتالت علماء متخصصين في المجالات المتعلقة بصناعة الأسلحة الاستراتيجية، مثل الأسلحة النووية.

وإذا بحثنا بداية استهدافات الاحتلال الصهيوني للعلماء المتخصصين في المجالات المرتبطة بالصناعات العسكرية في  العالم الإسلامي نجد أنها بمثابة دفن طموح الأمة الإسلامية بوقت مبكر وضربة استباقية تمنع المسلمين لصناعة التوازن العسكري مع الاحتلال الصهيوني. 

تدمير المفاعلات النووية في المنطقة ومحاربة صناعة الصواريخ الاستراتيجية

الاعتداءات الإسرائيلية على البرامج النووية في العالم الإسلامي اتبعت تسلسلاً تاريخيًا واستراتيجية ثابتة انتهجها الصهاينة منذ عقود، وتهدف إلى منع العالم الإسلامي من امتلاك قدرات نووية.

وقد نفّذ الصهاينة عمليات أمنية وعسكرية معقدة لتدمير المنشآت النووية في المنطقة، أو على الأقل لإفشال تطويرها ومحاربة صناعة الصواريخ الاستراتيجية. ونذكر فيما يلي بعضًا من هذه الاعتداءات:

مصر

صواريخ مصرية أرض - أرض تحمل أسماء (القاهر، الظافر)
تطوير مشروع صواريخ مصرية أرض – أرض تحمل أسماء (القاهر، الظافر) في أوائل الستينات من القرن الماضي

بدأت مصر في أوائل الستينات من القرن الماضي، بمشروع لتطوير صواريخ أرض – أرض يحمل أسماء (القاهر، الظافر)، عمل على هذا المشروع عدد من العلماء من دولة ألمانيا، ولكن شنت إسرائيل حملة سياسية وأمنية ضد المشروع.

واتهمت إسرائيل المستشار الألماني “أديناور” بمعاداة السامية، وأن علماءهم يساعدون دولة عربية في مشروع يستهدف -كما زعموا- إبادة الشعب الإسرائيلي.

 وقام جهاز الاستخبارات الموساد بعمل خطة محكمة لإرهاب العلماء الألمان وعائلاتهم في مصر وألمانيا، وكذلك أرسلت لهم خطابات ناسفة أصابت بعض العلماء. كما اختفى أيضًا بعض علماء الألمان في ظروف غامضة حتى الآن مثل العالم الألماني الدكتور “كروج” وهو أحد كبار العاملين في مشروع الصواريخ المصرية.

هذه العملية العدوانية كانت من أبرز نجاحات الاستخبارات الإسرائيلية ضد مشاريع التسليح في العالم الإسلامي لأجل الحفاظ على تفوقهم العسكري في المنطقة.

العراق 

في السابع من يونيو عام 1981م، نفّذت قوات الاحتلال الصهيوني ضربات جوية في عملية أطلقت عليها اسم “عملية أوبرا”، حيث شنت غارات باستخدام طائرات من طراز F-16، استهدفت مفاعل “تموز” في منطقة التويثة جنوب بغداد. وقد جاء هذا الهجوم المباغت قبل أن يتم تشغيل مفاعل تموز بشكل رسمي.

يُعد هذا الهجوم بالنسبة للاحتلال الصهيوني نقطة انطلاق استراتيجيته الجديدة المعروفة بـ”الضربة الوقائية”، والتي تهدف إلى إحباط كافة المحاولات التي تقوم بها الدول الإسلامية الساعية إلى امتلاك أسلحة نووية.

سوريا

تدمير إسرائيل لمفاعل الكُبر النووي في سوريا
تدمير إسرائيل لمفاعل الكُبر النووي في سوريا

في ليلة 6 سبتمبر 2007م، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومًا جويًّا سريًّا على “مفاعل الكُبر النووي” في منطقة الكُبر بمحافظة دير الزور شرق سوريا، في عملية أطلقت عليها اسم “عملية البستان”، حيث استخدمت طائرات حربية من طراز F-15 وF-16.

وقد جاء هذا الهجوم المباغت في مراحل متقدمة من بناء المفاعل، الذي تم بشكل سري وبمساعدة كوريا الشمالية، بحسب ما تشير إليه بعض التقارير. وبعد هذا الاعتداء، التزمت إسرائيل الصمت، ولم تؤكد مسؤوليتها عنه إلا بعد أكثر من عشر سنوات، وتحديدًا في عام 2018م.

إيران

بعد إسقاط النظام الإيراني الموالي للغرب عام 1979م، وإعلان الحكومة الحالية بنجاح الثورة الإسلامية في إيران، بدأ استهداف المشروع النووي الإيراني. وتعرض البرنامج النووي الإيراني لضغوطات هائلة بدأت بفرض عقوبات اقتصادية خانقة، ووقف التعاون العلمي وحظر إيران من تصدير المواد والمعدات النووية. 

وتحرك الكيان الصهيوني لاستهداف المفاعلات النووية الإيرانية بفيروسات مثل الهجوم السيبراني “ستاكس نت” سنة 2010م. واغتال الموساد عددًا من كبار العلماء النوويين الإيرانيين، وحاول أيضًا تفجير المفاعلات النووية الإيرانية عدة مرات مثل تفجيرات منشأة نطنز النووية سنة 2020 و2021.

آخر هذه الاستهدافات استهداف الولايات المتحدة الأمريكية ثلاثة مفاعلات نووية إيرانية: مفاعل فوردو ونطنز وأصفهان.

استهداف العلماء في العالم الإسلامي

استهداف الولايات المتحدة الأمريكية ثلاثة مفاعلات نووية إيرانية
استهداف الولايات المتحدة الأمريكية ثلاثة مفاعلات نووية إيرانية

نفّذ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي اغتيالات وحشية ضد العلماء المتخصصين في العالم الإسلامي، وخاصة المتخصصين في المجالات المرتبطة بالصناعات العسكرية، خاصة الأسلحة النووية، ونذكر بعض أسماء هؤلاء العلماء:

الدكتور علي مصطفى مشرفة

هو عالم فيزياء مصري، وأول عميد مصري لكلية العلوم بجامعة القاهرة، كما مُنح درجة “أستاذ” عام 1926م من جامعة القاهرة رغم اعتراض قانون الجامعة على منح اللقب لمن هو أدنى من الثلاثين، وهو يُعد سابع سبعة عرفوا سر الذرة، وأحد العلماء الذين ناهضوا استخدامها في صنع أسلحة الحروب، كما كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي إمكانية صنع مثل هذه القنبلة من الهيدروجين، إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية أبدًا.

لكن اغتالته الصهيونية العالمية ومات وهو مسموم في 15 يناير 1950م. وعندما جاء نبأ وفاة الدكتور علي مصطفى مشرفة لألبرت أينشتاين وهو في داخل قاعة المحاضرات قال: «لا أصدق أن مشرفة قد مات، إنه لا يزال حيًا من خلال أبحاثه». ووصفه أينشتاين بواحد من أعظم علماء الفيزياء.

العالمة سميرة موسى

كانت أول عالمة ذرة مصرية، وهي متخصصة في الأبحاث النووية السلمية. ومع ذلك اغتالها الاحتلال الإسرائيلي في 15 أغسطس 1952م عبر حادث سيارة. وتشير تقارير أن سميرة تدعو لامتلاك العالم الإسلامي للتكنولوجيا النووية وخاصة مصر.

العالم سمير نجيب

هو عالم الذرة المصري، خريج كلية العلوم بجامعة القاهرة، متخصص بالفيزياء النووية، وأصبح أستاذًا مساعدًا بجامعة ديترويت الأمريكية، وكان لسمير نجيب خطط لتطوير قدرات مصر النووية بعد حرب يونيو 1967م. اغتاله الاحتلال الصهيوني في ديترويت بالولايات المتحدة عام 1967م.

الدكتور يحيى المشد

العالم المصري يحيى المشد
العالم المصري يحيى المشد

عالم مختص بهندسة المفاعلات النووية، وخبير في الطاقة النووية، وكان يعمل في البرنامج النووي العراقي، وأصبح يحيى المشد المؤسس وأول رئيس لقسم الهندسة النووية في جامعة الإسكندرية.

اغتاله الموساد في 14 يونيو 1980م، في فندق “مريديان” في عاصمة فرنسا باريس. وتشير بعض التقارير أنه كان يحمل مستندات مهمة متعلقة بالبرنامج النووي العراقي.

العالم مصطفى أحمدي روشن

هو عالم إيراني متخصص في علم الكيمياء، تخرّج في جامعة شريف التكنولوجية، وعمل نائبًا لمدير منشأة “نطنز” لتخصيب اليورانيوم في طهران، حيث أشرف على أنشطة متقدمة في البرنامج النووي الإيراني.

اغتاله جهاز الموساد في 11 يناير 2012م، عبر تفجير عبوة مغناطيسية تم لصقها بسيارته في العاصمة طهران.

محسن فخري زاده

هو عالم إيراني متخصص في الفيزياء النووية، شغل منصب مدير مشروع “أماد” السري، الذي يُعنى بتطوير القدرات النووية العسكرية الإيرانية. ويُعد فخري زاده الأب الروحي للبرنامج النووي العسكري الإيراني.

اغتاله جهاز الموساد عام 2020م، باستخدام سلاح آلي يتم التحكم فيه عن بُعد، في عملية دقيقة نُفِّذت شرق العاصمة طهران.

مجازر جماعية بحق علماء المسلمين في العراق

مجازر جماعية بحق علماء المسلمين في العراق

كان من بين أهداف الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م القضاء على العقول والكفاءات العلمية الإسلامية في هذا البلد العريق. 

فقد دخلت القوات الأمريكية في العراق، برفقة فرق خاصة من جهاز الموساد، إلى المدن العراقية مزوّدة بقوائم دقيقة تضم مئات العلماء في مجالات الفيزياء النووية والهندسة الكيميائية والتكنولوجيا المتقدمة. 

وقد أُطلقت حملة تصفية ممنهجة طالت نخبة علماء الأمة الإسلامية في محاولة لطمس الهوية العلمية للعراق وإجهاض أي مشروع نهضوي محتمل.

وتشير تقارير إلى مقتل واختفاء مئات من علماء العراق بين عامي 2003م و2006م، معظمهم متخصصون في المجالات النووية والهندسية والكيميائية، وكانت هذه الجريمة الممنهجة واحدة من أكبر جرائم اغتيال العقول في التاريخ الحديث.

الخاتمة

إن صراع الأمة الإسلامية مع الاحتلال الصهيوني هو صراع وجود لا صراع حدود، تتداخل فيها الأبعاد العقائدية والسياسية والعسكرية والاقتصادية. ومن ثم، لا بدّ أن نسعى -نحن المسلمين- إلى بناء عقيدة قتالية ترتكز على تحقيق التوازن العسكري والتفوق النوعي في مواجهة الاحتلال الصهيوني، مهما كلّفنا ذلك من تضحيات.

إن بناء هذا المشروع وترسيخ هذه العقيدة القتالية يُعدّ السبيل الوحيد لكسر غطرسة التفوّق الصهيوني، وإنهاء مشروع هيمنته و احتلاله لأرضنا. فهو الطريق نحو صناعة واقع جديد في العالم الإسلامي، واقع تستعيد فيه الأمة الإسلامية إرادتها في تقرير مصيرها، دون وصاية أو إملاءات أو تبعية لقوى الاحتلال الغربية أو الشرقية.

المراجع

  1. العسكرية الإسرائيلية، اللواء الركن محمود شيت خطاب، ص254.
  2. دراسات في الاستراتيجية الإسرائيلية، محمود عزمي، ص139-140.
  3. معهد وايزمان للعلوم، مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية.
  4. Einstein for President -The Search for Absolute Truth (8)   
  5. حقيقة إسرائيل، اللواء الركن محمود شيت خطاب، ص62.
  6. “الحملة بين الحروب”: كيف أعادت إسرائيل رسم استراتيجيتها للتصدي للنفوذ الإيراني الخبيث في المنطقة، بواسطة غادي آيزنكوت, غابي سيبوني، 4 سبتمبر 2019.
  7. إسرائيل توسع غاراتها على سوريا غداة سقوط الأسد… فما هي أبرز المواقع المستهدفة؟
  8. إسرائيل تعلن تدمير أغلب الصواريخ أرض- جو في سوريا.
  9. إسرائيل تتحدث عن تدمير 90 بالمئة من صواريخ سوريا الاستراتيجية.
  10. القنبلة النووية الإسلامية، ستيف ويثمان، ويربيرت كروسني، ص11.
  11. Israel’s Wars & Operations: Operation Opera – Raid on Iraqi Nuclear Reactor
  12. الموساد: العمليات الكبرى، ميخائيل بار زوهر- نسيم مشعل، ترجمة بدر عقيلي، ص262.
  13. من قتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده؟ إسرائيل هي المشتبه به المحتمل، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.
  14. قتل واعتقال وتشريد.. لماذا لم يستفد العراق من علمائه النوويين وماذا حلَّ بهم؟ الجزيرة نت.

عبد الحفيظ علي تهليل

طالب جامعي مهتم بقضايا الأمة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لن تدوم هيمنة الظلم مهما بلغت قوتها. الكيان الصهيوني اليوم يتفاخر بترسانته المستعارة، لكن التاريخ يخبرنا أن قوة الظالم مؤقتة، وسنة الله ماضية في سقوط الطغاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى