خطوات عملية نحو مناهج تعليم منزلية

اعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها، والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عُوّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عُوّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه. 

الإمام الغزالي رحمه الله

أصبح التعليم المنزلي خياراً مهماً في عصرنا الحالي لكونه وسيلة فعّالة لإعداد الجيل القادم لمواجهة التحديات المستقبلية المختلفة خاصة تلك التي ترتبط بحماية الدين من الفتن ورفع كلمته، ومن خلال توفير بيئة تعليمية مرنة وشخصية، يمّكن التعليم المنزلي الأطفال من اكتساب مهارات الحياة الأساسية، ويعزز القيم والأخلاق الإسلامية الحميدة، كما يُسهم في بناء شخصية مستقلة قادرة على تحمل المسؤولية، مما يساعدهم على التكيف مع متطلبات العصر ومواجهة صعوباته بشكل صحيح، ولكن كيف يمكن الاستفادة من هذا النظام في تأسيس عقيدة الجيل الصاعد بشكل بنّاء؟ بيان ذلك في هذا المقال.

ما هو التعليم المنزلي؟

  •  التعليم المنزلي هو نظام تعليمي يعتمد في المقام الأول على التعلم خارج البيئة المدرسية، وما لها من قوانين وشروط وأنظمة قد لا تتناسب مع أحوال بعض الأطفال، ويرجع الدور الأول في إدارة هذه العملية إلى ولي الأمر، الذي يقوم باختيار مجموعة محددة من المناهج التعليمية التي تتوافق مع سن الطفل، وقدراته، ومستواه المهاري.
  •  أو هو عملية تعلم يُنفذ فيها التعليم خارج المدرسة بواسطة الآباء أو أولياء الأمور أو مُعلمين غير تابعين للمؤسسات التعليمية الحكومية أو الخاصة. (المجلس الوطني للتعليم المنزلي الأمريكيNational Home Education Research Institute).
  • أو هو التعليم الذي يُقدَّم من قبل الوالدين أو مقدمي الرعاية في المنزل بدلاً من أن يتم في مدرسة معترف بها، ويتم تحت إشراف الجهات التعليمية المحلية لضمان أن يتلقى الطالب التعليم المناسب (وزارة التعليم في المملكة المتحدة).

أسباب الاتجاه للتعليم المنزلي

بين التعليم المنزلي والتعليم المدرسي

تتنوع أسباب الاتجاه للتعليم المنزلي، فالبعض منها يكون بسبب الرغبة في الحصول على مختلف مميزات هذا النوع من التعليم، والبعض الآخر بسبب الرغبة في التغلب على السلبيات التي تتواجد في البيئة المدرسية وتؤثر سلباً على جودة العملية التعليمية، وفيما يلي بيان لأبرز أسباب اختيار كلا المحورين:

  • الافتقار إلى الخصوصية الثقافية أو الدينية: التعليم المدرسي وما به من مناهج وأنشطة قد لا يتماشى مع القيم الثقافية أو الدينية لبعض الأسر، مما يجعل العديد منهم يرون في التعليم المنزلي بيئة تربوية أكثر توافقاً مع معتقداتها.
  • المرونة: فالوقت المخصص للدراسة المنزلية يكون التحكم الكلي فيه عائداً لأولياء الأمور باختيار الساعات الدراسية اليومية التي يكون الطفل خلالها في حالة من النشاط والتفتح لتلقي المواد التعليمية، ولا يتطلب عدد ساعات محددة خلال اليوم الواحد، أو عدد أيام محددة كما هو حال التعليم المدرسي.
  • الحرية في وضع المقررات الدراسية: فأولياء الأمور غير مجبرين على التقيد بالمقررات الدراسية الوزارية بل يمكنهم مراعاة ميول أطفالهم وتحديد المواد التعليمية بما يتوافق معها.
  • تحقيق التفاعل: يحقق التعليم المنزلي التقارب بين الأطفال وأولياء الأمور، حيث يُسهّل على الطفل طرح تساؤلاته المختلفة على والديه في حال عدم فهمه لأحد الأجزاء، وهو ما لا يحدث عادة في الفصول الدراسية بسبب خجل الطفل من باقي الزملاء، أو لضيق الوقت أو غيرها من الأسباب.
  • ازدحام الفصول الدراسية: حيث يقف تكدس الفصول الدراسية عائقاً بين تمكن المعلمين من تلبية الاحتياجات الفردية لكل طالب، وهو ما ينعكس بشكل سلبي على جودة التفاعل الشخصي بينهما.
  • المناهج التعليمية غير المرنة: معظم المقررات الدراسية المدرسية تكون جامدة وموجهة نحو النجاح في الامتحانات بدلاً من التركيز على الفهم أو مهارات التفكير النقدي.
  • غياب التوازن بين الأنشطة الأكاديمية والحياتية: فالمدارس التقليدية عادة ما تركز على الجانب الأكاديمي دون إعطاء مساحة كافية للمهارات الحياتية أو الاهتمامات الشخصية.
  • الاعتماد المفرط على التقييمات والاختبارات: وهو الأمر الذي يضع الطلاب في ضغط نفسي مستمر قد يؤدي لفقدان الشغف بالتعليم ككل، كما أن هذا الأمر يحصر حقيقة الطلاب في درجاتهم التحصيلية دون الالتفات لقدراتهم الحقيقية.
  • المشكلات المرتبطة بالكفاءة التعليمية: وتظهر هذه المشكلة في التفاوت بين مستوى المعلمين في المدارس والذي ينعكس على جودة العملية التعليمية، بالإضافة إلى أن العديد من المدارس تفتقر للموارد الكافية لتوفير مستوى تعليمي عالي الجودة.
  • التعرض للعديد من المشكلات الصحية: فالأطفال في البيئة المدرسية أكثر عرضة للإصابة بالمرض بسبب كثرة أعداد الطلاب وتكدسهم، كما أن الجلوس لفترات طويلة دون أنشطة بدنية كافية قد يؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية.

أهمية الاستفادة من التعليم المنزلي في ترسيخ إيمان الطفل المسلم

الاهتمام ببناء إيمان الطفل وتعاليم دينه لا يقل أهمية عن الاهتمام بتعليمه المقررات الدراسية الدنيوية، بل يزيد عنها في الأهمية خاصة في وقتنا الحاضر مع كثرة فتن الشبهات والشهوات، وامتلاك الوالدين لفرصة ذهبية كامتلاك وقت لتعليم الطفل داخل المنزل وتحصيل إيجابيات هذه العملية، يزيد من ضرورة إرفاق جوانب العقيدة في حياة الطفل اليومية، وقد دل على أهمية هذا الترسيخ منذ الصغر نماذج مختلفة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والأنبياء عليهم السلام من قبله، من أبرز هذه النماذج ما يلي:

  • دعوة نوح عليه السلام لابنه لاتباع الهدى وتحذيره من مصاحبة أهل الكفر والضلال: {يا بَنِيَّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين} [هود: 42].
  • وصية إبراهيم عليه السلام لأبنائه بإخلاص العبادة لله تعالى والابتعاد عن الشرك: {ووَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُون} [البقرة: 132].
  • وصية لقمان الأولى لابنه بتحذيره من الوقوع في الشرك: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].
  • تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أسس العقيدة وضرورة التوكل على الله لابن العباس في صغره، ودل على ذلك الحديث الشريف: ((يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله…) [جامع الترمذي: 2516].

ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء عليهم السلام من قبله هو بيان واضح على أهمية غرس الإيمان في نفوس الأبناء منذ الصغر:

  • الاهتمام بتعليم الصغار العلوم الإسلامية هو اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم كما قال جندب رضي الله عنه: ((كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاروة فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا)) [سنن ابن ماجه: 61]، وعبادة يُتقرب بها إلى الله تورث صاحبها التوفيق والحكمة.
  • العلوم الإسلامية وخاصة العلم بالله -أي الإيمان كما في الحديث السابق- تعلم الطفل لها منذ الصغر وغرسها في قلبه يجعل العبادات ومختلف فروع الدين الأخرى تستقر في نفسه تباعاً.
  • تعليم الأبناء العلوم الإسلامية هو سبيل لحماية الأمة جمعاء من الفتن والزيغ والضلال، دل على ذلك قول أحد الرجال للأعمش رحمه الله: “هؤلاء الغلمان حولك؟! قال: اسكت هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك”.
  • الغرس الصحيح للإيمان في نفوس الأطفال هو سبيل مساعدتهم على مواجهة مضلّات العصر الحديث التي تهدف لمحاربة الفطرة السوية، وتغذية النفوس الفتية بعقائد فاسدة، وتترك وراءها جيلاً هشَ البنيان يسهل هدمه.
  • تعلم العلوم الإسلامية في الصغر أسهل وأكبر وقعاً في نفس الطفل من تعلمها في الكبر، وذلك لكونها توافق الفطرة التي جُبل عليها والتي لم تدنس بعد بالأفكار والمعتقدات المخالفة لها.

كيف يمكن إعداد منهج تعليم منزلي متكامل الأركان؟

إعداد منهج تعليم منزلي

بناء منهج تعليمي متكامل للطفل المسلم يتطلب ترابط وتكامل محورين، الأول منها ديني، والآخر دنيوي، يتم تعليمها كل منهما للطفل بشكل مناسب بما يتوافق مع مرحلته العمرية وقدرته على الفهم والاستيعاب؛ لتصبح قدرته على التطبيق أمراً ملموساً يمكن رؤيته والتعديل عليه عند الحاجة، ويمكن من خلال الجزء التالي التعرف على أبرز الأسس في كلا المحورين وطرق وأساليب تطبيقها في المنزل.

المحور الأول: بناء الجانب الديني للطفل

بناء الجانب الديني للطفل المسلم يعزز قيمه الأخلاقية ويشجعه على اتباع المبادئ الإسلامية في حياته اليومية، ويتحقق ذلك من خلال تعزيز فهمه للقرآن والسنة بتعلمه للعربية، والجد في تعليمه ذلك وسيلة لتنمية الوحي الروحي وتحفيزه على طاعة الله مما يضمن له الفوز في الدنيا والآخرة، وأبرز الجوانب التي ينبغي الحرص عليها لتحقيق ذلك موضحة فيما يلي.

أولاً: تعلم أركان الإسلام

القيام بتعليم الطفل أركان الإسلام منذ الصغر يعزز فهمه للعبادات وأهميتها، ويغرس في داخله قيم الإيمان والتقوى التي تُقوي علاقته مع الله تعالى، ويمكن للوالدين تحقيق ذلك من خلال اتباع ما يلي:

  • شرح المعاني التي تتضمنها الشهادتين بشكل يسير، ويمكن الاستعانة بالقصص في تحقيق ذلك، والحرص على جعل الطفل يكرر لفظ الشهادتين بشكل يومي خاصة في أوقات الصلاة لترسيخ معانيها في ذهنه.
  • استخدام لغة بسيطة وسهلة عند شرح الأركان الخمس للطفل، وربطها بالأفعال اليومية مثل تعليمه كيفية الصلاة بشكل تدريجي، بدءاً من كيفية الوضوء، ثم عدد الركعات المخصصة لكل صلاة وكيفية أدائها، ثم الانتقال إلى تعليمه السنن الرواتب، كما يجب التدرج مع الأطفال في التطبيق فيبدأ الطفل أولاً بمشاهدة الوالدين خلال الصلاة، ثم الانتقال للمشاركة معهما خلال تأديتها، حتى يصل للتمكن من أداء الفروض بشكل منفرد.
  • تشجيع الأطفال على تجربة الصيام في رمضان، بدءاً من صيام بضع ساعات فقط خلال اليوم بما يناسب أعمارهم وطاقتهم، وزيادتها بالتدريج، ويمكن تعزيز محبة هذه الشعيرة في نفوسهم من خلال خلق الأجواء الحماسية المُترقِبة لقدوم شهر رمضان والاستعداد السابق له، وهو ما يجعل الأطفال يشعرون بمدى تقديس الشهر وفضيلته وتحبيبهم فيه.
  • التأكيد على أهمية الزكاة وأعمال الخير، من خلال تشجيع الطفل على التبرع بجزء من ماله أو ألعابه أو ملابسه للأطفال المحتاجين، والتحدث معهم عن ثواب ذلك وأجره عند الله، كما يمكن رواية العديد من قصص السيرة التي تؤكد على فضل هذا العمل مثل كيفية تقديم الصحابة للصدقات والزكاة وتسابقهم في ذلك.

ثانياً: تعلم القرآن الكريم

تعليم القرآن للأطفال

يمكن للوالدين البدء في تحفيظ الأبناء للقرآن الكريم منذ عمر (3) سنوات وحتى عمر (6) سنوات؛ وذلك لأن القدرة الاستيعابية للطفل في هذه المرحلة تكون نشطة وتمتاز بالسرعة مما يساعد على ثبات الحفظ، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع الطريقة التالية:

  • البدء بشكل تدريجي في تعليم الطفل الحروف والأصوات ليتمكن من نطق الآيات بشكل صحيح.
  • التركيز على الحفظ التدريجي، عن طريق البدء بحفظ قصار السور وتكرارها بشكل مستمر في الصلوات، ومن ثم تُقسّم السور الكبيرة إلى أجزاء وتكرارها حتى الثبات، مع الحرص على ربط الأجزاء المقسمة مع بعضها البعض بشكل مستمر عن طريق المراجعة.
  • استخدام بعض التقنيات والوسائل المساعدة في عملية التعلم، مثل الاستماع لتلاوة القرآن، واستخدام التطبيقات المخصصة لحفظ الأطفال مثل تطبيق “آيات” أو “مصحف التجويد”.
  • التحفيز المستمر للطفل وتشجيعه على الاستمرار من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب مثل المكافآت أو الجوائز التحفيزية، وإجراء بعض المسابقات التنافسية بين الأطفال لتحفيزهم على المثابرة.
  • تعلم معاني القرآن الكريم بشكل مبسط يناسب مستوى الطفل ومرحلته العمرية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاستعانة بالقصص القرآنية مثل قصص الأنبياء لما تتضمنه من العبر والحكم، أو الاستعانة بكتب التفسير المبسط أو كتب شرح الألفاظ والمعاني الصعبة للأطفال.
  • الاستمرار في عملتي المراجعة والتثبيت بشكل دوري سواء كان ذلك في صورة يومية أو أسبوعية؛ لأن ترك الطفل لفترة طويلة دون مراجعة يؤدي إلى تفلت الحفظ.
  • استخدام أسلوب التفسير بالقصص لمساعدة الطفل في فهم المفاهيم الأخلاقية الواردة في القرآن بشكل مبسط، مثل قصة سيدنا يوسف وقصة سيدنا إبراهيم؛ لكونها تتضمن مفاهيم يمكن للطفل استيعابها بسهولة ويستخرج منها العديد من الدروس والعبر.
  • يمكن استخدام كتب التفسير المصورة المخصصة للأطفال؛ لكونها تساعد في إيصال المعاني بشكل أكثر سهولة.
  • يمكن استخدام عملية التفسير المتبادل فبعد قراءة الآيات المقررة يقوم أحد الوالدين بتفسير الآيات وشرحها للطفل ثم يطلب منه أن يعيد تفسير ما فهمه، مما يعزز روح المشاركة ويزيد من تثبيت ما تم فهمه من معاني.

رابعاً: تعلم الأحاديث والأدعية النبوية

تعلم الأطفال الأحاديث والأدعية النبوية في التعليم المنزلي يعد من الأمور المهمة التي تعزز من تقوية الإيمان في نفوسهم، وتنمي لديهم حب النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك عدة أساليب ووسائل يمكن استخدامها لجعل هذا التعلم ممتعاً وفعالاً في نفس الوقت، وفيما يلي بعض الأساليب التي يمكن استخدامها لتحقيق ذلك من خلال التعليم المنزلي:

  • تخصيص وقت يومي لتكرار الحديث أو الدعاء مع الطفل مثل وقت النوم أو بعد كل صلاة، ويمكن البدء بالأحاديث والأدعية القصيرة والسهلة التي تناسب عمر الطفل.
  • شرح الأحاديث والأدعية من خلال استخدام القصص التي ترتبط به وتُظهر المعاني والفضائل التي يتضمنها بشكل أفضل، ولزيادة التأثير يمكن استخدام أحد الأساليب التفاعلية مثل القيام بطرح الأسئلة المتنوعة التي تعمل على جذب انتباه الأطفال.
  • استخدام وسائل الألعاب والأنشطة التفاعلية مثل البطاقات الملونة التي تحتوي على أجزاء من الأحاديث ويطلب من الطفل القيام بترتيبها بشكل صحيح.
  • القيام بتطبيق الأحاديث والأدعية خلال الحياة اليومية، فمثلاً يمكن تشجيع الطفل على مساعدة شخص كبير في السن تطبيقا لحديث ((من لا يرحم لا يُرحم)) [صحيح البخاري: 5997]، كما ينبغي ربط الأدعية بالمواقف اليومية مثل الدعاء الذي يُقال بعد الانتهاء من الطعام، وأدعية الدخول والخروج من المنزل وغيرها.
  • الاستعانة بالوسائل البصرية مثل القيام بتصميم لوحة أو جدول يحتوي على الدعاء أو الحديث المقرر وتزيينه بطريقة جذابة تلفت انتباه الطفل بشكل متكرر.
  • يمكن تطبيق أسلوب المراجعة الجماعية في حالة وجود أكثر من طفل، من خلال الجلوس في جلسة تعليمية وتعلم حديث جديد والتشارك في تفسير وشرح معانيه والدروس المستفادة منه؛ لأن الأطفال عادة ما يتعلمون من بعضهم البعض.

خامساً: التعرف على السيرة النبوية

تعريف الأطفال بالسيرة النبوية هو أهم الوسائل لغرس حب النبي صلى الله عليه وسلم في قلوبهم، وتعرفهم على سيرته وأخلاقه، ويمكن تحقيق هذا الجانب من خلال ما يلي:

  • استخدام القصص المبسطة التي تسرد حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتتميز بأسلوب شيق وممتع يتناسب مع أعمارهم، كما يمكن أيضاً التحدث عن قصص الأنبياء وعلاقتهم مع الله وسعيهم في دعوة قومهم؛ لتعزيز فهم الطفل للدين الإسلامي ودعوته.
  • القيام باستخدام الكتب والقصص المصورة التي تكون بلغة سهلة وتتضمن رسومات ملونة وصوراً متنوعة تساعد في جذب انتباه الأطفال.
  • اللجوء إلى الألعاب التعليمية، خاصة الورقية التي تُعرّف الأطفال بالسيرة النبوية، كما يمكن استخدام العديد من الأنشطة الفنية مثل الرسم الذي يساعد في تصوير الأحداث وفهمها بشكل أوضح.
  • تكرار قيم وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم على مسامع الأطفال وحثهم على الاقتداء بصفاته مثل الصدق، والأمانة، والتسامح، والرحمة، والوسيلة الأفضل لتطبيق ذلك هو الربط بين هذه القيم ومواقف الحياة اليومية.
  • الحرص على تعليم الطفل الأحاديث النبوية التي تناسب عمره وفهمه، ولتحقيق ذلك ينبغي البدء بالأحاديث القصيرة والبسيطة والتي تتضمن العديد من المعاني التربوية.

سادساً: مقررات اللغة العربية

تعلم الفصيحة للأطفال
هذا المعتصم بالله فخر الدين مع أبيه، لهما تجربة تستحق المتابعة في تعلم اللغة الفصيحة واستعمالها في الحياة اليومية

هناك العديد من الطرق والوسائل التي يمكن استخدامها من أجل تعليم الطفل مقررات اللغة العربية بشكل يجمع بين المتعة والفائدة، من أبرز هذه الطرق ما يلي:

  • يجب في البداية الحرص على توفير بيئة تعليمية منظمة من خلال تخصيص مكان هادئ ومريح في المنزل تُحفظ فيه كافة الكتب والوسائل التعليمية المساعدة، وتعليق جدول يومي أو أسبوعي يتضمن وقت محدد لدراسة اللغة بانتظام.
  • القيام بتقسيم مقررات اللغة العربية إلى مجموعة من المهارات الأساسية التي يجب التركيز عليها بشكل متواز وهي كما يلي:
  1.  مقرر القراءة: يمكن استخدام الكتب الميسرة التي تحتوي على نصوص وصور توضيحية وتشجيع الطفل على قراءة محتواها بصوت عال، كما ينبغي البدء بالكلمات التي يعرفها الطفل مثل أسماء أفراد العائلة أو الأشياء المحيطة به.
  2. مقرر الكتابة: يتم تخصيص دفتر خاص للطفل لتعلم الكتابة، وتكون الخطوة الأولى بتدريب الطفل على كتابة الحروف بشكل صحيح باستخدام كراسات الخط، ثم تعليمه كتابة الكلمات ثم الجمل تدريجياً، ويمكن ربط هذه العملية بالأنشطة اليومية، مثل أن يطلب من الطفل كتابة قائمة تَسوّق أو أسماء أصدقائه.
  3. مقرر القواعد والنحو: يتم تقديم قواعد اللغة بشكل ميسر من خلال أمثلة عملية ومواقف يومية، واستخدام بعض الألعاب التعليمية مثل ترتيب الكلمات لتكوين جملة صحيحة أو تلوين الكلمات حسب نوعها (فعل، اسم، حرف).
  4. مقرر التعبير: يطلب من الطفل كتابة جمل قصيرة عن مواضيع يحبها مثل: ماذا فعلت اليوم؟ كما يمكن استخدام الصور كمحفزات يصف الطفل من خلالها ما يراه شفهياً أو كتابياً.
  • استخدام الألعاب التعليمية الممتعة مثل: لعبة الكلمات المتقاطعة أو تركيب الحروف.
  • استخدام القصص خلال عملية التعلم من خلال اختيار المناسب لعمر الطفل وتتضمن لغة عربية فصيحة وكلمات سهلة، وبعد الانتهاء من القراءة يمكن القيام بمناقشة الطفل ليتعلم مفردات جديدة ويطوّر مهاراته اللغوية.
  • استخدم تطبيقات تعليم اللغة العربية المصممة للأطفال، مثل تطبيق (كرزة ) أو تطبيق ( أ ب ت) وغيرها، كما يمكن الاستفادة من الفيديوهات التعليمية التي تقدم دروساً تفاعلية تناسب أعمار الأطفال المخاطبين.
  • استخدام الحياة اليومية كوسيلة للتعلم كأن يطلب من الطفل قراءة لافتات الشوارع أو عناوين الكتب، أو القيام بكتابة قائمة المهام اليومية أو وصف الأشياء المحيطة به.

سابعاً: بر الوالدين

تعليم الطفل أهمية بر الوالدين يتطلب مزيجاً من التوعية الإيمانية والتوجيه والتطبيق العملي، ومن الطرق التي يمكن استخدامها في ذلك ما يلي:

  • البداية تكون بالتحدث عن مفهوم البر بلغة بسيطة، يتم فيها استخدام الكلمات والمصطلحات التي تناسب أعمار الأطفال.
  • الاستعانة بالقصص التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية مثل قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع والده، وقصة إسماعيل مع والده إبراهيم عليهما السلام، والعديد من قصص الصحابة والتابعين.
  • القدوة الحسنة، فالأطفال في بداية حياتهم يتعلمون من خلال ملاحظة سلوك والديهم فعندما يظهر الوالدين حباً وعناية واحتراماً لوالديهم ويرى الطفل ذلك فستكون النتيجة هي التقليد والاقتداء.
  • الحرص على إشراك الطفل في مساعدة والديه في الأمور البسيطة التي لا تسبب له الضرر مثل القيام ببعض الأعمال المنزلية أو الذهاب إلى السوق مع الأب وغيرها، وينبغي الحرص على مدح الطفل والثناء على فعله ليدرك الأثر الحسن الناتج عن ذلك.
  • التأكيد على جزاء بر الوالدين في الدنيا والآخرة، وأن ثواب ذلك لا يعود على الوالدين فقط بل وعلى الشخص نفسه، حيث أن البر يزيد من رضا الله على العبد ويجلب له السعادة والبركة في حياته.
  • استعانة الوالدين ببعض الكتب التربوية أو القصص التي توضح الجوانب الإيجابية للبر وتساعد في ترسيخها في نفس الطفل.

ثامناً: غرس القيم والأخلاق

القيم والأخلاق الحميدة هي جزء متأصل في إيمان الطفل المسلم، ويجب الحرص على بنائها بشكل صحيح، وتحقيق ذلك يمكن أن يتم من خلال التالي:

  • الحرص على المثال الشخصي، فالأطفال يحصلون على ركائزهم الأساسية من خلال مشاهدة سلوكيات والديهم، ولذلك يجب عليهم الحرص على إظهار مكارم الأخلاق أمام الأطفال من خلال مجموعة من التصرفات مثل احترام الوقت، والتعبير عن الامتنان، وتحمل المسؤولية وغيرها.
  • تعلم القيم من خلال القصص التي تتضمن دروساً عن الأخلاق، ويعتبر من أبرزها قصص الأنبياء والصحابة، أو القصص التي تتحدث عن الصدق والأمانة وحب الخير والحرص على مساعدة الآخرين.
  • استخدام الحوار كوسيلة لتعلم القيم وذلك من خلال تخصيص وقت معين للتحدث عن إحدى القيم الأخلاقية بشكل موسع مثل الصدق، والاحترام، والتعاون، والتسامح وتطبيقها بشكل عملي في المواقف اليومية، كما يمكن استغلال الأخطاء التي يقع فيها الطفل من أجل توجيهه نحو الصواب بدلاً من اللجوء إلى اللوم أو العقاب.
  • القيام بوضع قواعد أخلاقية واضحة داخل الأسرة مثل الصدق، والاحترام، والتعاون، والانضباط، واستخدام نظام المكافآت لتشجيع الأطفال على الامتثال للسلوك الإيجابي، أو العقوبات التربوية المناسبة في حال حدوث سلوك غير مرغوب من أحد الأطفال لحثه على عدم تكراره.

المحور الثاني: العلوم الدنيوية

تعليم مبادئ الرياضيات للأطفال

يتضمن الجانب الدنيوي في التعليم المنزلي، المقررات الدراسية التي يتعلمها الأطفال في المدارس، وتعلمها أمر ضروري لا يمكن إهماله لكي يكون الطفل متوافقاً مع أقرانه من نفس المرحلة العمرية، ويتمكن فيما بعد من تحصيل الشهادة الجامعية والانخراط في مجتمعات العمل الخارجية، وأهم هذه المقررات والأساليب التي يمكن اتباعها خلال عملية التعلم موضحة فيما يلي.

أولاً: مقرر مبادئ الحساب

تعلم الأطفال لمبادئ الحساب أمر هام لكونها واحدة من الأمور الضرورية في ممارسة الحياة اليومية، ويمكن إتمام عملية التعلم بشكل منزلي من خلال اتباع النظام التالي:

  • القيام بتقسيم محتوى المقرر إلى مهارات أساسية، تبدأ المرحلة الأولى فيها بالأعداد والعمليات الحسابية وما تتضمن عليه من التعرف على الأعداد، وعملتي الجمع والطرح، ثم عمليتي الضرب والقسمة في المستويات الأعلى، ثم يتم الانتقال للمرحلة الثانية التي تتضمن التعرف على المفاهيم الأساسية مثل الأشكال الهندسية وأدوات القياس، وأخيراً الكسور والنسب في المستويات المتقدمة، وتتضمن المرحلة الثالثة والأخيرة طرق حل المشكلات الرياضية من خلال حل المسائل الرياضية المختلفة.
  • خلال عملية التعلم يمكن الاستعانة ببعض الألعاب التعليمية مثل استخدام مكعبات أو أزرار ملونة لتعليم العد والجمع.
  • استخدام القصص التي تتضمن بعض المسائل الرياضية على سبيل المثال: “لدى أحمد 5 تفاحات وأعطى صديقه 2، كم تبقى معه؟”، كما يمكن استخدام الحساب الرياضي في المواقف اليومية مثل: القيام بقراءة الساعة، أو تقسيم مجموعة من الحلوى بشكل متساو على أفراد الأسرة.
  • الاستعانة بالوسائل البصرية مثل القيام بصناعة جدول للأرقام وتثبيته على أحد جدران غرفة الطفل ليسهل عليه الرجوع إليه بشكل متكرر، كما يمكن استخدام البطاقات الملونة لتعلم الجمع والطرح، أو تعريف الطفل على الأشكال الهندسية من خلال صناعتها بشكل يدوي باستخدام الورق وبعض الأدوات المنزلية.
  • تخصيص وقت يومي لتعلم الرياضيات وتوزيع المهارات التي يراد تعلمها على أيام الأسبوع فمثلاً في اليوم الأول يتم تعلم كيفية العد والجمع، وفي اليوم الثاني يتم تعلم الطرح والمقارنة، وفي الثالث يتم التعرف على الأشكال الهندسية، وفي اليوم الرابع يتم حل مسائل تطبيقية بسيطة على كل ما سبق وهكذا.
  • تشجيع الأطفال بشكل مستمر من خلال تقديم المكافآت البسيطة عن التمكن من إتمام حل أحد التمارين الرياضية بشكل صحيح لأن ذلك يحفز الأطفال على الاستمرار.
  • التدرج في عملية التعلم فيجب أن يتقن الطفل المبادئ الأساسية أولاً، ثم يبدأ في التعود على تمارين الجمع والطرح باستخدام أرقام كبيرة، ثم الانتقال إلى عمليتي الضرب والقسمة، وأخيراً التعرف على الكسور والنسب.

ثانياً: مقررات المواد العلمية

المواد العلمية للأطفال

تعلم المواد العلمية (مثل: العلوم والفيزياء والكيمياء والأحياء) من خلال التعليم المنزلي يتطلب أساليب تفاعلية ووسائل مبتكرة تحفز الطفل على الفهم والتطبيق العملي، ويمكن التعرف على أبرزها من خلال التالي:

  • القيام بوضع جدول زمني متوازن من خلال تخصيص وقت يومي أو أسبوعي لدراسة المواد العلمية ويتم تقسيم الدرس الواحد إلى ثلاث أقسام: يبدأ بالشرح النظري ويكون في مدة تتراوح بين (10-15 دقيقة)، ثم مرحلة التجربة العلمية أو النشاط في مدة (15-20 دقيقة) وأخيراً مرحلة التقييم والتلخيص في مدة تتراوح بين (5-10دقائق).
  • استخدام التجارب العملية في أثناء عملية الشرح على سبيل الشرح يمكن صناعة بركان منزلي باستخدام بيكربونات الصوديوم والخل من أجل تعلم التفاعلات الكيميائية، ولتعلم مراحل النمو في مادة الأحياء يمكن القيام بزراعة أحد النباتات في المنزل ومتابعتها بشكل مستمر، ويمكن استخدام الكرات لاختبار سرعة سقوط الأجسام وتأثير الجاذبية في الفيزياء وهكذا.
  • استخدام الألعاب العلمية مثل لعبة تركيب جسم الإنسان أو ترتيب كواكب المجموعة الشمسية.
  • القيام بتنفيذ المشاريع والأنشطة العملية مثل القيام ببناء نموذج للمجموعة الشمسية من خلال استخدام الكرات والورق، أو صناعة مجسم لجسم الإنسان أو الذرات والجزيئات باستخدام الأدوات المتوفرة في المنزل.
  • الاستفادة من المواد الطبيعية في التعلم فمثلاً يمكن القيام برحلة استكشافية لإحدى الحدائق والمحميات الطبيعية لدراسة النباتات والحيوانات، أو مراقبة السماء خلال الليل لرؤية النجوم والكواكب، والتعرف على حركة الشمس من خلال متابعة الظل، وفهم حالات المادة من خلال مراقبة ذوبان الثلج.. وغيرها.
  • يمكن استخدام التطبيقات والبرامج التي تحاكي التجارب العلمية التي لا يمكن تطبيقها منزلياً (مثل التفاعلات الكيميائية الخطرة) ومن أبرزها تطبيق PhET لمحاكاة تجارب الفيزياء والكيمياء.
  • يفضل استخدام لغة بسيطة خلال عملية شرح المفاهيم العلمية، والقيام بربط العلوم بالواقع لجعلها أكثر واقعية وسهولة في الفهم، والتحلي بالصبر مع الطفل عند مواجهته صعوبة في فهم بعض الأمور.

ثالثاً: مقررات المواد الاجتماعية

 المواد الاجتماعية هي مقرر كل من (التاريخ، والجغرافيا) ويمكن للطفل أن يتعلمها في المنزل بمساعدة الوالدين من استخدام الأساليب والوسائل التالية:

  • التعلم من خلال الخرائط والرسوم التوضيحية لتعلم أسماء الدول، والقارات، وتحديد المواقع الجغرافية، ويمكن أن يطلب من الطفل القيام بعملية رسم وتلوين للجزء الذي يتناوله الدرس كنشاط تعليمي خلال الفترة المخصصة للتعليم، كما يمكن استخدام الخرائط في شرح الأحداث التاريخية مثل هجرة النبي صلى الله عليهم وسلم، وأحداث الغزوات والفتوحات الإسلامية.
  • استخدام أسلوب الرواية القصصية للتعرف على الشخصيات والأحداث التاريخية بأسلوب أكثر متعة وأسهل في الفهم، ويمكن الاستعانة بالكتب التاريخية المصورة التي توضح الأحداث من خلال سرد مبسط.
  • القيام ببعض الرحلات التعليمية الميدانية من خلال زيارة المتاحف التاريخية أو المحميات الطبيعية، كما يمكن الاستعانة بمقاطع الفيديو لاستكشاف الأماكن والمعالم التاريخية.
  • صناعة بعض المشاريع المنزلية مثل القيام بتصميم مجسمات لبعض المعالم المشهورة مثل الكعبة والمسجد الأقصى، أو القيام بتصميم لوحة جدارية زمنية توضح تسلسل الأحداث التاريخية.
  • استخدام أسلوب المناقشة والحوار من أجل التعلم حيث يتم تشجيع الطفل على التعبير عن آرائه حول الموضوعات الاجتماعية أو التاريخية التي يتضمنها المقرر الدراسي، ويمكن طرح بعض الأسئلة مثل: ما هي الدروس التي نتعلمها من هذا الحدث التاريخي؟ وغيرها بما يتوافق مع المادة ومضمون المقرر.
  • تحفيز الطفل وتكليفه بالقيام ببعض عمليات البحث والاستكشاف مثل أهم الأنهار في العالم وما هي مراحل نشوء الحضارات؟ وما هي أهمية المواقع الأثرية؟ وغيرها بما يناسب المقرر التعليمي.

كيف نزيد من فاعلية التعليم المنزلي؟

هناك بعض الأساليب التي يمكن اتباعها للعمل على تعزيز فاعلية التعليم المنزلي خاصة خلال تعليم الأطفال العلوم الإسلامية، أبرزها:

  • التعلم من خلال استخدام القصص والأمثال، خاصة تلك التي تمتاز بالقدرة على جذب انتباه الأطفال، ومن أهم القصص التي يجب أن يتضمنها جدول الطفل التعليمي قصص الأنبياء والسيرة النبويّة لشرح المفاهيم الأساسية مثل التوحيد وعبادة الله، كما يمكن استخدام القصص التربوية التي تحث الصدق والأمانة، وغيرها من القيم الدينية.
  • الأنشطة التفاعلية المختلفة والألعاب التعليمية التي تجعل من عملية التعلم أكثر متعة مثل ألعاب البطاقات التي تحتوي على أسئلة عن الأنبياء أو أركان الإيمان، يُجيب عنها الأطفال خلال أنشطة عائلية جماعية لزيادة التحفيز.
  • الحرص على ربط ما يتم تعلمه من العلوم الإسلامية بمختلف الأمور اليومية مثل تشجيع الطفل على تحسين عباداته مثل الصلاة، والصيام، والزكاة، كما ينبغي الحرص على الظهور في صورة القدوة الحسنة أمام الأطفال؛ لأن الأطفال في الفترات العمرية الأولى يتعلمون من خلال المراقبة والتقليد.
  • استخدام أسلوب التعلم من خلال الأسئلة والأجوبة، وذلك من خلال تشجيع الأطفال على طرح الأسئلة المختلفة التي تطرأ في أذهانهم، والحرص على الإجابة عنها بشكل مبسط مناسب لأعمارهم، كما يمكن استخدام هذا الأسلوب خلال جلسات عائلية حوارية يُطرح فيها أحد المواضيع ويترك للطفل الفرصة للتعبير عن أفكاره.
  • التكرار والتعزيز من الأمور التي ينبغي الثبات عليها أثناء تعليم الأطفال، فالقيم والمفاهيم الإسلامية تحتاج للمراجعة بشكل مستمر لتثبيتها في عقل الطفل، وينبغي استخدام وسائل متنوعة خلال عملية التكرار والمراجعة حتى لا يشعر الطفل بالملل، كما ينبغي مدح الأطفال والثناء عليهم عند إتقانهم للمطلوب منهم لتعزيز رغبتهم في تعلم المزيد.

سلبيات ينبغي التغلب عليها لتطوير التعليم المنزلي

سلبيات التعليم المنزلي

رغم الفوائد المتعددة التي يتضمنها التعليم المنزلي، إلا أنه يشتمل على عدد من السلبيات والعيوب التي ينبغي العمل على معالجتها لرفع كفاءته، نوضح أبرزها وكيف يمكن التغلب عليها:

نقص التفاعل الاجتماعي

يعتبر التفاعل مع الزملاء جزءاً مهما من عملية التعلم، لكونه يعزز من مهارات التواصل والتعاون بين الأطفال، أما في التعليم المنزلي، فقد يعاني الأطفال من قلة الفرص للتفاعل الاجتماعي.

وللتغلب على هذه المشكلة يمكن لأولياء الأمور القيام بتنظيم أنشطة جماعية مع أطفال آخرين من المجتمع المحيط لهم مثل الرياضات الجماعية، أو الأنشطة الفنية، أو الرحلات الاستكشافية، كما يمكن إشراك الأطفال في برامج تعليمية جماعية أو النوادي الرياضية.

العبء الكبير على الأهل

حيث أن التعليم المنزلي يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين من الأهل من أجل التخطيط للدروس ومتابعة تقدم الأطفال وهو ما يكون شديد الإرهاق خاصة على الأسر التي لديها التزامات أخرى مثل عمل كلا الوالدين.

والتغلب على هذه المشكلة يتطلب من الأهل القيام بتنظيم وقتهم بشكل جيد، والعمل على تقسيم المهام بين أفراد الأسرة، ويمكن الاستعانة ببعض المنصات التعليمية عبر الانترنت، أو الاستعانة بمعلمين خصوصيين في حالة صعوبة بعض المواد.

نقص الموارد التعليمية

لا يمكن للأهل في المنزل توفير الموارد التي تتواجد في المدارس مثل المختبرات أو المكتبات المدرسية.

ويمكن حل هذه المشكلة من خلال الاستعانة ببعض المصادر على الإنترنت مثل الفيديوهات التعليمية والدورات المفتوحة. كما يمكن زيارة المكتبات العامة والمراكز الثقافية، أو الاشتراك في برامج ورش العمل والندوات التعليمية.

الافتقار للتقييم الموضوعي

يصعب على أولياء الأمور تقييم مستوى الطفل بشكل موضوعي، نظراً لأنهم يتخذون دور المعلمين وأيضاً الوالدين.

ويمكن علاج هذه المشكلة من خلال استخدام أدوات تقييم متنوعة مثل الاختبارات المعيارية، أو الاشتراك في برامج تقييم تعليمية عبر الإنترنت، أو استشارة معلمين متخصصين للتأكد من تقدم الطفل في العملية التعليمية بشكل سليم يتوافق مع أقرانه.

التعليم المحدود في بعض المجالات

فالأطفال في التعليم المنزلي قد يواجهون صعوبة في الحصول على تعليم مختص في بعض المواد مثل الفنون أو الرياضيات المتقدمة.

والتغلب على ذلك يكمن في الاستعانة بالدورات التدريبية على الإنترنت أو الانضمام إلى برامج خارجية متخصصة تقدم المواد التي يصعب على الأهل تدريسها في المنزل.

الافتقار للتوجيه المهني

فالعديد من أولياء الأمور قد لا يكون لديهم الخبرة الكافية من أجل تدريس المواد المختلفة بطريقة منهجية.

وعلاج هذه المشكلة يكمن في قيام الأهل بالانضمام للدورات التدريبية التي تعزز مهارات التدريس الخاصة بهم أو الاستعانة بالخبراء والمتخصصين في المواد الدراسية.

مراجع

رضوى التركي

كاتبة، آخذة بعنان قلمي في سبيل الله، تخصص تربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى