فيسبوك أكثر من شبكة تواصل… حقائق لم تسمع بها من قبل.
قامت الحكومة الأمريكية بإنشاء منظومة استخباراتية وأطلقت عليها عين النسر Eagle Eye، هدفها التجسس الإلكتروني على السكان لتوثيق وتسجيل كل نشاطاتهم سواءً كانت: في الشارع أو في البيت أو في العمل، ليس هذا فحسب بل أيضًا تعرف تلك المنظومة أسماء جميع السكان وحالتهم النفسية وتتوقع تتطور تلك الحالة وتبعاتها، كما أنها تُراقِب كل شيء يفعلونه على الإنترنت بداية من المواقع المدونات التي يتصفحونها ورسائلهم الخاصة، وعلاقاتهم الاجتماعية، وحتى أماكن تواجدهم… هذه كانت فكرة أحد الأفلام والتي تُصنف كخيال علمي، ما رأيك إذا تحول هذا الخيال العلمي إلى حقيقة وتم بالفعل صناعة تلك الآلة؟! لا تتعجب بالفعل هذه الآلة موجودة وأنت من تعطيها المعلومات والتوثيقات طواعيةً منك وخيارًا! إنه فيسبوك الذي تعدى كونه مجرد شبكة تواصل.
دعونا نستعرض بعض الحقائق الصادمّة حول فيسبوك والتي لا يعرفها الكثيرون، فيتعاملون مع تلك المنظومة على أنها مجرد شبكة تواصل:
1- أنت تعمل لصالح فيسبوك ولكن دون مقابل مادي:[1]
http://gty.im/144973302
تصور أن شركة من مزودي خدمة الاتصالات عرضت عليك عدد مفتوح من الدقائق المجانية، وقالت لك تكلم كيفما تشاء وفي أي وقت تشاء، هل سترفض ذلك العرض؟
بالطبع لن ترفضه فأنت ترى أنك تؤدي اتصالاتك بدون أن تدفع مقابل… هذا صحيح ولكن دعنا ننظر للأمر من زاوية أخرى: هل تعلم أن تلك الشركة أرادت أن تختبر قوة الشبكة في كل المناطق التي تغطيها تلك الشبكة، على مدار الساعة، وأن تخصيص أفراد أو معدات لعمل تلك المهمة كان سيُكلف الشركة أموالًا طائلة أضعاف تلك الدقائق التي أخذتها أنت؟ هل تعلم أن الشركة كانت بحاجة لمن يختبر الشبكة ويبدي رأيه فيها وحبذا لو كان ذلك الشخص من المنطقة التي يريدون اختبارها؟ الآن ترى أن الشروط التي وضعوها وكأنها وضعت على مقاسك، فكم تستحق أن تتقاضى مقابل ذلك العمل؟
هذا تمامًا ما يفعله فيسبوك فنحن مثلًا حين نقوم بزيارة مطعم وإبداء رأينا فيه، فنحن بذلك نقدم للفيسبوك خدمة مجانية يستطيع هو أن يبيعها لأصحاب المطاعم الأخرى لتقييم عملهم وخطتهم، وكذلك الأمر مع تلك التحديثات الجديدة فهي مجرد أداة لتحديد اتجاهاتنا بشكل أكثر دقة.
لذلك ففيسبوك يجني المال من خلال بيع معلوماتنا الشخصية لمن يدفع أكثر
2- في فيسبوك أنت سلعة ولست مستخدم
نحن نقضي الكثير من الوقت في تصفح تلك الشبكة الاجتماعية المجانية ولا ندفع لها مقابل ذلك التصفح، إذًا كيف حصلت شركة فيسبوك على أرباح بقييمة 17,928 بليون دولار[2] في 2015؟
الأمر بسيط جدًا فهناك بديهية قديمة تقول:
“إذا لم تكن تدفع؛ إذًا فأنت المُنتَج”
ونحن بالفعل لا ندفع للفيسبوك لأننا السلع أو المنتجات التي يجني منها أرباحه، حيث أن المستخدم الحقيقي هو من يدفع مقابل خدمة تُقدم إليه، لذلك فالمستخدمون هم الجهات التي تدفع للشركة مقابل تلك السلعة-معلوماتنا-لتحقق فيسبوك تلك الأرباح.
3- فيسبوك معفي من أي ضرر يحدث لك من خلال استخدام معلوماتك
شروط الخدمة في فيسبوك في النقطة الخامسة عشر وفي الفقرة الثالثة[3] جاء فيها:
إننا نوفر فيسبوك “كما هو” من دون أي ضمانات صريحة أو ضمنية … لا نضمن أن يبقى فيسبوك أمنًا أو خاليًا من أي خطأ أو أن يعمل من دون تعرّضه لمعوّقات أو فترات تأخير أو شوائب. ليس فيسبوك مسؤولاً عن الإجراءات أو المحتوى أو المعلومات أو البيانات التي تخص أطراف ثالثة، وأنت تبرئ ذمتنا وذمة أعضاء مجلس الإدارة والمسؤولين والموظفين والوكلاء لدينا، من أي مطالبات وأضرار، سواءٌ كانت معروفة أم مجهولة، تنشأ عن أي مطالبة ترفعها ضد أي من هذه الأطراف الثالثة أو تكون ذات صلة بها بأي طريقة.
وكما هو واضح ففيسبوك يخلي مسؤوليته تمامًا من أية أضرار قد تتعرض لها نتيجة سوء استخدام معلوماتك، وبالتالي لا نستطيع مقاضاته مقابل أي ضرر ينتج عن استخدام تلك البيانات.
4- فيسبوك لا يكتفي بتسجيل معلوماتك بل يقوم بتحليلها
يقوم فيسبوك من خلال خوارزميات متقدمة بتحليل كل البيانات التي تُدخلها إليه وكذلك التي يحصل عليها بطرق أخرى، مما يتيح معرفة كافة تفاصيل حياتك وتوقع ردود أفعالك… وهو ما جاء في سياسة البيانات في فيسبوك تحت عنوان كيف نستخدم هذه المعلومات؟:
5- الارتباط بين فيسبوك ومراكز الاستخبارات
فجَّر إدوارد سنودن مفاجأة حين أظهر وثائق تدين الحكومة الأمريكية ووكالة الأمن القومي NSA ووكالة الاستخبارات البريطانية GCHQ في مشاريع تجسس إلكترونية أهمها مشروع نظام المراقبة الشاملة XKeyScore الذي يسجل كامل نشاطاتنا على الإنترنت[4] كما يجمع كل ما هو مُتاح من معلومات عنا عبر الشبكة العنكبوتية وخصوصًا موقع التواصل فيس بوك: حيث يستطيع هذا النظام قراءة الرسائل الخاصة في صندوق الوارد في فيس بوك حتى إن قمت بحذف تلك الرسائل، بالإضافة إلى بريدك الإلكتروني ورقم هاتفك كما يمكنها معرفة الـ IP address الخاص بأي جهاز تسجل منه الدخول إلى الشبكة، كما أوضح سنودن أن الخدمات الاستخباراتية تستطيع اختراق جهازك وليس مجرد تتبعه.[5]
الأمر المثير للقلق هو علاقة وكالة المخابرات المركزية CIA بفيسبوك، حيث كان جيم براير Jim Breyer مدير شركة ACCEL من أول المساهمين في تأسيس فيسبوك عن طريق شركته حيث ساهم ب 12.7 مليون دولار[6]، الأمر المهم ليس مساهمة الشركة في إنشاء فيسبوك، ولكنه مساهمة براير والمعروف بنشاطاته ومشاركته في العديد من مشاريع الأمن المعلوماتي بالتعاون مع ال CIA حيث يشارك براير في:
- شركة InQtel والتي أنشأتها ال CIA في عام 1999 ” لتُقدِّم الحلول التكنولوجية لدعم مهمّة وكالة المخابرات المركزية وباقي وحدات الاستخبارات الأميركية”، وذلك طبقًا للتعريف الذي تنشره الشركة على موقعها. [7]
- شركة BBN وهي شركة تابعة لـ INQTEL والتي يربط موظفيها علاقات بالـ CIA من ضمنهم جيم براير وأنتيا جونز Anita Jones، كما ترتبط الشركة نفسها بمكتب المعلومات Information Awareness Office [8]والذي تتلخص مهمته في “جمع أكبر كمية من المعلومات عن الجميع داخل الولايات المتحدة بما في ذلك البريد الإلكتروني، والحسابات البنكية، والشبكات الاجتماعية، والسجلات الطبية، والمكالمات الهاتفية” حيث يستخدم المكتب في تلك المهمة جميع المعلومات الموجودة عن الأشخاص في الشبكة العنكبوتية، وبالطبع فيسبوك كأكبر قاعدة بيانات لا يُستثنى من هذا الوضع. [9]
كما يمكنك الاطلاع على باقي المؤسسين لشركة فيسبوك من هنا
6- فيسبوك يملك كل شيء تضعه عليه، حتى لو حذفت حسابك
كما هو في شروط الخدمة في النقطة الثانية: ففيسبوك له كامل الحق في استخدام كل ما تضعه عليه كما أنك تمنحه ترخيصًا دوليًا غير حصري قابل للنقل والترخيص من الباطن وغير محفوظ الحقوق لاستخدام أي محتوى محمي تنشره.
-
بالنسبة للمحتوى المحمي بحقوق الملكية الفكرية: إنك تمنحنا ترخيصًا دوليًا غير حصري قابل للنقل والترخيص من الباطن وغير محفوظ الحقوق لاستخدام أي محتوى محمي تنشره على فيسبوك أو له صلة بفيسبوك. ينتهي ترخيص المحتوى المحمي هذا عندما تحذف المحتوى المحمي الخاص بك أو عندما تحذف حسابك ما لم تكن قد تمّت مشاركة محتوى حسابك مع آخرين لم يقوموا بحذفه.
-
عندما تحذف محتوى محمي، يتم ذلك بطريقة مشابهة لطريقة تفريغ سلة المحذوفات على جهاز كمبيوتر. ولكن، أنت تدرك أن المحتوى المُزال قد يبقى ضمن النسخ الاحتياطية لفترة زمنية معقولة (لكنه لن يكون متوفرًا للآخرين).
7- فيسبوك يتتبع نشاطك على الأنترنت
وفي سياسة البيانات تحت عنوان ما هي أنواع المعلومات التي نجمعها؟ يذكر فيسبوك: أنه يجمع المعلومات عن طريق المواقع التي تستخدم خدمة فيسبوك-وما أكثرها- والتطبيقات التي نستخدمها، والشركات التابعة لفيسبوك كشركة واتس أب.
8- فيسبوك لا يحترم خصوصيتك
بدايةً مارك-مؤسس فيسبوك-لا يعترف بالخصوصية في المعلومات ويرى أن كل المعلومات يجب أن تكون متاحة للجميع[10]
كما أن فيسبوك لديه الحق في معرفة معلومات حول عمليات الدفع التي تقوم بها، ورسائلك الخاصة، وأماكن تواجدك وعلاقاتك الشخصية، وموقعك الجغرافي، كما أنه يستطيع جمع معلومات من أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف أو أي أجهزة يتم تثبيت خدمة فيسبوك عليها.
وتبعًا لهذه الانتهاكات قامت الحكومة الألمانية بمقاضاة فيسبوك بس انتهاكه للخصوصية الشخصية[11]
هذه بعض من المعلومات التي لا نعرفها عن فيسبوك الشركة التي تمتلك أكبر قاعدة بيانات في العالم، كما أنها لا تمانع استخدام أي جهة كانت لتلك البيانات، سواءً كان هذا الاستخدام لأغراض التسويق والإدارة أو بهدف التجسس وجمع المعلومات، فمن يدفع أكثر يأخذ أكثر.
وفي النهاية أمانك الرقمي والشخصي هو مسؤوليتك أنت، والمحافظة على معلوماتك لا يمكن لأحد غيرك أن يفعلها، كما أن فيسبوك لا يُنجم بل يقوم بمعرفة ما نشرته أنت عن نفسك، فحافظ على نشاطك ولا تنسى الإضافات التي تمنع التعقب والإعلانات.
المصادر:
[1] You don’t know it, but you’re working for Facebook. For free
[2] Facebook Reports Fourth Quarter and Full Year 2015 Results
[4] NSA’s #XKeyscore program could read Facebook Chats And Private Messages
[5] سنودن يكشف كيف تحدد الاستخبارات مصادر الصحفيين
[8] Information Awareness Office
[9] Facebook And It’s Connections To The C.I.A. And D.A.A.R.P.A
[10] Report: Facebook CEO Mark Zuckerberg Doesn’t Believe In Privacy
viagra levitra ou cialis qual o melhor best price levitra erfahrung mit levitra generika