العيد فرحة: لماذا يجب أن نفرح في العيد؟

تُرى هل يمكن أن نفرح بالعيد ونظهر علامات البهجة وأمتنا بهذه الحال؟! أم يجب ألا ننسى هموم الأمة وأوضاع المسلمين وجراحاتهم؟، لحظة من فضلك! هل عندما نفرح يعنى ذلك أننا لا نشعر بأمتنا؟

ما سبب اقتران الفرح بالغفلة عن هموم الأمة؟

كثير من الناس يظن أنه يجب علينا ألا نفرح وأمتنا بهذه الحالة، لأن هذا من مظاهر عدم الاهتمام بهموم المسلمين أو الاكتراث لأمرهم. وأن هذا دليلٌ على الغفلة، والأكثر من ذلك أنهم يحسبون أن الدين هو الذي يدعونا ويأمرنا بذلك. فهل هذا صحيح؟

الإسلام دين الفرح وليس دين الكآبة

لم يدعونا الإسلام إلى الحزن أبداً وهذا واضح من آيات ربنا في قوله “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” وكان هذا بعد معركة أحد التي نزل بالمسلمين فيها مصائب كثيرة، وقوله-عز وجل-“ولا يحزنك قولهم” وأيضا: ” إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا”. وكان النبي صلى الله عليه وسلم-يستعيذ بالله من الحزن فيقول (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن)، وقال ابن تيميه-رحمه الله: (وأما الحزن فلم يأمر الله به ولا رسوله، بل قد نهى عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين).

وعلى الجانب الآخر دعانا ديننا إلى الفرح والاستبشار وذلك في قوله (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون). وقول النبي صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة)

إذن دعونا نبحث إذا ما كان هناك فوائد للحزن أم لا!

فوائد الحزن

إذا بحثنا عن فوائد للحزن المعروف فلن نجد له أي فوائد لذا لم يأمرنا ربنا به. قال ابن تيميه: (وذلك لأنه-أي الحزن-لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة منه وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به). بل العكس تماما، نجد أن للحزن أضرار منها أن يقعدنا عن أعمالنا، ويجعلنا نهمل متطلبات حياتنا اليومية ولن نستطيع بحزننا هذا أن ننصر مظلوماً أو أن ننهض بأمتنا التي نحزن من أجلها. إذن فما العمل؟

توجيه الحزن

الحل هو ألا يكون الحزن مشاعر سلبية للتثبيط والبكاء فقط ونشعر بذلك أننا أدينا واجبنا نحو الأمة ونصرنا المستضعفين ونريح ضمائرنا، ثم بع ذلك إذا رأينا صوراً ومقاطع نحزن مرة أخرى ويكون منتهانا إلى الحزن وفقط! بل الواجب هو أن نوجه هذه المشاعر ف المكان الصحيح وأن نجعل هذا الحزن دافعاً للعمل على دفع الضرر عن الأمة بإنجاز أعمالنا وعدم القعود. إننا لم نسمع أن المكتئبين قد فتحوا بلاداً أو أقاموا أمماً. لأن الحزن لم يساعد يوماً على الإنجاز والتقدم. ولنعلم أن الحزن هو من فعل الشيطان فقد قال إله-تعالى-” إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله”

هل يجلب الحزن مزيداً من الأتباع؟

إذا كنت تظن أنك بهذا الحزن أكثر إيماناً ويقظة فقد وضحنا هذا من قبل، ولكن إن كنت تظن أنك بحزنك سيلتف الناس حولك فقد أخطأت، وهذا لأن الإنسان بطبيعته لا يحب الكآبة والحزن ولن يجذبه شيء إليك أو إلى دين الله مثل البسمات والبشارات والطمأنينة، قال الله-عز وجل-:” لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة”، وقال –صلى الله عليه وسلم-: (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا). بعد كل هذا سيقول قائل إننا بذلك ندعو إلى عدم الحزن على إخواننا بتاتاً أو حتى في حياتنا العادية فنقول لا نحن نطالب بالموازنة وبتصحيح المفاهيم فيصبح اقتران الطاعة بالفرح والمعصية بالحزن بدلاً من العكس

الموازنة بين الفرح والشعور بمآسي المسلمين

الله –عز وجل-أعلم بخلقه وبطبيعة النفس البشرية وأنها بحاجة إلى مواسم للفرح قال تعالى: “ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير” فجعل لنا عيداً كموسم للفرحة باستكمال طاعة الله وشرعه لنا وأمرنا بالفرح فيه فقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم- (للصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه)، وبالتأكيد لا ننسى ما يحاك بالأمة وما تمر به من ظروف، فينبغي علينا أن نوازن بين الأمرين وألا نفسد هذه الفرحة بحزن لا ينفع.

هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به       وبذلك الخير فيه خير ما صنعا

أيامه موسم للبر تزرعه                       وعند ربي يخبي المرء ما زرعا

فتعهدوا الناس فيه: من أضر به           ريب الزمان ومن كان لكم تبعا

وبددوا عن ذوي القربى شجونهم             دعا الإله لهذا والرسول معا

واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم            بدرًا رآه ظلام الليل فانقشعا

تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير،


بقلم ألاء عنتر

آلاء عنتر

طالبة جامعية، ومدونة حرة، مهتمة بالشئون الإسلامية، والعلوم الطبيعية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى