هل لاحظت يومًا ماذا يدرس أولادك في المدرسة؟

هل لاحظت يومًا ماذا يدرس أولادك في المدرسة؟ ما المناهج التي تُدَرس لهم؟ وإلى ماذا تهدف هذه المناهج؟ هل هي ما تربينا عليه أم حَدَثَ تغيرٌ في القيم التي تُزرع فيهم؟ وإذا حدث تغيرٌ في المناهج والقيم فهل هي للأفضل أم للأسوأ؟ وإذا كانت للأسوأ فلمَ هذا؟ ولمصلحة من؟

إذا كنت لم تسمع بأيٍ من هذه العبارات من قبلُ فأنت بحاجةٍ إلى معرفة ما يحدث حولك ولأولادك، وإذا كنت قد سمعت بها من قبلُ فلعل في هذا الموضوع ما يضيف لمعلوماتك جديدًا؛ لذا فتابع معنا…

تغيير المناهج في الدول العربية

جرى في الفترة الأخيرة تغييرٌ كبيرٌ في المناهج التعليمية وأهدافها؛ إذ أُبعدت معظم مظاهر الشريعة الإسلامية ومبادئها من الدروس المقررة في معظم مناهج الدول العربية الخاصة بالصفوف الأساسية، واستُبدلت بدروسٍ سطحيةٍ مفرَّغةٍ، بل وزاد على ذلك تحويل العقيدة الإسلامية إلى ما يرضونه. أرجع البعض ذلك إلى ضغوطٍ وأوامر أمريكية وتساءل البعض الآخر عن هذه التغيرات و استمرارها وهل ممكنٌ أن تصل لإلغاء كل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من المناهج؟ وهل هي سياسةٌ جديدةٌ تتبعها وزارات التربية والتعليم في البلاد؟

نماذجُ من تغيير المناهج الدراسية:-

1- الحجاب والقرآن والأحاديث النبوية

في بعض المناهج الخاصة بالصفوف الأساسية حُذفت بعض الآيات القرآنية كما استُبدلت صور المحجبات بأخرياتٍ من غير المحجبات، أيضًا أُلغيَ درسٌ كاملٌ يتناول الحديث عن سورة “الليل” واستُبدل بدرسٍ آخر يتكلم عن السباحة. وآخر كان يتناول الحديث عن آداب الطريق وشرح الحديث النبوي الخاص بهذا الموضوع استُبدل بدرسٍ يتحدث عن إشارة المرور.

استبدال مدرسة محجبة بأخرى غير محجبة
استبدال مدرسة محجبة بأخرى غير محجبة

2- إسرائيل تحل محل فلسطين

وفي المناهج الأردنية حُذفت كلمة “فلسطين” من كتاب دليل المعلم واستُبدلت بكلمة “إسرائيل”. كما أُلغيت الدروس المتعلقة بالشهيد “فراس العجلوني” من مناهج اللغة العربية للمراحل الابتدائية –وهو أول ضابط يخترق الأجواء الإسرائيلية ويدمر الكثير من طائرات الجيش الصهيوني-

وثمة أيضًا تعميمُ زرعِ مفاهيم مثل (اتفاقات السلام_الإرهاب_الانتماء للأرض) في جميع الدول العربية، ومحو الارتباط بالعقيدة والدين.

استبدال فلسطين بإسرائيل في المنهج الأردني

3- مجلس الكنائس

وفي مصر وُضع مجلس الكنائس في مناهج التاريخ الثانوي، وسُمح للكنائس بالمشاركة في وضع المناهج. كما أُلغيت بعض الفصول من قصة “عقبة بن نافع” المقررة على الصف الأول الإعدادي و جرى تشويه صورة بعض رموز الدولة الإسلامية مثل “صلاح الدين الأيوبي” وتحسين صور البعض الآخر ممن استجاب للغرب وثورة الانفتاح والتخلي عن بعض أساسيات الشريعة. وأيضًا أُلغي حفظ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

وبعض المناهج التي بها درسٌ يتناول الحديث عن العالم المسلم “ابن بطوطة” حُذفت جملة “حفظَ القرآن صغيرًا، ودرس العلوم الدينية والأدب” من موضوع الدرس. و جرى إقصاء ارتباط  ثورة العِلم بالمسلمين، و التطرق إلى العلماء من المسلمين في حين جرى تناول علماء الغرب في كثيرٍ من الدروس.

الغزو الفكري ومحو الهوية:-

إن ما يحدث من مظاهر تغيير المناهج وإبعاد الأجيال عن الشريعة ما هو إلا أحد وأكبر أدوات الغزو الفكري الذي ينتهجه الغرب معنا في حرب الأفكار التي استطاعوا بها السيطرة على الشعوب بعدما فشلوا بالوسائل الأخرى. تبدأ هذه القصة مع اللورد كرومر الذي عين “دنلوب” مستشارًا لوزارة التربية والتعليم والذي بدوره عمل على محو الهوية الإسلامية لكن ببطءٍ دون أن يشعر بذلك المسلمون، وذلك لتسهيل السيطرة على الجيل الناشئ وتحويلهم إلى عبيدٍ يدورون في الحلقة المفرغة التي دار فيها مَنْ قبلَهم.

وأخيرًا:


المصادر

1لمعرفة قصة دنلوب كاملةً: من يكتب مناهج التعليم لأولادنا؟ وماذا يزرع فيهم؟

2- تعديل مناهج الدراسة بهذا الشكل .. لمصلحة من ؟

3- انتقادات لتعديل مناهج الدراسة بالأردن

آلاء عنتر

طالبة جامعية، ومدونة حرة، مهتمة بالشئون الإسلامية، والعلوم الطبيعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى