قناة الجزيرة بلس.. تروج للشذوذ الجنسي والفواحش والمخدرات

هذا المقال ترجمة بتصرف لمقال: Aljazeera’s AJ+ Promotes LGBT, Sex Work, and Drugs to Muslims لكاتبه: Daniel Haqiqatjou على موقع: muslimskeptic.com. الآراء الواردة أدناه تعبّر عن كاتب المقال الأصلي ولا تعبّر بالضرورة عن تبيان.

الجزيرة هي شبكة إعلامية مملوكة لقطر، تنشر الأخبار والمحتويات الإعلامية عبر العالم. والجزيرة بلس هي إحدى فروعها والتي انطلقت عام 2014، وتُعنى بالأخبار الشبكية، والثقافة الشعبية، والأحداث الحالية. ولها متابعون بالملايين على وسائل التواصل الاجتماعي من جميع أنحاء العالم، بما فيهم الشباب المسلم.

أذكر اليوم الذي رأيت فيه هذه الخدمة أول مرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث رأيت تقريرًا لها عن القصف الإسرائيلي الذي كان يجري وقتها على غزة عام 2014. وأذكر حينها كنت أحدث نفسي قائلًا: “الحمد لله، وأخيرًا أشاهد أخبارًا غير منحازة للدعاية الصهيونية”. لكن فرحتي لم تدم إلا فترةً قصيرةً جدًا، فقد بدأت الجزيرة بلس بترويج محتوياتٍ غير إسلامية بالمرة، بل وحتى مصادمة للإسلام.

ترويج المخدرات والخمور

الجزيرة بلس

على سبيل المثال، فكر فقط في العدد الهائل من المقاطع المخصصة لترويج المخدرات بل وحتى الخمور.

الإجهاض

وما رأي القراء بمشاهدة العشرات من الفيديوهات التي تروج للإجهاض وإنهاء الحمل كحقٍ مقدسٍ؟

لكن المخدرات والإجهاض كانا غيضًا من فيض.

الشذوذ الجنسي والتحول الجنسي

فحينما تذهب إلى قنوات الجزيرة بلس على وسائل التواصل الاجتماعي، ستلاحظ على الفور الكمية الهائلة من المحتويات المخصصة لأمور الشذوذ الجنسي والمتحولين الجنسيين. فقد كانوا يروجون للشذوذ الجنسي منذ عام 2015، طيلة عامٍ قبل أن تشرع الولايات المتحدة زواج السدومية. فالقناة كانت سبّاقة بنشر المقاطع تلو المقاطع التي تُجمل زواج السدومية وجراحة تغيير الجنس.

ومن الجدير بالذكر أنّهم يقومون بالترويج الهائل للتطبيع مع الشذوذ الجنسي في العالم الإسلامي. فكلما يتعلق بالشواذ جنسيًا أو المتحولين في العالم الإسلامي، تعمل الجزيرة بلس فورًا على ترويجها بتغطيةٍ احتفاليةٍ في العديد من اللغات، بما فيها العربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية.

الدعارة

عدا الشذوذ الجنسي، فالعديد من مقاطع الجزيرة بلس تروج للدعارة، أو ما يسمونه “بالمهنة الجنسية”. ومن البديهي أن الدعارة لا شأن لها بالإسلام ولا حتى بتراث قطر وثقافتها. فلماذا تدعم حكومة قطر هذه الأفكار المناصرة للدعارة للعالم أجمع عبر الجزيرة بلس؟ فهل هذه الصورة التي يريدون من الناس أن يقرنوها بقطر؟

كراهية الإسلام بين الحدود والحجاب

تحت عنوان “تألقي بحجابك” فيديو للجزيرة بلس.

وما يزيد بالأخص من إشكالية الجزيرة بلس هي انتقادها للدول الإسلامية التي تطبق الحدود. فالحدود جزءٌ من الشريعة، ويفتخر المسلمون دومًا بالشريعة، مهما حاول الليبراليون والعلمانيون الغربيون أن يحسّسونا بالرعب والخزي تجاه ديننا. ألا تعي حكومة قطر بأنّها بتمويلها لهذه الوسيلة الإعلامية بأنّها تصب الزيت على نار الكراهية تجاه الإسلام؟

من أشد الجوانب الهدامة في محتويات الجزيرة بلس ما يُسمى بـ”نساء مسلمات يحطمن الأنماط”. فقيم الحياء والحجاب الشرعي “نمطية”، والجزيرة بلس تحاول كسر النمطية بتقديم المرأة المسلمة وهي تتلاعب بالحجاب ونتهك الحياء على نحوٍ صارخ. وكم من امرأة شابةٍ تشاهد هذه المقاطع ستتبع خطى أولئك النساء؟ ونطرح السؤال مرةً أخرى بشكل آخر، هل حكومة قطر تريد من المرأة المسلمة أن تتبع هذا السلوكيات؟ وهل تريد حكومة قطر من نسائها أن تتبع هذه السلوكيات؟

من يدير هذا الغزو الفكري ؟

وحين ننظر إلى من يديرون الجزيرة بلس ومنافذها على وسائل التواصل الاجتماعية، نكتشف بأنّهم سيفٌ فكريٌ مصلتٌ (على القيم الإسلامية). فهم مناصرون للشذوذ الجنسي والنسوية والداعرين والذي يسعون لتغيير العالم الإسلامي حتى يتماشى مع اليسار الغربي المتطرف العلماني وسياساتهم المتعلقة بالهوية.

ترجمة لتغريدة المنتج التنفيذي للجزيرة بلس طارق أبو اسبر: “مشاعري مختلطة اليوم. فأنا محتفلٌ بقرار المحكمة العليا للولايات المتحدة بتأييد زواج المثليين. ولكن قلبي يتفطر من أخبار تونس والكويت وفرنسا. غلبوا لغة الحب على لغة الكراهية”.

وهذا الكاتب هو المُنتج التنفيذي (الرئيس التنفيذي) في الجزيرة بلس. ويضع في وصفه على التويتر الكلام التالي: “أفكاري ملكي – ما عدا تلك الأوقات التي كان يحكمني فيها مخلوقات فضائية. أنا لست عميلًا لعينًا [4] لأي أحد”.

تغريدة لدانا فاخوري والتي تعرف نفسها بأنها تشارك في بعض أخبار الجزيرة وحواراتها، وتقول التغريدة: “أنا أحب المهاجرين، أحب ضحايا الاعتداءات الجنسية، أحب الصحفيين (ما عدا دون ليمون)، أحب مجتمع الميم، أحب فيرغوسن، أحبك.”

وهذه سنا سعيد التي تصف نفسها بأنها ناقدة ثقافية بالنكت والتنظير، وتعمل في الجزيرة بلس تعرض في تغريدة إحدى متسابقات دراغ [5] ريس المثير للجدل وهي تحتسي الخمر قائلة:

ما زلت غير واثقة من تقبلك لأعضاء مجتمع الميم ويأتيك أحد ليسألك عن رأيك في برنامج دراغ ريس.

وهنا كبيرة منتجي الجزيرة بلس المدعوة أنجي نصار: “الميم اللبناني ينتصر في الخطوة الأولى من المعركة”. وتضع صورة لفرد يتفاخر بازدواجيته الجنسية.

كنا نفكر في العادة بأن الإعلام الغربي هو من يهدد إيمان شبابنا، لكن المفاجأة أن الإعلام الممول قطريًا هو من يقوم بهذا المهمة! تخيل معي هذا؛ بدلاً من أن يقوم الإعلام الممول من قبل حكومات الغرب بمهمة قولبة (تلقين) العالم الإسلامي بالفكر غير السليم، فلديك وسائل إعلامية ممولة من الحكومات الإسلامية ترسخ الفكر الغربي!

واليوم أرى الجزيرة بلس تدافع عن نفسها قائلة بأن تمثل فقط الثقافة الغربية، وهذه الثقافة تتضمن الدعارة والمخدرات والشذوذ الجنسي والإجهاض والخ. لكن هذه الأعذار غير مقبولة لسببين. أولًا، الجزيرة بلس لا تقدم هذه الأمور، بل تحتفي بهم وبكل نشاط، وهذا فرقٌ كبير. وثانيًا، غالبًا ما تتصدر الجزيرة بلس ترويج هذه الأمور التي تحتل مكانةً منبوذةً لدى الغرب أنفسهم. فهم يحتفلون بالدعارة التي هي أصلًا ممنوعة في الغرب وفي معظم الدول. وهم يدفعون بالهوية الجنسية المتحولة التي لا يعترف بها معظم العالم.

رسالتي الأخير هناك هي كالتالي: أعرف أن الناس في قطر لا يدعمون هذه الأمور. فلماذا تنفق حكومة قطر الملايين من الدولارات لتمويل هذه الأمور؟ وأرجو ألا يُفهم مني أنني أطالب قناة الجزيرة أن تحصر تركيزها بنشر الدروس الإسلامية أو أن تتحول إلى قناة دعوية، ولكن على الأقل ألا يروجوا لأمور تصدم جوهريًا مع الإسلام وأساسيات أخلاقه.

الهوامش:

  • [1] نتيجة للغة الحساسة للمصطلحات في هذا المقال سنعمد للترجمة منظورين اثنين: من منظور الكاتب المسلم الذي ينكر هذه الفواحش والمحرمات، فالمصطلحات المترجمة من كلامه ستكون إسلامية مثل السدومية (من يفعلون فعل قوم لوط) وأرتأينا عدم استخدام اسم النبي لوط عليه السلام تكريمًا له بل ننسبه الفعل لقومه، وما يُسمى عند الكفار بمجتمع LGBT وهو مصطلح جامع للسدومية والسحاقية والمتحولين جنسيًا وذوي الميول الجنسية المزدوجة سنسميهم اختصارًا بالشواذ، وما يُسمى بالمهنة الجنسية SEX WORK فواحش أو دعارة، وسنستخدم مصطلح الخمور. أما لغة قناة الجزيرة بلس نفسها المُتضمنة في هذا المقال فسنقر جدلًا واقتباسًا بالمصطلحات التي يرتضونها لتبيين حقيقة لغتهم، فما يُسمى بمجتمع LGBT سنسميه بالمصطلح الذي ارتضوه في العربي وهو مجتمع الميم (اختصارًا لميمات مثلي الجنسية والمتحولين ومزدوجي الميل الجنسي)، والسدومية والسحاقيات على لسان الجزيرة بلس مثليي الجنسية، و sex Work مهنة أو وظيفة جنسية، أما الخمور سنسميها على لسان الجزيرة بلس بالكحول.
  • [2] الصادم أن هذا المسلسل الكارتوني الذي روجته الجزيرة بلس موجه للأطفال ويصور لك طفلٌ يتعلم كيف يصبح فارسًا من قبل “أبويه” الذكور!
  • [3] من الضروري التعليق على هذه القضية لكشف انحطاط الإعلام الغربي، هي أن الصحفية هاجر الريسوني صحيحٌ أن الخبر تناول تلك التهم بأنها مزعومة، فقد كانت الصحفية تصر على كذب هذه التهم وحتى أثبتت عبر شهادة طبيب النسائية في المحكمة أنها لم تجهض، ومع ذلك فقد حكمت المحكمة عليها بالسجن بل وبسجن الطبيب أيضًا، فالقضية كما ترجح الآراء سياسية، نتيجة انتقاداتها للحكومة ولأنها ابنت أخ زعيم حركة التوحيد والإصلاح في المغرب ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني، وبعد الضغط الإعلامي أصدر ملك المغرب عفوًا ملكيًا عنها لتتزوج بخطيبها فورًا بعد السجن. إلا أن من المضحك المبكي الطريقة التي تناولت بها منظمات حقوق المرأة والإعلام الغربي القضية، فبدلًا من التأكيد على حرية الصحافة أطلقوا حملات لتشريع حق الإجهاض!
  • [4] قال كلمة قذرة أمريكية شائعة نأنف عن ترجمتها حرفيًا.
  • [5] تضمنت إحدى مواسم المسابقة على تنافس لأفضل ذكور يلبسون المظهر النسائي وأفضل إناث يظهرن بالمظهر الرجالي.

عبد الوهاب البغدادي

مترجم وصيدلاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى