قراءة في كتاب نقد الليبرالية للطيب بوعزة 

يقول ابن خلدون «المغلوب مولعٌ أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيّه ونحلته وسائر أحواله وعوائده»، والخلافة الإسلامية رغم أنها جمعت ثقافات مختلفة تحت لواء واحد ورقعة جغرافية واحدة إلا أنها بعد ضعفها ثم انتهائها كخلافة وبقائها كدويلات تحمل في طياتها شيئا من الإسلام فأصبحت هي المغلوب الذي بالتدريج بدأ بالاقتداء بالغالب الذي دخل عليها مقَسّما أرضها في حدود؛ وعُبّر بناء ما يسمى الدولة القومية الحديثة؛ ومحتلا لبعض أرضها حينا ولعقول أبنائها أيضا، وبدأت الأمة ليس بالتقليد فقط لكن أيضا باستيراد كل شيء من الحضارة الغربية المهيمنة الغالبة؛ لا الطعام والسلاح فقط لكن أيضا الأيديولوجيات والأفكار والمصطلحات.

ومن بين تلك الأفكار (الليبرالية) والتي وضعها الكاتب تحت مجهر النقد؛ وبرر الكاتب الطيب بوعزة تخصيصه الليبرالية بالنقد في كتابة (نقد الليبرالية) بأنها تُقَدَّم بوصفها أنموذجا أو نظاما سياسيا واقتصاديا وحيدا لتسيير السياسة والمجتمع دونما منافس أو بديل، وتقديم الليبرالية بهذه الصورة جاء نتيجة غلبة أمريكا كقطب عالمي غالب.

عن الكتاب

يقدم الكاتب نقده من منظورين؛ منظور النقد المثالي القائم على مقاربة فلسفية تتناول الأساس المفاهيمي والمعرفي لليبرالية بقصد الكشف عن زيف مزاعمها الأخلاقية. وأما المنظور الثاني فهو يرتكز على المقاربة التاريخية والاجتماعية (Sociology) في نقد النسق الليبرالي من حيث هو نظام مجتمعي، مؤكدا أن نقد الليبرالية ليس نقدا للحرية ولا دعوة للاستبداد فالحرية خصيصة ميّز الله بها الإنسان وجعله بها مستحقا لمهمة الاستخلاف في الأرض التي تستلزم الحرية وتستوجب المسؤولية الأخلاقية فلا ترادف بين الليبرالية والحرية.

يحتوى كتاب نقد الليبرالية على ستة فصول، بدأ الكاتب بتأصيل مفهوم الليبرالية وفهمها ضمن سياقها السياسي والاقتصادي وتحليل نشأتها كونها منظومة مجتمعية، وعرج على الليبرالية الجديدة والليبرالية العربية؛ ثم ختم بالإجابة على سؤال: هل ثمة بديل عن الليبرالية أم أنها خاتمة للتاريخ البشري؟!

الطيب بوعزة
الطيب بوعزة

الليبرالية كمفهوم ونشأة 

إذا سألت الليبراليين ما الليبرالية؟ فسيقولون مذهب الحرية وهذه الإجابة ليست أكثر من شعار، فالليبرالية ليست الوحيدة التي نادت بالحرية وطلبتها؛ بل هي مفهوم لا يوجد له تعريف محدد سواء على المستوى الفلسفي أو السياسي أو الاقتصادي؛ وهناك اختلاف بين المُنظّرين في تحديد تعريف محدد لها كغيرها من المفاهيم السياسية التي ليس لها تعريف محدد لأنّها ليست بالمفاهيم المجردة بل هي موصولة بالتاريخ وما فيه من تدافع وصراع واختلاف وائتلاف.

تطور مفهوم الليبرالية

إنّ لفظ (ليبرالية) من حيث الاشتقاق اللغوي لفظ لاتيني؛ فـ(ليبرالي) يعني الشخص الكريم النبيل الحر؛ وحتى نهاية القرن الثامن عشر ميلادي لم يكن لفظ الليبرالية متداولا بل كان الشائع (Liberal) بمعنى الشخص المتحرر فكريا. وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ظهر لفظ الليبرالية مستندا على رؤية مذهبية لها أسس فكرية ونظرياتها السياسية والاقتصادية؛ إلا أن المدافعين عن الليبرالية يرون أن تبلورها كأيدلوجية بفضل أعمال جون لوك، وديفيد هيوم وروسو وآدم سميث وغيرهم؛ إذ أن أفكارهم أسست لمرتكزات الليبرالية. 

«فليس كل حزب ليبرالي من حيث التسمية والعنوان يصلح للدلالة على الليبرالية، كما أن عدم اعتماد الاسم لا يعني عدم وجود الليبرالية. ودليلنا على ذلك أن الواقع السياسي الأميركي مثلا، الذي يشكل أحد الوقائع المجتمعية الأكثر استحضارا للدلالة على النموذج الليبرالي، لا نجد فيه ولو حزبا واحدا يتسمى باسم الليبرالية».

يمكن تعريف الليبرالية تعريفا أوليا بأنّها: “فلسفة اقتصادية وسياسية ترتكز على على أولوية الفرد بوصفه كائنا حرا“: 

  •  فكريا: تعني حرية الاعتقاد والتفكير والتعبير.
  • اقتصاديا: تعني حرية الملكية الشخصية والفعل الاقتصادي المنتظم.
  • سياسيا: تعني حرية التجمع وتأسيس الأحزاب واختيار السلطة.

ظروف نشأة الليبرالية 

كما يمكن اختزال التاريخ الذي نشأت فيه الليبرالية مع عصر النهضة الأوروبية لما بدأت المدن التجارية المفتوحة على العالم؛ حيث أنّ الانفتاح على حضارات أخرى جعل الأوروبي يرى إمكانية التحرر من الكنيسة وما كان يسمى بالعصور الوسطى. وشعر المفكر الأوروبي بالحاجة إلى الحرية كنزعة إنسانية؛ وكان هذا الشعور قابلا ليُجَسّد في مذهب يُنظَر له مستقبلا. 

أصبحت مدن أوروبا التجارية قوة اقتصادية فيما اصطلح على تسميته بالثورة الصناعية وهذا التحول احتاج إلى المعدن والقوة البشرية، فأما المعدن فقد تكفّلت الكشوفات الجغرافية بفتح الطريق أمام أكبر حركة نهب في التاريخ الإنساني لتوفير المعدن؛ وأما تحصيل القوة البشرية فقد اعتمد على تفكيك نظام العبودية الإقطاعي؛ ونقلت حركات التحرر القوة البشرية من الحقل إلى المدينة؛ فقدمت الليبرالية نظاما بديلا؛ وحررت العبيد ليصبحوا عُمَالا في المصانع.

إذ نشأت الليبرالية على استغلال العبيد؛ بدليل ما صاحب ذلك من إبادة جماعية للهنود الحمر مع بداية انهيار النظام الإقطاعي واستعباد أفريقيا واستعمارها ونهب خيراتها. 

فالليبرالية لم تقم على الإيمان بالحرية الشخصية؛ إنما خلصت العبد من سياج الأرض ونقلته إلى سياج المصنع. مع التأكيد على أن الإنسان في نظام العبودية الإقطاعي ليس بحال أفضل من وضعه في نظام التصنيع؛ لكن القصد التنبيه أن كلا الوضعين بحاجة لوعي نقدي من أجل تجاوزهما.

النظرية السياسية الليبرالية 

قامت السياسة الليبرالية على محددات هي:

  • فصل السياسة عن الأخلاق؛ دعوات فصل السياسة عن الدين هي بالتأكيد دعوات لفصل السياسة عن الأخلاق بشكل أو آخر، فالدين هو المنطلق الذي تبنى عليه الأخلاق، وهي المرجع الذي يجعل الأخلاق والقيم محددة ولها ميزان لقياس خيريتها من سوئها؛ ومن غير الدين تفقد الأخلاق قيمتها.
  • الفردانية؛ باعتبار المجتمع مدنيًا يربط بينه وبين الحكومة عهد يُلْزِم الحكومة بخدمة الخير العام وهو في نفس الوقت غير مُلزِم للشعب؛ مما يجعل الفرد هو القيمة الأساسية والمركزية في الوجود المجتمعي. 
  • تحرير الفرد المالك للاقتصاد لا تحرير الإنسان بشكل عام؛ مما يعني أن الفرد بمقدار ما يملك يكون حرًا. وهذا ينافي الحرية المطلقة التي تنادي بها الليبرالية، حيث يخلق هذا طبقة من الأفراد من أصحاب النفوذ المالي يحصلون على الحرية بشكل أكبر من غيرهم.

النظرية الاقتصادية الليبرالية 

تعتبر الليبرالية الإنسان كائنًا اقتصاديًا، مما يجعله يدور حول فلك المادة، التي تزيد حريته كلما حصل عليها بشكل أكبر، متجاهلة بذلك أن الإنسان يبحث عن فهم الوجود أيضًا وليس فقط عن العيش فيه.

وتقوم نظرية الفاعلية الاقتصادية على ثلاثة مبادئ وهي:

  • قداسة الملكية الخاصة. 
  • حرية التصرف الفرد في ملكيته.
  • رفض تدخل الدولة في الواقع الاقتصادي.

بالنسبة للتأريخ، يشير الكاتب إلى أن الليبرالية لم تبدأ مع الثورة الصناعية، بل كانت هناك عوامل في أوروبا سبقت الثورة الصناعية،  وكانت هناك إرهاصات لوجود الليبرالية، مثل تغيير سلطة الكنيسة والتحول من النظام الإقطاعي إلى التجاري ومن ثم الاقتصادي.

كما يرى الكاتب أن مناداة الليبرالية بالحرية الاقتصادية لم تكن لأجل العملية الاقتصادية فقط، بل لأنها لم تكن تهتم بالتجارة كونها لا تراها مهمة، وكان الاهتمام في ذلك الوقت بالأرض والزراعة، مما سمح لأصحاب رأس المال التجاري أن يصبحوا أصحاب المصانع مع الثورة الصناعية.

بدأت النظرية الاقتصادية الليبرالية بالدعوة للتقشف لأجل الادّخار ثم الاستثمار، وكانت تعتبر كثرة الإنجاب مشكلة وأحد أسباب الفقر، لكن بعد ذلك تحولت هذه النظرة إلى الاستهلاكية، مما عرف لاحقًا بالليبرالية الجديدة. 

النيوليبرالية 

تشكلت الليبرالية كفلسفة سياسية ومنظومة اقتصادية بداية من القرن الثامن عشر الميلادي؛ وظهرت الليبرالية الجديدة بداية عقد التسعينيات من القرن العشرين في ظل النقد الكبير لليبرالية خاصة من الفلسفة الماركسية وما شهدته أوروبا من تحولات بعد الأزمة العالمية عام 1929 م والتي هزت الاقتصاد الرأسمالي؛ ظهرت حينذاك أفكار لإنقاذ الوضع وتعديل النمط الاقتصادي بتدخل الدولة في ترشيد العملية الاقتصادية. إلا أنه مع حرب أكتوبر 1973م شهد الاقتصاد العالمي أزمة عقب ارتفاع النفط والتضخم والبطالة مما أعاد فكرة تحرر الاقتصاد من سلطة الدولة من جديد بصورة أشد. 

ومع انهيار الاتحاد السوفيتي؛ بدأ الحديث عن انفتاح السوق وإزالة الجمارك والدعوة إلى العولمة، مما أدى إلى ظهور ليبرالية جديدة تتجاوز النموذج الكلاسيكي. تعزز هذه الليبرالية الجديدة الاستهلاك وتضخيم السوق ورأس المال والمنفعة. 

إنّ مفرزات الهيمنة الليبرالية اقتصاديا وسياسيا ومجتمعيا جعلت البشرية بحاجة للانقلاب على الهيمنة الليبرالية الغربية الجديدة التي صنعت الإنسان الاستهلاكي في عصر العولمة؛ وجعلت منه شيئا يمكن عرضه في السوق. 

 نحن بأمس الحاجة لثقافة جديدة ترقى بالإنسان واهتماماته ورغباته وتنظر له بإنسانية خارج الفردانية والنفعية والسوق الاستهلاكية. وذكر الليبرالية الجديدة وما آلت إليه من تعظيم المادية الاستهلاكية، جعلت الكاتب يسلط الضوء على العلاقة بين الليبرالية والحرية وأيضا علاقتها بالأخلاق.

الفلسفة الأخلاقية الليبرالية

لا ينكر عاقل أنه لا حرية مطلقة بالنسبة للفرد والمجتمع على حد سواء، فالكائن الإنساني خاضع لحتميات بيولوجية ومجتمعية، والحرية المطلقة فوضى أو يوتيوبا حالمة ولا ترادف بين الحرية والليبرالية ولا تلازم بينهما وهذا ما يدل عليه سياق نشأة الليبرالية والمنظرين لها.

 والفلسفة الأخلاقية الليبرالية هي في جوهرها لا أخلاقية فلا يمكن الجمع بين النفعية واللذة الحسية والاستهلاك المادي من جهة والأخلاق السامية التي تقوم على البذل والشعور بالجماعة والعطاء وغيرها من القيم والأخلاق الإنسانية من جهة أخرى، فالأخلاق عند الليبرالية تطلب باللذة والنزعة الفردية والحس؛ وكأن الأخلاق عملية كمية قابلة للقياس وقياسها هو المال.

في تحديد العلاقة بين الليبرالية والحرية، بدأ الكاتب بنقد واقع الحرية على الواقع؛ حيث أن الإنسان العاقل لا يرى الحرية المطلقة متمثلة في الواقع سواء بين الأفراد أو المجتمعات، فالكائن الإنساني خاضع لحتميات بيولوجية ومجتمعية تجعل للحرية سقفًا لا يمكن تجاوزه؛ وما الحرية المطلقة إلا فوضى، أو فكرة مثالية، لا وجود لها في الواقع.

الخطاب الليبرالي العربي 

رموز عصر النهضة والليبرالية
الأفغاني – الطهطاوي – محمد عبده

حدد الطيب بوعزة غزو نابليون لمصر كبداية لاتصال الفكر العربي بالخطاب الليبرالي، رغم وجود أيدولوجيات أخرى كالماركسية مثلا لكن المناخ الفكري في ذلك الوقت هيمنت عليه الليبرالية. 

ولا ينكر أي قارئ لتاريخ الفكر العربي المعاصر حالة الانبهار وما اسماه الكاتب (صدمة الحداثة) التي وقع فيها المفكرون العرب أمثال الطهطاوي، وجمال الدين الأفغاني وغيرهم من الذين نادوا بالحرية؛ لكن لا يمكن اعتبارهم ليبراليين، كون هذه الدعوات جاءت في لحظة انبهار بالحضارة الغربية المادية، وخلف هذا الانبهار تسربت الفكرة الليبرالية لكثير من الخطابات العربية، حتى التي تبنتها التيارات الإسلامية، والتي فسرت العديد من التشريعات الإسلامية بطريقة ليبرالية غربية. 

ومع منتصف القرن العشرين، ضعفت الليبرالية العربية مع تمدد الفكر اليساري الماركسي، وأخذ مفهوم الحرية يأخذ تعريفا ماركسيا ينادي بحرية الطبقة الكادحة والعاملة؛ إلا أن هزيمة 1967 م وما اصطلح على تسميته النكسة في ذاك الوقت شكل أكبر سقوط للاشتراكية، وبين سقوط الاشتراكية، وضعف الليبرالية، وجدت التيارات الإسلامية فرصة لتتمدد، فيما عُرف بالصحوة الإسلامية. 

مع بداية تسعينات القرن العشرين، والإخفاق في تأسيس دولة إسلامية في أفغانستان مثلا، وفشل العديد من تجارب الحركات الإسلامية، وعجز الفكر الحركي الإسلامي المعاصر من إنتاج رؤية مجتمعية واعية، عادت الليبرالية للظهور من جديد كنموذج وحيد أوحد وخاصة مع هيمنة أمريكا بقيادة العالم. 

 في هذه المدة برزت نخب فكرية سياسية عربية يُسمى أصحابها بالليبراليين الجدد؛ مثل أحمد البغدادي، وشاكر النابلسي، وسيار الجميل، وكمال غبريال… وغيرهم؛ لكن لا يوجد لهم بحث معرفي ينظر لليبرالية العربية ويعرفها؛ إلا أنهم يسوقون لها كأنها خلاصة نهائية للتجربة الإنسانية وأفضل ما وصلت إليه البشرية مع مناداتهم بما يتلازم مع الليبرالية من عقلانية وعلمانية وإنسانية ونفعية.

 هل حقا لا بديل لليبرالية؟ 

نقد الليبرالية

في واقعنا المعاصر نجد أن الليبرالية استطاعت تأسيس نظام عالمي أدخلت في ثناياه المجتمعات المختلفة بثقافاتها تحت مسمى العولمة؛ وهذا ما يجعل مقاومة النموذج الليبرالي صعبة جدا؛ لأن الليبرالية بما فيها من خير وشر قد تسربت إلى الذوق، والفكر، والسلوك المجتمعي والسياسي والاقتصادي لمختلف المجتمعات وبنسب مختلفة؛ لكن هذا لا يعني أن نحكم بأزلية الليبرالية وكونها قدرا بشريا محكوما لا يمكن التخلص منه؛ طالما هناك وجود بشري، فبالتالي هناك حراك ينقل البشرية من نظام لآخر. 

كانت الاشتراكية يوما ما موضة انبهر العالم بها، وكان يظن أنها أفضل ما توصلت له البشرية، وقد نادت بالحرية أيضا؛ لكن حرية الجماعات، وها هي فقدت مكانتها العالمية، وقد عبر الكاتب عن هذه الفكرة بعبارة ماتعة قال فيها: «أن زمن ذيوع وانتشار موضة فكرية هو بالضبط زمن قلة أو غياب التفكير النقدي فيه؛ فكل مذهب ونسق ثقافي فيه قيم إيجابية تستحق أن يستفاد منها والليبرالية كذلك لها إيجابيات يمكن الاستفادة منها». 

والليبرالية كمذهب حمل مقدساته لتكون بديلة للدين، وجعل الحرية الفردية المطلقة شيئا مقدسا، وعظّم دور المال والاقتصاد على حساب العديد من المفاهيم المجتمعية التكافلية التي لا يمكن قياسها؛  إنّ الليبرالية قد طلبت التحرر واختارت الطريق الخطأ لتحقيقه. 

أما الخطاب الليبرالي العربي، فقد دعا للحرية دون مراعاة خصوصية المجتمع العربي، بل أرادها وفق المزاج الغربي، واستنسخها كما هي دون نقد وتحليل، هذا ما عبر عنه الكاتب بقوله: 

«وحلول مشكلات واقعنا المجتمعي لا تكون باستنساخ نماذج جاهزة واستيرادها إنما لا بد من استصحاب مدخل منهجي يقضي بوجوب الوعي بطبيعة المجتمعات».  

وهنا أضع سؤالا؛ هل عجزت العقول العربية الإسلامية عن بناء نموذج ومذهب سياسي واقتصادي وفكري يناسب واقعنا ويتسق مع روح ثقافتنا العربية الإسلامية؟ أم أن ضعفنا وانبهارنا جعلنا نرى النماذج الجاهزة فحسب، ولا نستطيع فرض ما تصل إليه العقول العربية الإسلامية كواقع؛ كما فُرضت الليبرالية واقعا عالميا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى