لمحة سريعة حول كتاب Rejection Proof: 100 Days of Rejection, or How to Ask Anything of Anyone at Anytime

كتاب يتحدث عن الرفض وعن كيفية التعامل معه، يسرد الكاتب رحلته مع 100 يوم من الرفض، حيث يقوم بأشياء / يتقدّم بطلبات يُفترض بها أن تُرفض في أغلب الحالات ويُحاول أن يفهم سبب رفضها (لماذا رُفِض طلبي) ويستخرج منها دروسًا للمُحاولات القادمة.

الكتاب ليس مُجرّد «كتاب تنمية بشرية» آخر، رغم أن العنوان (وحتى بعض الأجزاء منه) توحي بذلك. هدف الكتاب بشكل أساسي هو تحليل الرفض لتسهيل التعامل معه بغية الوصول إلى القبول لاحقًا، حيث أن الرفض ما هو سوى «أمر روتيني» يجب أن يُفهم بشكل جيّد ليسهل التّعامل معه. من بين الأمور التي جربها الكاتب بهدف الحصول على الرفض (نعم، كان يتقدّم بطلبات احتمال رفضها وارد أو مُرتفع أولا مجال لقبولها، وكان يقوم بذلك عن قصد) هو مُحاولته للحصول على وظيفة ليوم واحد، طرقه على باب أحد الغرباء وعرضه لفكرة غرس زهرة في حديقته الخلفية، طلبه من صاحب طائرة صغيرة أن يقوم بقيادتها رغم أنه لا يُحسن قيادة الطائرات، والأهم من كل هذا (ما ختم به كتابه) هو مُساعدته لزوجته في الحصول على وظيفة لدى جوجل.

بعض أفكار الكتاب الأساسية:

الرفض ليس سوى رأي الرافض ولا يُعبر عن حقيقة مُطلقة (حول المرفوض طلبه). بعبارة أخرى إن تقدّمت إلى وظيفة (أو إلى خِطبة فتاة أو ما شابه) وقوُبِلت بالرفض فهذا لا يعني بأن هناك خللًا في المرفوض (فيك) أو في الطلب بحد ذاته وإنما يُعبر هذا الرفض عن رأي الرافض فقط. بعبارة أخرى التقدم إلى وظيفة أخرى مُشابهة (في شركة أخرى وبنفس سيرتك الذاتية وبنفس كفاءاتك) أو إلى خِطبة فتاة أخرى (أنت نفس الشخص في كلتا الحالتين) قد يُكلّل بالنّجاح. النظر إلى الرفض من هذه الزاوية يغيّر طريقة تفاعلنا مع الرفض بشكل عام (إلى الأحسن).

  أي طلب مرفوض لا يجب أن يتوقف عند الرفض (لا يُقصد بذلك الإلحاح) فيجب أن تستفسر عن سبب الرفض فلربما ستحصل على معلومات ستجعلك تحصل على القبول في المرة القادمة. فعلى سبيل المثال لما طلب من أحدهم أن يغرس زهرة في حديقته الخلفية، وبعد الاستفسار أشار صاحب هذا البيت إلى جارته التي قد ترغب في قبول مثل هذا الطلب.

  ضرورة تقديم الطلب بشكل يُساعد على قبوله. إن كنت تتقدم بطلب سيعود بالنفع عليه لكن لن يعود بالضرورة بالنفع على من تطلب منه الأمر فمن الأولى أن لا تُحاول تقديم الطلب على أنه سيقدم له الفائدة (كن صادقًا)، كما يُفضّل دائمًا إرفاق طلبك بالسبب الذي يدفعك إلى طلبه، ويستشهد الكتاب بدراسة أُجريت في جامعة هارفرد سنة 1978 والتي خلصت إلى نتيجة أن إرفاق العّلة بالطلب (أريد كذا من أجل كذا، أو أريد كذا لأن كذا) سيزيد من احتمال قبول الطلب حتى ولو كانت تلك الحجة واهية أو لا تمتّ للطلب بأيّة صلة.

  يشير الكاتب أن لكل رفض حد/عدد مُعيّن لو تجاوزته قد تحصل على قبول بعدها، لا أحب هذه الفكرة كثيرًا لأن الإلحاح بشكل متواصل قد لا يكون بالضرورة خُلقًا حسنا في الكثير من الحالات، إلا أنه قد يكون فعّالًا في الكثير من الحالات.

  لا تُجادل المطلوب منه (من تطلب منه حاجتك) لكن حاول أن تتعاون معه (وأن تُقرّ بشرعية شكوكه حول طلبك) لكي تحصل على مُبتغاك.

  إن قوبل طلبك بالرفض فقد ترغب في أن تُغيّر طلبك جزئيًا بحيث يُمكن لطلبك أن يُلبّى.

الكتاب أيضًا يتحدّث عن الطرف الآخر من مُعادلة الرفض هذه، حيث يشرح الكاتب كيفية رفض طلبات تصلك لا ترغب/لا تستطيع تنفيذها، ويشرح كيفية تقديم رفضك بشكل يُقدّم فائدة لصاحب الطلب المرفوض.

الكتاب خفيف ومُمتع بشكل عام، رغم أن بعض الأجزاء فيه تبدو مُصطنعة، لكنه سيُغيّر نظرتك للرفض بشكل عام (نحو الأفضل).

أرشيف المجلة التقنية

نعيد نشر أرشيف المجلة التقنية وهي مدونة شخصية للكاتب والتقني الراحل يوغرطة بن علي (مُبرمج… More »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى