دليلك المختصر لتنظيم وإدارة الوقت على الإنترنت

“مرَّ الوقت سريعًا!” “لا أدري كيف حدث هذا! ولكني لم أنجز أي شيء اليوم” “لم أنفذ سوى نقطتين فقط في جدولي اليومي!”

تلك العبارات المحمَّلة بكثير من الدهشة والندم هي ما يرددها الكثيرون بعد يوم كامل أمام الأجهزة الإلكترونية دون إنجاز يُذكر، لا أدري إن كان نفس السيناريو هو ما يحدث معك، ولكن ما أعلمه أن جيلنا بالفعل أصبحت هذه هي مشكلته الأساسية: كثير من الوقت في اللا شيء سوى تفقد تلك الأخبار ورؤية تلك الإشعارات.

نبدأ عادة اليوم بخطة محكمة للسيطرة على الدقائق والساعات، وما إن نغادر السرير حتى تتلاشى كل تلك المخططات والترتيبات أمام “هشوف بس لو في حاجه جديدة وأقفل على طول”… لذلك سنذكر هنا بعض الخطوات التي ستساعدك على إدارة وقتك وكذلك بعض الأدوات والتطبيقات اللازمة لذلك الأمر.

راقب الوقت

الوقت

لا يمكننا هزيمة شيء لا نراه؛ لذا فالخطوة الأولى في تنظيم الوقت عمومًا وليس في الإنترنت فقط هي مراقبة الوقت ومعرفة أين نقضي الكثير من الساعات.

وبالطبع لتنفيذ تلك المهمة أنت بحاجة إلى بعض الأدوات، ولحسن الحظ فالأمر ليس صعبًا ولا مستحيلًا فورقة وقلم سيفيان بالغرض، أما إن كنت لا تفضل تلك الطريقة فلديك SlifeLabs.com  و RescueTime.com  وهما تطبيقان مجانيان يسمحان لك بمراقبة وتتبع وقتك وعدد الساعات التي قضيتها على كل موقع.

تحكم في نوع الإدمان الذي لديك

كأي شيء آخر فالمواقع الاجتماعية تُعدُّ نوعًا من الإدمان الذي يحتاج إلى التدرج والإرادة للتخلص منها، فإليك بعض الخطوات التي تساعدك على التخلص من ذلك الإدمان:

  • حدد جدولًا للتدرج وقلل فيه الجرعة أسبوعيًا.
  • جهز قائمة بالأعمال التي لديك حتى تلك التي تدمنها لا تجعلها خارج الحسابات.
  • وللمساعدة في تحقيق التدرج احذف هذه التطبيقات من الهاتف لأنه معك معظم الوقت واكتفي فقط بمطالعة تلك المواقع من خلال جهاز الحاسوب لديك.
  • هناك بعض الأدوات والإضافات التي تساعدك في التحكم في المواقع وإغلاقها حسب الحاجة:

مثل StayFocusd لمستخدمي Chrome وإضافة LeechBlock لمستخدمي Firefox والتي تساعدان على حجب المواقع التي تُضيع وقتك عليها لفترة معينة أنت من تحددها. كما يمكنك استخدام Toggl لتحديد عدد الساعات التي تقضيها على موقع معين.

وازن استجابتك للإشعارات

فلا تجعلها تتراكم عليك فتحتاج إلى الكثير من الوقت لمتابعتها والرد عليها، ولا تتفقدها كل ثانية وتجيب عليها كل لحظة؛ فكل مرة تجيب فيها على تعليق جديد أو تشارك شيئًا مع أصدقائك فأنت بهذا تضيف وقتًا إضافيًا إلى جدولك للرد على الإشعارات الناتجة عن ذلك التعليق وتلك المشاركة.

تعدد المهام لا يعني حدوثها في نفس الوقت

الوقت

أنت لديك مصدر واحد فقط هو عقلك فلا يمكن تقسيمه على أكثر من عمل في نفس الوقت وبكفاءة كبيرة، ولكنه يستطيع العمل على أمرين متتاليين، فالمهام المتعددة تعتمد على جدول منظم وأنشطة متتابعة في نفس الفترة الزمنية، ولا تعتمد أبدًا على عملين في نفس اللحظة؛ لأنك بهذا لن تستطيع إنجاز أي العملين بالصورة المطلوبة.

فيمكنك ممارسة هوايتك المفضلة كالقراءة أثناء شهور الدراسة بتحديد ساعات للمطالعة وأخرى للمذاكرة، ولكن لا يمكنك في نفس اللحظة تنفيذ الأمرين معًا.

مبدأ باريتو

80/20 أو ما يعرف بمبدأ باريتو والذي يقول إن: 80% من النتائج سببها 20% من الأسباب.

لنفترض أنَّ قائمة شبكاتك الاجتماعية تتضمن عشرة مواقع، ولاحظت أنك تستطيع جمع الأخبار اليومية عن طريق موقع إخباري واحد، وإنهاء عملك الذي يتطلب تلك الشبكات عن طريق linked in، بذلك أنت استطعت إنجاز جزء كبير من متطلباتك بالاعتماد على 20% فقط من المصادر المتاحة -الموقع الإخباري ولينكد إن-، لذلك وجب عليك إعطاء هذين المصدرين 80% من وقتك.

لن تصل للكمال مهما حاولت

كثير منا يعاني من محاولة الوصول إلى الكمال بالتركيز على الكثير من التفاصيل، ولكن الحقيقة أننا لن نصل أبدًا إلى الكمال لأننا بشر، لذلك اسأل نفسك دائمًا “هل قضاء عشر دقائق أخرى على هذا العمل سيُحدث فرقًا ملحوظًا؟”؛ وبعدها اتخذ قرارك باستكمال العمل أو التوقف عند هذا الحد.

تجنب فخ الانتظار

الوقت

سرعة الإنترنت تشكل لأغلبنا في البلاد العربية مشكلة كبيرة، لذلك تجنب دائمًا الوقوع في فخ الانتظار، فإذا كانت سرعة نقل البيانات قليلة فلا تنتظر بجانبها حتى ترتفع، بل أجِّل ذلك العمل وانتقل لغيره، فمرونتك هنا ستوفر عليك الكثير من الوقت.

تعلم إدارة وقتك بذكاء

1-اعتمد في تقسيم وقتك على النشاط وليس الوقت: فإذا كان نشاطك مرتفعًا في الصباح فاستغل ذلك الوقت لأداء المهمات التي تتطلب تركيزًا عاليًا، وإذا كان نشاطك منخفضًا في الظهيرة فاستغله في النوم أو متابعة الشبكات الاجتماعية.

2-وقت للتركيز: حدد وقتًا للتركيز ولا تسمح أبدًا لذلك الوقت أن يكون به مشتتات، واستخدم واحدة من الإضافات التي ذكرناها لإيقاف المواقع التي تضيع وقتك.

3-وقت للنشاط والتطوير ووقت للتفاعل: لا تخلط أبدًا بين الأمرين فتقسيم وقتك للنشاط أو الدراسة عن بعد يجب ألا يقل عن 70% من وقتك على الإنترنت ولا يجب أيضًا أن يتخلله التفاعل مع الأصدقاء لأن هذا سيضيع وقت العمل أو الدراسة دون فائدة.

تقنية Pomodoro

الوقت

تعتمد تقنية Pomodoro على تقسيم الوقت إلى وقت عمل ووقت راحة بحيث يكون: وقت العمل-عادةً-25 دقيقة والراحة 5 دقائق؛ وبهذا تكون كل بروموداري 30 دقيقة، وبعد 4 بروموداري يمكنك أخذ راحة طويلة تستغرق 30 دقيقة.

يمكنك استغلال تلك التقنية في إنجاز أعمالك المهمة وكذلك أعمالك الترفيهية مع ضمان عدم تأثير أحداهما على الأخرى، وهذا الموقع مُخصص للعمل على تلك التقنية، كما يمكنك استخدام مؤقت الهاتف لهذا الغرض.

تجنب المقاطعات المستمرة

المقاطعات المستمرة تؤثر على إنتاجية وسير أي عمل، لأنها تُؤثر على تركيزك؛ فتحتاج بعد كل انقطاع إلى فترة تهيئة أخرى للرجوع إلى العمل.

أنت لست دائم الانشغال

فلا تُوهم نفسك أنك مشغول دائمًا إلى الحد الذي لا يسمح لك بوضع خطة لإدارة وقتك.

ابحث عن مصادر بديلة للمعرفة

أكثر ما يربطنا بالشبكات الاجتماعية هو وهم البقاء على أحدث الأخبار والاتصال بالعالم الخارجي، فنقع في مصيدة إضاعة الوقت ظنًا مننا أن هذا هو خير سبيل للوقف على أحدث التغيرات.

يمكنك الاشتراك في الخدمات البريدية لمتابعة لأخبار أو استخدام أحد التطبيقات التي تقوم بتزويدك بكل الأخبار دون الحاجة إلى تفقد حساباتك كل دقيقة علك تحصل على خبر جديد. ومثال لهذا تطبيق نبض على الهواتف المحمولة.

أعِدَّ البديل

في كل الأحوال، سيكون عليك أن تبني عادة جديدة لتحل مكان العادة التي توقفت عنها، فلا بد لك أن تشغل وقتك الذي كنت تضيعه على مختلف الشبكات في أمر ما، حتى لا تعود لذلك الإدمان مجدًا؛ فيمكنك الاشتراك في الدورات المتاحة عن طريق الإنترنت كالتي تُطلقها إدراك ورواق أو العمل الحر والذي توفره بعض المنصات: كخمسات ومستقل.

لا يخدعك التغيير المؤقت

راقب نفسك باستمرار حتى تتأكد أن هذا التغيير الذي حدث لك هو تغيير مستمر وداخلي، وليس تغييرًا مؤقتًا سينتهي بعد فترة قصيرة لتعود حياتك كما كانت.

المصادر

دينا راغب

مهندسة حاسبات ونظم تحكم، كاتبة لمقالات رأي، ومحررة للأخبار، أهتم بقضايا المسلمين والمستضعفين، وأهوى القراءة… المزيد »

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى