نساء أفسدن أمة
هـل إنــهن إذا رفـعن حـجـابا *** يـبلغـن مـن نـيل العـلا أسـبابا
كـلا فـهـتك السـتر شر مصـيبة *** يـغدو بـها صرح العفاف خرابا
حسبوا التمدن في السفور وما *** دروا أن السفور ينصر الأعرابا
ويـضل عن طرق الهداية مؤمنا *** عـرف الشـريـعة سنة وكـتـابا
هذه الوجوه وهذه الشعارات التي يصرخون بها و{ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} وقفوا لينادوا بإنحلال المرأة، وإفساد الأمة ومحاربة الإسلام وأهله ولم يتركوا فرصة إلا واستغلوها لذلك.
بداية الدعوات إلى التحرر والسفور:-
ظهر كتاب في مصر 1894م -أي بعد الإحتلال البريطاني بعام واحد- لمحامي مصري موالي للنفوذ الأجنبي يدعى “مرقص فهمي” تحت عنوان “المرأة في الشرق” صور فيها خطة الغرب والاستعمار في المطالبة بتحقيق خمسة أغراض:
- القضاء على الحجاب الإسلامي.
- إباحة الإختلاط للمرأة المسلمة بالأجانب عنها.
- تقييد الطلاق ووجوب وقوعه أمام القاضي.
- منع التعدد.
- إباحة الزواج بين المسلمات وغير المسلمين.
ثم ظهر كتاب ” تحرير المرأة ” لقاسم أمين الذي كان بمثابة بداية الطريق بالنسبة لدعاه الفجور مثل “هدى شعراوي” و “صفية زغلول”.
هدى شعراوي:-
هدى شعراوي هي نور الهدى بنت محمد سلطان -وشتان بين اسمها وما كانت تدعوا إليه-، ولكنها تسمت فيما بعد على الطريقة الغربية إلحاقا لها بإسم زوجها ” علي باشا شعراوي”، وكان أبوها “محمد سلطان” مشهور في تاريخ المصريين بالخائن لأنه اشترك مع الإنجليز في زحفهم على القاهرة سنة 1882م وأمدهم بالمؤن، فهي سليلة الخيانة. ولقد قامت برحلات كثيرة للخارج والتقت العديد من قادة الدول مثل: موسو ليني وأتاتورك، ولجهودها الكبيرة في تغريب المرأة المسلمة انتخبت نائبة للإتحاد النسائي العالمي وأسست الإتحاد النسائي المصري 1923م .
خدعوك فقالوا.. صفية زغلول أم المصريين:-
وكذلك عرفت “صفية زغلول” بهذا الإسم نسبة إلى زوجها سعد زغلول، وكذلك كان والدها معروفا أنه صديق الإنجليز الوفي ،عندما تولى الوزارة اعتبر الإنجليز أنهم اخضعوا مصر سياسياً بعد أن أخضعوها عسكرياً قبل تسع سنوات، فيقول المؤرخ المصري يونان لبيب رزق: “كان تشكيل مصطفى فهمي الوزارة انتصاراً كاملاً لتغلغل الاحتلال البريطاني في الشؤون المصرية”. وكانت صفية زغلول الداعية الأولى للسفور والانحلال للمرأة، وكانت ضمن المسئولون عن حركة تحرير المرأة، وهي حركة علمانية نشأت في مصر في بادئ الأمر ثم انتشرت في أرجاء البلاد الإسلامية.
بداية انحدار الأمة:-
لقد نجحت صفية زغلول وهدى شعراوي فيما يسمونه تحرير المرأة ونقلوها من عبادة رب العباد إلى عبادة العباد وعبادة الحسن والشهوة، فكانت أول خطوة فعلية لحلقات الانحدار مظاهرات النساء المشهورة في ميدان الاسماعيلية وسمي فيما بعد بميدان التحرير ، حيث كانت على رأسهن صفية زغلول وهدى شعراوي وتجمع النسوة أمام ثكنات الجيش الانجليزي وهتفن ضد الاحتلال، ثم بتدبير سابق ودون مقدمات ظاهرة خلعن الحجاب وألقوه في الأرض وأحرقوه وهكذا على زعمهم تحررت المرأة، وكأن خلع الحجاب سيخرج الاستعمار ويحاربون بذلك الانجليز، وليس تنفيذ لما أراده الغرب منهم. وكانت أول من خلعت النقاب وأسفرت عن وجهها هي هدى شعراوي أثناء استقبال سعد زغلول بعد عودته من المنفى 1921م.
التبعات:-
“لقد قطعنا على أنفسنا عهدا أن نحذو حذو إخواتنا الغربيات في النهوض بجنسنا مهما كلفنا ذلك”
هدى شعراوي
ولعلها صدقت في هذا فمهما كلفها من الانسلاخ من أوامر الشريعة ونواهيها ويرضي الغرب عنها فستفعله، فلم تتوقف هذه الدعوات والانحلال عند هذا الحد بل وصلوا لامتهان الحجاب وازدرائه -ولعل هذا يذكرنا بنفس المشهد هذه الأيام-. و جعلت هدى شعراوي بيتها صالوناً يتقابل فيه الرجال والنساء وهي سافرة، وفي الإطار المتواصل للانحلال طالبوا:
1.برفع سن الزواج إلى 16 عاما للفتاه و 18 عاما للفتى.
2.بوضع قيود أمام الرجل للحيلولة دون الطلاق.
3.بتقييد تعدد الزوجات إلا بإذن من القضاء في حالة العقم أو المرض الغير قابل للشفاء.
4.بالمساواة في الحقوق السياسية مع الرجل وعلى الأخص الانتخاب.
5.بالحد من سلطة الولي أيا كان وجعلها مماثلة لسلطة الوصي.
6.بالجمع بين الجنسين في مرحلتي الطفولة.
تكملة المسيرة.. سعاد صالح ومن على شاكلتها:-
لقد قامت هذه الدعوات الآثمة والشعارات المضللة في الماضي ونجحوا في أغلبها و استكملوها في الحاضر، فتكررت نفس هذه المشاهد ولكنها ازدادت سوءاً وانحطاطاً لمحاربة الإسلام وأهله.
بداية من الأزهرية “سعاد صالح” أستاذة الفقه المقارن بالأزهر -ولا أدري أي فقه درسته هذه-، فتقول إنها تشمئز عندما ترى امرأة منتقبة، وأن من ينادي بالنقاب جاهل، وأنه ليس من الاسلام في شيء -والحقيقة إن الاسلام التي تتحدث هي عنه منها براء-، وأن خطر المنتقبة على المجتمع كبير وأكبر من خطر المتبرجة.
وما تريده هذه وغيرها هي الدعوة إلى إسلام لم تنزل شريعته على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم –، ولكنه إسلاماً يرتضيه الغرب ويطمئنون به. وصولاً إلى ثلة من دعاة الفجور والفسق كـ “آمنة نصير” التي جعلت دراستها للعقيدة لمحاربة الإسلام وأهله؛ فكانت من أوائل المحاربات للنقاب في عصرنا الحالي وتشويهه، بأنها شريعة يهودية وليست إسلامية، وليكن شريعة يهودية أليس شرائع الكتب السماوية شريعتنا ما لم يحرمه ديننا!
هذا بالطبع بجانب الباقيات اللواتي لم يتركن قلماً ولا لساناً إلا لمحاربة هذا الدين وأهله: كـ “نوال السعدواي” التي تنتهج منهج هدى شعراوي وصفية زغلول؛ فتوهم النساء أنها تسعى لتحريرهن ومساواتهم بالرجال، وما تعلم هذه أنها هي من يجب أن يتحرر عقلها وتتبع شرائع هذا الدين التي جائت لتكريم المرأة وتشريفها وليس لجعلها سلعة رخيصة بإيدي المجتمع، و “فاطمة ناعوت” التي جعلت قلمها لمحاربة الحجاب وشرائع الإسلام، وتدعي أن الفتيات المسلمات مجبرات عليه ويجب منعه، وهذه الأخرى “فريدة الشوباشي” التي جعلت الحجاب ليس فرضاً في الإسلام من الأساس . فمثل هؤلاء وغيرهن لا يتركن فرصة ليحاربن بها الاسلام إلا وقومن بها ولا دعوة إلى التبرج والانحراف وإفساد وهدم الأمة إلا وفعلوها…
لماذا المرأة المسلمة ؟!!
المرأة المسلمة هي مربية الأجيال وصانعة الرجال، غارسة الفضائل، بانية الأمم والأمجاد.. هي تلك التي تربي لتخرج مجاهداً في سبيل الله، وعالماً من أعلام الإسلام، ورجالاً يعبدون الله وحده ويسعون لخدمة هذا الدين بأي وسيلة كانت، وهذا بالضبط ما لا يريده الغرب وأذنابه من دعاة التحرر والانحلال، هذا ما يعملون على تخربيه وانتزاعه من الأمة المسلمة انتزاعاً، هم يعلمون جيداً أن المرأة المسلمة إذا فسدت وانسلخت عن شريعة الإسلام، فسد المجتمع. وبدلاً من أن يخرجون أبطالاً يخدمون دينهم يخرجون أشباه رجال عبيداً للغرب.
يا فتاة الإسلام:-
كوني كما أرادك الله وكما أراد لك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا كما يريده دعاة الفتنة والفساد والانحلال، فحاشاك حاشاك أن تكوني معول هدم وآلة تخريب وأداة تغريب وتغيير في بلاد الإسلام ضد أمة محمد – صلى الله عليه وسلم -.
إن الله شرفك وأعلى قدرك ومكانتك وحفظ حقوقك، فتجللي بأشرف إكليل، وتلفعي بأهدى سبيل وانتمي إلى خير قبيل، تجللي بالتقوى والإيمان والخشية والخوف والحياء من الرحمن.
كوني أمة تسد الثغر وتبني الأمم وتصنع الرجال، وليكن همك في هذه الحياة رفع راية الدين وداعية إلى الله بكل سبيل.
مقالات رائعة ومفيدة بارك الله لكم