ماذا تعرف عن حكومة العالم الخفية بيلدربيرغ؟

كانت المسابقة محتدمة بين النائبين الديمقراطيين باراك أوباما وهيلاري كلينتون، على الفوز بحق الترشح باسم الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية، لكن في 6 يونيو/ حزيران 2008، اختفي المرشحان للتفاوض بعيداً عن الأعين، لإنهاء حالة التنافس بينهما، وفي اليوم التالي، أعلنت السيدة كلينتون تنحيها من السباق.

رغم أن قرار انسحاب كلينتون كان مؤكداً منذ ثلاثة أيام، نظراً لعدد الأصوات المساندة لعضو مجلس الشيوخ باراك أوباما في لجنة ترشيح الحزب الديمقراطي، إلا أنهما ذهبا إلى اجتماع مجموعة تدعى بـ”بيلدربيرغ “، في شانتيلي (بفرجينيا، الولايات المتحدة). ونظراً للسرية التي تحظى بها اجتماعات مجموعة “بيلدربيرغ” بعيدا عن أعين العالم، استنتج بعض الكتاب والصحافيين من الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة ويهتمون بهذه المجموعة، أن ما حدث آنذاك هو عبارة عن اتفاق، إذ خلص أوباما مع كلينتون إلى اتفاق بالانسحاب من الانتخابات والحصول على وظيفة في إدارته مقابل دعمها الفعّال خلال الحملة الانتخابية ضد ماكين. والسؤال الذي يطرحه أصحاب “نظرية المؤامرة”، لماذا يقوم قادة وزعماء من العالم بالاجتماع في مؤتمر بـ”بيلدربيرغ”؟ هل هو مخاض أوروبي أم حوار أطلسي أم ممارسة الحكم الخفي؟ كل هذه الاسئلة تحضر في ذهن أصحابها حين يذكر أمامهم مؤتمر “بيلدربيرغ” !

 

ما هو مؤتمر”بيلدربيرغ”؟

حكومة العالم الخفية

يطلق عليها المجموعة أو ” النادي ” حيث لا يمكن اعتبارها مجلساً أو حتى منظمة سياسية، حيث لا يوجد هيكل تنظيمي إداري لها، يضم هذا النادي نخباً مختارة من أصحاب النفوذ للتأثير علي صناعة القرار عالمياً يبلغ عددهم 120 – 150 شخص و يوصم هذا النادي بكثير من الانتقادات منها “حكومة العالم الخفية”. كانت لقاءاتها نصف سنوية، وأصبحت سنوية منذ عام 2009. وتقول عن نفسها إن لقاءاتها “مجرد لقاءات لمدة ثلاثة أيام صبغتها تعميق الحوار بين أوروبا وأميركا الشمالية”. ولهذا تقتصر الدعوة على شخصيات من دول حلف شمال الأطلسي، من أصحاب الاطلاع على معلومات من “العيار الثقيل” أو من “صناع القرار” السياسي والعسكري والاقتصادي والفكري والإعلامي!

مؤسس فكرة ” بيلدربيرغ “

Józef Retinger

صاحب الفكرة “جوزيف ريتينجر” البولندي، وأصبح لاحقاً أول سكرتير للاتحاد الأوروبي، فحمل لقب “الأب الروحي للاتحاد”، وكان في شبابه قسيساً كاثوليكياً ومن الطبقة الأرستقراطية، وكون في المنفى -أثناء الحرب العالمية الثانية- شبكة علاقات مكثفة مع كبار المسؤولين مثل تشرشل و دالاس . واتهم أثناء الحرب بأنه “جاسوس الفاتيكان” بعد اقتراحه علي رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك كليمنصو تشكيل دولة ملكية أوروبية بإدارة اليسوعيين.

وأسس ريتينجر بعد الحرب “الحركة الأوروبية” فحصلت على دعم مالي أميركي، عبر “المخابرات المركزية” و”اللجنة الأميركية من أجل أوروبا موحدة”، واستقال عام 1952 من الحركة، ليؤسس “المنظمة” التي عرفت لاحقاً باسم بيلدربيرغ.
وقد بذل جهودا كبيرة لعب فيها رئيس المخابرات المركزية الأميركية بيديل سميث دوراً رئيسياً، حتى تمت الموافقة على المشاركة الأميركية والكندية والتوافق على شخصيات ألمانية، فتبنى الأمير الهولندي بيرنهارد الدعوة إلى المؤتمر الأول في فندق “بيلدربيرغ” ببلدة أوستربيك الهولندية عام 1954.

المؤتمر الأول عقد في 1954

يذكر أن المؤتمر الأول عقد بداية من 29-30 مايو/ أيار 1954، بالقرب من مدينة أرنهيم (في هولندا)، وشارك في الاجتماع الأول، 70 شخصية، أتت من 12 دولة أوروبية، وسمي بهذا الإسم نسبة إلى فندق بيلدربيرغ، الذي عقد فيه الاجتماع الأول.

طُبعت الدعوات ، على أوراق رسمية تحمل شعار قصر سودييك، جاء فيها :

أثمن بحرارة مشاركتكم في المؤتمر الدولي، بدون صفة رسمية، والذي سيعقد في هولندا في أواخر أيار/مايو. يرغب المؤتمر في دراسة عدد من القضايا ذات الأهمية الكبرى للحضارة الغربية، ويهدف إلى حفز التفاهم المتبادل وحسن النية من خلال التبادل الحر للآراء

و وقعت الدعوات من قبل أمير هولندا، بيرنهارد زور ليب بيسترفيلد، مرفقة بعدة صفحات من المعلومات الإدارية حول مسائل التنقل والإقامة.

بيلدربيرغ يتحول إلى منظمة!

عُقد المؤتمر الثاني للمجموعة في فرنسا، من ١٨ إلى ٢٠ آذار/مارس ١٩٥٥. في باربيزون. تدريجيا، استلزمت فكرة تنظيم المؤتمرات بشكل سنوي خلق أمانة دائمة لها. انسحب الأمير بيرنهارد بعد فضيحة استغلاله لنفوذه (فضيحة لوكهيد مارتن). فتنازل عن الرئاسة و بعد عدة تنازلات لاسباب عديده توقفت الرئاسة عند نائب الرئيس السابق للجنة اتيان دافينيون الأوروبية (منذ ١٩٩٩) ، وكان يساعد رئيس مجموعة بيلدربيرغ اثنين من الأمناء العامين، واحد لأوروبا وكندا (الولايات التابعة) والثاني للولايات المتحدة (المهيمنة)، ومع ذلك، لا يوجد إلا أمين عام واحد منذ عام ١٩٩٩.

ومن سنة إلى أخرى، لم يعد للنقاش لزوم للغاية، ولهذا كان يتم تغيير الضيوف، مع وجود نواة صلبة دائمة تقوم بإعداد الندوة مسبقا، ووافدين جدد من المتلقنين لكلام « الأطلسي » للحقبة المعنية. حاليا، تجمع الحلقات الدراسية السنوية أكثر من 120 مشاركا، بمن فيهم الثلث الذي يشكل النواة الصلبة للمجموعة. تم اختيارهم من قبل التحالف استناداً إلى أهمية علاقاتهم ونفوذهم وقدرتهم على التأثير، بغض النظر عن مناصبهم في المجتمع. وبالتالي، يبقون أعضاء أساسيين في النواة الصلبة حتى عند تغييرهم العمل. فيما يلي قائمة بأسماء النواة الصلبة، تضم أعضاء المجس الإداري، والتي تعمل كواجهة للضيوف الجُدد، وأعضاء أقل وضوحا (مخفيين) كي لا يخشاها القادمين الجدد. في الصورة إتيان دافينيون، الأمين العام لمجموعة بيلدربيرغ.

Josef Ackermann – جوزيف أكرمانمصرفي سويسري ، رئيس دويتشه بنك ، نائب رئيس المنتدى في دافوس.
Roger C. Altman – روجر ألتمانمصرفي من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو مستشار سابق لحملة جون كيري وهيلاري كلينتون الانتخابية، ومدير بنك الاستثمار شركة افركور وشركاءه.
Francisco Pinto Balsemão – فرانسيسكو بينتو بلسماورئيس الوزراء الاشتراكي السابق من البرتغال (١٩٨١-١٩٨٣)، رئيس ومؤسس أكبر مجموعة للتلفزة البرتغالية الاستثماري. (ت)
Fran Bernabè – فران برنابيهمصرفي إيطالي، والرئيس الحالي لتليكوم الإيطالية. (ت)
Henri de Castries – هنري دي كاستريالرئيس التنفيذي لشركة التأمين الفرنسية أكسا.
Juan Luis Cebrián – خوان لويس سبريانمدير مجموعة الاعلام والبث المتلفز الاسبانية بريسا..
W. Edmund Clark – دبليو. ادموند كلاركمصرفي كندي، والرئيس التنفيذي المالي لمجموعة تورونتو دومينيون بنك.
Kenneth Clarke – كينيث كلاركنائب رئيس مجلس الإدارة السابق للتبغ البريطانية الأمريكية (١٩٩٨-٢٠٠٧)، حافظ الأختام ووزير العدل البريطاني، نائب رئيس الحركة الأوروبية في المملكة المتحدة.
George A. David – جورج أ. ديفيدالرئيس التنفيذي لشركة كوكا كولا.
Étienne Davignon – اتيان دافينونرجل أعمال بلجيكي، نائب الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية (١٩٨١-١٩٨٥)، نائب الرئيس الحالي لسويس تراكتبل.
Anders Eldrup- أندرس ألدروبالرئيس التنفيذي لشركة النفط الدنماركية دونغ للطاقة والغاز.
Thomas Enders – توماس اندرزمدير شركة ايرباص.
Victor Halberstadt – فيكتور هالبرستادستاذ الاقتصاد في جامعة لايدن الهولندية، ومستشار العديد من الشركات مثل غولدمان ساكس أو شركة دايملر كرايسلر.
James A. Johnson – جيمس أ. جونسونممول من الولايات المتحدة، وكان مساهما رئيسيا في الحزب الديمقراطي وأحد صناع هندسة حملة ترشيح باراك أوباما. هو نائب رئيس بنك الاستثمار برساوس.
John Kerr of Kinlochard – جون كير أف كيلوشاردالسفير المملكة المتحدة السابق في واشنطن، نائب رئيس المجموعة النفطية الملكية رويال شل. (ت)
Klaus Kleinfeld – كلاوس كلاينفيلدالرئيس التنفيذي ألماني لشركة الألومنيوم الأميركية العملاقة، ألسوا.
Mustafa V. Koç – مصطفى كوشالرئيس التنفيذي لشركة كوش، أولى الشركات التركية.
Marie-Josée Drouin-Kravis – ماري خوسيه دروان-كرافيسكاتبة اقتصادية في وسائل الإعلام المطبوعة والمذاعة في كندا. باحثة في معهد هدسون العسكرية. وهي الزوجة الثالثة لهنري كرافيس.
Jessica T. Mathews – جيسيكا ت. ماثيوزالمديرة السابقة للشؤون العالمية في مجلس الأمن القومي للولايات المتحدة. المديرة العامة الحالية لمؤسسة كارنيجي.
Thierry de Montbrial – تييري دي مونبريالاقتصادي، المدير المؤسس للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، ولمؤتمر العالمي للسياسة.
Mario Monti – ماريو مونتياقتصادي إيطالي، المفوض الأوروبي الأسبق للمنافسة (١٩٩٩-٢٠٠٥)، ساهم بتأسيس مجموعة سبينيلي للفيدرالية الأوروبية.
Egil Myklebust – ايغل ميكلبوستالرئيس السابق لمدراء المجلس النرويجي، مدير الخطوط الجوية الاسكندنافية (ساس).
Matthias Nass – ماتياس ناسنائب مدير صحيفة دي تزايت الألمانية.
Jorma Ollila – جورما اوليلارجل اعمال فنلندي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة نوكيا، الرئيس الحالي لمجموعة النفط الملكية دوتش شل.
Richard N. Perle – ريتشارد ن. بيرلالرئيس السابق للمجلس الاستشاري لوزارة الدفاع في البنتاغون، وهو من الشخصيات النافذة الرئيسية، شتراوسكي من (تلاميذ ليو شتراوس) وله هذا اللقب، وهو شخصية نافذة في المحافظين الجدد.
Heather Reisman – هيذر رايسمانسيدة أعمال كندية، الرئيس التنفيذي لمجموعة النشر انديغو-شابتر .
Rudolf Scholten – رودولف شولتنوزير المالية النمساوي السابق، محافظ البنك المركزي.
Peter D. Sutherland – بيتر د. ساذرلاندالمفوض الإيرلندي الأوروبي للمنافسة السابق، ثم المدير العام للمنظمة الدولية للتجارة. المدير السابق لشركة بريتيش بتروليوم. الرئيس الحالي لمؤسسة جولدمان ساكس الدولية. الرئيس السابق للقسم الأوروبي في اللجنة الثلاثية، ونائب الرئيس للمائدة المستديرة الاوروبية للصناعيين، وحاليا الرئيس الفخري للحركة الإيرلندية الأوروبية.
J. Martin Taylor – ج. مارتن تايلورالنائب البريطاني السابق، الرئيس التنفيذي لعملاق الكيميائية والصناعات الزراعية سينجنتا.
Peter A. Thiel – بيتر أ. تيلرئيس شركة من الولايات المتحدة الأمريكية، الرئيس التنفيذي لشركة باي بال، رئيس إدارة كلاريوم رأس المال كما أنه مساهم في فيس بوك.
Daniel L. Vasella – دانيال ل. فاسيلاالرئيس التنفيذي لشركة نوفارتيس السويسرية المجموعة الصيدلانية.
Jacob Wallenberg – جاكوب والنبرغمصرفي سويدي، وهو مدير العديد من الشركات العابرة الوطنية.

أعضاء النواة الصلبة الخفية:

Carl Bildt – كارل بيلترئيس وزراء السويد الليبرالي الاسبق (١٩٩١-١٩٩٤)، المبعوث الخاص السابق للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في البلقان (١٩٩٥-١٩٩٧ ، ١٩٩٩-٢٠٠١)، والوزير الحالي للشؤون الخارجية. (ت)
Oscar Bronner – أوسكار برونرالرئيس التنفيذي لشركة دير ستاندارد النمساوية.
Timothy C. Collins – تيموثي كولينزممول من الولايات المتحدة الأمريكية، مدير صندوق الاستثمار ريبلوود. (ت)
John Elkann – جون ايلكانالرئيس التنفيذي لمجموعة فيات الايطالية للسيارات (جده جياني انييلي كان لمدة ٤١ سنة من قادة مجموعة بيلدربيرغ. ورث ثروة العائلة بعد وفاة طبيعية من جده جيوفاني ووفاة عمه المبكرة ادواردو. ومع ذلك، كانت الشرطة مقتنعة بأنه تم اغتيال ادواردو بعد اعتناقه الاسلام الشيعي، بحيث تعود الثروة مرة أخرى إلى فرع العائلة اليهودية).
Martin S. Feldstein – مارتن فيلدشتاينالمستشار الاقتصادي السابق لرونالد ريغان (١٩٨٢-١٩٨٤)، والمستشار الاقتصادي الحالي لباراك أوباما. وكان أيضا مستشارا لجورج بوش للاستخبارات الخارجية. ومحاضر في جامعة هارفارد. (ت)
Henry A. Kissinger – هنري كيسنجرمستشار الأمن القومي السابق للولايات المتحدة لوزارة الخارجية ، شخصية محورية في المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، والرئيس الحالي لشركة استشارية كيسنجر أسوشيتس.
Henry R. Kravis – هنري ر. كرافيسممول من الولايات المتحدة الأمريكية، مدير الاستثمار المالي صندوق كيه كيه آر. وهو أحد الأساسيين لجمع التبرعات للحزب الجمهوري.
Neelie Kroes – نيلي كروسوزير النقل الليبرالي الإيرلندي السابق، المفوض الأوروبي للمنافسة، والمفوض الحالي في المؤسسة الرقمية.
Bernardino Léon Gross – بيرناردينو ليون غروسدبلوماسي إسباني، الأمين العام لرئاسة الحكومة الاشتراكية لخوسيه لويس ثاباتيرو.
Frank McKenna – فرانك ماكيناعضو سابق في لجنة الإشراف على جهاز أمن الاستخبارات الكندي، سفير كندا في واشنطن (٢٠٠٥-٢٠٠٦)، نائب رئيس البنك تورونتو دومينيون.
Beatrix des Pays Bas – بياتريكس من هولنداملكة هولندا. وهي ابنة الأمير بيرنهارد.
George Osborne – جورج أوسبورنوزير المالية البريطاني. ويعتبر من المحافظين الجدد ومن المتشككين. ونفهم من هذا اعتراضه على مشاركة المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، إلا أنه من مؤيدي المنظمة في القارة في إطار الاتحاد.
Robert S. Prichard – روبرت س. بريتشارداقتصادي من كندا، مدير الطباعة والوسائل السمعية البصرية توستار.
ديفيد روكفلربطريرك سلسلة طويلة من الممولين. وهو أقدم عضو في مجموعة بيلدربيرج النواة الصلبة. وهو أيضا رئيس اللجنة الثلاثية، وهي منظمة مماثلة تدمج في إطارها مساركين آسيويين.
James D. Wolfensohn – جيمس د. وولفنسونممول استرالي، حصل على الجنسية الأمريكية ليصبح رئيس البنك الدولي (١٩٩٥-٢٠٠٥)، والآن مدير شركة للاستشارات وولفنسون وشركاه.
Robert B. Zoellick – روبرت ب. زوليكدبلوماسي من الولايات المتحدة، وهو مندوب سابق للتجارة الأمريكية (٢٠٠١-٢٠٠٥)، الرئيس الحالي للبنك الدولي.

اللوبي لأقوى منظمة عسكرية عالمية

حكومة العالم الخفية (3)

رأي “تييري مسيان” (مفكر فرنسي، رئيس ومؤسس شبكة Réseau Voltaire)

يقول : في السنوات الأخيرة، ازداد عدد المواضيع التي نوقشت في المؤتمرات السنوية وفقا للأحداث الدولية. ولكن هذا لا ينبئنا بشيء، لأنه لم يكن لهذه النقاشات أي هدف في حد ذاتها، هي مجرد مبررات لتمرير رسائل. وللأسف لم نتمكن من الوصول إلى الوثائق التحضيرية الأخيرة، التي يحاول الحلف جاهداً نشرها من خلال قادة الرأي وأصحاب النفوذ. وقد أدت سمعة مجموعة بيلدربيرغ ببعض الكتاب بإعطائها قدرة التعيين. إن هذا غباء، كما أنه يطمس الصنّاع الحقيقيين الذين يمسكون بزمام الخيوط والمتواجدين في داخل الحلف الأطلسي. !

وفسر ماحدث في ابان الانتخابات الأمريكية بين أوباما ومنافسته كلينتون بأن القرار كان مؤكدا منذ ثلاثة أيام، نظراً لعدد الأصوات المساندة لعضو مجلس الشيوخ باراك أوباما في لجنة ترشيح الحزب الديمقراطي. ووفقاً لمصادره المطّلعة، ما حدث آنذاك هو شيء آخر. إذ خلص باراك أوباما وهيلاري كلينتون إلى اتفاق مالي وسياسي. فأنقذ السناتور أوباما أموال منافسته وعرض عليها وظيفة في ادارته (رفضت السيدة كلينتون منصب نائب الرئيس واختارت وزارة الخارجية) في مقابل الحصول على دعمها الفعّال خلال الحملة الانتخابية ضد ماكين . ثم أُدخل الزعيمين بواسطة جيمس جونسون للمشاركة في مؤتمر بيلدربيرغ، حيث أكدا للمشاركين على أن انهما سيعملان معا. منذ فترة طويلة، كان باراك أوباما مرشح حلف الناتو. عمل أوباما وعائلته دائماً لوكالة المخابرات المركزية والبنتاغون وعلاوة على ذلك، قدم العرش الملكي لانكلترا التمويل. الأولي لحملته الانتخابية عبر رجل الاعمال نظمي اوجي. وبتقديم السناتور الأسود إلى مجموعة بيلدربيرغ، قام حلف شمال الأطلسي بتنظيم العلاقات الدولية العامة للرئيس المقبل للولايات المتحدة.

وبالمثل، نقلت الأنباء بأن مجموعة بيلدربيرغ نظمت عشاءاً مرتجلاً، خارج إطار الحلقات الدراسية، في ١٤تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٠٩، في قصر فال دو دوشاس، تعود ملكيته لملك بلجيكا. ألقى خلاله رئيس الوزراء البلجيكي السابق هيرمان فان رومبوي هيرمان كلمةً. وفي وقت لاحق بعد خمسة أيام تم انتخابه رئيسا للمجلس الأوروبي. ومرة أخرى، استنتج بعض الكتاب خطأً أن مجموعة بيلدربيرغ كانت « صانعة الملوك ». في الواقع، أنه لا يمكن اختيار رئيس الاتحاد الأوروبي من خارج دائرة منظمة حلف الشمال الأطلسي، لأنه – ولنتذكّر – بأن الاتحاد الأوروبي منحدر من بنود سرية لخطة مارشال. وينبغي أن يُصادَق على هذا الاختيار من قِبل الدول الأعضاء. هذا النوع من القرارات يتطلب مفاوضات طويلة ولا يمكن اتخاذه أثناء مأدبة عشاء مع الأصدقاء.

أيضاً ووفقاً لمصدرنا الخاص، دعت مجموعة بيلدربيرغ برئاسة اتيان دافينيون لهذا العشاء الاستثنائي من أجل تقديم فان رومبوي على حلفائها التابعين لها. وكان ذلك ضرورياً لأن الشخصية الأولى التي ستشغل مهامها الجديدة كرئيس للاتحاد الأوروبي لم يكن معروفا تماما خارج بلاده. خلال وجبة العشاء، أوجز السيد فان رومبوي برنامجه لإنشاء ضريبة أوروبية لتمويل مؤسسات الاتحاد مباشرة دون المرور عبر الدول الأعضاء. وبقي على البيلدربيرغرسين الأعضاء أن يعلنوا أينما استطاعوا ، أنهم يعرفون هيرمان فون رومبوي ويشهدون على صفاته الحسنة لرئاسة الاتحاد.

في الحقيقة، إن مجموعة بيلدربيرغ ليست رومانسية كما أراد أن يصوّرها لنا بعض الكتاب المشهورين. إن انتشار القوات العسكرية الخارقة لضمان سيادة الأمن، غرضها ليس الحماية بقدر ما هو إذهال أولئك المشاكون فيها. إنها لا تظهر قوتها، ولكنها تظهر وتؤكد بأن السلطة الحقيقية الوحيدة في الغرب هي حلف الشمال الاطلسي. لهم حرية دعمها و تدعمهم بدورها، أو محاربتها وبالتالي تسحقهم بدورها بلا هوادة.

من ناحية أخرى، وعلى الرغم من أن مجموعة بيلدربيرغ كانت قد طورت في بداياتها لهجة مناهضة للشيوعية، إلا أنها لم تكن موجهة ضد الاتحاد السوفياتي، ولا يتم توجيهها في الوقت الحالي ضد روسيا. إنها تتبع استراتيجية التحالف الذي لا يشكل اتفاقا ضد موسكو، ولكن للدفاع عن – و ربما امتداداً- لمنطقة نفوذ واشنطن. في بداية إنشائه، كان حلف شمال الاطلسي يأمل في دمج الاتحاد السوفياتي، الأمر الذي كان بالإمكان اعتباره بمثابة التزام من جانب موسكو على عدم اعتراضه على تقسيم العالم الناتج عن مؤتمر بوستدام ويالطا. ومؤخرا، رحب التحالف بالرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في قمة لشبونة، واقتُرح عليه إنضمام روسيا له. لم يكن له حينها ثمة تبعية، فقط الاعتراف بالنظام العالمي الجديد، الذي سارت كل أوروبا الوسطى والشرقية من خلاله في مدار الولايات المتحدة. إن إنضمام روسيا إلى هذه المجموعة بطريقة أو بأخرى ستعادل معاهدة سلام : ستعترف موسكو بهزيمتها في الحرب الباردة وبالتقسيم الجديد للعالم. في هذه الحالة، ستتمكن مجموعة بيلدربيرغ دعوة شخصيات روسية إلى اجتماعاتها السنوية. لن يُطلب من تلك الشخصيات التأثير على الرأي العام في روسيا لأمركتها، ولكن لاقناع روسيا بالتخلي التام عن أحلام العظمة الماضية.

و يعارضه علي وصفة هذه المنظمة بمجرد لوب الكثير،  حيث يرفض ماركوس كينابيل -وهو من مؤسسي “الإعلام البديل” غياب التوجيه السياسي في نشأة منظمة بيلدربيرغ، ويستشهد بقول الرئيس الأميركي الأسبق روزفلت:

لا توجد مصادفة من وراء حدث سياسي، فعندما يقع يمكن الجزم بأنه وقع هكذا وفق ما خطط له

ويربط كينابل -ككثير من الناقدين سواه- بين مشاركة شخصيات بعينها في مؤتمرات بيلدربيرغ للمرة الأولى غالباً، واستلامها مناصب حساسة بعد ذلك بفترة وجيزة كالرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي فان رومبوي عام 2009، ورئاسة تسوليك للمصرف المالي العالمي عام 2007، وكذلك كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي باروسو وتريخيه وبرودي. ويمكن تعداد المزيد ممن استلموا مناصب عليا عسكرية وسياسية ومالية بعد فترات وجيزة من حضور مؤتمرات بيلدربيرغ للمرة الأولى.

ولكن ربط التوقيت الزمني يكفي للتكهنات وترجيحها، ولا يكفي دليلاً على أن المنظمة “حكومة خفية”، على الأقل حسب التصورات السائدة عن كلمة حكومة”

والسؤال المطروح: أليست النتيجة واحدة، سواء وصف هذا التجمع الضخم من إمكانات النفوذ واستخدامها بأنه “لوب”، أو وصف بأنه “حكومة العالم الخفية”؟

المصادر:

هل يحكم هؤلاء العالم؟!. تعرّف عليهم

بيلدربيرغ.. حكومة العالم الخفية

كتاب : الكذبة الكبرى: المجلد رقم 2، التلاعب والمعلومات المضللة.

منشورات ب. برتان 2007 لـ تييري ميسان.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لماذا ابن زايد لا يستطيع احد ان يجادله او يحاسبه . هل هو نبي ام قديس ام قسيس . انا استطبع محادلته ومحاسبته ان كان مذنبا” . واعرف كيف احاور واناور معه لآخذ الحقيقة مثله مثل اي انسان له كوامن الضعف وله كوامن القوة . ولكن انا ليس لي كوامن . صلب وصادق وقوي . هكذا قال او أسر احدهم لي

  2. هناك أشياء مخزية
    بان المسلمين هم من يشاركون معهم في هذا المنظمات الظالمة ( بلدربيرغ )
    مثلا :
    1/ سمير سفروال السياسي العالمي كما هو مذكور في الصفحات المنظمة بلدربيرغ
    من أبناء أحد أشخاص المعروفين في اسيا بسمعة طيبة ووالده صانع آسيا
    وعمره في الثلاثينيات وهو مسلم سني وزوجته ايضا مسلمة عربية وهي الممثلة الخليجية نوال محمد العلي
    يملك ما يقارب 3 فنادق 10 فنادق استثمارات في السعودية ويملك الكثير من القطاعات الخاصة وبعض من الأسهم العالمية گ SAAB , SCANIA , BLACK WATER .
    له أدوارا كثيرة في الحروب الشرق الأوسط ، وهبوط الاقتصاد العالمي الخ….
    من المخزي ان نسمع مثل هذا الأشخاص يفعلون هكذا لأجل سلطة أو مال .
    2 / محمد بن زايد وقصصه معروفة ولم أحد بستطيع يجادله او يحاسبه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى