بعيدًا عن أخبار الفن والكرة… هذا ما يحدث في الفلوجة على أيدي الرافضة
الفلوجة تذبح مرتين
الفلوجة أشهر المدن العراقية صمودًا، تتصدر عناوين الأخبار اليوم، بكل أسى وألم تُعرض صور ضحايا الجحيم والحصار الذي يعيشه أهلها الأوفياء منذ تمدد الطمع الأمريكي في المنطقة ومنذ تغلغل الرافضة في العراق. هي قصة بطولة أو قصة ثبات، تأبى الفلوجة إلا أن تكون عنوان المعارك والمواجهات.
بالأمس، القوات الأمريكية بجيوشها الجرارة وترسانتها التي لا تُضاهى! خرجت تجر أذيال الهزيمة بعد أن أسقطها ثبات الفلوجة في وحل مجرمي الحروب.
واليوم وكلاؤها-الرافضة-مع كل ما جمعوا من أذناب، يدفعهم طيران التحالف الغربي والدعم الإيراني والتهليل العربي على رأسه السعودية وبعض المتسترين باسم الجماعات الإسلامية، ليشهد العالم قتلة متعمدة لمدينة إسلامية قهرت الغزو الصليبيو رافضي ولا تزال.
انطلاق الهجوم
لقد حُشدت الحشود ودُقت طبول الحرب ورُفعت رايات الرافضة وشعاراتهم الخائبة وأعلنت بداية المعركة، حيث ركزت القوات الرافضية هجماتها على محيط الفلوجة لعزل المقاتلين داخل المدينة بدعم من طيران التحالف الدولي الصليبي بقيادة واشنطن. ومنذ بدء الهجوم احتلت القوات الرافضية مناطق واسعة في محيط الفلوجة، وخاصة قضاء الكرمة (13 كم شرق المدينة).
من بين القوات التي شاركت في الهجوم كانت قوات مكافحة الإرهاب للحكومة الرافضية والتي تؤكد أن المعركة مصيرية ولهذا تشارك بأكبر قوة لها إلى جانب قوات الجيش وميليشيات الحشد الشعبي الذي يضم مجموعاته الإيرانية مثل أنصار الحق وكتائب حزب الله المشهورة بسجل حافل لجرائم إبادة أهل السنة في ديالى وتكريت وغيرها.
بعد سقوط الكرمة والتي تعد خط الدفاع الأول للفلوجة، (45 كيلومترًا غرب العاصمة بغداد)، تحولت لبلدة أشباح، لا يُرى فيها أثر لمدني سوى المتاجر المحطمة والمحروقة والمباني المدمرة، وقوات الحشد الشعبي تكتب على جدران مبانٍ في البلدة، عبارات تلخص حقيقة الحرب منها
وقد تم تطويق الكرمة بسواتر ترابية بأمر من قائد عمليات بغداد الرافضي، وهذه السواتر لها منفذ واحد باتجاه العاصمة بغداد، ولها حاجز أمني يمنع الدخول إلى الكرمة أو الخروج منها إلا بعد التدقيق والتفتيش من قبل هذا الحاجز والحواجز الأخرى التابعة لقيادة عمليات بغداد الرافضية لإطباق الحصار على الأهالي وزيادة معاناتهم.
الدور الأمريكي
أعلن المتحدث باسم قوات التحالف الدولي العقيد الأميركي ستيف وارين، أن طائرات التحالف نفذت عشرين غارة خلال أربعة أيام فقط. في حين أكد السفير الأميركي السابق في العراق جيمس جيفري على أن
“دور القوات الأميركية في معركة الفلوجة هو دور داعم للقوات العراقية الرافضية، وأنها ستدعم الحشد الشعبي الإيراني إذا كان تحت إمرة الجيش العراقي وكذلك ستدعم المليشيات السنية التي تنسق مع الجيش العراقي”.
التغطية الإعلامية
تسابق المحللون والخبراء والأمنيون والسياسيون، للحديث عن المعركة الحاسمة والمصيرية، وبين من يصفها بمعركة تحرير وبين من يصفها بمعركة إبادة ومجزرة، ينتهي المطاف بالمواقع الإخبارية لتوثيق مأساة عظيمة من مآسي المسلمين ونازلة قاصمة لأهل السنة في العراق بل لكل المسلمين، لم تشهد أي دعم حقيقي على الأرض بل مجرد استنكارات تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي في حين اكتفى البعض بالدعاء وما يدخل في دائرة أضعف الإيمان.
مصير نحو 50 ألف شخص داخل الفلوجة لم يحرك ضمير منظمات حقوق الإنسان ولا منظومة دولية داعمة للرافضة ولا ما يسمى الدول العربية. فتحت نيران القصف الكثيف وتحت وطأة الجوع من الحصار المستمر، يقبع مسلمون تهمتهم الوحيدة أنهم أهل السنة.
ردود
في الوقت الذي خرجت فيه أصوات تدعم الاحتلال الرافضي لمدينة الفلوجة السنيّة مع تجاهل تام لحقيقة المجزرة على الأرض-التي يقتل فيها الأهالي عمدًا وتنشر لها أبشع الصور الدامية للشيوخ والنساء والأطفال-كان على رأسها حكومة السعودية وبعض الممثلين للأحزاب السنية كحزب الإخوان المسلمين الذي أعلن ناطقه صراحة أن
“تحرير الفلوجة عنوان لمرحلة جديدة في ترميم العلاقات الوطنية، ونرجو ألا نضيع هذه الفرصة”.
خرجت أصوات أخرى تندد بهذا الهجوم وتستنكره وتحذر من عواقبه، حيث وصف مركز جنيف الدولي للعدالة معركة الفلوجة بـ
“عمليات إبادة تستهدف المدنيين” ضمن “توجّه طائفي”
كما أكد الكاتب والمحلل السياسي العراقي لقاء مكي أن
“عناصر الحشد الشعبي قامت بتفجير وإحراق مساجد وممتلكات عامة مع رفع رموز طائفية في بلدة الكرمة شمال شرق الفلوج”
وأكد: أن عمليات التدمير التي يقوم بها عناصر الحشد الشعبي هي عمليات ممنهجة وليست فردية ولأغراض غير عسكرية هدفها:
“شن حرب نفسية ضد سكان الفلوجة وترويضهم وكسر إرادة المدينة التي إن بقيت صامدة ستشكل مشكلة للسلطة التي تريد نمطًا طائفيًا معينًا”.
ومن جهته اعتبر الباحث في المركز العربي لدراسة السياسات حيدر سعيد قرار معركة الفلوجة أميركيًا بالكامل، مشيرا إلى أن:
الأميركيين هم من بنوا التركيبة المقاتلة ضد الفلوجة.
وقال: “إن وجود الحشد الشعبي في معركة الفلوجة ليس ضروريًا، مشيرًا إلى أن الهدف من وجوده هو أن بعض الأطراف الشيعية تريد أن تجعل من المعركة رأس مال لها لتقوية موقفها في العملية السياسية. مؤكدًا أن:
“إيران الحرس الثوري أو إيران الخمينية لها استراتيجية إقليمية كبرى وتريد بمعركة الفلوجة دعم تيارها السياسي في العراق.”
لن تنتهي القصة بسقوط الفلوجة
وفي الوقت الذي يتوقع فيه المراقبون سقوط مدينة الفلوجة قريبا لشدة القصف والحصار يخشى الأهالي من عمليات انتقامية رافضية لبعض مسلحي الحشد الشعبي، كما أظهر شريط مصور لمجموعة من عناصره وهي تتوعد بأخذ الثأر من أهالي الفلوجة وتسوية بيوتهم بالأرض.
من جهة أخرى لا شك أن تلك الدماء المسلمة التي استبيحت على أيد الرافضة وحلفاءهم في الفلوجة أن تنتظر قصاصًا عادلًا، ويتوقع المراقبون أن تولد مجزرة الفلوجة موجة انتقام ستطول معها المواجهة بين أهل السنة والرافضة في العراق.
وبالنظر إلى فشل أمريكا سابقا في السيطرة على العراق منذ احتلالها له، رغم حشدها لأكثر من ربع مليون جندي ومرتزق وضباط الاستخبارات العسكرية والمخابرات والموظفين من جميع الأصناف وغيرهم، بالإضافة إلى تجنيدها لألاف من المتعاونين والمخبرين العراقيين:
يبدو أن الاستعانة بالرافضة لترويض العراق مصيره مصير الغزو الأمريكي الأول أمام مقاومة أهل السنة الطويلة والباسلة، إذ لابد للقوات الغازية وإن حشدت جميع قواتها، لابد لها من الخروج يوما وإن طال الزمن.