عَلم الهُدى محمد-صلى الله عليه وسلم-

يستحي قلمي أن يكتب عنه فلن يوفيه حقه… إنه أعظم ميلاد في تاريخ الإنسانية كلها؛ لأنه ببساطة تجسدت فيه معاني الكمال الإنساني كله، بل كانت رسالته رحمة للعالمين، فاللهم صل وسلّم وبارك على محمد وآل محمد تسليماً كثيراً.

ورغم الكمال الإنساني لم يخرج عن حالته البشرية… بما فيها من ألم، ومعاناة، ومشقة… بل كان أشد الناس بلاءً!

توازن وكمال الشخصية النبوية

كان أعظم شخصية “متوازنة” عرفها التاريخ البشري، وما زالت الإنسانية تحوم حول هذه الشخصية تحاول أن تلمس طرفاً منها لكنها تعجز أن تجمع كل أطرافها في شخصية واحدة… إنه يدعو الناس بكل “الحرص” والاهتمام – لا مجرد بلاغ من رسول – بل تأخذه الحسرات على من كذّب وكفر، إنه يهش ويبتسم ويتواضع لمن يلقاه، في سعة ورحمة وطلاقة، إنه يغضب… ولكن ليس لنفسه، إنما لله ودينه، إنه يتزوج النساء… ويلاعب أهله وولده، إنه يجاهد ويقاتل ويغلظ على عدو الله… ثم في الليل يصلي حتى تتورم قدماه… صلى الله عليه وسلم.

لم يكن شخصية دعوية فحسب، ولا شخصية تربوية فحسب، ولا شخصية قيادية فحسب، ولا شخصية جهادية فحسب، ولا شخصية زاهدة عابدة فحسب، بل جمع كل ذلك في توازن ما زالت الإنسانية تطمح أن تقترب منه، فتجسدت معاني الرسالة في صورة حية واقعية، فكان كما قالت عنه أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها –

«كَانَ خَلْقُهُ الْقُرْآنَ، يَغْضَبُ لِغَضَبِهِ، وَيَرْضَى لِرِضَاهُ» [المعجم الأوسط للطبراني/ 72]

ومع التوازن لم تكن المحدودية… بل الشمول الذي يحوي كافة مناشط الحياة، ومع التوازن والشمول… كانت المثالية المقرونة بالواقعية الإيجابية، فأخذ الإنسانية إلى آفاق بعيدة، وفتح لها ضروب ما دخلتها من قبل، وشرّف الوجود الإنساني كله بما قدّمه لها من نموذج سيظل هو الأعظم والأرقى والأكمل في تاريخها… فصلى الله عليه وآله وسلم في الأولين والآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

محمد: خاتَمُ الأنبياء والمرسلين

وشاءت إرادة الله -سبحانه -أن يكون رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم -هو الرسول الأخير، وأن تكون رسالته هي الرسالة الخاتمة، وأُرسل كل رسول لقومه خاصة… إلا محمد -صلى الله عليه وسلم -أُرسل للناس كافة، وإلى كل العالمين… والله سبحانه {أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [سورة الأنعام: 124] بحكمته وعدله ومشيئته…

واقتضت سُنة الله تعالى في رُسله أن يكونوا بشراً، ولا يخرجوا عن بشريتهم قيد أُنملة، حتى يكونوا قدوة ونموذجاً للناس، يعانون ما يعاني الناس، ويَضعَفون كما يضعف الناس، ويتألمون ويفرحون كما يتألم ويفرح الناس، وإذا كان الله عصمهم من الخطأ والهوى… فإنهم بعدُ ما زالوا بشراً، وعلى هذا الأساس كانت بشرية الرسول قاعدة أساسية لتحقيق القدوة للناس…

كما قال الله -تعالى -عن رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [سورة الكهف: 110]﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم} [سورة يوسف: 109]

وجاء كل رسول ليُذكر الناس بما هو مركوز في فطرتها من إيمان بالله، ولكن الفطرة قد تنحرف وتضل، فيأتي الرسول للتذكرة والبشرى والنذير، ويرشدهم إلى الطريق الصحيح إلى الله تعالى.

ثم الهداية من الله: {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} [سورة البقرة: 272] {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة الأعراف: 2]

وكان الإسلام بمعنى الاستسلام لله رب العالمين… هو دين كل رسول من عند الله، من لدن نوح إلى محمد -صلى الله عليه وسلم -وكان التوحيد هو دعوة كل الرسل:

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [سورة الأنبياء: 25]

{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [سورة النحل: 36]

وحدانية الاعتقاد والتصور: دعوة جميع الرُسل

كل رسول جاء بتوحيد الله في الاعتقاد والتصور: بأنه الله الواحد الخالق الرازق المدبر المالك والقادر على كل شيء، وهو الرب سبحانه له يَدين الخلق، وله القوامة سبحانه على كل شيء، وبتوحيد الله في العبادة والدعاء: فلا يدعو إنسان مع الله أحدًا، ولا يسجد ولا يصلي لأحد سوى لخالقه، وبتوحيد الله في اتباع شرعه ومنهجه: فلا يتخذ شرع غير شرع الله… هذه الدعوة جاء بها كل رسول، ولم يكن محمداً – صلى الله عليه وسلم –   بِدعاً من الرسل { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ } [ سورة الأحقاف: 9]. بل جاء بما جاء به كل رسول، لكن رسالته كانت هي الرسالة الأخيرة، ودينه هو الدين الخاتم ولا دين غيره، وشريعته هي الشريعة الكاملة الخاتمة… للناس كافة، لكل البشرية… في كل الأرض.

معجزة حجتها باقية

ولم تكن معجزة الإسلام معجزة مادية تقهر الناس في جيل من الأجيال وتنتهي -كما حدث في الرسالات السابقة له -بل وهو الدين الخاتم والرسالة الأخيرة كانت معزته عقلية وسلطانه قلبي…

 فكانت معجزته مستمرة على تعاقب الأزمان… وهي “القرآن الكريم” كتاب الله المحفوظ من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان، كتاب الله مفتوحاً لكل البشرية أن تنظر فيه، وتطلع عليه وتشاهد إعجازه وسلطانه على العقل والقلب والروح… طالما أَقبل عليه الإنسان وهو يلتمس طريق الهداية، ويسأل خالقه الرشد والاستقامة على دينه الذي يحبه -الله تعالى -ويريده ويرضاه لعباده.

أمين على الرسالة والوحي

وجاهد محمد -صلى الله عليه وسلم -في البلاغ المبين عن رب العالمين… وانطلق يُعرّف البشرية ربها، بما أوحى الله إليه، فلم يخترع حرفاً من عنده -صلى الله عليه وسلم -فقال عنه سبحانه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [سورة النجم:3، 4] وقال سبحانه مهدداً إياه إن قال بغير ما أوحى الله به إليه -وهو مُحال على رسول الله -ولكن الآيات تعلم البشرية خطورة الرسالة، ودور الرسول، وهول أمر العقيدة… قال سبحانه: {تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ. وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ. لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ. فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [سورة الحاقة: 43، 47] وهو دين قال الله فيه:

{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [سورة النساء: 82]

وقال سبحانه واصفاً المشركين وهم يسألون الرسول الكريم المعجزات: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا. وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا. أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا. أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا} [سورة الإسراء: 89: 93]

والله -سبحانه -يقول للمشركين: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ. وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ} [سورة يونس:96، 97] {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ١٤ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ} [سورة الحجر: 14، 15]

عبقرية النبي

وجاهد محمد -صلى الله عليه وسلم -في كل مجال…

  • في مجال النفس:

  وهو يربي الأجيال على سمو النفس وتزكيتها ورقيها… دون إغفال حاجة الجسد، ودون أن تطغى الروح على الجسد فيترهبن الإنسان، ودون أن يطغى الجسد على الروح فيتحول إلى حيوان؛ وبذلك يتحقق التوازن وتستقيم الحياة… فكان صلى الله عليه وسلم خير قدوة ومثال.

  • مجال المجتمع:

وجاهد محمد -صلى الله عليه وسلم -في مجال المجتمع: وهو يربي الأجيال على التوازن بين فردية الإنسان وشخصيته المستقلة وقدراته المتنوعة، وبين المجتمع وضرورة تماسكه وحيويته. وأن الإنسان المسلم في المجتمع هو وأخيه جسد واحد؛ فوازن بين حاجة الإنسان للفردية والاستقلال، وحاجة المجتمع ودور الفرد فيه… دون أن يطغى طرف على آخر، فيتحقق التوازن وتستقيم الحياة. وهو مجتمع لا يُقّسم الناس إلى سادة وعبيد، أو أمراء وعمال، أو كهنوت وعلماني، أو عربي وأجنبي…

بل مجتمع يتساوى كل فرد فيه في الحرية والكرامة والإنسانية، ولا يتسلط على الإنسان أحد، ولا يستعبده أحد، ولا يستذله أحد، بل الخلق كلهم سواء تحت شريعة الله… فكان صلى الله عليه وسلم خير قدوة ومثال.

  • مجال إقامة الشريعة والدولة

وجاهد محمد -صلى الله عليه وسلم -ليُقيم دولة؛ لتنفذ شريعة الله، ويتساوى فيها الناس جميعاً أمام حكم الله. فانتصر صلى الله عليه وسلم في غزواته، ولم تتبدل له سنن الله في النصر والتمكين. بل خاض الطريق كاملاً بكل ما فيه من نَصْب وعذاب وجراح وآلام. لم يأتيه نصر سهل لأنه رسول، أو ستتغير له السنن لأنه مُرسل من عند الله، كلا…

بل خاض الطريق بكل ما يُلاقيه كل إنسان فيه؛ ليُعلّم البشرية أسس الحياة الصحيحة القويمة، ويقدم المنهج الإسلامي في صورته: الربانية، الشاملة، الواقعية، الإيجابية، المثالية، المتفرّدة، المتوازنة… في صورة عملية في كل مجالات الحياة.

وعندما أُقيمت هذه الدولة، لم يكن لأحد فيها امتياز على أحد أو محاباة… كل الناس سواسية أمام الله تحت شريعة الله، لا فضل لأحد على أحد إلا بتقوى الله، ولا فضل لأحد على أحد في حكم الله… فقال صلى الله عليه وسلم:

«وََالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» [صحيح البخاري/ 4304]

ولا فضل لقومه وأهله… فقال صلى الله عليه وسلم: “يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ” [ صحيح البخاري/ 2753 ]

خصائص المجتمع الذي أسسه النبي

وكان مجتمع الدولة التي أقامها محمد-صلى الله عليه وسلم-مجتمعاً واسعاً مفتوحاً يستقبل كل لغة وقوم وجنس ولون… ولا يرى أي فضل لأي أحد إلا بتقوى الله… بل وعندما جاهد محمد – صلى الله عليه وسلم – ليُقيم دين الله، ولتنفذ شريعة الله وتَسود… لم يُكره أحداً أبداً على الدخول في الإسلام فكان قوله تعالى: { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } [سورة البقرة: 256 ] مبدأ إسلامي عام…

إن الإسلام لا يكره أحداً على الدخول فيه، لأنه دين الحرية، ويريد للناس أن تدخل فيه وهي مُدركة لرسالته ومنهجه، وما يُحدثه من تحول في القلوب والعقول والأرواح… عندما تعرف النفس ربها حق المعرفة، وتدرك ألوهيته وربوبيته حق الإدراك، حتى إذا أسلمت… أسلمت نفسها كاملة لله… أسلمت روحها وقلبها… أسلمت جوارحها وحياتها كلها لله، فلم تَعد بعدُ تريد شيئاً في هذه الحياة سوى رضى الله سبحانه، وابتغاء مرضاته وغفرانه… ثم تنطلق بعد هذا الإسلام تحقق الخلافة الربانية على الأرض بمنهج الله، وتُعمّر الأرض تحت شريعة الله، وهي لا تنتظر أي عِوض في تلك الحياة القصيرة الفانية، إنما تنتظر الجزاء في الآخرة… عندما تلقى ربها، وتفرح بلقائه.

الإسلام منهج حياة

فجاء الإسلام منهجاً متفرّداً ربانياً… يضع أُسس الحياة للإنسان، ويضع أُسس النظام للمجتمع، ويضع أسس الحكم، وأسس الاقتصاد، وأسس الأخلاق والآداب…. إلخ وهو لا يلتفت إلى غيره، وغير مشغولاً بما يقول غيره. فهو منهج رباني، متوازن، متفرّد، شامل، واقعي، مثالي، إيجابي… يُريد أن يُقيم الحياة للإنسان كما تليق بكرامة الإنسان… المخلوق المُكرم.

وهو منهج بتفرّده هذا، يضمن أسس الرقي في التنظيم والإدارة وأدواتها وفَنِّيَّاتها… فتركها لعقول البشر بما تحققه من تقدم في كل جيل، وأما الأسس والأحكام التي أراد لها الثبات… فهو يقصد عن يقين ثباتها إلى يوم الدين.

وانطلقت دولة الإسلام تسيح في الأرض… تحمل رسالة الله إلى العالمين، وتَصد كل عدوان على كرامة الإنسان حين يستعبد البشر غيرهم من البشر؛ فدخل الناس في دين الله أفواجاً… دون إكراه في دين الله، ومن لم يدخل في دين الله… فهو آمن تحت شرع الله، فكان محمد -صلى الله عليه وسلم -كما قال الله تعالى عنه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [سورة الأنبياء: 107]

فاللهم صل وسلّم وبارك على محمد وآل محمد في الأولين والآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

 

أحمد طه

كاتب ومهتم بالشأن الإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى