جرائم أمريكا – قصة البداية

بدأ د. محمد مورو كتابه بفصل تحت عنوان ” أمريكا قامت من خلال الجريمة الكبري” إبادة الهنود الحمر.
و افتتح بداية هذا الفصل بذكر حقيقة تاريخية ومهمة حيث يقول:

” ليس في التاريخ دولة كبرى أو صغرى قامت من خلال الدخول إلي بلد عامر بالسكان ثم إبادة أهله ثم بناء دولة على أنقاض شعب هنا البلد الأصلي لأمريكا وإسرائيل”

والبعض قد ناقشني في الأندلس – لكن حالة الأندلس ليست كالهنود الحمر أو أهل فلسطين -لأن المسلمون لما دخلوها لم يكونوا هم السكان الأصليين فلما أسلم أهل الأندلس وعاشوا لسنين طويلة وعاد الغرب مهاجمة الاندلس ليستردوها ويستوطن فيها ويفرض دينه مرة أخرى على الكل ، الدين ونمط الحياة و أجبرهم عليه بمحاكم التفتيش وغيرها من الوسائل
ثم قال المؤلف ” ويدّعي كل من الأمريكان و الصهاينة أنهم استوطنوا بلادا خالية من السكان وهنا بالطبع أكبر كذبة في التاريخ ، أي أن الجريمة هنا مركبة، جريمة إبادة ، وجريمة كذب، فمن المعروف أن العرب سكنوا فلسطين لمدة متصلة تقدر بآلاف السنين  وأنشأوا حضارة بها، بل وثقافة وكانوا جزءا من الحضارة الإسلامية بعد الإسلام وظهر منهم العديد من الأباء و الشعراء و الفنانين والعلماء وحتى الآن أيضا برغم الشتات.
ومن المعروف أيضا أن هناك الكثير من الحضارت والعلاقات الاجتماعية و السكانية ظهرت في القارة الأمريكية قبل اكتشاف كرسيتوفر كولومبس لها سنة 1492 فكانت هناك حضارة الشيمو وحضارة الأنكاس التي بلغتنا درجة عالية من التطور السياسي والاقتصادي و الإداري و الديني ، وهناك حضارة الأزرتيك التى أقامت دولة كبيرة تحت حكم ملكه تميز بتطور الإدارة و العمارة قبل أن يديرها الفاتحون الأوروبيون.
وبرغم من أنه أصبح من المعروف الآن تمت إبادة 112 مليون هندي على الاقل  ، وهنا الرقم اثبته عالم الآثار و التاريخ هنري فاردوينز.
تقول سوزان خوناس، إنه بعد الغزو الأوربي بوقت قصير عانى الهنود من حرمان مادي منظم، وأن لاس كاساس يقول: إن خمسة ملايين حالة وفاة بين هنود جواتيمالا فقط بين سنة 1524: 1540 وأن مايتراوح بين ثلثي وستة أسباع السكان الهنود في أمريكا اللاتينية و المكسيك ماتوا مابين عامي 1519: 1650
وبرغم هذه الحقائق المعروفة للجميع، فإن الكذب لا يقتصر على العامة في أمريكا أو حتى غير المتخصصين بل يصل إلي كبار قادة الفكر والفلسفة و العلوم فآدم سميث ” معبود الاقتصاد الرأسماليين” ينكر وجود سكان في أمريكا أصلا اللهم إلا في بيرو والمكسيك ، وقد دمرت هاتان الأمتان في بيرو والمكسيك بمجرد اكتشافهما تقريبا، أما الباقون فكانوا مجرد متوحشين.
والفليسوف الأشهر هيجل يقول: إن الأمريكيين الأصليين ” الهنود الحمر” كانوا معدومي القوة الجسدية والنفسية، ومن هنا تلاشى السكان الأصليون” الهنود الحمر” تدريجيا أمام أنفاس النشاط الأوربي”
قلت؛ وهذه جملة مضحكة ومثيرة للسخرية، هكذا يلوون عنق الحقيقة ويذيفون التاريخ، تلك العبارات التي لا تدخل في عقول الأطفال يبررون عمليات القتل و المذابح الممنهجة التي أبادوا بها أمة كاملة.
ثم يقول المؤلف: والحقيقة أنهم تلاشوا أمام المدافع والبنادق وحرب الإبادة المنظمة.
الحقائق التاريخية تقول: إن أمريكا قبل الإكتشاف كانت تعج بالنشاط الإنساني والحضاري وكان بها من السكان في أقل تقدير ما يعادل 37 ضعف سكان انجلترا في ذلك الوقت، وربما أكثر من القارة الأوربية بكاملها ، كان ذلك العالم محروفا، مسكونا قبل رحلة كوومبس بآلف السنين، ليس فقط بمن أطلق عليهم الهنود الحمر ، إنما أساسا بأسلافهم منذ آلف سنة قبل الميلاد.
يقول د. عمر الفاروق أستاذ التاريخ بأداب عين شمس” في تطور متقارب زمنيا مع العالم القيم انتقلت هذه المجاعات من مرحلة جمع الغذاء إلي انتاجه منذ الأف الخامسة قبل الميلاد في جنوب غرب المكسيك ، كما عرفت الزراعة المنظمة للبقول و الدينارات في بيرو منذ الألف الثالثة قبل الميلاد.
وظهرت فيما بعد حضارات محروفة وهي حضارات الأفكا و المايا والأزتيك هذه التي شكلت نسيجا متقدما للغاية مع معطيات المكان، وقدرلها أن تواجه موجات الغزو الأولي مواجهة غير متكافئة، انتهت بتدمير هذا النسيج، خاصة ما اقترفه بيزارو بحضارة الأفكا
لقد دمر الأوربيون كل شئ من شأنه أن يمنح صورة وافية عن هذه الحضارات قبل الكشوف، ولم يبق سوى ماسجلوه بأنفسهم أو دونه بالاضافة إلي ما كشفت عنه بعثات الحفائر و الآثريات، فهي التي أثبتت وجود حضارات راسخة منذ الألف الأولى قبل الميلاد
يقول المؤلف : وقصة اكتشاف أمريكا وإبادة شعبها هي القصة الحقيقية للهمجية كما يقول فيليب عطية، وهو طبيب ومؤلف ومترجم وكتب قصة الهمجية في مجلة القاهرة فبراير 1993، و وضع لدراسته عنوانا جانبيا ، ويقول ” الأبعاد الحقيقة لقصة الهمجية الأوربية ضد سكان القارة المكتشفة من خلال كتابات المهاجرين الأوائل حيث نجدها مسطورة بدماء الأهالي الأصليين.
يقول فيليب عطية” القصة الحقيقية للهمجية بدأت مع سياط كولومبس ومعاملة بحارته الفظة لأهلى جزر البهاما الذين عوملوا كنوع من الحيوانات الأدمية ، لكن الأبعاد الحقيقة لتلك القصة لن تجدها إلا عندما ينطلق إلي أرض القارة البكر ذلك الخليط العجيب من المغامرين والجنود واللصوص لينقل إلي الهمجيين: كما يزعمون” ما أسموه بالحضارة والدين وقيمة العالم القديم ومع ذلك يظل السؤال مطروحا عمن هم الهمج؟

اقرأ أيضا: سليم هندي أحمر

هل كان حقا السكان الأصلييون همجا؟

لنأخد شهادة ” بروث بندكت” عالم النثروبولجي الذي يقول” إن ثقافة الهنود الحمر ثقافة متكاملة تتميز بخصائصها وطبعها ومفهومها القيمي و الأخلاقي، وشهادة” كلود ليفي شتراوس” عن أن ضيعة واحدة تجمع بين عقلية الهنود الحمر و العقلية في صورتها الحديثة المتطورة.
قمة الإنسان الأبيض في الإبتكار و الابداع في عالم الجريمة كان المبرر لها أن هؤلاء الهنود همج!!
فهؤلاء الهمج يعترف لهم شيبارد زفكين في كتابه ” سنوات الهمجية” بأنهم كانوا أكثر أخلاقا وتحضرا، ويقول أيضا” كانت لهم محاكمهم وكانت لها أساليبها المنظمة التي فسرت بها الحالة والموت و الظواهر الطبيعية فكان ” الأوكا” مثلا، يمنحون النساء حق التصويت قبل أن يظهر كولومبس على الشاطئ بزمن طويل، بينما ظلت المرأة في أوربا تعاني من الحرمان الاقتصادي و السياسي و الإنساني و الاجتماعي بعد اكتشاف كولومبس لأمريكا بمئات السنين.
يقول فيليب عطية ” عندما استخدم الرجل الوافد كلمات المدنية و الهمجية فإنه ما كان يعينه حقا هو أن شخصا يعيش في هذا الوادي أنه أريد أرضه، لقد اكتشفت منجما ذهبيا فيها”

طرف من همجية وجرائم الرجل الأبيض المتمدن في حق” الهنود الحمر” يقول” انتزع جندي أبيض طفلا جنينا من رحم أمه، قام بتعمده ثم هشم رأسه على المذبح معتنقا بإخلاص أنه يسعى شخصيا لإدخاله ملكوت السماوات”
ويقول أيضا” تكالب البيض على النسوة الهنديات يدفع المرء للصياح في عجب عما إذا كان هؤلاء الرجال قد أتوا من أرض تخلوا من النساء”
قلت: يا للعجب!! هؤلاء الآن من يدعّون دفاعهم عن المرأة وحقوقها، ولكن التاريخ قاسيا و أحكامه واضحه، لكن طوتها النسيان”
يقول زفكين” كان الأوربيون يدمرون كل شئ دون أبسط القواعد و المحاذير، سارت قطارات في نزهات خاصة، نزود المسافرون فيها بالبنادق و الذخيرة و أخذوا يستمعون بقتل الجاموس البري من منصة أمنة متحركة

طرف من همجية وجرائم الرجل الأبيض المتمدن في حق” الهنود الحمر” يقول” انتزع جندي أبيض طفلا جنينا من رحم أمه، قام بتعمده ثم هشم رأسه على المذبح معتنقا بإخلاص أنه يسعى شخصيا ل‘دخاله ملكوت السماوات”
ويقول أيضا” تكالب البيض على النسوة الهنديات يدفع المرء للصياح في عجب عما إذا كان هؤلاء الرجال قد أتوا من أرض تخلوا من النساء”
قلت: يا للعجب!! هؤلاء الآن من يدعّون فاعهم عن المرأة وحقوقها، ولكن التاريخ قاسيا و أحكامه واضحه، لكن طوتها النسيان”
يقول زفكين” كان الأوربيون يدمرون كل شئ دون أبسط القواعد و المحاذير، سارت قطارات في نزهات خاصة، نزود المسافرون فيها بالبنادق و الذخيرة و أخذوا يستمعون بقتل الجاموس البري من منصة أمنة متحركة
كان الجاموس البري بالنسبة للهنود الحمر في السهول هو كل شئ، حيث يتغذون من لحمه ويصنعون الملابس للهنود و الخيوط من جلوده و أثاره و كؤوس الشراب من قرونه، ومن روثه الجاف يعدون سيرانهم الحارة دون دخان في بلد دونا اخشاب، لقد كان محورا لحياتهم”
يقول فيليب عطية ” قصة انقراض الجاموس البري تدل على تدمير الإنسان الأبيض للبيئة الحيوانية بالإضافة طبعا إلي تدمير البيئة الإنسانية بإبادة الهنود الحمر، فعندما أنشئت أول مستعمرة بريطانية في فرجينيا وما ساشوسيتى كان هناك حوالي 60 مليون من هذه الثيران، في حين ازدهرت الحضارة الهندية التي اعتمدت على الثيران في القرنين ال17 و الـ 18 في السهول، كان التقدم السريع تجاه الغرب للرواد في شرق أمريكا مصحوبا بانقراض الثيران

ففي عام 1810 لم يتبقى أي ثور شرق المسيسبي وعندما ارتحل باركمان عام 1846 وعبر ممر الأوريجون كانت الثيران تتواجد فقط في السهول و الجبال الغربية، وكان يوجد منها حوالي 30 مليون.
وقد بدأ الفصل الأخير في المذبحة الكبرى للثيران في منتصف القرن 19 ففي عام 1846 أقر الكونجرس مدخط حديدى ” الإتحاد الباسينكي” عبر القارة مخترقا تجمعات الثيران وبلغت عملية القتل ذروتها في أوائل عام 1872 عندما كان يقتل 4 مليون ثور كل عام وذلك لإعتقاد المسؤلون السياسيون أن عمليات إبادة الثيران وسيلة ناجحة لحرمان هنود السهول من أهم مستلزمات الحياة وبالتالي إبادتهم.
ويقول فيليب عطية” تختلف التقديرات عن عدد الهنود الحمر عند اكتشاف أمريكا أقل تلك التقديرات تشير إلي 8,4 مليون، بينما تشير تقديرات أخرى إلي أرقام أعلى تصل إلي 112 مليون ، وأحيانا يصل العدد إلي مليارات من البشر، ويميل العلماء إلي الأخذ بالتقديرات الأعلى اقتناعا منهم بأن الأمراض الوافدة مع الغزاة الجدد” كالجدري و الحصبة التي لم يعرفها العالم الجديد قبل غزو الرجل الأبيض تكلفت بقتل عشرات الملايين من الهنود”
ويقول فيليب عطية” بعيدا نظرية الامراض الوافدة فإن الحرب الهندية من أكثر الصفحات دموية في التاريخ الأمريكي، وهي الحرب التي بدأت فيما يعرف الآن بالولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1540 وانتهت رسميا المروعة و المعاهدات المقوضة من قبل الرجل الأبيض طبعا، انتهت تلك الحروب بتقليص عدد الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية إلي 1,5 مليون يعيش معظمهم في مستوطنات أو محميات طبيعية.

اقرأ أيضا: كيف قامت الخلافة الامريكية

ماذا يريد العم سام

يلخص ا. عادل المعلم مترجم كتاب” ماذا يريد العم سام” لتشومسكي مسألة نقض المعاهدات كالتالي:
كان النمط المتكرر في تطور علاقة المستوطنين بالهنود الحمر كالتالي:
1- إبداء حسن النية للعيش بسلام، حفظ حقوق الهنود ولا مانع البته من إجراء بعض المعاهدات و الاتفاقات.
2- بعد استقرار المستوطنين واستتباب أمورهم يتم إقناع الهنود بالترهيب و الترغيب بأن الأفضل لهم أن يتجهزوا غربا، فالأراضي واسعة هناك بينما ضاقت هنا.
3- تحرك الهنود للغرب بعد قليل من الهدايا و المكافأت وكثير من التهديدات فإذا لم يرضخوا لذلك فلا مفر من افتعال المشكلات و المعارك حتى يتحركوا أو يبادوا.
4- تكررت الدورة حتى وصلوا للساحل الغربي.

المزيد من الشهادات

وإلي المزيد من الشهادات حول جرائم الرجل الأبيض كما نقلها فيليب عطية في دراسته المهمة” القصة الحقيقية للهمجية” عن عدد من الهنود والكتاب
في الرواية التي كتبها المستكشف ” ألفا كابيزا دي كافكا” يقول:
“اجتزنا مقاطعات عديدة ووجدناها كلها خاوية، هرب أهلها هائمين على وجوههم في الجبال دون أن يجرأو على إقامة البيوت أو حرث الأرض خوفا من المسحيين”
” كان المنظر مدعاة لألم لا نهائي، أرض بالغة الخصوبة والجمال تعج بالينابيع ، القرى فيها موجودة محترقة ، الناس مهزولون ضعفاء الجميع هاربون أو مختبئون، الجوع يضرب أكبادهم، منعهم المسحييون من الزراعة فأكلوا الجذور ولحاء الشجر، كانوا على درجة من الضعف والجوع بحيث بدوا كما لو كانوا يرغبون في الموت طواعية، أحضروا لنا ملابس هؤلاء الذين اختبأوا بسبب المسحيين، أهدوها لنا موضحين كيف اجتاح المسحيون في أحيان أخرى الأرض مدمرين حارقين المدن حاملين معهم نصف الرجال وكل النساء و الأطفال ،بيمنا هام هؤلاء الذين استطاعوا الهرب كلاجئين.
ويضيف دي كافكا قائلا” وجدناهم على درجة فظيعة من الانزعاج لأنهم لا يجرءون على البقاء في أي مكان، لا يقدرون على فلاحة الأرض يفضلون الموت على العيش في رعب تلك المعاملة الوحشية”
وإذا كان لدى كافكا ضمير- استثناء- فإن كل البيض بلا ضمير فالإنجليزي هيوبرا كنردنج كتب سنة 1790 مبررا الغزو و الإبادة بقوله ” ما الفائدة التي يفيدونها للأرض هؤلاء المواشي المزينون بالأقراط و الريش و البقع ، إنهم حيوانات مسماة ابتذالا هنودا”
كانت تلك بعض قطرات من بحر الألم الذي عانى منه الهنود الحمر الذين فقدوا اسمهم وحملوا لقبا أطلقه عليهم خطأ المكتشف الأول  كولومبس حينما ظن أنه وصل إلي الهند.
ماذا بقى منهم الآن ؟ وهل ما بقى هو نوع من الشهادة الحية الباقية لتلهب الضمير العالمي، أو لتذكر باستمرار الجريمة الكبرى التي ارتكبها الرجل الأبيض؟
بقى منهم 1,5 مليون يعيشون في مستوطنات أو معازل أو كأفراد هائمين لا يتمتعون في بلد الديمقراطية و الرفاهية بالمستوى اللائق من العيش فنصف سكان المستوطنات من الهنود الحمر لا يتخرجون في المدرسة الثانوية ونسبة البطالة تزيد على 40% بينهم، ونسبة الوفيات و الحالة الصحية سيئة، كما يعترف بذلك فاين ديوريا أحد المتعاطفين مع الحركة الهندية الأمريكية.

هوامش

حول مؤلف الكتاب د. محمد مورو؛ كاتب إسلامي، ورئيس تحرير مجلة المختار الإسلامي، له الكثير من الكتابات و المؤلفات، منها تنظيم الجهاد جذوره و أسراره ، وكتاب دور الحركة الإسلامية في تصفية الإقطاع ، كتاب القضية الفلسطينية من عبد الناصر إلي السادات، وكتاب رجل في مواجهة أمريكا. وغيرها من المؤلفات.

بقلم: منذر ثائر

ضيوف تبيان

يمكن للكتّاب والمدونين الضيوف إرسال مقالاتهم إلى موقع تبيان ليتم نشرها باسمهم في حال موافقة… المزيد »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى