زاد الداعية
-
وفي باب قصير أوجز الإمامُ النووي بعضًا من الأحاديث وسمَّاه “باب في التقوى”. وعلى قِصَره، وعلى اقتصار الإمام فيه على آيات وأحاديث إلا أنَّه قد أحسن الاختيار الذي يؤدِّي بالمُتأمِّل فيه إلى صواب الرؤية وجزيل النفع. ولعلَّنا هنا نتنبَّه أنَّ الأوامر في الآيات والأحاديث بالتدبُّر والنظر المُتأنِّي في الكون ومعالمه،…
-
وفي باب “الاقتصاد في الطاعة” نرى كلمات طيِّبات لا تفترق معنى وأثرًا عن نفحات الكتاب العديدة، لكنْ إنْ دقَّقنا النظر وجدنا فيه رصد خطأ يؤدِّي إلى مرض من الأمراض يخفى على كثير مِنَّا، يعالجه الوحي كما ينبغي أنْ يُعالَج. وقد بثَّ الإمام النووي فيه من الأحاديث التي تحمل توجيه الشرع…
-
وأوَّل الرياض الصالحة التي نشرها الإمام النووي عند قارئه هي “باب الإخلاص، وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفيَّة”. وقد أحسن النووي بالبدء بهذا الباب لسبب ظاهر هو أنَّ النية أوَّل العمل، ولأسباب أخرى نكتشفها حين نتأمَّل الأحاديث التي أوردها في الباب. لكنْ يهمُّنا هنا التنبيه على أوَّل…
-
قد يصعب على بعض مِنَّا أنْ يعرف المُراد بكلمة مراقبة الله وهذا المعنى الدقيق اللطيف الكامن في هذه الكلمة، وقد يشعر حيالها بشعور خاطئ. ولهذا عقد الإمام النووي باب المراقبة، وأورد فيه آيات وأحاديث متى تأمَّلناها عرفنا الكثير من المعاني عن أحد أعظم قِيَم الإسلام التي يريد التزامها من كلّ…
-
وفي حديث الإمام النووي عن الحب نجد رقَّة سائلة تُلين القلب من آيات وأحاديث صاغهما في بابَيْن باب باسم “باب فضل الحب في الله والحثّ عليه، وإعلام الرجُل مَن يحبُّه أنَّه يُحبُّه، وماذا يقول له إذا أعلمه”. ثمَّ ألحقه ببابٍ آخر يرتبط به بنوع ارتباط النتيجة بالسبب؛ هو “باب علامات…
-
حتى إذا تقدَّمنا خطواتٍ في هذه الجِنان والبساتين والرِّياض التي بسطها الإمام النووي في “رياض الصالحين”؛ وجدنا بابًا لطيفًا أشدَّ اللُّطف، بابًا سمَّاه صاحبه باسم طويل هو “باب زيارة أهل الخير ومُجالستهم، وصُحبتهم، ومَحبَّتهم، وطلب زيارتهم، والدعاء منهم، وزيارة المواضع الفاضلة” هذا هو اسم الباب الذي بثَّ فيه الإمام رحيقًا…
-
في باب الصبر ذكر الإمام النووي الكثير من الأحاديث التي تحمل الكثير من المعاني، وقصص الصابرين. لكنَّ الأهمَّ هو فهم الصبر نفسه؛ فإنَّ الصبر الذي يبدو أمام السامع مُجرَّد موعظة أو كلمة صارت رمزًا على ضعف الشخص الذي يُقدَّم له النُّصح به، هو في حقيقته فلسفة كاملة، بل قد يطول…
-
إذا سألنا أنفسنا لماذا قرَنَ الإمام النووي في كتابه “رياض الصالحين” بين اليقين والتوكُّل في باب واحد؟ ولماذا لمْ يُفرد لكلٍّ بابًا؟ وجدنا أنَّ الصواب مع الرجل؛ فاليقين مَقرون بالتوكُّل، بل ليس أقرن منهما. فإنَّ مُشابهة التوكُّل باليقين كالعِلَّة التي تدور مع المَعلول وجودًا وعدمًا. فأينَمَا كان اليقينُ مُثمرًا في…
-
قبل أنْ نطالع باب التوبة عند إمامنا “النوويّ” نُعمل معًا بعضَ التفكُّر في معنى التوبة. تَوْبَة اسم مَرَّة تدلُّ عمومًا على الرجوع، فمعنى تابَ أحمد إلى بيته أيْ رجع أحمد إلى بيته. وهُنا ندرك المعنى العميق لكلمة التوبة فهي تقتضي جهةً أو حالاً كانت مُستقرًّا للشخص -أو للمَحلّ- ثمَّ غادرها،…
-
ما أنْ ترى أوَّل الآية التي اختارها الإمام النووي ليُصدِّر بها “باب الوَرَع وترك الشُّبهات” حتى يقشعرَّ بدنك. وأنت تشعر بالآية وكلماتها: (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)؛ فيا لها من قُشَعْرِيرَة ستصيب قلبك! وأنت ترى آيات الله تردعك عن فعل السوء، وتقول لك وأنت تَهُمُّ بفعل مخالفة: يا عبد…