السيرة النبوية
-
إن الدين كريم الصحبة، يُعزُ ويُعلي شأن من لجأ إليه واعتصم به، ويستر عيوب من أناب إلى حوزته ونزل برحابه، هذا في الدنيا، أما الآخرة، فهي خير وأبقى (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَىٰ) [الضحى: 4]، هذا حال المؤمن في أي زمان عاش، فكيف يكون الحال لو أَدرك زمان البداية الجديدة…
-
كان تجفيف منابع الدعوة الحل الحاسم لقريش لوأد الدعوة الإسلامية، وهذا ما جعل قريشًا تبدأ بتحالف مع القبائل لتنفيذ الحصار، وما أشبه اليوم بالبارحة. كفل الله سبحانه نبيه الكريم محمدًا -حتى قبل مولده- في مختلف أمور حياته، وهيأ له من الأمور ما يعينه على نشر الدعوة والرسالة التي خلق لأجلها،…
-
مرت الدعوة الإسلامية بالعديد من المراحل التي ثُبتت فيها أسسها ودعاماتها، إلا أن بعضها كان فترة ابتلاء وأذى لهم. وهذا لأن قريش حاربت هذا الدين بكل الأشكال، وقد تجرَّع المسلمون مرارة العذاب والإهانة من قريش طيلة فترة وجودهم في مكة. لكن الله تعالى سرعان ما فرج عن رسوله والمؤمنين معه،…
-
بعث الله نبينا ﷺ في أمة يسودها قانون الغاب، يأكل القوي فيها الضعيف، ويئِدُ الأب ابنته تحت التراب وهي تصرخ صرخات الحياة، ويتذلل فيها الكريم العزيز لحجر وصنم لا يغني عنه شيئًا. في وقت غابت فيه الفضيلة وانتشرت به الرذيلة والجهل، عندها أذن الله لنور أن يوقد بين البشر، ليدلهم…
-
أشرقت شمسُ هذا اليوم على جنود، ستسيل دماؤهم في ساعات قادمات، جاريةً في أخاديد الأرض، لترويها قوةً لا تُقهر تحلَّى بها المسلمون في يقظتهم؛ هي قوة الإيمان واليقين بالله -تعالى-. هذه القوة التي ما إنْ تُروَ بها النفوسُ حتى تدبَّ فيها رُوح العمران ودفعُ التحضُّر تحيل رُكامها المحطوم آثارًا تنطق…
-
قرر الإسلام أصول الاقتصاد منذ بداية التشريع الإسلامي، وقدمت حياة النبي ﷺ نموذجًا حيًا عظيمًا لهذا التشريع استمر قاعدة أساسية لمنظومة الاقتصاد الإسلامي في مختلف مراحل الدول الإسلامية المتعاقبة إلى أن تلاشى مع حقبة الاحتلال الغربي لبلاد المسلمين. وقد أولى الإسلام أهمية بالغة لتنظيم العلاقات الاقتصادية، نبصر هذه العناية تتكرر…
-
مشاهد عزة الإسلام وأنفة أهله كثيرة جدًا، ذاك أن الدين الإسلامي الحنيف يأمر أهله بالعزة وأن يبسطوا هيبة الإسلام في أرجاء الأرض، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- خير قائم لله بحفظ حدوده، وإتمام أوامره، وببسط العدل وإقامة الحق، فمثلت صفاته الكريمة وسجاياه العديدة نموذجًا ساطعًا ونجمًا فارقًا في الإباء…
-
هناك جانب يُراد لنا أن لا نعرفه عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فالنَّبيُّ لم يكن درويشًا ولا “راجل بركة” ومع ذلك نشاهد في الواقع مواقف معيَّنة في السٍّيرة النَّبويَّة نسمعها تقريبًا في كل خطبة جمعة وكل لقاء تلفزيونيٍّ لشيخ، وهناك مواقف أخرى يستخدمها السَّاسة لتبرير مواقفهم وخذلانهم، وعلى…
-
من يتأمّل في التاريخ الإسلامي يجد الكثير من النماذج والقدوات التي تثبّت فؤاده وتنير بصيرته. ففي ظلّ ما تواجهه الأمّة اليوم من انكباب أعدائها عليها وانسحاق أبنائها أمام الغزو العسكري والفكري القادم من الكفّار والمنافقين، وفي ظلّ التشريد والتهجير الحاصل في بلداننا، تحوّل بعضهم إمّا إلى الإلحاد وإمّا إلى التشدد…
-
في زمن كثرت فيه دعاوى الإحباط والتثبيط، وانتشر التقاعس والتخاذل حتى صار سمة بارزة تسري في روح المجتمع الذي نحيا فيه، الأمر الذي ساهم بنسبة لا بأس بها في ترهل البنية الفكرية لدى المسلم المعاصر، مما أنتج بعد ذلك ضعفًا في المبادرات الواعية، وقلة في الأيادي المشجعة الراعية. ويحق لناهنا…