السنن الشرعية والكونية
حين يتساءل المرء لماذا خلقنا الله عز وجل؟ وماذا نفعل هنا في هذه الدُنيا؟ يجد القرآن الكريم يخاطبه: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ”
فالهدفُ هو العبادة! والعبادة تتطلب منا معرفة الله عز وجل الذي نعبده، فكيف نعبد من لا نعرفه؟! بل كيف نطبق أوامره ونطيعه من لانعرفه؟ كيف لقلوبنا أن تشعر بالرضا ما لم توقن أنهـا ملكٌ لذلك الإله الحق! بل كيف نحبُ من لا نعرف، إنّ الحبَ ثمرة المعرفة وكذلك الخشية والإجـلال!
كمـا أنها تتضمن عمارة الأرض وتزكية النفس، بهذا يكون الإنسان سويا يُعمل عقله وجسده ومشاعره!
ثم نجد الآيات تتوالى:
” إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا”
“الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ “
“إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا”
وجدنا آيات تخبرنا أن هدف وجودنا هو العبادة بمعانيها، ثم إذا بالآيات التالية تتحدث أن الله خلقنا وخلق الحياة للابتلاء! كيف لنا أن نفهم هذا؟
حين نفهم حقيقة الدُنيـا وأنها دار اختبار ” لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا “
إنّ الابتلاء هذا يأتينا لنخرج العبودية لله عز وجل.. ولكي نفهمه لابد أن نعرف معناه أو كيف يكون، وهنا تطالعنا تلك الآية: ” مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ “
سبحان الله.. من المعاني التي نفهمها من الآية أن كل منا يختلف عن الآخر، فإنسان لديه لذة الجوع هي أقوى ما يمكن، بينما آخر يجد هذا في شهوة النساء.. إنسانٌ أكثر ما يؤلمه الضرب وآخر الإهانة، إنسانٌ أحب شيء إليه الولد بينما آخر المال وهكذا..
ولهذا السبب تختلف ابتلاءتنا، وتلك إجابة تساؤلك لماذا هذا ابتلائي وليس ابتلاء فلان!
فسبحان الله الخبير بأحوالنا.
ونفهم مما سبق أن الابتلاء يكون بين لذة وألم، بين نعمةٍ وحـرمان!
فاللذة كما وضحنا، في الطعام والمـال والنساء وهكذ
الألم:
كأن تقبض على دينك لا تتنازل عن مثقالِ ذرةٍ منه فتتعرض للاعتقال والتعذيب أو القتلأن يظلمك أحدهم، أو يتطاول عليك
أن ترى أحدهم يُظلم فلا تدافع عنه ظنًا منك أنك بهذا تسلم، لكنك نسيت يوم الجزاء!
” إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا “
” فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ “
النعمة:
يرى الله أتشكرها، وتظل شاكرًا لنعم الله عليك، أم يكون المرء كقارون إذ يقول: ” قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي “
أنه حين يرزقك الله نعمة هل تحفظها أم تكون سببًا لتقترف الذنوب والعصيان مثلًا: حين يُقدم المرء على الزواج أليست نعمة تتطلب شكرًا .. فكيف تقيم زفافًا لا يرضى عنه الله الذي وهبك هذا؟!
الحـرمان:
هل يطغى حبك لشئ ما على حبك لله عز وجل، فلا تصبرعلى الحرمان وتجزع وتقول ما يسخط الله عز وجل، أم توقن أن لكل ألم جزاء.
عليك اقتحام الآلام والامتناع عن الملذات المحرمة! فإن من صبر على آلام ساعة أنجاه الله من عذاب يوم الساعة، من صبر عن الشهوة المحرمة، أعقبه الله لذاتٍ يوم الساعة.
ولنفهم الأمر بشكل أكبر، نرى حال الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام مع الابتلاءات.
نوح عليه السلام
لبث في قومه ما شاء الله أن لبث ولا أحد يستجيب إلا قليلًا، وهذا من أثقل الأمور والله غير لو أنك تلقى استجابة لدعوتك فتزداد عزمًا.. لكن علمنا الله أن علينا السعي والثمرة قد لا تنعم بها في دنياك أبدًا.
يموت ولده وزوجه على الكفر وحين يقول رب إن ابني من أهلي يخبره الله أن الرابطة بالدين لا رابطة اللحم والدم، فيمتثل لأمر الله عز وجل رغم أن حبه هذ حبٌ فطري ثم هو يصبر على أنه لن يعود هناك جمعٌ بينهما لا في الدُنيا ولا في الآخرة.
إبراهيم عليه السـلام
غير أن قومه كذبوه وألقوه في النار، حُرم الولد ثم لما رزقه الله عز وجل وتربى ابنه وشب حتى بلغ السعي، جاءه الأمر بذبحه!
وأي ابتلاء هذا؟! ابتلاء شديد لدرجة أن يقول الله تعالى عنه: ” إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ”
بين عبوديته لله عز وجل، وأي شيء يملأ قلبه حب الله أم حب الدُنيا
إبراهيم الذي قال الله عنه: “واتخذ الله إبراهيم خليلًا ” وهو الذي قال له رب أسلم قال أسلمت لرب العالمين.. وهذا ما نسأل الله أن يعيننا على تحقيقه.
يوسف عليه السلام :
يُباع عبدًا، وتغويه امرأة العزيز وهو ما يزال شابًا فتيًا.. ولمـا ينقاد لأمر الله ويسلم من هذا الابتلاء..يُسجن! فإذا به هناك يحدث صاحبي السجن عن رب العالمين.
يعقوب عليه السلام
يفقد أحب أولاده إليه، ويذهب بصره حزنًا، ثم يفقد ولده الآخر ومع ذلك يقول: ” وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَافِرُونَ “
ثم رسول الله:
الذي ناله من الأذى ما ناله ليبلغ رسالة رب العالمين إلينا حتى قال عند موته لفاطمة: “أي بنية، لاكرب على أبيك بعد اليوم”
وانظر جند طالوت
” فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ “
بالله لهذا الاختبار أصعب من ترك الماء، فكيف به ينقطع عن اللذة في منتصفهـا ولما يرتوي بعد!
تأتي الإجابة:
” قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ “
كل أمثلة الابتلاءات التي ذكرناها والله عظيمة، وكما ذكرنا إن الابتلاء جاء ليخرج منك عبودية لله رب العالمين .. وأنى لك بالصبر ما لم يصبرك الله، والصبر أنى لك به بغير معرفة الله عز وجل ؟!
تلك سنة أساسية سنة الابتلاء، فطريق الآخرة ليست يسيرة أبدًا ولا هي مفروشة بالورود والرياحين، وانظر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” حُفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره”
فزينة الدُنيا البراقة ومتاعها وحرامها الذي يُجمل بكل الوسائل يُخفي ورءه نارٌ ملتهبة.. وآلام الدنيا تتخطاها لتجتاز مدخلًا لجنة الرحمن بفضله ورحمته.
آلام اضطرارية وآلام اختيارية
أحدهم صدمته سيارة، ابتلاه الله بمرضٍ ما ..كلها أمور لا دخل لك فيهـا إلا أن تصبر عليها
أما الألم الاختياري: أن تصوم أشد الأيام حرارة، أنت اخترت أن تتحمل هذا البلاء، وله أجرٌ أعظيم والصبر عليه ساعة يقيك عذاب يوم الساعة إن شاء الله تعالى
ولن تثبت إلا أن يثبتك الله عز وجل..وأنت تتقحم هذ الألم الاختياري لأنك تعرف العواقب “والعاقبة للمتقين” فتلتزم منهج النبي صلى الله عليه وسلم، مهما عرضك هذا للآلام.
وكلٌ منا يتعرض لآلاف المواقف كلها بين الألم واللذة
تاجر يغش؛ لأن عنده لذة المال “وتحبون المال حبًا جمًا” فلو التزم منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال سأخبره بالعيب في بضاعتي وخسر مائة جنيه بدل أن يأخذها غشًا والتزم منهج رسول الله وصبر عليه، عوضه الله تعالى رزقًا كثيرًا جدًا في الدُنيا والآخـرة
أما الذي لم يصبر، فضل جمع المال مهما كان حرامًا أورثه ذلك عذابًا شديدًا في الدُنيا قبل الآخرة.
تسير مثلًا فتجد اثنين يتشاجران في الطريق، أحدهما مظلوم والآخر ظالم.. فتقول: وما شأني وتمضي وثؤثرسلامتك اللحظية. إن آثرت السلامة اللحظية، ستتعرض لمن يخذلك ولا تجد من ينصرك في الدنيا قبل الآخرة.
امرأة كاسية عارية، وعليك أن تصبر وتترك هذا لغيبٍ يجب عليك أن تؤمن، وإلا فأين الصبر وأين سنة الله في الابتلاء؟!
امرأة مُسنة تحتاج من يساعدها وأنت رأيت هذا والناس مشغولون في أمورهم، هل تساعدها أم لا تهتم لأمرهـا.
وإنك حين تختار السهل فقد آثرت سلامة مؤقتة “ويذرون وراءهم يوما ثقيلًا “
أما حين تتقحم الآلام فإن الله يرسل لك رحماتِ في الدُنيا قبل الآخـرة .. إن الطريق تبدو شاقة لكن يملؤهـا نور الله يا أخي وكفى به حسيبًا ومعينًا.
لهذا تحديد فإن أهم ما يجب عليك أن تهتم به سلامة نيتك وإخلاصك لله رب العالمين، فإن هذا الطريق لو تدري محفوفٌ بالمكاره التي لا مُعين عليها إلا الله، فأن أنت لم تهتم لإخلاصك فيا للخسران المبين لا أنت ذقت شيئًا من متاع الدُنيا الفاني، ولا أنت لحقت متاع الآخـرة فاللهم اجعلنا من الصادقين .. واحذر فإن قلوبنا مستعدة للتشعب والالتفات للناس كلامهم أو الانجذاب لبريق الدُنيا المزيف فتفقد قلبك في كل وقت.. أو ما يكفي أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم هو أكثر دعائه: “اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”
لو أكملنا الآيات نجد “إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا” بعدهـا “إنا اعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالًا وسعيرًا” هنا الآلام، يحبسون ويقيدون.. لكن أين؟ في نار جهنم.. التي تعدل نار الدُنيا سبعين مرة، وإن كانت نار الدُنيا لكافية!
و المقابل “إن الأبرار يشربون من كأسٍ كان مزاجهـا كافورًا” كانوا يوفون بالنذر ويخافون يومًا كان شره مستطيرًا” “ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا” “إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزء ولا شكورًا” “إنا نخاف من ربنا يومًا عبوسًا قمطريرًا” “فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورًا”.. وتنهي أنواع الأشربة في سورة الإنسان بـ “وسقاهم ربهم شرابًا طهورًا”
خـافوا الآخرة فوفوا عهودهم مع الله في الدُنيا مهما عرضهم هذا لألم سـاعة.
لو تأملت لوجدت أن الصبر بمعرفة الله واليقين بالآخـرة، وهكذا علمنا القرآن فلنتزود مما يعيننا، وصدقا إن أصعب من الابتلاء ألا يوقن المرء بالله والآخـرة فلا يطيق هذا أبدًا. وهاهي الآية فاصبر لحكم ربك، حكم قدري وحكم شرعي (كالعبادات).” لم تأتِ إلا بعد تبيان جزاء هذا الطريق وجزاء ذاك الطريق .
وعن الوفاء بالعهد، تعرفون قول الله تعالى: “من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر”
قضى نحبه ليس معناها أنه مات، لا.. بل وفى عهده مع الله عز وجل وقد نزلت في سيدنا طلحة رضي الله عنه يوم وقف يدفع عن رسول الله في غزوة أحد حتى تترس عليه فما من موضع شبرٍ في جسده إلا به ضربة سيفٍ أو طعنة رمح.. فالله الله يا أخي، ولعل بيننا أحياء وفوا عهودهم مع الله عز وجل، فاللهم اجعلنا من الصادقين الذين ل يعملون إلا ابتغاء وجه ربهم.
إن هؤلاء يحبون العاجلة.. لكن ماذا؟ “ويذرون وراءهم يومًا ثقيلًا” ينجو من آلام يسيرة لكنه يذر وراءه آلامًا لا تنتهي ..
“لو أن رجلًا يجر على وجهه من يوم وُلِد إلى يوم يموت هرمًا في مرضاة الله تعالى، لحقره يوم القيامة.
يوم القيامة عذاب الكافرين
“يوم تقلب وجوههم في النار” ..”أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ “
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي بِحَارِ الدُّنْيَا لأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايِشَهُمْ ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ “.
أما الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لَوْ أَنَّ مَا يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ بَدَا لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَوْ أَنَّ رَجُلا مِنَ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ فَبَدَتْ أَسَاوِرُهُ لَطَمَسَ ضَوْءُهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ
فتقبض على دينك كالقابض على الجمر.. وإن لم تصبر على الآلام والملذات فأين لك بنعيم الجنة،
إن أهل الجنة حين يدخلون بقولون: “الحمدلله الذي الذيي ادهب عنا الحزن وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ “
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ “
“وقالوا الحمدلله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء”!
رزقنا الله وإياكم الجنة بغير عذاب ولا مناقشة حساب.
وهكذا تكون الابتلاءات حتى تأتي فتنة الدجـال، وهي نفس السنة أن الجنة حفت بالمكاره، وحفت النار بالشهوات.. معه جنة ونار، فناره جنة، وجنته نار.
فإن أنت تقحمت الآلام في سبيل الله وصبرت عن الشهوات الحرام فكأنك تختار طريق الجنة، وإن أحدٌ لم يصبر على الآلام ولا عن الشهوات الحرام واستسهل الأمر فكأنه اختار طريق النار.
والله يعلمنا أنه ” وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ” فالعاقبة في دار الخالدين.. ولهذا
فإن انتصارنا الحقيقي أن نظل عى منهج رسول الله صلى لله عليه وسلم مهما أصابنا. ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ “
في المقال القادم نعرف الأمور بإيضاح أكثر وأن هناك سنن للمؤمنين وأخرى للكافرين
المصادر
- سلسلة السنن الربانية شيخ فوزي السعيد.
المقال رائع ولكن أرجوا مراجعة الأيات الكريمة ففيها بعض الأخطاء في الكتابة و الأفضل مراجعة المقال بالكامل .