محطات في الإرهاب الدولي المعاصر-الجزء الثالث

نتابع ما بدأناه في  الجزء الأول  والثاني ونستكمل محطات جديدة من الإرهاب الدولي المعاصر في حق المسلمين.

حملات إعلامية ضروس للتنديد بالإرهاب، وتضخيم الأحداث بصورة مبالغة رهيبة، والزج بالإسلام في أتون القضية، حتى باتت الحرب على الإرهاب حربًا على الإسلام، وبات في قناعة العالم أن كل مسلم إرهابي، بل لا إرهابي إلا المسلم، هذا مع تغييب قضايا الاستبداد التي أفرزت ما أطلقوا عليه الإرهاب والتطرف، وتهميش كيل الغرب بمكيالين تجاه قضايا حقوق الإنسان، فضلًا عن غياب الضمير العالمي تجاه الدم المسلم، ويقظته المفرطة مع الآخرين، وغياب تعريف دقيق لذلك الإرهاب أو الإرهابيين، اللهم إلا ما ينطق به الحال أنهم الإسلاميون لا غيرهم.

لقد جف سيل الكلام في براءة الإسلام من الإرهاب، وانقطعت الحجج مع غرب قد أصم آذانه وغيب عقله وأبان مكنونات نفسه، فصار عرض مواقف الغرب الإرهابية خير ناطق في إثبات من الإرهابي حقيقة وواقعًا، وسيل المواقف المفجعة والمفزعة لأحسن دليل وشاهد على دموية المناكفين لهذا الدين الحنيف… سكت الكلام ونطقت الأحداث، وفي ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

سلوفاكيا ترفض التعددية الثقافية

أعرب رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، عن رفضه تشكيل مجتمع إسلامي في بلاده، قائلًا: “لا نريد لآلاف المسلمين الذين يرغبون في تحقيق مصالحهم، أن يعيشوا في بلادنا”.

وفي تصريح صحفي لوكالة الأنباء السلوفاكية «تاسر»، أوضح فيكو أن “التعددية الثقافية تتعارض مع أسس سلوفاكيا، لافتا أن مصلحة البلاد هي حماية ثقافتها الخاصة، وعدم السماح لتغيير طابعها الحالي”.

وحول توزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي، أعرب رئيس الوزراء السلوفاكي، عن مواصلة معارضته الخطة الأوروبية الخاصة بتوزيع اللاجئين وفق حصص إلزامية، على الدول الأعضاء.

الكنائس تتربح من اللاجئين

اتهم حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني، كلا من الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية بتحقيق أرباح بالمليارات تحت ستار أعمال البر من وراء “أزمة اللاجئين”.

وقال رئيس الحزب في ولاية بافاريا بيتر بيسترون:

إن الكنيستين حققتا مكاسب بالمليارات “تحت ستار أعمال البر” من وراء أزمة اللاجئين، كما أن للكنيستين مصلحة كبيرة في استمرار تدفق اللاجئين لألمانيا، وذلك لأسباب تجارية وأن “العطف الذي تبديه الكنيستان للاجئين يمول في الوقت ذاته صناعة هائلة لأعمال البر تحت السقف المنظم للكنائس”.

وكشف بيسترون إن المنظمات الكنسية والمنظمات التابعة لها “تستغل في كثير من الأحوال استعداد المتطوعين للعمل الخيري على مدى أشهر دون أجر، في حين أنها تقدم فواتير كبيرة لمجالس البلديات وحكومات الولايات والحكومة الاتحادية مقابل إنشاء مراكز لإيواء اللاجئين وإدارة هذه المراكز”.

http://gty.im/492661578

ويتخذ حزب «البديل من أجل ألمانيا»، اليميني، موقفاً معارضاً للاجئين والإسلام، حيث كشفت تقارير سابقة عن توجه الحزب إلى الضغط من أجل حظر النقاب وبناء المآذن في ألمانيا.

دمج الأجانب أهم من حرية المعتقد عند الطلاب

قررت مدرسة في كانتون ريف بازل شمال سويسرا، الأربعاء 25 مايو/أيار 2016، إلغاء الإعفاء الممنوح لطالبين مسلمين بعدم مصافحة معلماتهما بناءً على قرار مجلس الكانتون.

وقالت سلطات الكانتون إنه “يمكن للمعلمة أن تطلب” من تلميذ مصافحتها، باعتبار ذلك بادرة تنم عن الاحترام، وإن التلميذين رفضا ذلك بدافع الجنس والدين.

وعبرت المدرسة التي يدرس فيها التلميذان عن ارتياحها، وقالت إنها ستلغي الإعفاء المؤقت وأبلغت عائلتهما بذلك. واعتبرت سلطات الكانتون التي لجأت إليها إدارة المدرسة للفصل في هذه المسألة في بيان أن “المصلحة العامة المتصلة بالمساواة بين الرجل والمرأة وكذلك دمج الأجانب أهم من حرية المعتقد عند الطلاب”.

وأضاف البيان أن التوجيهات تغيرت وإدارة المدرسة ستلغي الإعفاء الممنوح للطالبين، فإذا واصلا رفض مصافحة معلماتهما يمكن توجيه إنذار إلى الأهل وحتى فرض غرامة تصل إلى 5000 فرنك سويسري (4521 يورو) عليهم.

برزت القضية التي أثارت جدلاً واسعاً في سويسرا بعد أن كشفت وسائل الإعلام في أبريل/نيسان عن الإعفاء الممنوح لطالبين سوريين في الرابعة عشرة والخامسة عشرة من عمريهما في ثانوية ثرويل.

ودانت وزيرة الداخلية السويسرية سيمونيتا سوماروغا آنذاك سياسة الإعفاء. وقالت إدارة كانتون ريف بازل إنه قد يتم فرض عقوبات في حال عدم انصياع الطالبين لقرار المصافحة دون أن تفصح عنها. وأجج الجدل تقديم العائلة طلباً للحصول على الجنسية السويسرية. وقال مكتب الهجرة بعد مقابلة العائلة أنه وجّه تحذيراً إلى فرد في العائلة أشاد بالعنف الأمر الذي يؤثر على طلب التجنس.

وصل والد التلميذين وهو إمام مسجد في بازل إلى سويسرا في 2001 قادماً من سوريا باعتباره طالب لجوء، كما ويعيش في سويسرا قرابة 350 ألف مسلم من أصل 8 ملايين نسمة، بينهم مليونا أجنبي. وبرزت مشكلات سابقاً مع أهالي طالبات رفض أهلهن السماح لهن بمتابعة دروس في السباحة.

إنهم لا يؤجرون المنزل لأحد من المسلمين

مُنِعت المرأة المسلمة (أمبرين زيدي)، وهي زوجة ضابط في الجيش الهندي، من استئجار منزل في العاصمة الهندية “نيودلهي” لأنها مسلمة. وقالت المرأة المسلمة عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: إنها ذهبت إلى العديد من الناس من أجل استئجار منزل في العاصمة الهندية، لكنهم منعوها من الاستئجار، قائلين:

إنهم لا يؤجرون المنزل لأحد من المسلمين.

وأضافت المرأة المسلمة أن زوجها ضابط بالجيش الهندي، ومع ذلك فلا أحد يريد إعطاءها منزله؛ لأنها مسلمة، يُشار إلى أن استطلاعات الرأي التي تم إجراؤها قبل أيام، أفادت أن الهندوس وغيرهم يسيئون معاملة المسلمين إلى حد كبير، ويمنعونهم من استئجار المنازل في العاصمة الهندية “نيودلهي”.

هذا غيض من فيض تطالعنا به وكالات الأنباء العالمية، بل ما خفي كان أعظم، وكل الأحداث الإرهابية الدولية بحق مسلمين، ولو وقعت بحق مسيحي أو يهودي لقامت الدنيا وما قعدت، والمبررات جاهزة من أمثال: حقوق الإنسان… حماية الأقليات… مواثيق الأمم المتحدة في حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر… وغيرها وغيرها من المبررات التي تتلاشى مع كل من هو إسلامي.

أما المصيبة الكبرى هو تصديق البعض منا بإرهاب الإسلام، وتعاطيه مع هذه القضية بإيمان تام وقناعة راسخة، فصارت الحرب على الدين الحنيف وأهله حربين: حربًا خارجية، وحربًا داخلية.

محنة وأي محنة أن يهان الإسلام دين السلام، وأن تلفق له تهم هو منها برئ، وهو الذي ينص في كل أدبياته ومبادئه على حرمة الدماء إلا بحقها، وحرمة الظلم على كل من كان حتى الحيوان… لكنه مخطط شيطاني لتبرير إرهابهم، تخدمه آلة إعلامية لا تكف صباح مساء عن التضليل والتزييف.

د. خالد النجار

طبيب وكاتب، أعمل كاتبا منذ عشرين عاما في مختلف المجلات والصحف العربية والإسلامية، ولي مجموعة… المزيد »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى