كتاب أمريكا التي رأيت

لأن وعد الله ماضٍ وسننه تتكرر لا تحابي أحدًا، سنسافر معًا في هذه الرحلة التي أدون فيها أهم ما عايشته في بلاد الصلف والكبر والغرور «أمريكا»، لعلنا نمزق ذلك القناع الذي خدع الكثير من المسلمين المنبهرين بهذه الدولة المحاربة، وشغلهم عن حقيقة بشاعتها، ونستفيد من حقائق واقعنا لنوظفها توظيفًا سليمًا يرتقي لمستوى الحدث الذي ينتظرنا؛ ألا وهو عودة الخلافة الإسلامية على منهج النبوة كما وعدنا الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.

ولا أخال هذه المرحلة ستكون إلا مع سقوط القوة الأمريكية «العظمى ماديًا»، لتحل محلها قوة الحق والعدل والإسلام الأعظم «روحيًا» ليحق الله الحق بكلماته، وهو ما أرى أماراته تتلألأ في الأفق القريب بإذن رب غالب، فمن يجرأ على تحدي قدر الله؟!

عن كتاب أمريكا التي رأيت

د. ليلى حمدان كاتبة فلسطينية، نشأت وترعرعت في ديار الهجرة بين بلاد العرب والغرب، حاصلة على درجة الماجستير في الطب، لكن هذا لم يمنعها من الانشغال بطلب العلم الشرعي والدعوة والأدب والإعلام والكتابة في قضايا الأمة المسلمة.

عملت في مجال الدعوة في الغرب، وكان لها نشاط في إلقاء المحاضرات في المساجد وتعليم أبناء الجالية المسلمة أصول دينهم وعقيدتهم، وكذا لغتهم العربية.

عملت في مجال الدعوة على الانترنت للإشراف والعضوية في منتديات لطلب العلم والدعوة. وحاصلة على دورات في التسويق والتحرير الصحفي، وكذا التصميم الدعائي… وهي كانت كاتبة من 2016 في موقع تبيان وحتى 2022.

الكتاب عبارة عن مقالات للكاتبة وعدد 19 مقالًا نشرت على موقع تبيان بين عامي 2017 و 2018، نعرض هنا فهرس المقالات كما ذكرت في الكتاب:

1- أمريكا التي رأيت بين تجربتي الأربعينيات والألفية الثانية.

2- لماذا أمريكا؟

3- أمريكا التي رأيت: اللقاء الأول وصدمة الحقيقة.

4- القوة الأمريكية في ميزان الحضارات.

5- نظرة على الشخصية الأمريكية.

6- مشاهدات من واقع الأسرة والمجتمع الأمريكي.

7- الدين في حياة الرؤساء والقادة الأمريكيين.

8- اليهود في أمريكا.

9- المعيشة في أمريكا: الغايات والمآلات.

10- المسلمون في أمريكا بين ناري الفرقة والغربة.

11- تجربتي مع المدارس الإسلامية في أمريكا.

12- القوة العسكرية لأمريكا.

13- أمريكا وقضية السلام في فلسطين.

14- شخصية الرجل الأبيض: ترامب نموذجًا.

15- الولايات المتحدة والنظام الدولي.

16- الدولار الأمريكي والرأسمالية والإمبريالية العالمية.

17- يوم كانت أمريكا تدفع الجزية للمسلمين.

18 خلاصات ودروس تعلمتها من أمريكا التي رأيت.

19 خاتمة المشهد الحقيقي لأمريكا التي رأيت.

ذلك لشدة انبهار أغلب المسلمين بحضارتها الزائفة، وتعلقهم بعبقريتها؛ التي تجمعت وتبلورت في حقل العمل والإنتاج على حساب حقل القيم الإنسانية؛ ففتح الله عليهم أبواب كل شيء لَما نسوا ما ذكروا به، وبلغوا ما لم تبلغه أمة قبلهم، على مستوى العلم كما العمل.

ولا نستغرب أن نجد إلى اليوم، ورغم كل البلاء والدمار الذي نال الأمة المسلمة مما نالها على أيدي الأمريكان، نجد شباب المسلمين يحلمون بهجرة لأمريكا، وفرصة انطلاقة لامعة على أرضها -وإن كانت بدايتها بتلميع أحذية الكافرين-!

ذلك لأن مفهوم اللمعان لديهم يختلف تمامًا حينما يكون في أمريكا، فتعجب لدرجات الصبر التي يتميزون بها على تجرع غصاصة الذل والمهانة في أرض كانت بمثابة الحلم، في حين لا نكاد نجد لهم ذرة من ذات الصبر في بلادهم التي لا تزال نامية.

في الختام تتحدث الكاتبة عن تجربتها في زيارة أمريكا ومشاهدتها للواقع الحقيقي لهذه الدولة التي تدعي الديمقراطية والحرية والتقدم. فتصف الكاتبة كيف تفاجأت بالفوارق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بين الأمريكان، وكيف شاهدت مظاهر العنصرية والتمييز والظلم في معاملة الأقليات والمهاجرين والفقراء.

وتنتقد الكاتبة سياسة أمريكا الخارجية التي تسعى إلى فرض هيمنتها على العالم بالقوة والحروب والتدخلات، وتدعم الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين. وتؤكد الكاتبة على أن أمريكا ليست نموذجًا يحتذى به، بل هي دولة تعاني من أزمات داخلية وخارجية، وأن شعبها بحاجة إلى التغيير والإصلاح. وتختم الكاتبة مقالتها بدعوة المسلمين إلى التمسك بدينهم وثقافتهم وهويتهم، وعدم الانسياق وراء الأوهام والخداع الأمريكي. فتقول الكاتبة:

“إن قضيتنا مع الأمريكان لا نهاية لها تتجلى في الأفق… فلا تغرَّنَّكم حضارة أو تطور أو دولة… فإنَّ هذه كلَّها مظاهر خادعة… فلا تُضِلُّوا سبيلَكُم… فإنَّ سبيلَنا هو سبيلُ الإسلام”.

زر الذهاب إلى الأعلى