الآن يتحدثون ولا يخجلون !
أين آثار العراق اليوم بعد الغزو الأمريكي الأخير، تحت دعوى امتلاك صدام لأسلحة دمار شامل، تبين فيما بعد أنها أكذوبة وخدعة غربية بامتياز؟! أين تراث أرض الهلال الخصيب التي يرسم حدودها نهرا دجلة والفرات، وأرض بلاد الرافدين، موطن السومريين والأكديين والآشوريين والبابليين وكل شعوب العراق القديم. أين معالم مدينة بابل العراقية بالأخص .. تلك المدينة التي كان أول ذكر لها ورد في القرن الـ23 قبل الميلاد، ما يجعل تاريخها أقدم بكثير من بداية حكم حمورابي عام 1792 قبل الميلاد.
الحقيقة هي:
أن بابل سقطت في طي النهب، وكانت عمليات السرقة والتسوية التي حدثت عام 2003 هي آخر هجوم على تلك المدينة العريقة. لا أحد ينتفض لضياع تراث دولة عرقية مثل العراق، والكل يتحدث عن الدمار دون أدنى خجل أو حتى مجرد الشعور بتأنيب الضمير.
لكن!
لما قامت طالبان في مارس 2001م بتدمير تماثيل بوذا في باميان الأفغانية انتفضت الدنيا ولم تقعد، وتباكى الجميع على ضياع التراث الإنساني، رغم أن طالبان بررت عملية التدمير بسبب اتخاذ التمثالين مزارًا بوذيًا شركيًا كانت تؤدى عنده طقوس كفرية لمعبود حجري من دون الله عز وجل.
الآن تبين للجميع أن انتفاضة العالم ليس للتباكي على التراث الإنساني بقدر ما هو تشويه لكل تصرف إسلامي، وتصوير الإسلاميين أنهم وحوش كاسرة، لا تتذوق فنًا، ولا تحترم تراثًا، بل ولا يملكون مشاعر وأحاسيس.
وفي خبر آخر يقول:
استعان مرتضى منصور رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك، بسمير محمد على، مدرب حراس مرمى نادي الزمالك الأسبق، لفك السحر الأسود الذي يعاني منه الزمالك على مدار سنوات طويلة، وذلك بعدما أكد «علي» لرئيس النادي، ورأفت عطية، رئيس أكاديمية الكرة، بأن الزمالك «معمول له عمل».
ونفى سمير محمد على أن يكون قد اتهم ممدوح عباس، رئيس النادي الأسبق، بعمل سحر أسود للفريق، وقال إن ما حدث أن له شقيقة تعيش مع أبناء عمومته في السودان، وعقب تعادل الفريق مع نادي الداخلية بدون أهداف وإهدار العديد من الفرص السهلة، فوجئ باتصال من شقيقته وهى تبكي وتقول: بأن الزمالك معمول له عمل وسحر أسود، وفقا لصحيفة المصري اليوم.
وأضاف:
ذلك ليس خرافات أو دجلًا، خاصة أنه يعلم جيدًا أن مدربين حصدوا بطولات كبرى كانوا يلجئون لـ(الفقي) السوداني، والذي يلقب بالشيخ في مصر لفك السحر في المباريات
وتابع أن السحر والحسد موجودان في القرآن وأكد أنه مستعد للسفر إلى السودان لمحاولة فك السحر من خلال «الفقى». واختتم مشيرا إلى ثقته في أن العمل سينفك خاصة أنه من غير المعقول أن يخسر الزمالك جميع البطولات التي يشارك فيها على مدار 10 سنوات رغم أنه يضم أفضل اللاعبين.
وهكذا يتحدثون ولا يخجلون
الآن صار السحر والحسد موجودان في القرآن، لكن لما يقول هذا الكلام «شيخ» تقوم الدنيا وتقعد، وتنهال الاتهامات بترويج الخرافات في عصر التنوير، واتهامات بالتجهيل، واتهامات بالرجعية، وفكر القرون الوسطى.
أما عن علاج حالات المس والسحر بالقرآن فجريمة نكراء، وسفه، وحماقة. هذا في الوقت الذي تنتشر فيه قنوات شعوذة حقيقية على الفضائيات، توهم مشاهديها باستطاعتها أن تجلب الحبيب وترد الغائب وتزوج العانس وتفك السحر والمس والعين، وتجلب الرزق وتفك السجين، وتعطي الأسرار النورانية وتسخر الخدام!!
بل حكايات الدجل والشعوذة طالت مشاهير الفنانين الذين هرولوا للمشعوذين والدجالين، سواء لقراءة الطالع، أو لتحقيق نجاحات واستمرار النجومية وخطف الأضواء. عشرات من القصص المثيرة مع السحرة والمشعوذين، خاصة الباحثين منهم عن الشهرة، وهذا باعترافهم بألسنتهم.
لكن لو كان الحديث لشيخ ملتحي أو أزهري معمم، حديثه في هذا المضمار باعتدال وتوسط وأدلة الكتاب والسنة، لنالته أبوق الحاقدين على الإسلام.
يتحدثون ولا يخجلون لأنهم من أهل الفن.
ولما تسنن الإسلاميون بتقصير الثوب وإطلاق اللحى صوبت سهام النقد اللاذع، وعلت الاعتراضات، وتكاثرت الانتقادات، وروجت الشعارات: «الإسلام ليس باللحية ولا بالثوب القصير».
أما الشباب المتفرنج الذي يسير في الشوارع بسراويل حتى الركبة ومنها الضيق أو المثقوب أو المقلوب .. يقولون مبررين ومتقبلين «شباب كاجوال»، هذا فضلا عن نساء تفنن في تجسيم المؤخرة أو إظهار الخاصرة أو الكتف، ويقولون «موضة هذا العام».
وهكذا يتحدثون عن العهر والخلاعة والميوعة ولا يخجلون
ومؤخرا تقرأ هذا الخبر المثير: «أبطال ريو 2016 يستخدمون الحجامة لهذه الأسباب».
حيث ظهرت علامات الحجامة على لاعب الجمباز الأميركي ألكسندر نادور في اليوم الأول من دورة الألعاب الأوليمبية ريو 2016، حيث ينافس في لعبة حصان المقابض ضمن فريق الرجال. كذلك ظهر السباح الأميركي مايكل فيلبس، الحاصل على الميدالية الذهبية، وقد بدت آثار الحجامة على جسده، ويبدو أنها أصبحت وسيلة شائعة بين الرياضيين المشاركين في بطولة ريو 2016، حيث يستخدمها الرياضيون لترخية العضلات والأوتار.
ليس الرياضيون وحدهم الذين استخدموا الحجامة، وإنما نجوم هوليود أيضًا، قبل سنوات سمحت الممثلة الأميركية جينفير أنستون للكاميرات بالتقاط الصور لها وقد ظهرت على بشرتها آثار الحجامة، وكذلك ظهرت عارضة الأزياء فيكتوريا بيكهام.
الآن يتحدثون عن الحجامة ولا يخجلون
أما مشايخنا وعلمائنا لما تناولوها في ضوء السنة النبوية ما ارتفعت إليهم الأبصار، ولا اعترف بهم لا كبار ولا صغار، كل ذلك لأن المسمى إسلامي، والهدي رباني، والسنة عدناني.
هذه الحملات الإعلامية الضروس لتشويه الإسلام جُندت لها جيوش من الغربيين وأيضا مسلمين للأسف من بني جلدتنا. حملات ممنهجة وشرسة يقوها تغريبيون وشيوخ ونفسانيون واجتماعيون ومثقفون وصحفيون وغيرهم، ممن امتلأت قلوبهم حقدًا وغلًا وكرهًا لمجرد وصف أي همسة أو حركة بأنها إسلامية.
الغريب أن الكثير منا لا يربط بين الأحداث. والعديد يملك ذاكرة السمك! وآخرون متساهلون! ومنا من لا يصدق نظرية المؤامرة! بل منا من يجد ألف عذر وعذر! لكن المحصلة أننا نتراجع وغيرنا يتقدم!