مالم تعرفه عن دير ياسين

(1948) هناك منذ الزمن البعيد … أشهدنا اللهُ على أنفسنا وقال: “ألستُ بربكم” وحينها قُلنا: بلى؛ وشهدنا ومرّت السنون تجر السنون، وجاء قرنٌ بعده قرن، ولكن يبدو أننا تناسينا العهد، ولكنّ اللهَ “تعالى” لم يتركنا هملًا بل أرسل إلينا رُسلًا يذكرونا بالعهدِ … أخبرنا اللهُ “تعالى” بأنّا إن آمنا ّ وصبرنا وجاهدنا نصرنا ولو قلة قليلةَ كُنا ! كُنَّا قليلٌ فكثّرنا وكُنا ضُعفاء يتخطفنا الناس فلما لجأنا إليه آوانا فسبحانهُ ما أعظمه وأكرمه … وها نحنُ ذا نُعيدُ الكرة وابتعدنا كثيرًا فسلطَ اللهُ علينا من لا يخافه ولا يرحمنا ونزع من قلوبِ أعدائنا هيبتنا … فحدث ما حدثَ والشواهدُ كثيرة ولكن لنسلط الضوء على أمرٍ تحديدًا ..

المكان: الأرضُ المُقدسة … دير ياسين. الزمان: عام 1948 .. العاشر من إبريل ، ولنكون أكثر دقة الساعة الثانية فجرًا .. ثلةٌ من المفسدين في الأرض قتلة الأنبياء والمرسلين، عصابات “شيترن” و “الأرغون” و “الهاجاناه” الصهيونية اقتحموا تلك القرية الآمنة في الساعة الثانية فجرًا، شرعوا بقتلِ كل من وقع في مرمى أسلحتهم وهذه عادتهم كلما دخلوا أرض أفسدوها ؛ ولم يكتفوا بذلك بل ألقوا بالقنابل إلى داخل منازل القرية لتدميرها على من فيها… كانت الأوامر الصادرة من كبار رجال العصابة تقضي بتدمير القرية بكل من فيها , وبالتزامن مع إلقاء المتفجرات سار خلف رجال المتفجرات عصابات “الأرغون” و “شيترن” فقتلوا كل من بقى حيًا داخل المنازل المدمرة، استمرت تلك المجزرة حتى ساعات الظهر وقبل الإنسحاب من القرية جمعت العصابات الصهيونية كل من بقى حيًا في القرية من العرب حيث أعدموا أمام الجدران بالرصاص؛ وقيل أن عدد القتلى الذي أحصته طواقم الإنقاذ كانوا 360 شهيدًا _بإذن الله_ معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال .

كان الصهاينة يفاخرون بتلك المجزرة الشنيعة فقد قال مناحيم بيغن_رئيس وزراء الكيان الصهيوني المحتل الأسبق_ في كتابه :

كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة، فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي فأخذوا يفرون مذعوريين، فمن أصل 800 ألف عربي كانوا يعيشون على أرض “إسرائيل الحالية”_فلسطين المحتلةعام 1948 _ لم يتبق سوى 165 ألف

ويُعيب على من تبرأ منها من زعماء اليهود ويتهمهم بالرياء !!! ولكن لا ينبغي أن نُغفل دور أبطال دير ياسين في دفاعهم عن أعراضهم وأرضهم، فقد اعترف مناحيم بيغن وهو قائد منظمة الأرجون بأنه خسر %40 من رجاله في سبيل احتلال دير ياسين، ومرت عليهم ظروف لم يستطيعوا إخلاء جرحاهم فوجهوا نداًء للهاجناة (إذ لم تساعدونا فإنّا حتمًا هالكون !) عند مجيء “الهاجناة” انقلبت الموازين لصالح الصهاينة … استمرت المذبحة ثلاثة أيام والدمُ يجري في الأرضِ مثل ورائحةُ الموتِ تفوح من المدينة وتسيطر على ما عداها..!

أما عن موقف العرب المتخاذل كالعادة _للأسف_ فلم يتدخلوا. نعم بكل بساطة لم يتدخلوا !!! فحسب وصف مندوب الصليب الأحمر “ثمة وحدات تابعة لجيش “الإنقاذ العربي” التابع لجامعة الدول العربية، كانت على بعد دقائق من المذبحة لكنها رفضت التدخل”. يُروى أنَّ فتاة استطاعت أن تنقذ نفسها من المذبحة في الساعات الأولى، واستنهضت ضمائر تلك الوحدات وهي تخبرهم عمّا يحدث فقال لها الأول: لم تصلنا أوامر  وقال آخر: أمرنا بالرحيل من المنطقة ولا نستطيع فعل شيء ! ونختم عن دور الدول العربية بما جاء في كتاب “آه يا قدس” الذي صدر في عام 1972 لدوسنيك لابيري ولاري كولنز.. حققا فيه في اتفاقات سرية جرت بين قائد جيش الإنقاذ فوزي القاوقجي ويوشبوا بالمون .. أحد ضباط استخبارات الهاجناة . مسؤول الموساد فيما بعد , واعيد نشرها والمزيد عنها في كتاب “حرب فلسطين” الصادر عام 2001 , والمعلومات تفيد باجتماعهما في تاريخ 1/4/19 48 أي قبل المذبحة بثمانية أيام وقبل عملية نهشون بثلاثة أيام التي هدفت لفتح طريق تل أبيب_القدس للصهاينة وكان احتلال دير ياسين جزءً منها وقد قررا على التعاون فيما بينهما وعدم التدخل فيما بين الصهاينة وقوات الجهاد المقدس.

لماذا دير ياسين؟

ـ تأسس الكيان الصهيوني على جماجم العرب وأراضيهم وأملاكهم. وقام على الإرهاب والإبادة والعنصرية والاستعمار الاستيطاني. ـ جرائم اليهود في قرية دير ياسين فاقت جرائم النازيين في قرية ليدتشا التشكية. في التاسع من نيسان عام 1948 قام الإرهابيون اليهود من عصابتي الأرغون وشتيرن وبموافقة عصابة الهاغاناه بإبادة قرية دير ياسين الواقعة على مقربة من القدس الغربية، وذلك بقتل جميع سكانها البالغ عددهم إبان المعركة 279 معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال المدنيين. وترجع أهمية دير ياسين الاستراتيجية إلى موقعها الاستراتيجي الذي تتمتع فيه ويقع على مرتفع يشرف على القدس الغربية والطريق الذي يربطها بتل أبيب والبحر الأبيض المتوسط. وأدت المذبحة الرهيبة إلى تحقيق المخطط اليهودي بترحيل الشعب الفلسطيني من مدنه وقراه إلى المناطق الجبلية وإلى خارج فلسطين لاحلال المهاجرين اليهود محلهم (التغيير الديموغارفي للمنطقة)، وأصبحت رمزاً لـ الترانسفير ونشوء مشكلة اللاجئين التي خططت لها الحركة الصهيونية منذ المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرون الذي انعقد في زيوريخ عام 1937. استغلت العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة المذبحة وأعلنت عنها لتحقيق التطهير العرقي والاستعمار الاستيطاني لأن اليهود هم الذين أعلنوا عنها وروجوا لها إعلاميا مما دفع بالمؤرخ الإسرائيلي بيني موريس إلى القول: ـ “المفارقة أن مذابح أفظع من دير ياسين حدثت ولكن لا يتذكرها أحد” وكانت قرية دير ياسين هي القرية العربية الوحيدة في فلسطين التي وقعت صلحاً مع مستعمرة جفعات شاؤول، بالرغم من معارضة الهيئة العربية العليا ومفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني. وكانت القوات البريطانية لا تزال تحكم فلسطين خلال ارتكاب المجزرة وعلى بعد عدة كيلو مترات من موقعها. —

— وتعد السيطرة على الأرض الفلسطينية جوهر الفلسفة التي انتهجتها الصهيونية العالمية منذ نشوء الفكرة الأولى لتوطين اليهود في فلسطين وتابعتها إسرائيل بعد قيامها حتى الآن، وقد رافق عمليات الاستيلاء على الأراضي عملية تغيير ديموغرافي، ففي جميع حالات الاستيلاء كانت تجلب أعداداً من اليهود من مختلف أنحاء العالم ، ليحلوا مكان السكان العرب الفلسطينيين، فقد تعرضت الأراضي الفلسطينية لخمس موجات متتالية من الهجرات اليهودية” ، كل موجة منها تتم عقب حدث من الأحداث الدولية والمحلية أو نتيجة خطة صهيونية موضوعة، فقد حدثت الموجة الأولى ما بين عامي 1882-1903، إذ هاجر نحو عشرة آلاف يهودي من روسيا في أعقاب حادثة اغتيال قيصر روسيا وما تبعتها من عمليات اضطهاد لليهود هناك نتيجة اشتراكهم في اغتيال قيصر روسيا، كذلك كانت نتيجة لقضية دريفوس التي أدت لموجة من العداء لليهود في فرنسا عام 1894،حيث قدرت بما يتراوح مابين 20 إلى 30 ألف مهاجر يهودي.

دور الدول العربية في حدوث المذبحة

من الجدير ذكره موقف الدول العربية من المذبحة وكيف ساعدت على إتمامها، فما إن دخل الجيش العربي إلى فلسطين، بقيادة الجنرال جلوب، في مايو 1948، حتى سارع الجيش العربي لنزع سلاح الفلسطينيين، وتقييد حريتهم في الحركة، منذ ذلك التاريخ غيّب الفلسطينيين عن ميدان قضيتهم، ووُضعت القضية في ايدى الجامعة العربية ، أما الحركة الوطنية الفلسطينية في حينه، فقد كانت سماتها الارتجال وغياب الرؤى ونقص الإمكانيات، مع إن الفلسطينيين قد أبدو في حينها بسالة في الدفاع عن مدنهم وقراهم، في وجه العصابات الصهيونية . وإجمالا جاءت نكبة عام 1948، لتشكل صدمة كبيرة للشعب الفلسطيني، الذي أجبرته الممارسات الإسرائيلية الصهيونية الاستيطانية والقمعية والمجازر، على النزوح والهجرة إلى بلدان الوطن العربي، سوريا ولبنان والأردن، حيث نزح قرابة سبعمائة إلف لاجئ إلى البلدان المذكورة، وقد ساهمت النكبة في إجراء تحول جذري في الواقع الفلسطيني، لدرجة أضحت فيها النكبة رمزاً لجميع مظاهر التخلف والضعف الذي عانى منها الوطن العربي، من استعمار وتجزئة” .

ثمة وحدات تابعة لجيش “الأنقاذ العربي”،التابع لجامعة الدول العربية ، كانت على بعد دقائق من المذبحة لكنها رفضت التدخل . استطاعت فتاة ان تنفذ من المذبحة في الساعات الأولى ، واستنهضت ضمائر قادة هذه الوحدات وهي تخبرهم بما يجري في القرية ، الأول قال لها: ” لم تصلنا اوامر”وآخر قال لها: ” بانا امرنا بالرحيل من المنطقة و لا نستطيع فعل شيء “. وقد أكد انور نسيبة حوادث شبيهه بهذه. في محاكمة مغلقة للجنة العسكرية التابعة لجامعة الدول العربية ،سأل الدكتور مصطفى السباعي : هل كان جيش “الأنقاذ” لأنقاذ فلسطين؟! فأجابوه،بأن هدف الجيش القيام بعمليات مؤقتة!! ثم سأل:كيف تقع مذبحة دير ياسين على مسمع جيش “الأنقاذ” وبصره؟ فسكتوا جميعا!!.

كيف بدأت المذبحة

ابتدأ الصهاينة بحرق صبي حيا في بيت النار في مخبز والده ، ثم قتلوا والده ، بعدها بدأوا بنسف بيوت القرية بيتا بيتا وما كانوا يعجزون عن نسفه ، يحرقونه على من فيه ، ثم وجه الصهاينة نداء للأهالي بالهروب او الموت ، وصدق الأهالي وخرجوا يطلبون النجاة ، ولكن السفاحين سارعوا بحصدهم ومن تبقى منهم قاموا بصفهم على حيطان المنازل وقتلوهم ، كما دمروا مسجد القرية ومدرسة الأطفال وقتلوا معلمتهم ، كما عثر على ايادي وآذان واصابع نساء مقطوعة لتسهيل الأستيلاء على اساورهن واقراطهن وخواتمهن ، كما ذبحت النساء الحوامل وبقرت بطونهن ، وكانوا يتراهنون على جنس الجنين قبل بقر بطن امه ، فما لا يقل عن خمس وعشرين امرأة حامل قتلن في المذبحة ، واكثر من اثنين وخمسين طفلا لم تتجاوز اعمارهم العاشرة قتلوا وقطعت اياديهم وارجلهم ، كما عثر على فتاة مقطوعة الى نصفين ، واخذ احد السفاحين وهو روبنسكي سبعة شباب خارج القرية واجبرهم على حفر حفرة واجبرهم على النزول فيها ثم صب النفط فيها واحرقهم احياء ، ثم امر بدفنهم فيها ، وفي شهادة لأحد سفاحي المذبحة وهو زفي انكوري؛آمر وحدة الهاجناة التي احتلت دير ياسين وردت في صحيفة دافار في 9ـ4ـ1982 قال:”دخلت عدة منازل بعد الحادث.و رأيت أشلاء لأعضاء تناسلية وأحشاء نساء مسحوقة . لقد كانت جرائم قتل مدبرة” .كما وتعرضت الفتيات الصغيرات والنساء للأغتصاب ومنهن من قتلن بعد ذلك ،وقد ذكرت امرأة تدعى ( صفية ) لدومنيك لابيري ولاري كولنز ونشراها في كتابهما”آه يا قدس” بأنها تعرضت للأغتصاب وأن النساء التي حولها تعرضن للمصير نفسه ، كما وتوجد شهادات للصليب الأحمر تؤيد ذلك — .ثلاثة ايام والمذبحة تجري ، ” تحولت دير ياسين الى جهنم مملوءة بالصراخ وانفجار القنابل ورائحة الدم والبارود والدخان ” حسب وصف مندوب الصليب الأحمر.قوبل الهجوم بالمقاومة في بادئ الأمر، وهو ما أدَّى إلى مصرع 4 وجرح 40 من المهاجمين الصهاينة. وكما يقول الكاتب الفرنسي باتريك ميرسييون: “إن المهاجمين لم يخوضوا مثل تلك المعارك من قبل، فقد كان من الأيسر لهم إلقاء القنابل في وسط الأسواق المزدحمة عن مهاجمة قرية تدافع عن نفسها؛ لذلك لم يستطيعوا التقدم أمام هذا القتال العنيف”. ولمواجهة صمود أهل القرية، استعان المهاجمون بدعم من قوات البالماخ في أحد المعسكرات بالقرب من القدس، حيث قامت من جانبها بقصف القرية بمدافع الهاون لتسهيل مهمة المهاجمين. ومع حلول الظهيرة أصبحت القرية خالية تمامًا من أية مقاومة، فقررت قوات الأرجون وشتيرن (والحديث لميرسييون) “استخدام الأسلوب الوحيد الذي يعرفونه جيدًا، وهو الديناميت. وهكذا استولوا على القرية عن طريق تفجيرها بيتًا بيتًا. وبعد أن انتهت المتفجرات لديهم قاموا “بتنظيف” المكان من آخر عناصر المقاومة عن طريق القنابل والمدافع الرشاشة، حيث كانوا يطلقون النيران على كل ما يتحرك داخل المنزل من رجال، ونساء، وأطفال، وشيوخ”! وأوقفوا العشرات من أهل القرية إلى الحوائط وأطلقوا النار عليهم. واستمرت أعمال القتل على مدى يومين.

قامت القوات الصهيونية بعمليات تشويه سادية (تعذيب – اعتداء – بتر أعضاء – ذبح الحوامل والمراهنة على نوع الأجنة)، وأُلقي بـ 53 من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة، واقتيد 25 من الرجال الأحياء في حافلات ليطوفوا بهم داخل القدس طواف النصر على غرار الجيوش الرومانية القديمة، ثم تم إعدامهم رميًا بالرصاص! وألقيت الجثث في بئر القرية، وأُغلق بابه بإحكام لإخفاء معالم الجريمة. ومنعت المنظمات العسكرية الصهيونية مبعوث الصليب الأحمر جاك دي رينييه من دخول القرية لأكثر من يوم. بينما قام أفراد الهاجاناه الذين احتلوا القرية بجمع جثث أخرى في عناية وفجروها لتضليل مندوبي الهيئات الدولية، وللإيحاء بأن الضحايا لقوا حتفهم خلال صدامات مسلحة (عثر مبعوث الصليب الأحمر على الجثث التي أُلقيت في البئر فيما بعد). وبلغ عدد الضحايا في هذه المجزرة الصهيونية البشعة 250 إلى 300 شهيد بين رجل وامرأة وأطفال رضع — نتائج مذبحة دير ياسين تُعدّ مذبحة دير ياسين من الأحداث القليلة التي تلتقي فيها الرغبة العربية واليهودية على الارتفاع في عدد القتلى.. فمن الجانب العربي، ارتفاع عدد القتلى سيؤثر في النظرة الإنجليزية لليهود تأثيرًا سلبيًّا، ومن الجانب اليهودي، سيقوم العدد الكبير لقتلى المذبحة على إخافة القرى العربية الأخرى، ويعمل على تهجيرها طوعًا بدون استنفاذ جهدٍ يهودي. وهذا ما حدث بالفعل!!!

المكاسب الإسرائيلية

تزايدت الحرب الإعلامية العربية اليهودية بعد مذبحة دير ياسين، وتزايدت الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دبَّ في نفوس الفلسطينيين من أحداث المذبحة. أرسل مناحم بيجين برقية تهنئة إلى رعنان قائد الأرجون المحلي قال فيها: “تهنئتي لكم لهذا الانتصار العظيم، وقل لجنودك: إنهم صنعوا التاريخ في إسرائيل”. وفي كتابه المعنون (الثورة) كتب بيجين يقول: “إن مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربي”. وأضاف قائلاً: “لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل”. وبعد مذبحة دير ياسين استوطن اليهود القرية، وقد عبَّرت الدولة الصهيونية عن فخرها بمذبحة دير ياسين بعد 32 عامًا من وقوعها، ففي عام 1980م أعاد اليهود البناء في القرية فوق أنقاض المباني الأصلية، حيث قررت إطلاق أسماء المنظمات الصهيونية: الأرجون، وإتسل، والبالماخ، والهاجاناه على شوارع المستوطنة التي أُقيمت على أطلال القرية الفلسطينية — وصف مذبحة دير ياسين زفي أنكوري وهو الذي أمر وحدة الهاجاناه التي احتلت دير ياسين بعد المذبحة، قدّم هذا البيان في 1982م حول المذبحة، نشر في دافار في 9 إبريل 1982م، قال فيه: “دخلت من 6 إلى 7 بيوت. رأيت أعضاء تناسلية مقطوعة وأمعاء نساء مسحوقة. طبقًا للإشارات على الأجسام، لقد كان هذا قتلاً مباشرًا”. دوف جوزيف حاكم للقطاع الصهيوني للقدس ووزير العدل لاحقًا، صرح بأن مذبحة دير ياسين “متعمّدة وهجوم غير مبرر”. آرنولد توينبي وصف المذبحة بأنها مشابهة للجرائم التي ارتكبها النازيون ضدّ اليهود. مناحيم بيجين قال: “المذبحة ليست مبرّرة فقط، لكن لم يكن من الممكن أن توجد دولة إسرائيل بدون النصر في دير ياسين.

دير ياسين في ذاكرة الفلسطينيين والعرب ليست موقعًا جغرافيًّا داخل أراضي 48 وحسب، بل هي جرح نازف ورمز لجرائم الصهيونية التي ما زالت تحرم الناجين منها ولاجئيها في الضفة الغربية من زيارتها، رغم مرور 64 عامًا على المذبحة التي وقعت في البلدة ستظل دير ياسين في الذاكرة وستكبر عند كل جرح يصيب به شعبنا الفلسطيني من قتلته والمتآمرين عليه ، فكم من مذبحة ارتكبت بعدها في الوطن السليب وخارج حدود الوطن ، فشلال الدم الفلسطيني لم يتوقف ، وخيامه لا زالت قائمة .. دير ياسين عاشت يومها ومضت بهذه الطريقة الفظيعة ، لكن لها يوما لا ينتهي ، وستقف فيه بين يدي رب العالمين ، وستخز بأصبعها عيون القتلة وكل من تآمر عليها ، وكل من ساهم في ذبحها ، ولن يضيع الحق عند اعدل العادلين.

بقلم: نور صفي الدين

نور صفي الدين

الذين تسد بهم الثغور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى