تحركات لما بعد حلب!
على الصعيد العسكري، لا زالت روسيا تتقدم في خطة التمكين لقواتها للسيطرة على المواقع الاستراتيجية التي تسمح لها بإدارة الصراع، فقد نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن “إرسال روسيا فرقة عسكرية شيشانية خاصة إلى سوريا، لتقوم بمهام حراسة قاعدة حميميم الجوية العسكرية الروسية، الواقعة قرب اللاذقية الساحلية”.
وأكدت التقارير أيضا وصول حاملة طائرات “الأميرال كوزنيتسوف” لميناء طرطوس في سوريا، الذي تتواجد فيه قاعدة عسكرية بحرية روسية.
تحركات روسيا هذه يفسرها المراقبون بالخطوات والاستعدادات المبكرة لمرحلة ما بعد حلب.
وقد علق على هذا التطور المستشرق ليونيد إيساييف، الأستاذ المحاضر في الجامعة القومية للبحوث في مدرسة الاقتصاد العليا بموسكو قائلا: إن “الشيشانيين هم مسلمون سنة، ما من شأنه أن يسهل عليهم التواصل مع السكان في سوريا”. .. “هناك كتيبة كاملة من المتطوعين الشيشانيين الذين يقاتلون إلى جانب بشار الأسد، وقد عرفوا بحلق لحاهم لكي يسهل التمييز بين أولئك الذين يقاتلون في صف النظام، والذين يقاتلون مع تنظيم الدولة في الأراضي السورية”.
التعزيزات الروسية هذه لم تأتي من فراغ بل يرى المراقبون أنها جاءت لاستدراك الخسائر التي تتعرض لها القوات الروسية في سوريا، فقد جاءت هذه التعزيزات إثر مقتل طبيبتين عسكريتين في الجيش الروسي خلال قصف تعرض له مستشفى في أحد الأحياء الغربية لمدينة حلب، أعقبه وفاة المستشار العسكري الروسي، روسلان غالتسكي، متأثرا بجراحه. ما دفع فلاديمير دجاباروف، عضو مجلس الشيوخ الروسي، لإعلان موافقة المجلس على إرسال تعزيزات عسكرية عاجلة.
رسائل مشفرة
السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، سيرغي كيسلياك من جهته نشر على حسابه الخاص على تويتر، صورا توضح الدمار الذي لحق بالعاصمة الشيشانية، غروزني، بعد القصف الروسي سنة 2000. و صور أخرى تبرز إعادة إعمار المدينة من جديد، ليبسط مقارنة لوضع المدينة خلال وبعد القصف الروسي لها، وليرسل رسالة لحلب، أن هذا مستقبلك إن أنت عاندت الروس أو سلمت لهم أمرك.
لا شك أن روسيا تبدو عازمة على المضي قدما لإنهاء أي تواجد للمعارضة في مدينة حلب، ولكن هذا لا يعني نهاية طموحات روسيا عند أعتاب حلب، فوزير الدفاع الروسي يطمح بكل وضوح إلى توجيه طائرات السوخوي لقصف مدينة إدلب، كونها ستكون ملجأ لمقاتلي المعارضة المسلحة والمدنيين النازحين من حلب ما ينذر بتضييق كبير على قوات المعارضة المسلحة.
انتصار استراتيجي
معركة حلب في نظر النظام النصيري أضحت انتصارا استراتيجيا لقوات النظام وحلفائه كما نقلت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية على لسان وزير “المصالحة الوطنية” في النظام السوري، علي حيدر، الذي أكد استرجاع النظام للمدينة القديمة بفضل التدخل الروسي العسكري المستمر منذ أيلول/ سبتمبر 2015، وترى الصحيفة أن استعادة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، مثلت أملا لبشار الأسد في إعادة تركيز نظام علوي على أنقاضها وبدأت معه تتضح ملامح حدود الدولة العلوية الجديدة في المنطقة.
ولاشك أيضا أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيكون – حسب الصحيفة- ثاني أكبر مستفيد من سقوط حلب في أيدي قوات النظام بعد بشار الأسد. إذ أن بوتين يعتمد وبقدر كبير على تدخله في سوريا ليعيد هيبة روسيا عالميا، وليضيق الخناق أكثر على الولايات المتحدة الأمريكية التي تعيش فترة اضطرابات وضعف وتراجع ستغير من تركيبة النظام الدولي بل بدأ فعليا الحديث عن تفكك النظام الدولي الحالي وانطلاق مرحلة جديدة تتميز بالتعددية القطبية.
الأهداف من المفاوضات
لقد بدى واضحًا من خلال الطريقة التي تتعامل فيها روسيا مع ملف المفاوضات ومن خلال تحركاتها العسكرية ووعودها وتصريحاتها السياسية الكاذبة، أن هدف الأخيرة هو التأثير على المفاوضات في جينيف لإلغاء أي تواجد للمعارضة المعتدلة على الساحة السورية، وإلغاء أية بدائل يراها الغرب بديلا عن الأسد على رأس الحكم في سوريا.
كما يرى المراقبون أن سقوط حلب سيضع المعارضة في مأزق حقيقي ليس لأنها خسرت أهم جيب لها ولكن لأن ما تبقى لديها لن يمكنها من عكس مسار الحرب ما سيجبرها للخضوع للمفاوضات وفق الشروط الروسية.
وحتى ما يسمى التحالف التركي مع بعض قوات المعارضة في الشمال الغربي سوريا لا يمكن أن يعول عليه. فالمنطقة لا تصلح لأن تكون نقطة انطلاق جديدة ويرى المراقبون أن التدخل التركي في هذا النطاق يهدف لتنظيف المنطقة من الجهاديين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية، وإجهاض فرصة تكوين دولة كردية مجاورة للتراب التركي والهدف الأول والأخير من هذا التحالف والعمل العسكري هو تأمين تركيا قبل كل شيء، ولعل هذا ما يفسر تراجع التصريحات التركية بشأن درع الفرات الذي أكدت في الأخير بعد انتقادات روسية أن الدرع جاء لأجل تأمين الحدود التركية لا غير.
وتوضح التحليلات الصادرة بهذا الشأن أنه لو كان هدف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإطاحة بنظام الأسد، لما كان حرف اتجاه آلاف المقاتلين لمساعدته على تنظيف المنطقة الحدودية بدل التركيز على العدو الأول لسوريا نظام بشار الأسد.
ويعزز هذا التفسير كون التدخل التركي قام أساسا بناء على تفاهم مع روسيا وتقسيم المنطقة الحدودية. في وقت أنفق الطرفان الكثير من الوقت لتحسين العلاقات بينهما بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي. وهذا يعني أيضا أن جميع الفصائل المتحالفة مع تركيا باتت في مفاوضات مع روسيا المتعجرفة بمباركة تركية.
ثم إن لدى أردوغان القدرة على فك الحصار على حلب، ولكن لا نية تبدو للرئيس التركي في ذلك رغم تبريره لهذا الخذلان لأهل حلب بأنه ينتظر حتى يدخل الأسد مناطق المعارضة ثم يبدأ بإنقاذها.
تفسير لواقع مرير أكدته أطراف أخرى في جماعات جهادية في الساحة منها جبهة فتح الشام التي ترى أن فصائل المعارضة قد ابتلعت الطعم وانشغلت في الركض خلف سراب لن يأتي بنتيجة في النهاية إلا لصالح النظام النصيري وحليفته الأولى روسيا.
بين ما مضى وما هو آت
اليوم المؤتمرات بشأن الوضع في حلب، ورغم تواتر الوعود السياسية التي تولد ميّتة، لا زالت تكرر ذات النتيجة، ألا وهي ضرورة إيجاد حل سياسي في سورياـ بينما على واقع الأرض فإن القصف لا يتوقف والدعم لبقاء النظام النصيري واضح لا يشوبه شك، والمعارضة تتجاذبها أطراف القوى الداعمة والمشاريع الخاصة، والتقسيم بات مرسوما وأسماء الدول الموعودة على طريقة سايكس بيكو أضحت جاهزة. وفي هذه الأثناء يسيطر تنظيم الدولة مجددا على مدينة تدمر لينتصر على الكتيبة الروسية هناك في مشهد يدفع لسيل من التساؤلات، خاصة مع تغير التصريحات الأمريكية قبيل وبعيد هذه السيطرة، فبعد أن فتح الضوء الأخضر لتسليح المعارضة سحب جون كيري هذا الوعد مباشرة بعد دخول التنظيم لتدمر، تساؤلات تضع علامات استفهام حول السياسة الأمريكية والغربية في المنطقة وحقيقة ورقة تنظيم الدولة في الصراع، لن تجيب عليها تحليلات المراقبين بل ستجيب عنها الأيام المقبلة لما بعد حلب.
يبدو جليا تحاملك على الدولة الاسلامية؟ اهو عن جهل ام تعمد!!؟
يبدو أنك أسأت قراءة المقالة أو أن عاطفتك سببت لك لبسا.. المقالة لا تتحدث عن تنظيم الدولة ولكن عن حلب، ثم إن كانت الجملة الأخيرة دفعتك للحكم على أنه تحامل فهذا يدل على سوء قراءتك واستيعابك لها، فلا شك أن المجتمع الدولي يوظف ورقة تنظيم الدولة في الصراع الدائر لاستثارة خوف أو طمع طرف ما.. فأرجو أن تكون قراءة عميقة للمعاني بعيدة عن العاطفة الجياشة التي قد تعميك عن إبصار الواقع كما هو حقيقة لا كما تهواه نفسك. وشكرا.
لا الأولى ولا الثانية ما اوقعتني فيما سميته لبسا، وقد قرأت ووعيت فحوى مقالك.
ما أثارني ان صفحتكم هاته او مدونتكم تدعي صناعة الوعي ولا أشك في هذا ابدا فقد استفدت منها الكثير، ولكن ان تقع كاتبة بحجمك بزلات او تتعمد تلكم الزلات فهذا لا يغتفر.
والمعلوم ان الزلات تفضح مكنون الأشخاص.
فلم اقصد بتحاملك على الدولة ما ذكرته في آخر المقال فقط ولو اني اجده ليس بالكامل التام، ولكن عبارة “تنظيم الدولة” والتي ذكرتها اكثر من مرة تفضح تحاملك أكثر من استقرائك الذي ذكرت.
فتلكم العبارة يرددها اعلام العار كما يعلم الجميع ولستم انتم من أذنابه على قدر علمنا بكم! فما بالكم وقد تبعتم ملة من تحذروننا منهم في هذا الامر؟!
ولدى كان وصفي بالتحامل ولم ازد لعلمي بما سلف، وان تبين ما اخشاه فلكل مقام مقال.
اذن فهل لي ان اناديك بالطالبة ليلى حسان؟؟!
أظنك لن تقبلي! وحق لك ذلك.
رسالتي وصلت!؟
وكأني بك قد استفزتك تعليقاتي، فهل لاحظت يا اخيتي اني ما زدت عن مناقشة ما طرحتيه من افكار شيئا، اما ما رددت به علي فأغلبه تحامل هلى شخصي!؟ هل انا اذن من يجحر على اراء الآخرين!؟ ويتعصب ويتحزب!؟
اقرأي ما كتبت اناملك من جديد علك تقعي على ما وقعت فيه من خطأ…
اما ما اردت ايصاله لك حينما استسمحتك ان اناديك بالطالبة ليلى حسان، هو اني غيرت درجتك من دكتورة لطالبة واسمك من جيهان لحسان، لأرى هل توافقين على منادتك بدرجة ليست من مقامك او باسم ليس باسمك!؟ وما استقرأته ان الرفض ردك حتما، فكيف بالله عليك لا ترضينه على نفسك وانت “الفرد” ، وارتضيت ان تحرفي اسم الدولة ومقامها!؟!
فكما اعلنت انت عن نفسك ومقامك وجب الناس الاتزام به طوعا، فلما عند الدولة تكيلون بمكاييل عدة!!؟ وقد اعلنت عن نفسها ومقامها مثلك تماما، وما ذكرت من حجج انها لا تستوفي مقام الدولة فهي واهية ولا اعتبار لها خصوصا اذا ما وزناها بميزان الشرع لا القوانين الوضعية! ولعلك اغفلت هذه.
اخيرا ملاحظة تستحق الذكر لست من انصار الدولة بشكل رسمي ولو انه الواجب علي ذلك، ولكني مراقب ومتابع لكل ما له علاقة بالفكر الجهادي خصوصا، وشكرا