عن شجرةٍ خبيثة امتدت غصونها بالفساد في شتّى البقاع
“ومن النوادر التي حدثت في ذلك الوقت، كان بطرس غالي يحكي عن خطابات التهديد التي وُجِّهت له بعد مرافقته للرئيس السادات في القدس، ثم أردف قائلاً بالفرنسية: “إنهم يتهموني بأني الجيل الثالث من الخونة في عائلة غالي”
فقتلت ضاحكًا: “كيف؟ إني لا أعرف إلا اثنين فقط، هما جدك، وأنت، فمن الثالث؟ “أجاب بطرس: فيقولون إن عمي نجيب باشا غالي، قد تورط مع الإنجليز أثناء الحرب العالمية الأولى
محمد إبراهيم كامل _كتاب السلام الضائع_
مـا الأمر؟ نعود للوراء قليلًا حيث بداية هذه العائلة المشبوهة علنا نفهم أفضل ..عائلة تغلغت في المجتمع حتى استطاعت التأثير على قراراته، وعلى حقوق المسلمين، عائلة شاركت في صناعة أحداثٍ كان لها أثرهـا البالغ على الأمة.. فانظروا جيدًا ما صُنع وأمتنا غافلةٌ تتوزع اهتماماتها بين اللاشيء حقًا حتى إذا ما وجهها أي شيء توجهت لأن ليس لها هدفها الخاص الذي تعمل عليه.
الجد
رئاسة المحكمة التي حكمت في حادثة دنشواي
حادثة دنشواي: يوم 13 يوينو 1906مـ أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر، ذهب 3 من الجنود الإنجليز للصيد في قرية” ” وأصابت نيرانهم امرأة من أهل القرية فثار الأهـالي وقتلوا الضابط
قُتلتِ المرأة ظلمًا وفي أهون الأحوال مع حسن الظن بالأعداء فقد قتلت خطأ! فدافع هنا الأهـالي، فأقيمت المحاكم وصدرت الإعدامات من أجل هذا الضابط وكأن تلك المرأة ما كانت روحـًا ونفسًا حرم الله دماءهـا!!
وإذا ما قلبت صفحات التاريخ يومًا ستجد أن هذه المحكمة كان يرأسها مواطنٌ مصري في ظاهره على الأقل لا محتلٌ إنجليزي؛ بطرس غالي رأس بنفسه تلك المحاكمة التي شُكلت للنظر في حادثة دنشواي، وقد وصلت المشانق مبكرًا قبل صدور الحكم!
*مد امتياز شركة قناة السويس
الذي نص على أن يُجدد عقد امتياز الشركة، بحيث تبدأ التسعة والتسعون عامًا، من تاريخ توقيع العقد الجديد، فيمتد أجل الامتياز حتى 31 ديسمبر سنة2008
*إعادة قانون المطبوعـات
والذي أُبطل العمل به- لردع الصحف التي تجاوزت الحدود، وأجادت عملها في كشف المستور من الخيانات والمؤامرات، بحيث تحول التهم الصحفية إلى محكمة الجنايات مباشرة
*التوقيع على اتفاقية الحكم الثنائي للسودان 19 يناير 1899
ومن مواد هذه الاتفاقية:
(المادة الثانية)
يستعمل العلم البريطاني والعلم المصري معًا فى البر والبحر بجميع أنحاء السودان ماعدا مدينة سواكن فلا يستعمل فيها إلا العلم المصري فقط.
(المادة الثالثة)
تفوض الرئاسة العليا العسكرية والمدنية في السودان إلى موظف واحد (حاكم عموم السودان) ويكون تعيينه بأمر عال خديوي بناء على طلب حكومة جلالة الملكة ولا يفصل عن وظيفته إلا بأمر عال خديوي يصدر برضاء الحكومة البريطانية.
(المادة الخامسة)
لا يسر على السودان أو على جزء منه شيء ما من القوانين أو الأوامر العالية أو القرارات الوزارية المصرية التي تصدر من الآن فصاعدًا إلا ما يصدر بإجرائه منشور من الحاكم العام بالكيفية السالف بيانها.
(المادة العاشرة)
لا يجوز تعيين قناصل أو وكلاء قناصل أو مأموري قنصليات بالسودان ولا يصرح لهم بالإقامة فيه قيل المصادقة على ذلك من الحكومة البريطانية.
تحريرًا بالقاهرة في 19 يناير سنة 1899
الإمضاءات
(كرومر) (بطرس غالي)
الابن بطرس غالي
قبل توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة
*معاهدة السلام ودوره فيها
ومن مذكرات موشى ديان يقول ديان
“اقترحت على غالي أن يطلب من السادات ألا يتكلم في نقاشه مع الحكومة الإسرائيلية، عن اشتراك هذه المنظمة في المفاوضات؛ لأن رد الحكومة سيكون بالنفي، ووعدني بذلك، وفعلاً لم يذكر السادات منظمة التحرير الفلسطينية في خطابه الذي ألقاه في اليوم التالي. وعند مدخل فندق الملك داود، استطعنا بصعوبة بالغة اختراق جموع المضيفين والصحفيين. وقد رافقت بطرس غالي حتى غرفته ثم تركته وذهبت!
قال الباحث عبد العاطي محمد أحد تلاميذ بطرس غالي الأوفياء في حديث له بمجلة السياسة الدولية أن بطرس غالي كان من أشد المتحمسين للسلام بين العرب وإسرائيل.
يقول الدكتور نبيل السمان:
“وَأحَبَّ الدكتور غالي أن تُلتَقط له صور تمثل معركة قاديش التي جرت عام 299 قبل الميلاد، والتي جرت بين مصر الفرعونية وإمبراطورية الحيثيين، ونتج عن هذه المعركة الفاصلة، قناعة لدى فرعون مصر، رمسيس الثاني، والذي تمتع بشهرة عالمية واسعة، وأول من وقع معاهدة سلام مع خصومه من منطق قوة، وليس ضعف، إذ كان يشعر بسطوته، وضعف أعدائه، ولكن السلام الذي أرسى رمسيس دعاتمه، يمكن أن يمتد ليومنا هذا حسب ما يشير إليه الدكتور غالي:
“ما توصل إليه أبناء المنطقة قبل ثلاثة آلاف سنة، يمكن لأبنائهم أن يحاكوه ويقلدوه”
ولكن مقولة الدكتور غالي، لا تنطبق على المصريين أو العرب، حسبما نرى ويرى هو، ولكنها تنطبق تمامًا -وهذا ليس بغائب عن فهم الدكتور- على الإسرائليين الذين يملكون من أسباب المنعة والقوة من الأسلحة النووية، والتقليدية .. ما لا يملكه خصومهم العرب!
الغريب في الأمر أنه كتب كتابًا أسماه ” ” ينكر فيه أمر معاهدة الاستسلام تلك، لكنه يمحوه حرفًا حرفًا ورأيًا رأيًا في لقاء له مع الإعلامي أحمد منصور ويقر معاهدة الاستسلام بما فيهـا!
ملف افريقيـا وإعادته العلاقات مع الكيان الصهيوني
حين تسلم الملف كانت معظم الدول ملتزمة بقطع علاقاتهـا مع الكيان اليهودي، ثم تغير الوضع شيئًا فشيء على يديه.. وكانت سياسته في هذا الأمر كالتالي:
في إحدى ندوات مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بجامعة القاهرة سأل أحد الباحثين بطرس غالي قائلًا: كيف تذهب إلى إسرائيل في إطار العلاقات المصرية الإسرائيلية، وتطالب الأفريقيين بعدم إقامة علاقات مع إسرائيل؟ وكان رد بطرس:
أنا أقول للأفريقيين أن مصر أقامت علاقاتها مع إسرائيل لاستعادة أراضيها، أما أنتم فإن إسرائيل لا تحتل أراضيكم، وبالتالي لماذا تقيمون معها علاقات؟! _خبثٌ ودهـاء!_
واندهش بطرس من طرح إحدى معيدات كلية الاقتصاد والعلوم السياسية يومها حول حتمية توظيف مصر للعنصر الإسلامي لمحاصرة التغلغل الصهيوني في القارة السوداء، وأنه بدون الاستناد إلى الظهير الإسلامي، فإن التنافر بين مصر والكيان الصهيوني في أفريقيا سيكون في صالح الأخيرة التي تحرص على توظيف عقيدتها اليهودية وتحظى بدعم الولايات المتحدة ومنظمات التنصير في آن واحد.
وكان مثار دهشة بطرس أن علاقات الكيان الصهيوني مع أفريقيا تنحصر في مجال التعاون الأمني والزراعي، حيث تقوم بتدريب أطقم الحراسة لعدد من الرؤساء الأفارقة، وترسل عددًا من خبرائها في الزراعة إلى عدد من الدول الأفريقية .. فقط ليس أكثر من هذا! (ويقصد بطرس هنا أن الكيان الصهيوني لم يعلن أنه يوظف تمسكه بعقيدته اليهودية في تدريبه لأطقم حراسة الرؤساء الأفارقة، أو خبراء الزراعة التابعين لجهاز الموساد الصهيوني مباشرة.)
توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة
تقول عائشة عبد الرحمن_بنت الشاطئ_
“إن الذي قد يغيب عن الوعي العام، هو أن هيئة الأمم المتحدة هي البديل الصهيوني الأمريكي من عصبة الأمم المتحدة، التي قامت بعد إعلان هدنة الحرب العالمية الأولى في الحادي عشر من نوفمبر سنة 1918، ونيط بها تنفيذ الميثاق الذي أعلنه مؤتمر السلام من قصر فرساي بجنيف في العالم التالي للهدنة، وفيه تقرر وضع فلسطين تحت انتداب بريطانيا العظمى التي سبق أن أعلنت (وعد بلفور) من لندن في نوفمبر سنة1917م.
وقد حددت صحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون ثلاثة عناصر أهلتة لتولي ذلك المنصب وهي:
انتماؤه إلى النصرانية، وزواجه من يهودية، ودوره في معـاهدة الاستسلام.
بعد توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة
*في بداية تولية للمنصب صرح بأن القرار 242 غير ملزم لإسرائيل،
ذلك القرار الذي يطالب بانسحاب إسرائيل من مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة حيث تعتبر اسرائيل محتلة لهذه المناطق.. إن قول بطرس بأن قرار الأمم المتحدة كانت رقم 242 غير ملزم هو وصف لم تستطع إسرائيل نفسها أن تدعيه، بل كانت تواري بالادعاء بأنها كانت في حالة دفاع عن النفس في حرب 1967 وكانت أول مرة تشير إسرائيل إلى شيء قريب مما قاله بطرس غالي، عندما خرج الإرهابي مناحم بيجين بعد اجتماعه مع السادات في الإسماعيلية ليقول في مؤتمر صحفي:
“إن الرئيس السادات اعترف لي بأن قرار عبد الناصر مطالبة سحب القوات الدولية من سيناء، يحمل معنى العدوان وأن إسرائيل كانت محقة فيما اتخذته من إجراءات.”
رضوخه لمطالب بني صهيون ورفض تنفيذ قرر 799 الذي يقضي بعودة جميع المبعدين إلى الأراضي المحتلة فورًا
قام المبعدون الفلسطينيون في مخيم مرج الزهور بالجنوب اللبناني، بتشييع جثمان مجلس الأمن إلى القبر وذلك بعد أن رضخ المجلس لشروط ومطالب إسرائيل ورفض تنفيذ قراره رقم 799 الذي يقضي بعودة جميع المبعدين إلى الأراضي المحتلة فورًا
وقاموا بمسيرة في موقع إبعادهم، حملوا فيها (جثمان) مجلس الأمن، وقد كتبت عليه عبارة “مصداقية مجلس الأمن إلى مثواها الأخير” وألصق على وجه (الجثمان) علم الأمم المتحدة
وتقدم المسيرة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي المتحدث باسم المبعدين والدكتور عزيز دويك والشيخ حامد البيتاوي خطيب المسجد الأقصى.
وعسى تستفيق أمتنا وتعود لرشدهـا وتكف عن انتظار الأماني والأحلام ويد العون من أعدائهـا، وتصنع قوتها بنفسها وتستمسك بكتاب ربهـا.
ويقول الكاتب فهمي هويدي:
لوحظ أيضًا أن الأمين العام الذي عُرِف بحرصه على إصدار التقارير التي يطلبها مجلس الأمن في أي موضوع أو مسألة، لم يستجب حتى الآن لطلب المجلس في القرار 681، المعني بحماية الفلسطينيين تحت الاحتلال، وانطباق اتفاقات جنيف الرابعة المعنية بحماية المدنيين على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكان ذلك القرار قد طُلِب من الأمين العام في ديسمبر (كانون الأول) 1990 أن يقدم تقريرًا دوريًّا كل ثلاثة أشهر بشأن هذه المسألة.
وقدم (خافيير بيريز دي كويار) تقريرًا واحدًا أما الدكتور بطرس غالي فلم يقدم أي تقرير حتى الآن
يضاف إلى ذلك أن تقليد ذكر القرار 425 في تقارير الأمين العام السنوية عن أعمال المنظمة، غاب عن تقرير الدكتور غالي، وهذا الغياب يتعذر تفسيره تحت أي ظرف، خصوصًا وأن القرار يطالب بانسحاب إسرائيل بالكامل من لبنان، وهو جزء مهم في المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية
ويؤثر على المفاوضات اللبنانية يقينًا، ألا يساهم الأمين العام في إغفال قرار بهذه الأهمية، أصدره مجلس الأمن، خصوصًا وأن إسرائيل تتملص منه، والولايات المتحدة تغض الطرف عنه في المفاوضات.
*ما فعله مع شعب البوسنة المُسلم
لمحة عن المشهد في البوسنة:
ففي يوم 29 فبراير و1 مارس 1992م، ذهب المسلمون البوسنيون لصناديق الاقتراع؛ للمشاركة في الاستفتاء الخاص باستقلال بلدهم عن صربيا والجبل الأسود؛ وذلك لأن الدول الأوروبية اشترطتْ على البوسنة تصويتَ الشعب البوسني على الاستقلال؛ حتى يعترفوا بالبوسنة
أخذ الصرب الأرثوذكس يفتعلون المشاكلَ مع البوسنيين والتحرش بهم، حتى قُتل أحد الصرب الأرثوذكس، فدخل الجيش الصربي ليسيطر على العاصمة “سراييفو” في دقائقَ معدودةٍ؛ من أجل والتشويش على الاستفتاء، ومنْع البوسنة من الاستقلال، فقاموا بتفجير عدة مساجد، وذبح مئات البوسنيين، وصرح قادة الصرب أنهم لن يعترفوا بنتائج الاستفتاء، الذي صوتتْ فيه الغالبيةُ الساحقة على الاستقلال.. وبدأت المجازر
مع تصاعد مذابح القوات والميلشيات الصربية ضد مسلمي البوسنة والهرسك اعتذر الأمين العام للمنظمة التي يفترض فيها أن تكون “دولية” عن عدم تمكن المنظمة من إرسال قوات سلام إلى الجمهورية “المسكينة”؛ لأنه لا يملك المال الكافي لتمويل إرسال تلك القوات، مع أن الأمين “الحقير” كان قد أرسل قبل ذلك ما يقرب من 14 ألف جندي إلى كرواتيا لحمايتها من الصرب! فهل مسيحو كرواتيا أكثر إنسانية من مسلمي البوسنة حتى يستحقوا إرسال قوات سلام إليهم؟!
ثم هو يعلن بطرس غالي بعد اطلاعه على تقرير مبعوثه إلى يوغسلافيا “أنه لا يمكن إرسال قوات دولية إلى البوسنة بسبب غموض الموقف. كما أنه ليس بالمستطاع تلبية طلب المسئولين في البوسنة في شأن نشر هذه القوات ما دام القتال مستمرًا”.
يقول الكاتب فهمي هويدي:
الموقف في البوسنة كان أفدح وأغرب، فمنذ اللحظات الأولى لاندلاع القتال، الذي كان واضحًا فيه تمامًا أن الصرب مدعومون بترسانة الجيش اليوغسلافي العسكرية، وأن البوسنيين المسلمين لا يملكون أي شيء يدافعون به عن أنفسهم، مع ذلك فقد وقف الأمين العام والدول الكبرى بطبيعة الحال، ضد إرسال أية قوات تحمي المسلمين العزل من العدوان، ومع حظر السلاح على الجميع بمن فيهم الطرف المجني عليه.
وإذا أرسلت قوات رمزية، كانت مهمتها تأمين وصول الغذاء فقط، ولم تكن بمقدورها حتى أن تدافع عن مهمتها تلك، فإنه عندما كانت العملية تواجه بأية انتهاكات من جانب الصرب، فإن الرد الوحيد كان يتمثل في إغلاق مطار سراييفو، ووقف الرحلات الجوية التي كانت تحمل المعونة إلى البوسنيين المحاصرين، وهو ما يعني: أن العقاب كان ينزل بالمسلمين البؤساء؛ لأنه كان يحرمهم من الطعام والمؤن!
لقد التزم الأمين العام الصمت، عندما كانت القوات الدولية تمنع المسلمين من ضحايا التطهير العرقي من العبور إلى كرواتيا ليفروا بحياتهم من الجحيم
وفي المؤتمر الصحفي وقفت صحفية من البوسنة وقالت للأمين العام:
“أنت أيضًا مذنب ومسئول عن كل سيدة اغتصبت، وكل رجل قتل”
وسألته:
“كم تطلبون من ضحايا في سراييفو قبل أن تتحركوا، ألا يكفيكم 12 ألفًا؟!
ورد بطرس غالي
“إذا كنت مجرمًا فهذه مشكلتي، أنا أشاركك آلامك ولكن حالكم أفضل بكثير من عشرة أماكن يمكن بيانها لكم”
وقد علقت صحيفة واشنطن تايمز على هذا الرد بقولها:
“إذا كان هذا هو كلام الصديق فلا لوم على العدو” _وطامتنا أن اتخذنا العدو صديقًا!_
وجاء ذلك في افتتاحية شديدة اللهجة ضد الأمين العام تحت عنوان “ليست قضية معنويات” وقالت: إن زيارة الدكتور غالي للمدينة التي أراد أن يعلن بها عن تضامنه مع شعبها المحاصر زادت آلامهم، أو بنص ألفاظ الجريدة: “وَضَعَت ملحًا في جراحهم”
* مساعدتة للقوات الامريكية الدخول الي ارض الصومال تحت مظلة الامم المتحدة
كتب (مايكل كلان) من مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن في صحيفة لوس أنجلوس تايمز (عدد 8/ 12/1992) يقول صراحة:
“إن الخطوة الأمريكية الراهنة تفتح الباب لاحتمال عودة الاستعمار من جديد إلى أفريقيا، ولكن بوجه إنساني هذه المرة، وهو احتمال يراه قويًا”
لا سيما أن هناك في الغرب شبكات واسعة من المنظمات الكنسية والخيرية التي يمكن أن تصبح مماثلة لجمعيات التنصير ومحاربة الرقيق التي شهدها القرن التاسع عشر، ومن المحتمل أن ينشأ تحالف شاذ غريب بين تلك المنظمات والمؤسسة العسكرية الأمريكية، التي تبحث عن مهمات دولية جديدة لتبرير تدخلها
وقد جرت تغطية هذا الجانب باعتبارات إنسانية وهي إغاثة أطفال الصومال فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة موت ربع أطفال الصومال جوعًا، ومد الفصائل المتصارعة بالسلاح عن طريق الأمم المتحدة وأمينها الصليبي الحقير.. لقد قامت أمريكا بدورها الصليبي في مأساة الصومال
*في قبرص
أعلن رءوف دنكتاش رئيس جمهورية قبرص الشمالية المسلمة أنه لا مجال لمساومة المسلمين في قبرص على شبر واحد من أرضهم. وأن شعب قبرص المسلمة مستعد لكافة الاحتمالات جاء ذلك ردًّا على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور بطرس غالي الذي دعا دنكتاش للاجتماع في نيويورك مع الرئيس الجديد لقبرص الجنوبية النصرانية!!
ويقول دنكتاش: إن الدكتور بطرس قدم مشروعًا يقضي بتنازل القبارصة المسلمين عن مدينة (جوزيل يورت) بكاملها للقبارصة النصارى بدعوى أن هذه المدينة نصرانية. كما اقترح بطرس على الرئيس دنكتاش أن تدفع له قبرص الجنوبية تعويضات مادية إذا ما تنازل عن هذه المدينة!
ويرى المراقبون أن بطرس غالي من خلال مشروعه هذا يقوم بدور السمسار ولا يبحث عن حل يرضي طرفي النزاع كما أنه بذلك يهدف إلى تغليب الطرف الأرثوذكسي على الطرف الإسلامي في قبرص.
*فيكشمير
منظمة الأمم المتحدة -وهي المنوط بها حماية الحقوق التي أقرها القانون الدولي- لا تزال تتباطأ في حل القضية الكشميرية، وتحاول التخلي عن مسئوليتها التي تحملتها عام 1947 م عندما أصدرت قرارها الخاص بتقسيم شبه قارة جنوب آسيا الذي ينص على أن:
“المناطق ذات الأغلبية الإسلامية تنضم إلى جمهورية باكستان الإسلامية على أن تنضم المناطق ذات الأغلبية غير الإسلامية إلى دولة الهند العلمانية.”
وقد كان طبيعيًّا أن تنضم ولاية جامو وكشمير المسلمة إلى باكستان، وهو ما طالب به حزب مؤتمر مسلمي كشمير الذي كان يعد بمثابة البرلمان الشعبي الكشميري آنذاك، وذلك في 19 يوليو 1947 م.
كما أن الأمم المتحدة أصدرت قرارًا آخر حول كشمير في 5 يناير 1949 م يقضي بإجراء استفتاء عام بين الكشميريين لتقرير مصير الولاية بين انضمامها إلى الهند أو إلى الباكستان
وقد وافقت الهند على إجراء الاستفتاء ولكنها تراجعت عن موافقتها وبدأت تماطل في تنفيذ الاستفتاء، ثم ادعت -دون مسوغ قانوني- أن قضية كشمير قد أصبحت قضية داخلية متجاهلة بذلك قرارات الأمم المتحدة
أما عن موقف الخائن بطرس غالي
فقد قال في تصريح له:
“إن قرارت هيئة الأمم المتحدة غير ملزمة إلا إذا صدرت عن مجلس الأمن استنادًا إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.” .
مع أن البند رقم 34 من ذلك الميثاق ينص على أنه “يحق لمجلس الأمن التحقيق في أي نزاع أو أي وضع ينذر بنشوب نزاع أو خلاف دولي..” لكنهـا قوانين وضعت ليستولوا على الحقوق وينهبوا الأملاك والإرادات، لا ليعطوا لصاحب حقٍ حقه
فيا أمة المسلمين إلى متى نستجدي القاتل؟! أسمعتم من قبل عن ضحيةٍ تستغيث بجلادهـا!
أوما قرأتم قول الله تعالى مخاطبًا عباده المسلمين _مخاطبًا إياكم_:
“وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن خيل ترهبون به عدو الله وعدوكم”
وزير المالية يوسف بطرس غالي
وزير المالية بحكومة أحمد نظيف قبل سقوطها، وهرب عقب صدور أحكام قضائية ضده غيابيًا بالسجن المؤبد، لإدانته في قضية فساد، بإهدار 13 مليون جنيه مصري فيما يعرف بـ”قضية كوبونات الغاز” وحكم آخر بالسجن 30 عاما في قضية أخرى عام .2011
وفي النهاية
لن أتساءل لماذا يتولى هؤلاء شئون المسلمين فلو نظرت للحكام وحال الشعوب ومن يسيطرون على الهيئات الدينية لعرفت لكن دعني أخبرك بأمرٍ هامٍ جدًا، حين كنا في المدرسة ندرس التاريخ دائمًا يحدثوننا باستنكارٍ شديد عن بغداد العريقة عن بغداد المجد والعز والحضارة يا إلهي كيف سقطت يا لفاجعة المسلمين.. هكذا يتحدثون.. وفقط!
ثم حين تقرأ في تاريخ هذه الفترة تجد أنه لما جاء جيش التتار لدخول بغداد أرسل إليه خليفة المسلمين وفدًا من نفرين فقط… قسٌ حقير، وشيعي خسيس!!! يمثلان المسلمين ثم نردد في ذهول أواااه بغداد كيف سقطت! ألا لعنة الله على الغباء والجهل..ألا لعنة الله على الظالمين