الإسلاموفوبيا، خطة من خطط الحرب على الإسلام-الجزءالثاني

تكلمنا في المقالة الأولى عن واقع الإســلامـوفـوبيا وفي هذا المقال سوف نعطي أمثلة حية حديثة على تسعير الإسلاموفوبيا وعلى نتائجها.

وفيما يلي بضعة أحداث قليلة كأمثلة:

1- حادثة “تشابل هِل” في شباط 2015، التي قُتل فيها ثلاثة مسلمين من عائلة واحدة برصاصة واحدة في الرأس مباشرةً لكل واحد منهم؛ الشاب وزوجته وأخت زوجته، وهم يدرسون في جامعة نورث كارولينا حيث تم قتلهم في سكنهم الجامعي. ولم تنل الحادثة اهتمام الإعلام الأمريكي، وصاحَبَها تعتيمٌ كامل لولا ثورة مواقع التواصل الاجتماعي التي دفعت وسائل الإعلام الأمريكية لتغطيتها. للتفاصيل أنظر هنا.

1423683242

وكذلك قتلُ مروة الشربيني بطريقة شنيعة في تموز 2009 داخل قاعة محكمة دريسدن في ألمانيا بسبب حجابها. أنظر هنا

436x328_12827_111731

2- وفي مقال بعنوان: “المسلمون يواجهون الإسلاموفوبيا في أوروبا” نشره موقع “رسالة الإسلام” (islammessage)، حول نظرة الأوروبين إلى الإسلام والمسلمين، ومما جاء فيه:

“وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تزايد انعدام الثقة تجاه المسلمين في أوروبا، فعلى سبيل المثال في عام 2006 أظهر استطلاع للرأي قامت به مؤسسة “دويتشه فيله” أن احترام الألمان للإسلام تراجع منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أظهر أحدث استطلاع للرأي أن 83% من عيِّنة الاستطلاع البالغة 1076 ألماني يوافقون على مقولة “أن الإسلام يقوم على التعصب”، وهي نسبة أعلى بـ 10% من نتيجة استطلاع سابق. وقال غالبية من شملهم الاستطلاع، 71% أنهم يعتقدون أن ” الإسلام غير متسامح”، وكانت نتيجة الاستطلاع السابق 66%. وكشف أحد أسئلة الاستطلاع (وهو: بماذا ترتبط كلمة الإسلام لديك؟) عن النسب الآتية: قال 91% إنها ترتبط بالتمييز ضد المرأة. وقال 61% إنها تعني لهم عدم الديموقراطية. بينما أجاب 8% فقط بأنها ترتبط معهم بـ”السكينة”.

3- وأورد موقع “ساسة بوست” (sasapost) مثالاً على التحريض على المسلمين وإثارة الإسلاموفوبيا من خلال أحد المحرضين وهو “ديفيد يروشالمي” (David Yerushalmi) الناشط السياسي اليهودي الأمريكي، وأورد المثال التالي من أقواله: “يجب إطلاق حرب ضد الإسلام والمؤمنين به، فعلى المستوى العملي، هذا يعني أن الشريعة والقانون الإسلامي يجب أن يحظر فوراً، وأي مسلم يتبنى الشريعة الإسلامية التاريخية أو التقليدية فإنه سيكون عرضة للترحيل، وسيتم إغلاق المساجد التي تلتزم بالشريعة الإسلامية بشكل دائم”.

ثم يذكر الموقع مثالاً على نتائج وتأثيرات هذا التحريض فيقول: “وبالرغم من انخفاض معدل جرائم الكراهية ضد المسلمين في أمريكا مقارنة بجرائم الكراهية ضد الزنوج واليهود والمثليين، إلا أن إحصاءات الـFBI  رصدت زيادة في نسبة الجرائم ضد المسلمين في السنوات الأخيرة، حيث شكلت نسبة الجرائم ضد المسلمين حوالي 13-14% من إجمالي جرائم الكراهية والتي يكون باعثها في الأغلب دافعاً دينياً. ويبلغ معدل جرائم الكراهية ضد المسلمين حوالي 100 جريمة أو أكثر قليلًا في السنة، وفقًا لإحصاءات الـ FBI من عام 2011 إلى 2013”. أنظر هنا.

وقد كثرت المقالات والإحصاءات التي ترصد تصاعد أعمال العنف والجرائم ضد المسلمين واختلفت نتائج إحصاءاتها. ففي مقال آخر عنوانه: “المسلمون في أمريكا وحملات الكراهية المدفوعة الثمن”، جاء أن أعمال العنف والكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية في تصاعد مستمر، “فقد تصاعدت موجات التحامل والكراهية ضد المسلمين بشكل كبير بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقبل أحداث 11 سبتمبر، لم يكن هناك سوى 40 إلى 50 جريمة كراهية ضد المسلمين في السنَة… وبحسب بعض الإحصائيات السابقة التي صدرت من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، فقد ذكر أن إجمالي جرائم الكراهية المرتكبة ضد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، قد ازداد من (107) حالة في (2009) ليصل إلى (160) في (2010) أي بنسبة 49%”. أنظر هنا.

4- أعلن القس الأميركي “تيري جونس” في تموز 2010 عن أنه سيقوم بإحراق نُسَخٍ من القرآن الكريم في 11أيلول 2011، بمناسبة الذكرى التاسعة لتفجيرات 11 أيلول، احتجاجاً على الإرهاب. وقد أدى هذا الإعلان الإسلاموفوبي والاستفزازي إلى تظاهرات واحتجاجات واسعة في كثير من بلاد المسلمين، ذهب ضحيتها عشرات القتلى، واهتمت وسائل الإعلام العالميّة بهذا الأمر بشكل كبير. وعندما شاهد جونز تلك الأحداث أجّل موعد إحراق المصاحف، ثم قام بالأمر في 20 آذار 2011. ولم يكن موقف الغرب تجاه هذا العمل العدائي التاريخي للمسلمين إلّا التشدق بحريّة الرأي. أنظر هذا الرابط مثلاً  .

5- دونالد ترامب، المرشح الرئاسي في أميركا عن الحزب الجمهوري، اشتهر كظاهرة عالمية للإسلاموفوبيا، وهو يصور نفسه كمنقذ لأميركا وللمسيحية من أعدائها المسلمين. ومن أقواله مثلاً في حوار له مع تلفزيون سي إن إن: “سنقوم بكل ما في وسعنا لحماية المسيحية، وإذا نظرنا إلى ما يحدث في العالم، فسنجد أن الديانة المسيحية محاصَرة، فإذا كنت مسيحياً في سوريا فسيُقطع رأسك”. أنظر هذا الرابط.
ولمنافسي ترامب على الرئاسة في الحزب الجمهوري مواقفُ صارخةٌ في الإسلاموفوبيا.

6- تتنامى الإسلاموفوبيا في أوروبا أيضاً، بشكل كبير بحيث لا يمكن حصر شواهدها. فالتظاهرات المطالبة بطرد المسلمين والعرب، وكذلك الاعتداءات عليهم بكافة أنواعها العنيفة والمعنوية لم تعد خافية على أحد، ومن أمثلتها وجود حركات عداء للمسلمين تتكاثر وتتمدد في اوروبا.

نشر موقع “العنكبوت” بتاريخ 15 كانون الثاني 2015مقالاً بعنوان: “تنامي ظاهرة كراهية المسلمين في أوروبا”. عرض المقال رصداً لهذا التنامي والتمدد، ومما جاء فيه: “فقد شهدت ألمانيا احتجاجات واسعة ضد الإسلام والمهاجرين، وانتظمت في ظل حركة “بيغيدا”، حيث شارك نحو 100 ألف شخص في تظاهرات مناوئة للإسلام والمهاجرين…

كما زعمت حركة “بيغيدا” أنها افتتحت فرعاً لها في إسبانيا… وقال الفرع الإسباني للحركة في أول تغريدة له إنه :
“لا يوجد للإسلام مكان في المجتمعات الحرة والديمقراطية مثل أوروبا”…

56b66cb7c46188e02c8b457a

وفي فرنسا، تنامى العداء للمسلمين، وزادت الاعتداءات عليهم بعد الهجوم المسلح على مقر صحيفة شارلي إيبدو. ورغم الهجمات، التي تزايدت وتيرتها عقب الهجوم، وانتشار شعارات مناهضة للعرب مثل:”أيها العرب اذهبوا بعيداً” و: “العرب قذرون”…

وفي سويسرا يخطط نشطاء معادون للإسلام والمسلمين لتنظيم مسيرات مماثلة لتظاهرات “بيغيدا” في ألمانيا، وحدد النشطاء يوم  16 فبراير 2015 لتنظيم مظاهرة مناهضة للإسلام…

وفي إيطاليا، قال ماتيو سالفيني، زعيم الرابطة الشمالية المناهضة للمهاجرين إن رد الأوربيين على الهجمات بالتسامح والإصلاح السياسي يعتبر انتحاراً”.

.  وقد عبر العديد من المسلمين عن أنهم صاروا يقلِّلون من تواجدهم في الأماكن العامة، ويتجنبون استعمال وسائل النقل العامة. ويزداد هذا الأمر حدة عند حصول أعمال إرهابية في أوروبا، يستغلها الإعلام ضد المسلمين. فإثر عمليات بروكسل في 22 آذار 2016 والانفجار الإعلامي الذي تبعها، قال أحد المسلمين في الدنمرك:
“أتنقل في المواصلات العامة للوصول إلى العمل، أرى نظرات الناس لي فيها الكره والعداء. هذا حال الشعب الدنمركي في هذا الصباح، لقد نجح الإعلام الأوروبي في إيجاد هذه النظرة”.

وقال: “إذا استمر الإعلام الغربي ينفخ في أدمغة الناس، فسيكون مصير الجالية المسلمة في محاكم التفتيش”.

وقال آخر في أسبانيا: “هذا حال الشعب هنا أيضاً، فهو لا يعرف عنا إلا التفجيرات، يغلب عليه شعور الخوف على حياته ويريد حلاً. والحل بالتخلص من المسلمين بأي طريقة كانت. هذا الشعور موجود بقوة في أوروبا، ويزداد مع كل عملية وتفجير في أي عاصمةٍ أوروبية.

يتبع…..

بقلم: مسلم يبحث ويراقب لأجل أمته

ضيوف تبيان

يمكن للكتّاب والمدونين الضيوف إرسال مقالاتهم إلى موقع تبيان ليتم نشرها باسمهم في حال موافقة… المزيد »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى