هند بنت عتبة.. من عدو للإسلام إلى مجاهدة في سبيل الله
صحابيات ..أقتدن علي طريقهن الطريق وأخذنا علي دربهن السير حتي نلتقي وتنير بصيرتنا من الظلمات إلي النور. تلك صحابيات الامة التي كانوا ، صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعزروه ونصروه، ولم ينزعوا يدًا من طاعته. حملوا سنته، فنشر الله بهم دينه، وأعلى شأنهم فرضي الله عنهم ورضوا عنه. دعونا نعرف من تكون تلك الصحابية الجليلة التي كانت منارة للاسلام حين أعلنت أسلامها.
.. وإذا أردتي أن تعرفي حال الأمة فانظري بمن تقتدي نسائها، فإن كن يقتدين بالعظيمات المجاهدات الصادقات القانتات العابدات الصابرات السائحات فقد انتصرت الأمة، وإن كن يقتدين بالضالات المضلات المائلات المميلات، فهذا خسران الأمة حقاً وهذا ما رأيناه في هذه الأيام نسأل الله العفو والغفران.
لقد دخلت المرأة ميدان المعركة في قرون الإسلام الأولى ليس ذلك بسبب قلة الرجال في وقتها، ولكنه راجع إلى حبها للأجر والفداء والتضحية في سبيل الله يبين ذلك ما رواه أحمد عن حشرج بن زياد الأشجعي عن جدته أم أبيه أنها قالت: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غُزاة خيبر وأنا سادس ست نسوة، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن معه نساء فأرسل إلينا فقال: (ما أخرجكن؟ وبأمر من خرجتن؟)، فقلنا: خرجنا نناول السهام ونسقي الناس السويق ومعنا ما نداوي به الجرحى ونغزل الشَّعر ونعين به في سبيل الله، قال: (قمن فانصرفن)، فلما فتح الله عليه خيبر أخرج لنا سهاما كسهام الرجل، قلت: يا جدة ما أخرج لكن؟ قالت: تمراً. بمقارنة بين حال المرأة بالأمس التي كانت تطلب أن يشرّع لها الجهاد بسبب حبها لهذا الدين، نجد أن المرأة اليوم ودت لو أن قول الله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ)، لم ينزل. خاصة إذا علمت أن ابنها أو والدها أو زوجها سيستجيب لله ويخرج في سبيله مدافعاً عن هذا الدين، فهذا البون الشاسع بين نساء الأمس ونساء اليوم انعكس انعكاساً مباشراً على حال الأمة فنساء الأمس أخرجن رجالاً ملكوا رقاب ملل الكفر كلها، ونساء اليوم أخرجن ذكوراً ملك عُبّاد البقر والحجر والشجر والصليب والهيكل رقابهم حتى دفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
ومن هنا يكون الحديث عن الصحابية (( هند بنت عتبة )) هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، إحدى نساء العرب اللاتي كان لهم شهرة عالية قبل الإسلام وبعده ، وهي أم الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
منزلة هند بنت عتبة في الجاهلية قبل الإسلام:
كانت هند بنت عتبة عند الفاكه بن المغيرة المخزومي، وكان الفاكه من فتيان قريش، فاتهمها بالفاحشة خطأً فطلقها، فأخبرت هند أباها أنه كاذب عليها، فحاكمه أبوها عتبة بن ربيعة إلى بعض كُهّان اليمن، فبرَّأها مما رماها به زوجها، وبشَّرها بأنها ستلد ملكًا يقال له معاوية. فوثب إليها الفاكه فأخذ بيدها، فخلعت يدها من يده، وقالت له: إليك عنِّي، والله لا يجمع رأسي ورأسك وسادة، والله لأحرصَنَّ أن يكون هذا الملك من غيرك. فتزوجها أبو سفيان بن حرب، وجاءت منه بمعاوية.
عرفت هند بعدائها للإسلام في الجاهلية، ففي غزوة أُحد لما التقى المسلمون والمشركون قامت هند في النسوة
اللاتي معها، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال، ويحرضن على القتال، فقالت هند فيما تقول:
إن تقبلوا نعـانق *** ونفرش النمـارق
أو تدبـروا نفارق *** فراق غير وامـق
وقد كان عداء هند بنت عتبة للإسلام نابع من العادات والقيم التي كانت سائدة في المجتمع حينها، ويتضح ذلك في موقفها مع ابنها معاوية. قال معاوية بن أبي سفيان: لما كان عام الحديبية وصدت قريش رسول الله عن البيت، ودافعوه بالراح، وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي فذكرت ذلك لأمِّي هند بنت عتبة، فقالت: إياك أن تخالف أباك، وأن تقطع أمرًا دونه فيقطع عنك القوت. وكان أبي يومئذٍ غائبًا في سوق حباشة.
كيف أسلمت هند
كان أسلام هند بنت عتبة -رضي الله عنها- يوم الفتح وحسن إسلامها. فقد خرج أبو سفيان حتى إذا دخل مكة صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قِبل لكم به؛ فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقامت إليه هند بنت عتبة فأخذت بشاربه وقالت: اقتلوا الحَمِيت الدَّسِم الأَحْمَس. فقال أبو سفيان: لا يغرَنَّكم هذه من أنفسكم؛ فإنه قد جاءكم بما لا قِبل لكم به، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. قالوا: قبحك الله! وما تغني دارك؟ قال: ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن. فتفرَّق الناس إلى دورهم وإلى المسجد.
فلما رأت هند قدوم المسلمين إلى مكة بعز أعزهم الله به، وهم يكسرون الأصنام حول الكعبة مُرددين قول الله تعالى “جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا”، ذكرت ما كان من ضعف في الأيام الأولى للإسلام، وكيف أُجبر المسلمون على الخروج من مكة ضعاف أذلاء، وكيف أن هذا كله استحال إلى ماهو عكسه الآن، وترددت هذه الآية في آذانها من المسلمين وهم يطوفون حول الكعبة يطهرونها من كل مظاهر الشرك والوثنية منها، فجعلت تضرب صنمًا لها في بيتها بالقَدُوم حتى فلذته فلذة فلذة، وتقول: كنا معك في غرور، كنا معك في غرور. فلما بايع رسول الله النساء خرجت لتبايعه، وقد كانت تنكّرت لكي لا يعرفها رسول الله خوفا من أن يقتلها انتقاما لما فعلته من تمثيل بحمزة في أحد. حتى عرفها الرسول فقال لها” وإنك لهند بنت عتبة ؟ ” قالت: نعم فاعف عما سلف عفا الله عنك. فعفا رسول الله عنها وبايعت.
جهادها في سبيل الله ووفاتها
خرجت هند تجاهد في سبيل الله، فشهدت هند معركة اليرموك ضمن جيش المسلمين، وكانت تحرض المسلمين على قتال الروم مع زوجها أبي سفيان وهي تقول: “عضدوا الغلفان بسيوفكم”.
وفي يوم جاء عمر بن الخطاب إلى أبي سفيان ليخبره ان ولده استشهد في سبيل الله، فإذا هند بنت عتبة -رضي الله عنها- امرأته تهيئ أُهُبه لها في المدينة، فقال عمر: أين أبو سفيان؟ فقالت هند رضي الله عنها: ها هو ذا. وكان في ناحية من البيت، فقال: احتسبا واصبرا. فقالا: مَن يا أمير المؤمنين؟ قال: يزيد بن أبي سفيان. فقالا: من استعملت على عمله؟ قال: معاوية بن أبي سفيان. قالا: وصلتك رحم، وإنا لله وإنا إليه راجعون. وماتت يوم مات أبو قحافة في سنة أربع عشرة.
إليكِ يابنت الإسلام
أنتِ أملُ الأمّه فأيا كنتِ أمّا / ابْنة / أختا. ثمة دور تحملينه فوق عاتقك وعلى أكْتافكِ.
..أدّي دورك بإخْلاص متفانٍ وتسامي عن وحْل المجتمع و خداعهم المُزيّف، اصْنعي أجيالا في عروق رجالاتها الشّيَم تسْقينهم بالكرامة وتدفعينهم للقِمَم
فمثْلكِ كفل الله بالإسْلامِ حريّتها وصان عفافها .. أشْبعَها بالبياض حتى ترفت وتزيّن فؤادها طهرا ..
ولتكن سيرتك كهذه الصحابيات، علماً أننا لم نذكر لك إلا جانباً واحداً من سيرتهن، فكيف لو ذكرنا لك طرفاً من عبادتهن وخشيتهن لله وعلمهن وصدقتهن وسائر أعمالهن الصالحة، إذاً لطال بنا المقام..
فنسأل الله السير علي دربهن والثبات علية .
المصادر:
هند بنت عتبة – قصة الإسلام
نساء من عصر النبوة – هند بنت عتبة وبيعة التوبة.
قل الله اعلم بإيمانها سواء كان خالصا لوجه الله ام خوفا وهربا من إهدار دمها وطمعا في مكانة لها ولزوجها وابنها التي كانت تحثه دائما ليكون في الصدارة من بعد فتح مكة واعلان إسلامه جميعا ليكون بين كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كتف بكتف لعله يحظى بالإمارة التي حصل عليها من بعد فتنة المسلمين وتفرق كلمتهم .. على العموم قل لايستوي من آمن وقاتل من قبل الفتح .. ولعل في هذه الآية ما يثلج الصدور من تمايز صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فمن آمن وهاجر وحضر بدر ليس كمن عاند وحارب الي ان فتحت مكة ودخلها المسلمون فاتحون منتصرون رغم أنف الكافرين والمشرفين .. وفي قول الله تعالى الكفاية وقد بشر الخلفاء الراشدين المهديين ومن كانوا مسؤلين عنها جميعا بالجنة وهم العشرة المبشرين بالجنة .. أما من جاء بعدهم من غير الراشدين او المهديين فأمره الي الله تعالي أن عفي عنه وجعله من الفائزين في الدنيا وعاقبه في الآخرة او عفي عنه وجعله من الفائزين دنيا وآخرة .. وعلى العموم نترضى عن الصحابة جميعا ولانتبع من بعد سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الا سنن العشرة المبشرين الراشدين المهديين فقط .. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا ؛ كتاب اله وسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ؛ عضوا عليها بالنواجذ .. ونحن على سنتهم بإذن الله سائرين محافظين عليها متمسكين عليها بالنواجذ غير مبدلين ولا مغيرين حتى نلتقي بهم في مستقر رحمة الله في الفردوس الأعلى مع محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..
#احمد_الغمري
السلام عليكم و رحمة الله.جزاكم الله خيرا على هذا المقال، اريد ان اعلق على ما كتبته في المقال بقولك نساء اليوم يلدن الذكور ….بينما نساء الامس يلدن الرجال ،اذا رايت بعض النساء قد تبدلت افكارهن فالرجال ايضا كذلك وتربية الابناءيحمل مسؤوليتها الرجل وكذا المرأة ولا نعمم فمازالت نساء خاشعات مجاهدات بانفسهن ويطلبن رضى الله عز وجل. وان تبدلت التربية والافكار فهذا يستدعي تربية شاملة للمسلمين والمسلمات بتريث و حسن تعامل وخلق معهم ففاقد الشئ لا يعطيه .التربية الشاملة تستدعي طريقا طويلا ممنهجا تعلم الناس الجهاد في انفسهم من اجل آخرتهم وخير هذه الامة وطلب الاحسان في كل الاعمال صغيرة كانت ام كبيرة فيعم بهذا العدل اذن فالعدل والاحسان هو السبيل بالنهوض بالمرأة والمجتمع