ملامح في مستقبل الصراع

إن الواقع الذي تحياه أمتنا الإسلامية العظيمة بالرغم مما يبدو أنه واقع مأساوي لبعض الناس الذين ينظرون تحت أقدامهم فقط ولا يقرأون التاريخ ولا ينتبهون لسنن الله في نشوء الحضارات ونهايتها ولا يعطون الوعود القرآنية والسنن النبوية حقها كونها قد حددت مسار الأمة منذ بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة ورسمت أطوارها المختلفة في العديد من الأحاديث والأيات الكثيرة نكتفي هنا بذكر التالي:

في صحيح مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليها عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها”.

وفي مسند أحمد وسنن أبي داوود بإسناد حسن عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن ؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت “.

وفي الصحيحين والسنن عدة روايات عن كثير من الصحابة بلغوا نحو عشرين صحابيا و أوصله بعض العلماء إلى حد المتواتر أنه صلى الله عليه وسلم قال ” لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم لا يضرهم من خذلهم ولا خلاف من خالفهم  حتى يأتيهم أمر الله – وفي لفظ أخر – حتى تقوم الساعة”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

وفي مسند الإمام أحمد بسند صحيح  عن النعمان بن بشير رضي الله عنه من لفظ حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبريا ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة “. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

وإن النظرة الاستراتيجية  السليمة وتتبع سنن التاريخ بشكل علمي سليم مع النظر لملامح  وطبيعة الواقع بدقة وشمول كلها تتوافق مع ما جاء من البيان الإلهي الواضح فكما قال شيخ الإسلام ابن تيميه في درء تعارض العقل مع النقل :  “إن العقل الصريح لا يخالف النص الصريح ” فسنحاول خلال الأسطر التالية أن نذكر بعض معالم وسمات طريق المستقبل للأمة في صراعها مع عدوها وهذه العلامات والسمات حين نرى بوادرها نستبشر وحين يكتمل بنائها يتحقق الوعد وحين تغيب نعمل على إحيائها، فيمكننا أن نعتبر أن هذه ملامح لاستراتيجية عمل أو أنها علامات على الطريق الصحيح نحو نهضة الأمة مرة أخرى.

وحدة المعركة والقضية والمصير

إن جميع الثوار والمجاهدين في جميع بلاد الأمة المختلفة لابد أن يدركوا أنهم يخوضون معركة واحدة عنوانها التحرر من أنظمة الحكم المحلي الموالية للنظام الدولي الذي يهيمن على العالم بقيادة أمريكا فهي معركة واحدة وإن اختلفت الأسماء وعدو واحد بأشكال كثير فأمريكا في أفغانستان وروسيا في القوقاز والقرم والصين في تركستان الشرقية  والكيان الصهيوني في فلسطين وفرنسا في أفريقيا  وإيران في الأحواز والعراق والسيسي في مصر وحفتر في ليبيا والحوثي والإمارات في اليمن وحكام السعودية  كلهم وغيرهم عدو واحد بأقنعة متعددة، وقضية المعركة أيضا واحدة هي التحرر من قيود الظلم والاضطهاد وسرقة الثروات وإقامة الشرع الإسلامي بتطبيق أحكامه سعيا نحو قيام دولة الإسلام مرة أخرى ولذا فإن المحصلة من مواجهة عدو واحد في معركة واحدة أنه بالنهاية لابد أن يكون المصير واحد فإما نصر وإما هزيمة وكل نصر في اليمن يقرب النصر في مصر وسوريا وكل الأمة وكل هزيمة في السعودية وليبيا تضعف سوريا وأفغانستان والأمة كلها.

كلما تقاربت المفاهيم ووضحت العقيدة وبنيت علاقات التنسيق والتناصح والتعاون بين الثوار في كل الأقطار كلما سهل بناء الوحدة وتكوين مؤسساتها والعكس بالعكس.

 العقيدة والوعي

إن سبب افتراق وضعف الأمة هو تغييب العقيدة الصحيحة للإسلام والجهل بتعاليم الدين والحياة بكل مجالاتها وبحقيقة المعركة والأعداء، فعقيدة الإسلام الصحيحة من التوحيد تطبيقها الصحيح يقود نحو تطبيق عقيدة الولاء للمسلمين والبراءة من الكافرين وهذا التمييز يقود للصراع بين الجانبين جانب الإيمان وجانب الكفر والنفاق مما يزكي العلم في كل المجالات لأنها هي وسائل الصراع الذي هو واجب المسلمين أن يجاهدوا عدوهم ويعدوا له كل ما يستطيعون من أجل تحقيق النصر.

صراع الأمة والشعوب بدلا من صراع الدولة والخلافة

صلاح حال الأمة

إن خطاب الله لجميع المسلمين هو خطاب فردي وحسابهم يوم القيامة أيضا فردي فكل إنسان مسلم عليه تأدية واجبات الإسلام بنفسه لكي ينجو من الحساب يوم القيامة، هذا المفهوم الأساسي وتوضيحه وترسيخه هو ما سيدفع الشعوب والأمة للاستجابة والنهوض لمقارعة عدوها فحتى الواجبات الكبيرة مثل الجهاد الذي يحتاج لمجموع من الناس وإمكانيات وغيرها قال الله عز وجل فيه ” فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ” فحتى هذا الواجب العظيم خاطب الله المسلمين خطاب فردي حتى لا يظن أحد أنه إذا لم يجد الدولة أو المجموعة أو الإمكانية أنه يحق له تركه ، لذلك حين يشعر الفرد المسلم بصحيح عقيدته ويبصر عقله صحيح واقعه فلابد له من أن ينطلق ليساهم في صراع أمته نحو التحرر من كل أشكال العدوان.

الشئون العسكرية

إن الناظر عبر التاريخ الإسلامي الكبير يرى سمة مشتركة في المجتمع وهي صفة العسكرية التي تعني أن كل المسلمون مطالبون بالاشتراك في القتال وجهاد الأعداء كلا على حسب إمكانياته وقدراته وبالرغم من تعدد ميادين الصراع إلا أن أكبرها و أكثرها تأثيرا هي الحرب التي يزداد أهميتها وتصبح ضرورة أولى في حالة أمتنا الحالية بسبب احتلال الأراضي الإسلامية سواء بطريقة مباشرة وغير مباشرة فأول الواجبات هو جهاد الدفع، لأن إن استباحنا العدو ضاع كل شئ ولا معنى لأي مستوى من الصراع قبل محاربة العدو عسكريا.

ولا يخفى على الجميع سوء حال الجيوش النظامية وعدم صلاحيتها كونها تم تسخيرها من أجل فقط ضمان استقرار أنظمة الحكم وترسيخ الهيمنة الأمريكية مما جعلها تقوم بيد الذراع الثقيلة لقمع الشعوب حين تفشل الوسائل الأخرى أما في مجال العسكرية الحقيقية فلا يوجد في سجلها سوى الهزائم والفشل على الرغم من ظهور بعض المخلصين والأكفاء في هذه المؤسسات ولكنهم قلة واستثناء نادر ويتم لفظهم من هذه المؤسسات الفاشلة لكي يبقى دورها المرسوم ولا تخرج خارجه.

لذا فإن الاهتمام بالشئون العسكرية علما وتطبيقا وتحصيلا للعدة و تدريبا للشباب وابتكارا في العلوم التي تخدم الشأن العسكري وتسخيرا للجهود هو سمة أساسية لمستقبل النصر للأمة المسلمة .

قادة وجنود نحو النصر

إن من أهم خصائص الأمة هي القادة المخلصين المؤهلين لتحمل أعباء القيادة وتبعات المواجهة  والذين يملكون الرؤية و المقدرة التي تستطيع تلمس الطريق الصحيح . فعلى مر تاريخ الأمة كانت تذخر بالقادات والكفاءات المخلصة والكُفء ولكن في هذه العصور عمدت الأنظمة العميلة وأجهزة الهيمنة على تخلف الأمة في كل المجالات وإشغالها بكل ضار حتى تخرج أجيال فاسدة مشوهة لا يرجى منها خير و لكن تأبى حكمة الله إلا أن يظهر قادة ومجددون فتحاول هذه الأنظمة على عزلهم ومنع الناس من السماع لهم والتفاعل والالتفاف حولهم.

لذلك فإن الواجب علينا كأفراد يختلف باختلاف إمكانياتنا وظروفنا فمن وضعه الله منا في موضع قيادة أو هو قريب من ذلك فعليه أن يكون على قدر المسئولية ويعمل على تنمية قدراته ويفني عمره ويسخر حياته من أجل خدمة قضية الإسلام وألا يتأخر عن الحق حيثما وجد والواجب على عموم الأمة المسلمة هو الالتفاف حول القادة المخلصين ونبذ الأدعياء المتصدرين ولا يدفعنا حب الدنيا وكراهية الموت أن نختار ما وافق هوانا حتى لا نتحمل تبعات نصرة الحق و لا يخلو زمان من القادة المخلصين مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن طائفة الحق الموجودة في كل الأزمان ومصداقا للحديث عن أبو هريرة رضي الله عنه في سنن أبي داود بإسناد صحيح قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها” لذا فليؤد كلا منا واجبه في موقعه الذي وضعه الله فيه بكل إخلاص حتى يفوز برضى الله ويقترب النصر للأمة.

اشتعال قواعد العدو الخلفية

مهاجمة مؤخرات العدو وتهديدها هو من أشهر استراتيجيات النصر في الحروب فلذا فإن اشتعال قواعد العدو الخلفية وعمقه يكون على مستويين أولهما في مناطقنا المحتلة مثل الأحواز في إيران وفلسطين الداخل والضفة وليس غزة فقط والقوقاز والقرم المسلمين في روسيا وتركستان الشرقية في الصين وثانيهما هو مناطق المحتلين مثل جنوب أوربا والبلدات الأمريكية والبريطانية والروسية ، عدم الاستقرار والفوضى في هذه المناطق كلها واشتعال أعمال المقاومة فيها يؤدي لإرباك العدو وانشغاله بنفسه مما يقرب من تحرر بلادنا المحتلة ولا يهمنا هنا ذكر الأسباب والوسائل التي تؤدي لهذا العنصر بل يعنينا أنها علامة هامة ينبغي لنا أن نستبشر حين نرى بداياتها فأي حدث في هذا الاتجاه هو من مصلحتنا الاستراتيجية.

تفكيك الأنظمة المركزية

إن من أهم وسائل تثبيت ودعم الاحتلال الغربي والهيمنة الأمريكية هو وجود أنظمة مركزية في بلاد المسلمين تتكون من نخب عميلة تتركز في أيديها السلاح والأموال والثروات والسلطات وتكون تولي السلطة عبر الاختيار من أعضائها المنتقين بعناية من أجل ضمان كامل ولائهم للنظام الدولي وتشبع أفكارهم وأرواحهم بالمفاهيم الاستعمارية التي من خلالها يتم التحكم في شئون الشعوب المسلمة،  هذه الدول المركزية هي أعظم جنايات عصرنا وقد تم إقناع الناس بأنها هي الشكل الوحيد الذي يضمن العيش الرغيد وبدونها فلا يوجد سوى الخراب حتى يجعلون من عموم المسلمين المضطهدين خدما لترسيخ النظم التي تستعبدهم وتظلمهم وتسرق ثرواتهم .

والمقصود بتفكك الدول المركزية ليس إشاعة الفوضى والخوف و توقف معيشة الناس بالعكس فهذه الأنظمة هي ما يمنع من تحقيق الأمن فهي تريد أمن نظام الحكم في حين تهدر أمن الشعب وتريد استقرار الطبقة الحاكمة ومعاناة الشعب المسلم وتريد النظام والقانون الوضعي الذي يحمي فسادها واستبدادها في مقابل الشرع الإلهي الذي يرسخ للعدل وحرية البشر.

لذا فأن أي جهد وأي حدث يضعف مركزية نظم الحكم أو يؤدي لزلزلة هذه الأنظمة وتفكك وتدمير أجهزتها ومؤسساتها هو من الجهد المحمود وهو حدث ينبغي لنا أن ندعمه ونستبشر به حتى لو كان من غير صنعنا فالله سبحانه وتعالى إذا أراد أمرا هيء له أسبابه فأمة عاشت سنين طويلة في الظلم لن تتخلص منه في يوم وليلة بل يرتب الله لهذا التغير أمورا وأطوارا ينبغي علينا قراءتها في سياقها الصحيح والتدبر في أيات الله حتى نواكب التغيير المطلوب في مستقبل الأمة.

ضعف وانهيار الاقتصاد العالمي

المال والعولمة الاقتصادية واقتصاد السوق هذا النظام الاقتصادي العالمي الذي صنعته، أمريكا والغرب بعد الحرب العالمية الثانية وترسخ تماما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي هو العدو الأكبر الذي يمكن أمريكا من الهيمنة على كل دول العالم ومن التحكم في اقتصادها وبالتالي من مصائرها وثرواتها، العديد من الأحداث والأزمات والاتفاقيات التي تنقض حجرا في هذا البناء هي من الأمور التي ينبغي لنا أن ننتبه لها و ندعمها ونعد أنفسنا لها فالوقت الذي ينتهب فيه هذا النظام الاقتصادي العالمي هو الوقت الذي نحصل فيه على حريتنا وليس فقط شعوبنا بل جميع شعوب العالم مسلمها وكافرها.

اقرأ أيضًا: خريطة توازن النظام الدولي وكيفية فهم الصراعات – الجزء الأول

 أمريكا والنظام الدولي

الولايات المتحدة الأمريكية قائدة العالم والمهيمنة على شعوبه وهي أسوء إمبراطورية هيمنت على العالم يوما، إمبراطورية الفساد والشر والاستبداد صاحبة النظام الدولي المتوحش الذي لا تعد جرائمه وفظائعه خصوصا على أمتنا المسلمة التي اكتوت ولا زالت بنيران هذه الهيمنة واستبدادها، لذا فإن أي عامل أو سبب أو حدث يؤدي إلى ضعف أمريكا وتأخرها سواء سبب داخلي أو خارجي سواء عن طريقنا أو من غيرنا هو علامة في الطريق الصحيح ولا يظن ظان أن هذه الدولة قوية وخالدة بل هي تحمل من عومل الضعف ومقومات الانهيار الاستراتيجي الكثير ومنها:

تمددها الكبير في كل مناطق العالم الأكبر من حجمها العسكري والاقتصادي بمراحل كثيرة مما يمكن أن يجعلها تنهار من تلقاء نفسها لحملها أعباء أكبر من طاقاتها.

وجودها عبر المحيطات كما هو سبب في أمانها من الغزو أيضا هو سبب في ضعف سيطرتها في الوقت الذي تقل فيها قوتها أو يبرز منافسين لها.

كونها لا تحمل مشروع حضاري أو أخلاقي يمكنها من حكم الدول بطريقة صحيحة بل مشروع الرأسمالية والعولمة المتوحشة الذي يفرض قسرا ولا تقبله الشعوب إلا مضطرة، وهناك الكثير غير ذلك من الأسباب ولكن لا يتسع المجال لذكرها.

وأيضا الأحداث أو الصراعات التي تؤدي إلى تغيير شكل وتوازنات النظام الدولي وتربك مناطق استقراره وتهدد منابع أمنه مثل أحداث الربيع العربي وثورات الشعوب المسلمة وتغيير أنظمة الحكم العميلة بشكل كامل إلى أنظمة أقل عمالة أو غير ذلك هو أمر يبشر بقرب النهاية لعهد القمع وبداية الحرية لشعوبنا.

اقرأ أيضًا: خريطة توازن النظام الدولي وكيفية فهم الصراعات – الجزء الثاني

تطور الصراع في العالم

حدوث صراعات كبرى في العالم بعيدا عن الأراضي الإسلامية يؤدي إلى العديد من المكاسب مثل إضعاف القوى الدولية واستنزافها وتخفيف الضغط عن دولنا وتقليل الخسائر الاستراتيجية لدينا ومنحنا نافذة لالتقاط الأنفاس من أجل الإعداد تحت ظروف أقل وطأة نحو تحرير أمتنا وهناك العديد من الصراعات المعرضة للتفجر مثل أزمة روسيا وأوروبا في أوكرانيا والقرم، شبه الجزيرة الكورية حتى نزع سلاح كوريا الشمالية النووي ،بحر الصين الجنوبي وتايوان بين أمريكا والصين، هذه أهم الأمثلة الحالية على الصراعات القابلة للتفجر بعيدا عن أراضي الأمة الإسلامية.

من حرب فلسطين إلى الشام جهاد وثورة

أحيانا عند الحديث عن السنن الإلهية والبشريات القدرية يظن بعض الناس أن هذا الكلام للمستقبل البعيد  وأنه يقال من أجل التخدير والتواكل ولكن الحقيقة هي العكس، إن من أدرك حقيقة الإيمان يمتلئ قلبه باليقين من قدرة الله على تبديل الكون في أي وقت وبدون أسباب ظاهرة ومن درس التاريخ وامتلك الرؤية الاستراتيجية يعلم أن الصراعات و الحروب والأنظمة قد تتغير وتسقط وتتبدل تبدلا تاما بصورة مفاجئة للذين لا يمعنون التأمل وهذه الأمور التي ذكرت عبر المقال وغيرها تمثل نذير وإشارات لمن تدبر لكي  يسعى للعمل من أجل أن يحقق الواجب الفردي الذي أمر به الله سبحانه وتعالى ومن أجل أن ينجي نفسه فالله سبحانه وتعالى يقول “ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين”.

وهذه الأمة منصورة بوعد الله ولن يستطيع أعدائها القضاء عليها مهما اجتمعوا وأعدوا فلا نقلق على أمتنا بل نقلق على أنفسنا لكي نلحق بركب النجاة قبل أن يفوت الأوان فلنبادر قبل أن يفوت الوقت ولا ينفع الندم والمتأمل في حال أزماننا يجد سرعة الأحداث والمرور السريع للزمن على المستوى الفردي ومستوى الأحداث، فنجد أمورا كانت تتطلب قرونا لتتغير تحدث في بضعة أعوام ولنتأمل كم الأحداث التي حدثت منذ حرب فلسطين 1948 واحتلالها عبر الصهاينة الذين مكنتهم دول العالم منها وصولا لثورات الربيع العربي 2011 حوالي 63 عاما فقط مرت منطقتنا بأكثر من 10 حروب كبيرة غير الانتفاضات الشعبية والحروب الداخلية في بلاد كثيرة وأحداث ضخمة مثل انهيار الاتحاد السوفيتي والثورة الإيرانية وأحداث سبتمبر والعديد مما لا يمكن حصره هنا لذا فلا نقلق من جمود الموقف مهما كان يبدو حالكا.

فالتاريخ علمنا سرعة التغيير خصوصا في هذا العصر والآن بعد أن كانت جميع البلاد الإسلامية راضخة منذ حوالي 50 عاما أصبح الآن يكاد يندر وجود بلد أو منطقة ليس فيها مقاومة أفرادا وجماعات يسعون نحو تغيير واقع الأمة نحو الأفضل ومقاومة الغزاة والظالمين وتحرر البلاد والعباد.

كما يمكنكم تحميل الإصدار كاملًا عبر هذا الرابط: كيف نفهم الصراع؟

خالد موسى

كاتب متخصص في الشئون الاستراتيجية والعسكرية.

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1. يا استاد خالد فى لهط وعبث بالمفاهيم تبعك..انتا تقول من جهة اننا ضد الهيمنة الغربية والامريكيه …ولا تجعلو للكافرين على المسلمين سبيلا ….ومن جهة اخرى دعمتو حلف الناتو الصليبي فى تدمير ليبيا وحرق ليبيا وقتل المسلمين صحيح ولا لا واطاحه بالقدافى الللى كان عدو لامريكا والهيمنه الغربيه اكتر من 40 عام ؟
    ودعمتو عملاء الغرب ال سعود فى سوريا كنتم كتف بكتف مع الغربيين تدعمو بلاطاحه ببشار ؟؟
    حتى الثوار اللى تحكى عليهم واسقاط الانظمه الثوريه هدا صب فى مصلحة اسرائيل وكل شي واضح من التطبيع الى الخيانه …
    انتا تقول فى كلام حلو سكر…بس الواقع يقول العكس انه شغلكم من الربيع الى الان 8 سنوات صب فى مصحلة اعداء الاسلام

  2. تسبون الصوفية *لا أقصد أنهم كلهم بريئون*
    ولا تتحدثون عن الوهابية وابن الوهاب أبدًا كأنهم ملائكة، يكفيهم ما قتلوا واستباحتهم للحرمين وتشبيه الله بخلقه ونشر العقيدة اليهودية عقيدة التجسيم وتكفير العلماء وتحريف الأحاديث والكتب……

  3. اسقاط الانظمة اليهودية والصليبية من عروش بلادنا يحتاج لاسقاط الاسوار المحيطة بهم اولا.

    ⚠️ فكل جاسوس أو نظام تحيط به أسوار أو أطواق تحميه..

    1⃣ الطوق الكهنوتي الديني الذي يعطيه الشرعية ويصرف الناس عن حربه ويجعله المبعوث من السماء وكل من عاداه محارب للرب ومنهم :
    #الجامية_سلفية_ابليس
    و #الصوفية
    و #الاحباش
    وكلهم لو فتشنا سنجدهم قاديانية.

    2⃣ الطوق الاعلامي ومهمته طمس وبرمجة العقول وتلميع المحتل وتشويه الخصوم وتشويش وتضبيب  الحقائق الجلية وغير ذلك كثير.

    وبين الطوق الكهنوتي والطوق الاعلامي احبــ⛓ـال متينة وتعــ?ــاون وثيق.

    3⃣ الطوق العسكري او الحربي.

    ? ولا يلجأ اي نظام لآلته الحربية الا بعد فشل آلتيه الكهنوتية والاعلامية او للقضاء على من تبقى من خصومه الغير متأثرين بكهنة المعابد والاعلام.

    ? ولكي نصل لمرحلة المواجهة الصريحة صفا واحدا ضد الطوق العسكري لابد من اسقاط الطوق رقم 1 الكهنوتي والطوق رقم 2 الاعلامي.

    ? وهذا ليس معارضة للمجاهدين في عملهم ضد الاحتلال بل تنبيه للدعاة والناشرين بالانشغال بضرب اعداء الجهاد من الكهنة والاعلاميين والرد عليهم واشغالهم بانفسهم وفضحهم امام الامة وتأليف قلوب الناس حول رجالها المخلصين الباذلين للدماء والأموال في سبيل الله.

    ? وعلى كل ناشر الانشغال بالعدو الذي يليق بمهاراته.

    ? فمحاربة #الاعلام_الصهيوني يبرع فيها قطاع من الناس…
    ? ومحاربة الكهــ?ــنة يبرع فيها قطاع من الناس.

    ? ومن لا يبرع في هذا أو ذاك فلينشر مجهودات البارعين.

    ☝️ ونسأل الله التوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى