الفوائد الحسان من سلسلة الإمام

إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد.

فهذة بعض الفوائد من سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الإمام أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى آمين و كنا قد ذكرنا ترجمته في المقال السابق فليراجعه من أراد

تعرف على سيرة الإمام ناصر الدين الألباني

الفوائد من سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الألباني

الفائدة الأولى : المستقبل للإسلام

ذكر رحمه الله في بداية المجلد الأول من السلسة الصحيحة ستة أحاديث يبشر بها أهل الإسلام قال قبل ذكرها :

وها أنا أسوق ما تيسر من هذه الأحاديث عسى أن تكون سببا لشحذ همم العاملين للإسلام وحجة على اليائسين المتواكلين.

ومن هذه الأحاديث:

إن الله زوى (أي جمع وضم) لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي
سيبلغ ملكها ما زوي لي منها.

و منها:

ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا
أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعزّ الله به الإسلام
وذلا يذلّ به الكفر .

و منها :

تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها
ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا
شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا
شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم
يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت .

الفائدة الثانية  : الإسلام هو الذى وضع
للناس مبدأ (الرفق بالحيوان )

ذكر رحمه الله في المجلد الأول من السلسة أكثر من عشرة أحاديث في الرفق بالحيوان ثم قال بعدها :

و هي في الحقيقة قل من جل ونقطة من بحر، وفي ذلك بيان واضح أن الإسلام هو الذى وضع
للناس مبدأ (الرفق بالحيوان) ، خلافا لما يظنه بعض الجهال بالإسلام أنه من
وضع الكفار الأوربيين، بل ذلك من الآداب التي تلقوها عن المسلمين الأولين، ثم
توسعوا فيها، ونظموها تنظيما دقيقا، وتبنتها دولهم حتى صار الرفق بالحيوان
من مزاياهم اليوم، حتى توهم الجهال أنه من خصوصياتهم! وغرهم في ذلك أنه لا
يكاد يرى هذا النظام مطبقا في دولة من دول الإسلام، وكانوا هم أحق بها
وأهلها
ولقد بلغ الرفق بالحيوان في بعض البلاد الأوربية درجة لا تخلو من المغالاة،
ومن الأمثلة على ذلك ما قرأته في ” مجلة الهلال ” (مجلد 27 ج 9 ص 126) تحت
عنوان: ” الحيوان والإنسان “:
” إن محطة السكك الحديدية في كوبنهاجن كان يتعشعش فيها الخفاش زهاء نصف قرن،
فلما تقرر هدمها وإعادة بنائها أنشأت البلدية برجا كلفته عشرات الألوف من الجنيهات، منعا من تشرد الخفاش .

و من هذة الأحاديث :

مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة، وهو يحد
شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أفلا قبل هذا! أتريد أن تميتها موتتين

و منها :

كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجة، فرأينا حمرة
معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تفرش، فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال : من فجع هذه بولدها؟! ردوا ولدها إليها .

ومنها :

قال : والشاة إن رحمتها رحمك الله قال رجل: يا رسول الله إني لأذبح الشاة فأرحمها .

من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة

و منها

عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها
وسقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض

و منها :

بينما رجل يمشي بطريق، إذ اشتد عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب وخرج
فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش
مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب
فشكر الله له، فغفر له، فقالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجرا؟
فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر

و منها :

عن معاوية بن قرة قال :
كان لأبي الدرداء جمل يقال له: (دمون) ، فكان إذا استعاروه منه قال: لا
تحملوا عليه إلا كذا وكذا، فإنه لا يطيق أكثر من ذلك، فلما حضرته الوفاة
قال: يا دمون لا تخاصمني غدا عند ربي، فإني لم أكن أحمل عليك إلا ما تطيق

و منها :

وعن أبي عثمان الثقفي قال :
كان لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه غلام يعمل على بغل له يأتيه بدرهم كل يوم
فجاء يوما بدرهم ونصف، فقال: أما بدا لك؟ قال: نفقت السوق، قال :
لا ولكنك أتعبت البغل! أجمه ثلاثة أيام .

و للحديث بقية…