مُترجم: 10 حقائق تظهر لك أنّ أمريكا مهتمة بالحروب أكثر من التعليم لشعبها
خاصّ تبيان – مُترجم بتصرّف عن 10 Hard Hitting Facts that Show America Cares Far More About War than Education: منذ أحداث 9/11، تضاعفت ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية (DoD) بينما بقيت ميزانيات الوزارات الأخرى راكدةً منذ ذلك الوقت، فمثلًا عوضًا عن دفع شركة Lockheed Martin الأمريكية العسكرية مبلغ 1.5 مليار دولار لكلٍّ من قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتّحدة لتسليحها بأسلحة الـPatriot، كان يمكن لذلك المال أن يذهب نحو تحسين التعليم في هذا البلد.
في 2001، وقفت ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية عند حدّ 287 مليار دولار، وفي أقل من عقد، ازدادت ميزانية وزارة الدفاع إلى حوالي 530 مليار دولار، تلك الميزانية التي لا تشمل حتّى تكلفة حربيّ العراق وأفغانستان. في 2010، بلّغ مكتب الإدارة والميزانية العامّة أنّ ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية هي بالضبط 530.8 مليار دولار، بينما قطاع التعليم لم يتلقّى سوى ميزانية تقدّر بـ64.1 مليار دولار، وبينما لم يحصل قطاع الزراعة وقطاع الطاقة سوى على 27 و26.4 مليار دولار على التوالي.
في 2011، كانت الولايات المتّحدة تنفق 20% من ميزانيتها القومية على الدفاع والتسليح وفقط 2% منها على التعليم. استنادًا إلى وزارة الدفاع الأمريكية فإنّ الحكومة أنفقت حوالي 250 مليار دولار على صفقات التسليح والدفاع منذ بداية هذا العام، والتي لا تتضمن أيّ عقود بقيمة أقل من 6.5 مليون دولار.
في آخر شهر مضى، وقّعت وزارة الدفاع الأمريكية عقود تسليح تقدّر قيمتها بـ38.6 مليار دولار، هذا بعد قيامها بصرف 38.9 مليار دولار في أغسطس.
في كلّ يومٍ تقريبًا، تتلقى شركات ريادية كبرى مثل Bechtel, Boeing, Raytheon, Northrop Grumman, Microsoft و Kellogg Brown وRoot أموالًا طائلة من الميزانية الفدرالية للولايات المتّحدة، تغطّي هذه الأموال تكلفة وقود الطائرات، الصواريخ، الطائرات المروحية، الطعام، قطع الغيار، تصليح البنى التحتية، صيانة السفن، الدعم التقني وبناء المعدّات وغيرها من الأمور.
ولكنّ معظم الأمريكيين لا يدركون أنّ الضرائب التي يدفعونها من جيوبهم يتم دفعها أيضًا لشركة Lockheed Martin (أكبر شركة أسلحة عسكرية في العالم، مقرّها أمريكا)، فقد دفعت الحكومة حوالي 920 مليون دولار لتلك الشركة لتقوم بتسليم طائرات F-35 لكلٍّ من إيطاليا، تركيا، أستراليا، النرويج وبريطانيا. وفي شهر يوليو، تمّ دفع 1.5 مليار دولار لنفس الشركة لقاء تقديم صواريخ الباتريوت لكلٍّ من قطر، كوريا، تايوان، الإمارات والسعودية.
ورغم تاريخها الطويل في عمليات الاغتصاب الوحشية والدعارة المفروضة، فقد حصلت شركة DynCorp على مبلغ 68.9 مليون دولار في شهر فبراير لقاء خدمات الصيانة والدعم لطيران الحرس الوطني السعودي.
ورغم كونها المسؤول الرئيسي عن أكبر عملية تسريب للبيانات في تاريخ الولايات المتّحدة، فقد حصلت شركة Booz Allen Hamilton (شركة توفّر خدمات عسكرية وتقنية ولوجستية لوزارة الدفاع الأمريكية) على مبلغ 12.3 مليون دولار في شهر يوليو مقابل خدمات الدعم للطيران الحربي السعودي، وفي يونيو، تلقّت شركة L-3 National Security Solutions مبلغ 95 مليون دولار لتدريب موظفّي الطيران السعودي الحربي. وقد حصلت العديد من الشركات الصغيرة الأخرى على مبالغ مشابهة لقاء خدمات دعم فني وتدريب عسكري مشابهة.
وبالإضافة إلى ذلك، تلقّت شركة Sprint Communications حوالي 10 مليون دولار في شهر أبريل لتوفير الأجهزة الخلوية لإدارة الموارد البشرية في جيش الدفاع الأمريكي، بينما تلقّت J. Walter Thompson حوالي 770 مليون دولار لقاء حملات التوظيف والدعاية لإدارة هيئة التوظيف لمشاة البحرية الأمريكية (Marines). عوضًا عن صرف المال على شراء الهواتف الذكية ودعم الحكومات القمعية، كان يمكن للمواطنين الأمريكيين استخدام تلك الأموال لشراء كتبٍ مدرسية، تحديث حواسيب المدارس، إصلاح الصفوف الدراسية، رفع رواتب المدرّسين أو حتّى توفير وجبات مجانية للطلاب القادمين من عائلاتٍ فقيرة.
وعلى امتداد العقد الأخير، صرفت وكالة الدفاع الصاروخي (Missile Defense Agency) – إحدى أذرع البنتاجون المتعددة – حوالي 10 مليون دولار على مشاريع فاشلة، وعلى صعيدٍ أكبر من ذلك، كلّفت مشاريع مثل رادار SBX المائي، سلاح الليزر المحمول جوًا (Airborne Laser)، وسلاح اعتراض الطاقة الحركية (Kinetic Energy Interceptor) وآلة القتل المتعدد (Multiple Kill Vehicle) الدولة الأمريكية حوالي 2.2 مليار، 5.5 مليار، 1.7 مليار و700 مليون دولار على التوالي، إنّها مبالغ كبيرة حقًا ذهبت أدراج الرياح!
طائرات F-22 الشهيرة والتي كان من المخطط أن يستغرق إنتاجها حوالي 9 سنوات و12 مليار دولار، بتكلفة 149 مليون دولار لقاء الطائرة الواحدة، استغرقت في الواقع 19 سنة وكلّفت 26.3 مليار دولار! بتكلفة 412 مليون دولار لقاء الطائرة الواحدة! ورغم كلّ ما سبق، احتوت الطائرات على مشاكل، مثل تحطّمين اثنين خطيرين لطائرتين ووجود أخطاء في نظام تمديد الأوكسجين الخاصّ بها، مما أجبر قيادة الطيران الحربي الأمريكي إلى تقديم طلب إيقاف إنتاج هذا النوع من الطائرات إلى الكونجرس الأمريكي عام 2009.
وقبل سنتين، كشف إدوارد سنودن عن وثائق مسرّبة تكشف تسلّم 16 وكالة أمريكية مثل CIA, NSA وغيرها مبلغ 52 مليار دولار بالسرّ مقابل تنفيذ عمليات سرّية دون موافقة أي جهة عمومية في الولايات المتحدة (مثل الكونجرس).
في يناير 2005، فتح الجنود الأمريكان النار على عائلةٍ عراقية في بلدة تلعفر شمال العراق متسببين بمقتل الأب والأم لفتاة صغيرة لا تتجاوز الخامسة من عمرها، بينما ركضت الفتاة “سمر حسّان” مضرّجةً بدماء والديهَا بين أرجل الجنود الأمريكان:
عبر دفع ضرائب الرواتب والممتلكات الخاصّة بنا، تسببنا نحن في حصول هذه الفظاعات والمآسي، أنت وأنا اشترينا الرصاصات التي قتلت والديّ تلك الطفلة المسكينة، نحن الذين دفعنا لهؤلاء الجنود ليقوموا بسفك دماء أولئك الناس الأبرياء.
عبر عدم تحمّل مسؤولية ما تشتريه أموال الضرائب التي نقوم بدفعها، يبقى الكثير من الأمريكيين جهلاء بإرادتهم عن الجرائم والفظاعات التي يتمّ ارتكابها باسمهم، وبما أنّه يتم عقد صفقات السلاح يوميًا ويتم إزائها صرف نسبة هائلة من أموالنا عليها، فإنّهم سيبقون يشترون ولاء المرشّحين للمناصب القيادية في هذا البلد كلّ يوم بهدف إبقائهم في السلطة.
وقبل 50 عامًا، حذّر الرئيس الأمريكي الراحل Dwight Eisenhower من تضخّم القطاع العسكري في الولايات المتّحدة بشكلٍ غير مسبوق وحذّر الناس منه، إلّا أنّه آنذاك، لم يكلّف أحدٌ نفسه عناء الاستماع إليه: