أين الطريق: كيف أخرج هذا المنهج جيل الصحابة من الظلمات إلى النور؟

في المرة الماضية تحدثنا عن مقصدنا من مدارسة سلسلة أين الطريق بإمكانك مطالعة هذا التقرير قبل إكمال القراءة لتتضح الصورة لديك، ورجونا أن يكون قد طاف بذهنك يومًا تساؤل عن كيف انصلح ذاك الجيل وانتقل من جاهلية معتمة إلى نورانية مبهرة؟

 وخلصنا إلى أن الصلاح لم يتم إلا بالمنهج السليم والمنهاج القويم الذي أتى به نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وذكرنا أن خطوات إخراج الناس من الظلمات إلى النور تتم وفق محددات معينة، والتي ترسمها لنا السنة النبوية في التعامل مع ذاك الجيل.

وأردنا أن نتعرف على هذه الجاهلية الأولى فأوردنا بعض منها بين فساد العقول وقسوة القلوب وشيوع الظلم وفعل الحرام إلى غير ذلك من الأمور.

وبيَّنا أن الجاهلية ليست مرتبطة بفترة زمنية مضت، لكنها صفات وأعمال تشيع بيننا فتجعلنا نحمل بداخلنا جاهلية. وأخذنا على عاتقنا أن نتعبد إلى الله بالسير في الطريق الذي ابتدأه رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- لنخرج أنفسنا من جاهليتنا إلى نورانية الإسلام.

فحين تنظر إلى وصف الله -عز وجل- لهذا الجيل بأنهم كالأنعام (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) ثم تستعرض آيات أخرى فتجد وصف آخر لهذه الأمة بأنها خير أمة (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) وكذلك يصفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول عنهم “خَيْرُ الناس قَرْني..” مؤكد تتبادر الحيرة إلى ذهنك، وتتساءل هل هذا هو نفس الجيل ونفس الأمة؟ أم أن الله قد أهلك هذه الأمة مثل سابقيها حينما كذبوا بالرسالة ثم أتى بقوم آخرين يحبهم ويحبونه؟

سنعرف معًا كيف أصبحت أمة لا تفيق من الخمر ولا تجد المال الحلال لتعيد بناء الكعبة إلى أمة يصفها الله عز وجل ويقول فيهم: (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ).

صفات جيل النور

في حال تأملت وقارنت بين جيلنا وجيل الصحابة الكرام، ستجد أن الفروق لا تتمثل في قلة النصوص أو عدم توافرها، لكن الفرق الجوهري بيننا وبينهم يكمن في إحساسهم الشديد بالمسؤولية تجاه هذا الدين وإسراعهم الامتثال للأوامر والنواهي. ونحن أحوج ما يكون إلى معرفة هذا الآن لنسير على نهجهم ولنهتدي كما اهتدوا. ونستعرض فيما يلي بعض من الجوانب التي أظهر الله فيها نورانية الصحابة بعد تلقيهم للمنهج.

لأن أفضل طرق تحقيق الإيمان في النفوس، هو الاشتغال بما اشتغل به الصحابة، وكما قال الإمام مالك: “لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها” والذي أصلح أولها هو المنهج.

أولًا: الصحابة وتقوى الله

كان الصحابة -رضوان الله عليهم- ينأوا بأنفسهم عن الوقوع في الحرام والمعاصي، فهم يتقون الله في المثقال ذرة ويأبون أن يدخل الحرام على حياتهم.

فهذا أنس يحذر التابعين الذين أدركوه ويقول لهم:

إنكم لتعملون أعمالًا هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الموبقات.

والموبقات هي المهلكات. بل انظر إلى ورع أبي بكر الصديق حين أتى له غلامه بالخراج، فأكل منه -رضي الله عنه-، ثم سأله الغلام: “أتدري ما هذا؟ فعلم أبو بكر حينها أن ما وضعه في فمه جاء نتيجة كهانة وخديعة، فلم يكن من أبي بكر إلا أن أدخل يده في فمه فقاء كل شيء في بطنه!”

لم يكن هناك مسار لصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سوى الانقياد حتى في أدق الأمور، ففي أحد الجلسات “يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاتمًا من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه، وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده، فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خذ خاتمك انتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبدًا، وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

ومن جميل مواقف أبي بكر وضعه حصوة في فمه تحت لسانه، فإذا أراد أن يتكلم يمسكها بيده ثم يتكلم، قال أبو بكر: “أنا أضع حصاة في فمي من أجل أن يثقل لساني، فإذا أردت أن أتكلم أخرج الحصاة فأكون قد فكرت في الكلمة هل هي صحيحة أم هي خطأ؟ فإن كانت صحيحة قلتها، وإن كانت خطأ لا أقولها”.

 ثانيًا: حال الصحابة في العبادة والذكر

اتسم الصحابة رضوان الله عليهم بشدة ذكرهم لله تعالى وملازمتهم للذكر، “في إحدى الأيام يمر النبي -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه، فقال: ما أجلسكم هاهنا؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلامِ، ومن به علينا من بين الأنام، فاستحلفهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما أجلسكم إلا ذلك؟ فقالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك! قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أَن الله عز وجل يباهي بكم الملائكةَ”.

هل تحرك شيء في داخلك ونويت أن تجلس لا لشيء إلا لتذكر الله -عز وجل- وتحمده وتثني عليه جميل فضله وكرمه عليك؟

أما عن النوافل وقيام الليل فقد أثنى الله على قيام النبي -صلى الله عليه وسلم– وصحابته: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ)، وهذا أبو هريرة يقسم الليل بينه وبينه زوجته وبين خادمه، فكأنه يرى أنه لا يليق بأهل بيته أن يغفلوا عن الليل وقيامه!

ثالثًا: الصحابة والصوم

لم يكتف الصحابة بذكر الله، بل شُغلوا بحب الصيام عن الدنيا وما فيها، وكيف لا وقد أدركوا أن من أظمأ نفسه لله في هذه الحياة فلن يظمأ في دار القرار؟ وكيف لا وهم يعلمون أن الصوم لله وهو يجزي به، فهذا “عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- يسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول: كيف تصوم؟ فقال: كل يوم، قال صلوات ربي وسلامه عليه: وكيف تختم؟ قال: كل ليلة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صم في كل شهر ثلاثة واقرأ القرآن في كل شهر، فقال ابن عمرو: أطيق أكثر من ذلك، قال النبي: صم ثلاثة أيام في الجمعة، قال: أطيق أكثر من ذلك، فقال النبي: أفطر يومين وصم يومًا، قال: أطيق أكثر من ذلك، قال النبي: صم أفضل الصوم صوم داوود صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرة”.

رابعًا: الصحابة والصدقة

الصدقة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- برهان أي: دليل قاطع على صدق إيمان صاحبها، لذلك نجد أن الصحابة كانوا يسارعون ويكثرون من إخراج الصدقات.

فهذه السيدة عائشة التي تصدقت بكل ما تحصلت عليه ولم تدخر لنفسها ولا لجاريتها شيء، فقد بعث ابن الزبير -رضي الله عنه- بمالٍ بلغ مائةَ ألف إلى السيدة عائشة، فدعت بطبق فجعلت تقسم في الناس، فلما أمست، قالت: هاتي يا جارية فطوري، فقالت: يا أم المؤمنين، أما استطعت أن تشتري لنا لحما بدرهم؟ قالت: “لا تعنفيني، لو ذكرتيني لفعلت”.

أما عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقد تصدق بنصف ماله، وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يتصدق بماله كله، وحينما يسأله النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله”.

خامسًا: الصحابة والعطاء

هب أنك جُرحت في معركة وأردت أن تحصل على شربة ماء علها تكون سببًا في إنقاذك، هل من الممكن أن يقودك تفكيرك في هذه اللحظة أن تعطي هذه الشربة لغيرك وأنت في أشد الحاجة لها؟

لقد جرح الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة يوم اليرموك، فدعا الحارث بماء ليشربه، فنظر إليه عكرمة، فقال الحارث: ادفعوه إلى عكرمة. فلما أخذه عكرمة نظر إليه عياش، فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش. فما وصل إلى عياش ولا إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعًا وما ذاقوه. وكأن ما حدث هو تجسيد لـ “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”.

وحين سمع أبو طلحة (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) وكان أحب أمواله إليه بَيْرُحاء، وكانت حديقة يدخلها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويستظل بها، ويشرب من مائها، فوهبها إلى الله عز وجل.

هذه نفوس تجردت وتخلصت لله، لا سلطان على قلوبهم إلا الله وحده. حسنًا، لعل السؤال الذي يدور بذهنك الآن، ما الذي جعل الصحابة في هذا النور المتمكن؟

كيف أصلح هذا المنهج ذاك الجيل؟

إذا دار بذهنك سؤال عن كيف حوّل الإسلام ذاك الجيل من الجاهلية إلى النورانية؟ وكيف تمكنت هذه النورانية في نفوسهم؟
فلقد اتصف جيل الصحابة بصفات مشتركة، ساعدتهم في الاهتداء بهذا المنهج القويم، ومنها:

1. قلوبهم فرغت من استهداف الدنيا

حين تسمع قول الله تعالى: (.. مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ..) تتذكر كيف مرادهم أخروي. صهيب بن سنان كانت هجرته صورة تجلّت فيها معاني التضحية بالمال وبذله رخيصًا في سبيل الله، “فحين خرج مهاجرًا تبعه نفر من المشركين ليمنعوه فأدركوه، فقالوا له: أتيتنا صعلوكًا فكثُر مالك عندنا، ثم تريد أن تخرج بنفسك ومالك؟، والله لا يكون ذلك، فقال: أرأيتم إن تركت مالي لكم هل تخلون سبيلي؟، قالوا: نعم”، فدلهم على الموضع الذي خبأ فيه ماله بمكة فسمحوا له بإتمام هجرته إلى المدينة المنورة، بعد أن ضحى بكل ما يملك في سبيل دينه. ولقيه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: “ربح البيع أبا يحيى”.

2. المرابطة الكاملة لدين الله وإرضائه

كان الصحابة يرابطون لطاعة الله -عز وجل- ورسوله فسعدت بهم الدنيا، والمرابطة أي: الملازمة، يقول بعض الصحابة أنه شهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- المشاهد كلها ولم يترك أيًا منها. أي أنه لم يتخلف يومًا عن دعوة النبي للجهاد!

أما أنس بن مالك فيروي لنا ويقول: “أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا على عهده ينتظرون إقامة النبي لصلاة العشاء حتى تخفق رؤوسهم”.

وحال النساء لا يختلف كثيرًا في السعي لإرضاء الله بالتقرب إليه بالطاعات، فيدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- فيجد حبلًا ممدودًا بين الساريتين، “فقال: ما هذا الحبل؟، قالوا: هذا حبل لزينب إذا فترت تعلقت به، فقال النبي: حُلُّوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليرقد”. هذه زينب التي لا تريد أن تتوقف عن صلاة النافلة حتى وإن أصابها الجهد!

لمسات من نورانية الإسلام

لقد صنع اﻹسلام حالة فريدة ليس في نفوس من اعتنقوه فحسب، بل حتى الأمم رحبت بالإسلام؛ فقد أذاب الإسلام الفوارق بين البشر. وأعطى الناس حقوقهم وجعلهم يتنفسون الكرامة. كفل اﻹسلام للجميع الحرية المطلقة في قضية الإيمان والكفر (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).

واحترم الإسلام أهل الذمة وعقد معاهدات على ألا تكسر صلبانهم ولا تهدم كنائسهم، وحتى الجزية -ضريبة مالية تفرض على أهل الذمة المستظلين براية الإسلام، وهي تفرض فقط على المقاتلين دون غيرهم من النساء والعجائز والشيوخ والفقراء والعبيد والمجانين- كانت تنفق في المصالح العامة وعلى فقراء أهل الذمة. وأما المقصد من الجزية فهو رفع الحرج عن أهل الذمة في خوض حرب ضد قضية قد لا يؤمنون بها.

وقد أعلى الإسلام من مكانة غير المسلمين حتى وصل الأمر أن يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين يومًا.”

وأصبحت المرأة في الإسلام تأخذ حقها في الميراث، وأصبح يُسمع رأيها فهذا هو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين يثني على رجاحة عقل امرأة ويقول: “أصابت امرأة وأخطأ عمر”، وعاشت المرأة في أمان وكانت تسافر ولا يتعرض لها أحد بسوء.

وقد اهتم الإسلام بحقوق الأطفال، فهذا عمر بن الخطاب يسمع بكاء طفل فيتوجه نحوه” قائلًا لأمه: اتقي الله تعالى وأحسني إلى صبيك، ثم عاد إلى مكانه فسمع بكاءه من جديد فقال لها نفس الحديث، فلما كان آخر الليل سمع بكاء الصبي فأتى إلى أمه فقال لها: ويحك إنك أم سوء مالي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة من البكاء؟

فقالت: يا عبد الله -وهي لا تعلم أنه عمر بن الخطاب- إني أشغله عن الطعام فيأبى ذلك”، قال: “ولم؟”، فردت عليه: “لأن عمر لا يفرض النفقة إلا للمفطوم”، ثم أمر مناديه فنادى: “لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام”، وفرض نفقة لكل مولود في الإسلام. سبحان الله أصبح عمر راعيًا حساسًا، فأين ذهبت قسوتك يا عمر!

أما الطفل زيد بن أرقم الأنصاري فيسمع قول المنافق عبد الله بن أُبي قدحًا في مقام النبي -صلى الله عليه وسلم- فرفع ذلك إلى النبي وجحد رأس النفاق مقالة الطفل، وينزل الله قرآنًا من فوق سبع سماوات يُصدق الطفل ويكشف كذب رأس المنافقين (إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) حتى قوله: (يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، فيرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى زيد مراعيًا نفسيته ويقول له: “إن الله قد صدقك يا زيد”.

وقد شمل الإسلام العبيد والجواري بالرحمة، ففي أحد المرات كان يمشي النبي ويجد أبا مسعود البدري يضرب عبدًا مملوكًا فجاء النبي من خلفه فقال: “اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام”، فأعتقه ابن مسعود حرًا لوجه الله، فقال له النبي: “أما لو لم تفعل للفحتك النار”.

إن الإسلام أعلى من شأن الرعية على الحاكم، فهذا عمر بن الخطاب يقف مخاطبًا المسلمين عند توليته الخلافة فيقول:

أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم.

فيرد عليه الرجل ويقول: لو وجدنا فيك اعوجاجًا لقومناك بسيوفنا!

المحطة الأخيرة

هل أثار المقال بداخلك العزم لأن تسير على نفس خطى هذا الجيل؟ في حال كانت إجابتك نعم، هنا يأتي دورك -سيدي القارئ- فإذا أردت أن تسير على طريق الله فعليك بثلاثة أمور:

أولاً: أن تفهم الإسلام جيدًا وتوصله لمن حولك.

ثانيًا: أن تدرك أنك مكلف بالعمل لإعادة هذه الأمة القوية مجددًا، وأن تعيش لدينك لا لدنياك فحسب.

وضع هذه الآية نصب عينيك (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)، تخيل وصفهم الله بالفسّاق الخارجين عن دينه وكل ما أحبوه حلال! لكن الخلل كان في الأولوية والأسبقية ومدى تعلق القلب بهذه الأمور وتفضيلها عن الله ورسوله والجهاد.

ثالثًا: أن تتحرك لدينك وتعمل له (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ).

ولبيان هذا انتظرونا في التقرير القادم -بإذن الله- سنتحدث بكثيرٍ من التفصيل عن كيف كان تصنيع الله لشخصية الرسول ودورها في إخراج ذاك الجيل من الظلمات إلى النور؟

وحتى هذا الحين، شاركونا بالفوائد التي علقت في أذهانكم من التقرير.

يمنى حمدي

مُعلمة وفيزيائية، مهتمة بأحوال المسلمين، وأسعى لأن أزرع شيئًا في النفوس لا يمكن اقتلاعه.

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. السلام عليكم ،هلا تشاطريني الرأي ان الاصلاح يتم بمنهجية تقوم على مبدأ: سدّ الحاجيات و استثمار الطاقات، و يجب ان يكون ذلك على ثلاث أصعدة: تهذيب العقل بالعلم، تهذيب النفس و المشاعر بالاخلاق و تطويع الأبدان لخدمة الدين.
    ولنيل المراد و بلوغ المقصود كان لا بدّ من المجاهدة و الاستمرار مع رغبة في الإكثار. و الله المستعان و هو الموّفق.

  2. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخ أسامة صقر
    جزاكم الله خيرًا، نعم هنالك بقية بإذن الله تعالى.
    نعم، نطالع السلسلة الجديدة والقديمة ونعمل على استخلاص الفوائد منها وننشرها لتحصلوا على الفائدة بشكل كامل بإذن الله تعالى.

  3. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخ A Saad
    نفعكم الله بها، فضلاً أخي الكريم تابع المنصة باستمرار وبإذن الله تجد بقية المقالات.
    جزاك الله خيرًا

  4. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    جزاكم الله خيرا
    هل من تكملة لهذه المقالات المفيدة، والمكتوبة بطريقة ممتازة ورائعة ومفيدة
    فهي بالفعل ترسخ ما هو موجود بالفيديو للشيخ وتكسبه أكثر فهما

  5. السلام عليكم، شكرا جزيلا على المقال المرتب الرائع.. طالعت المقالين الذين تم نشرهما وأتطلع بشوق شديد لقراءة باقي المقالات الكريمة، هل من وسيلة للتواصل مع الكاتبة الكريمة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى