إعادة ضبط لمعايير النساء في الحياة.. اعتراضات وردود

هذا المقال ترجمة بتصرف لمقال: The Failed Western Model of Egalitarianism لكاتبته: Umm Khalid في موقع: muslimskeptic.com. الآراء الواردة أدناه تعبّر عن كاتب المقال الأصلي ولا تعبّر بالضرورة عن تبيان.

خلافًا للرجال، لن تساهم شهاداتك العليا أو منصبك المهني في تحسين فرصك في الزواج؛ بل على خلاف ذلك فقد تضر بها، فكما أن الله جعل لكل من المرأة والرجل وظيفة يمتاز بها عن الآخر في المنظومة الزوجية، لا يصح للمرأة أن تتخذ نفس ميزان الرجل في بحثها عن زوج لها، فليس للشهادات أو الوظيفة المرموقة ثقلٌ في عين الباحث عن زوجة.

ردًا على بعض اعتراضاتكن:

النساء
  1. لم تُخلق النساء للزواج حصرًا، فليس على كل النسوة الزواج إن لم يرغبن بذلك.

حسنًا، من تفضل العزوبية فلتتخطى هذه المقالة، ولتكمل يومها. قد تناسب شهادات الدكتوراة من لا ترغب بالزواج أو الإنجاب، أو من كبر أبناؤها ولديها من الوقت ما تريد استغلاله، فليس هذا المقال لهن.

  1. لماذا على المرأة أن تلقي بالًا لما يريده الرجل؟ ماذا عن رغباتها؟ فلا حاجة للرجل في حياة المرأة.

إذا كان هذا تصورك للعالم فغضي الطرف عن هؤلاء الرجال واستمتعي بحياتك كما تشائين.

  1. من تجتهد للحصول على وظيفة مرموقة وشهاداتٍ عدة، تجتهد في ذلك لترضي نفسها لا لتجذب الأزواج.

لتسأل هذه المجتهدة نفسها إن أرادت الزواج، فإن لم ترد… فلتكمل دراساتها وحياتها الوظيفية على ما هي عليه. أما إن أردتِ الزواج، فباعتبار أن طموحك المهني أو الدراسي متنافس مع رغبتك في الزواج، جاوبي على هذه الأسئلة:

كيف سأقسم ساعات يومي المحدودة على هذه الأهداف؟ وكيف سأستغل وقتي بأكفأ طريقة ممكنة؟ وعلى ماذا سأصب جلَّ تركيزي واهتمامي؟

لا يمكن لأي كان رجلًا أم أنثى أن يسعى نحو أكثر من هدف في ذات الوقت دون أن يؤثر ذلك سلبًا على النتائج. فكيف ستنظم أولوياتي؟ وعلى ماذا سأستثمر وقتي واهتمامي وجهدي وشبابي؟

لا ننسى أيضًا أن فطرة الرجال تميل نحو اليافعات أكثر، فالطلب على فتاة في أوائل العشرينات أعلى بمراحل من الطلب على من هنّ أكبر سنًا؛ لارتباط الشباب بالجمال والصحة والخصوبة العالية.

بالتالي التفريط بمرحلة ريعان الشباب لصالح أهداف غير الزواج يُعد استهتارًا.

  1. أتهدفون إلى نشر الأمية بين النساء؟

هذا تفكير اختزالي، فكوننا لا نحث النساء على إكمال الدراسات العليا أو السعي للمناصب الوظيفية الصعبة لا يعني أننا نريد من الأمية الانتشار بين النساء.

  1. كيف تتوقعون منا أن نربي أطفالنا من دون أن نتعلم؟ أول ما نزل من القرآن كان اقرأ، فكيف تشيرون علينا بترك التعليم؟

هذا كلام مجمل، فلا تخلطي بين العلم الدنيوي والعلم الديني، وبين الثقافة والتعليم والشهادة. وراعي الفرق بين هذه المصطلحات، فلا تساوي بين الدراسة الشرعية وفرعها من تفسير وفقه وفرائض والدراسة العلمانية الغربية الإقصائية المروجة للثقافة الليبرالية. فالتعليم الغربي عقيم من ناحية التربية السوية للأطفال. فكيف ستعين دكتوراة في الكيمياء الحيوية أمًا على التربية القويمة لأبنائها؟

  1. نحتاج للنساء في المجالات الطبية ومجالات الرعاية الاجتماعية. 

الحاجة للطبيبات والممرضات وكذلك الحاجة للنساء في بعض المجالات تعطى قدرها، فلا نحتاج إلا لثُلة قليلة من النساء لتغطية هذه المتطلبات.

  1. أود لو أنني أستطيع الجلوس في المنزل ومتابعة برامج الدراما وهدر يومي في استغابة الجارات، لكن كما أن لدي مسؤولية تجاه زوجي وأولادي فلدي مسؤولية أيضًا تجاه المجتمع باعتباري موظفة.

هذا التهميش من دور ربة المنزل واختزال وظيفتها بالنوم لبعد الضحى ومتابعة المسلسلات، وعدم تقدير الدور المحوري للأم وإظهارها بصورة الكسولة غير المفيدة منتشر بكثرة بيننا رجالًا قبل النساء للأسف.

لا يوجد مسؤولية أكبر على المرأة من أن تنشئ أبناءها على الدين القويم وتربيهم تربية صحيحة وأن تغرس فيهم الفطنة والمروءة والقيم الحميدة. فهذه أكبر خدمة يمكن أن تقدمها للمجتمع، أما الوظائف الرأسمالية فمنتهى جدواها يكون في جيوب أصحاب الشركات.

  1. يبتغي الرجال أسرَ النساء ماديًا لكيلا يقدرن على الاستقلال ماليًا عنهم عند الحاجة، السؤال هو لمَ يخاف الرجل من المرأة المثقفة المستقلة؟

الرجل الحكيم لا يخاف المرأة المثقفة المستقلة القوية، بل يتجنبها فقط. هذا النوع من النساء ليس مؤهلًا لحياة زوجية تستمر مدى الحياة، أما من يخاف النساء فيتسلط عليهن فذاك شخص يجتنب ولا يزوَّج.

  1. لا تحاول المرأة ذات الشهادات التشبه بالذكور، بل إن هذه الشهادات قد تكون مرغوبةً للرجل، فلا أحد يرغب بالزواج من جاهل أحمق.

التقارب في المستوى الثقافي بين الزوجين أمر مطلوب، فالكفاءة أحد شروط الزواج. بالطبع إذا كانت المرأة صاحبة شهادة ثانوية، فلن ندفعها لأن ترتبط بدكتور في الفيزياء النووية مثلًا، وتدردش معه حول أجدّ الاكتشافات العلمية. لكن الوقت والجهد المبذولين في أي شهادة بعد البكالوريوس يكونان على حساب كسب زوج جيد مبكرًا.

فالمرأة تحرص على الزواج من شخص يعلوها اجتماعيًا أو ماليًا، وإلا لن تستطيع احترامه بل إنها قد تبغضه، بالتالي يستحيل تقريبًا على حاملة شهادة دكتوراة أن تستقر مع من لم يتجاوز شهادة البكالوريوس، فكلما ارتفع مستواها التعليمي انخفض عدد الرجال المتاحين لها.

كما أن الثقافة والذكاء يختلفان عن التعليم النظامي، فليس كل من امتلك دكتوراة يعد مثقفًا أو نبيهًا.

  1. يبحث الرجال في زماننا عن امرأة لديها مصدر دخل لتشاركه عبء الإنفاق.

هذا النهج مخالف لمفهوم القوامة ودور كل من الرجل والمرأة في الأسرة المحدد في القرآن والسنة، القوامة للرجل تحمله مسؤولية النفقة والحماية، أما من يطالب بتقاسم المسؤوليات ويعرب من واجباته ففي رجولته شك.

عليكم بالرجال القوامين الذين يخافون الله في نسائهم وأهلهم ويسعدون بالتضحية من أجل رفاهية من يعيلون.

  1. بعد أن ترملت وأصبحت مسؤولة عن عدة أولاد أصبح لازمًا علي أن أبحث عن عمل مناسب لأعيل به أبنائي.

بارك الله فيكِ ورزقكِ، عدم وجود الزوج أو أي ذكر معيل رخصة كافية للزوجة كي تبحث عن مصدر رزق خارج المنزل.

ختامًا

النساء

مسألة عمل المرأة وتعليمها هي من المواضيع الشائكة والحساسة في هذه الحقبة، وتستثير كثيرًا من الانفعالات العاطفية الناتجة عن سيل الشعارات الرنانة كالحرية والاستقلال والعنف ضد النسوة. وهذه الحالة متفهمة للناظر… فالمثاليات التي يفرضها المجتمع على فكر الفرد تحدد معيار المقبول والمرفوض والمتوقع عنده، وإذا عرف المعيار عرفت ردة الفعل.

كذلك بعض المآسي في ماضي الفتاة كوفاة الأب، قد تلقي بظلالها على حاضرها مانعةً إياها من الاعتماد الكلي على أي رجل، والسعي نحو الاستقلال التام من أي هيمنة غيرية، فقد تعذر هذه لظروفها.

لا يستطيع الرجل المسلم الذي يجعل من قوامته على أهله أهم مسؤولياته أن يتأقلم في وجه طوفان التغيير هذا، وسيستمر الصراع بين المرأة الراغبة بالاستقلال والرجل صاحب القوامة راميًا المجتمع في دوامة مهلكة، وكذلك مع انتشار النسوية والأفكار الجندرية الخبيثة يبدأ المجتمع بالتحول لنسخة أخرى من المجتمع الغربي وما يصاحبه من مصائب كالعنوسة والانحلال والشذوذ.

فعلى المسلمين أن يواجهوا هذا الهجوم الناعم على المجتمع الذي دمر الأسرة الممتدة ثم النووية ثم عزل الأفراد عن بعضهم وفك لبنة العائلة تحت راية استقلال الأنثى ومحاربة الذكورية السامة، والذي بسط يده على الأجيال القادمة ليضرب بصورة أشرس مستغلًا غفلة الناس.

أحمد مصطفى

مسلم أرجو من الله الهداية واتباع الحق.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى