لابد أن يرحمه الله.. عن ظاهرة الترحُّم في دين الإنسانوية!

شهدنا خلال سنة 2019 وهذه السّنة بالتّحديد توالي وفاة بعض المشاهير الذين كانوا يعلنون بعدائهم للإسلام -قلّ هذا العداء والإعلان عنه أو كثُر- وشهِدنا بالموازاة مع ذلك موجة عارمة من الترحُّمات على هؤلاء جميعًا.

قد نقول إنّ بداية الحكاية مع وفاة الرئيس التونسي السابق في أواخر أيّام شهر يوليو السنة الماضية، وله تصريح مشهور بعدم أهميّة الشريعة الإسلاميّة بالنسبة لقوانين دولته. تبِعه محمد شحرور؛ منكر السُّنّة ورافض اتّباع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والذي يذهب في آرائه إلى وحدة الوجود ووحدة الأديان والفلسفات (بما في هذا من تناقض ذاتي وتناقض مع أبسط بديهيات الانتماء للدين الإسلامي) وينكر كثيرًا من الأحكام الشرعيّة والضرورات العقديّة المعلومة بالضرورة من دين الإسلام. ماتت بعد ذلك الشابّة الملحدة الدّاعية للإلحاد نورهان نصّار في نهايات سنة 2019، ثم مات مبارك الذي “له ما له وعليه ما عليه”! ومات مؤخّرا مخرج الرسوم المتحركة “توم وجيري”، ومات غير هؤلاء.

ومع وفاة كلّ واحد من هؤلاء -الذين بيّنا حالهم- يطلّ علينا جمهور عريض من المترحِّمين يسألون الله الرّحمة لرافض التشريع الربّانيّ ولمنكر السنّة الملفّق وللملحدة التي تدعو للإلحاد ولكافر لا يُعرَف له فضل سوى “جعل طفولتنا تبدو أفضل” كما عبّر كثيرون.

وقد صاحب هذا شيء من الكلام الكفري والتألّي على الله واضحٍ، مثل قول بعضهم: لن أدخل الجنّة إذا لم يدخلها فلان أو الجنة التي لن يدخلها فلان لا أريدها أو إذا دخلت الجنة ولم أجد فلانًا فسأخرج منها مفضّلًا النّار”.

وهذه الحالة بحقّ يمكن أن نجعلها ظاهرة حقيقة بالتأمل والتفسير. لذا؛ ما يهمّنا في هذا المقال ليس بيان حكم الترحُّم على غير المسلم، لأنّ ما نتحدّث عنه أعمق من هذا بكثير، فما يصاحب هذه الظاهرة يبيّن أنّها علامة على ما هو أبعد من مجرّد الخلاف أو الرّأي في حكم الترحُّم -كما يظنّ البعض جهلًا-، لذلك سنهتمّ هنا ببيان أسباب هذه الظاهرة بالنّظر للسياق الثقافي الفكري المهيمن، وبيان التعالُق بين السياق والظاهرة موضوع المقال، ثمّ نبرز في الختام ظاهرة تراجع البديهيات العقدية لدى كثير من المنتسبين للإسلام كمحفِّز للظاهرة وسياقها.

السياق الفكري المهيمن وعلاقته بالظاهرة

جيل ليبوفيتسكي
جيل ليبوفيتسكي

يمكن أن نقول عن أيّ ظاهرة أو فكر أنّه يرجع لتأثُّر بالفلسفة الأرسطية -مثلا- لسبب التوافق بين الظاهرة والأرسطية، لكن هذا سيكون فيه من عدم الواقعيّة ما فيه إذا كان لا أحد تأثّر بأرسطو في الواقع ولو كان بينهما توافق. لذلك مشكلة إرجاع الأفكار والظواهر إلى أصولها تستلزم حتمًا قراءة السّياق ومؤثّراته لا نسبة الظاهرة لما نعرفه نحن من مذاهب فاسدة دون النظر للواقع.

بهذا المثال السابق الطّريف، أرى أن أصرّح بأنّ إرجاع ظاهرة الترحُّم هذه إلى العقيدة الإنسانويّة الحداثيّة أمر صحيح نسبيًّا لأنّه يفسّر بعض الحالات من الظاهرة، لكن ثمّة مكوّن ما بعد حداثيّ مؤثّر جدًا وبه فقط يمكن تفسير حالات أخرى. وبيان ذلك آتٍ.

نحن نعيش اليوم في سياق تختلط به الأفكار الحداثيّة بما بعد الحداثيّة والنّاس متأثّرون بهما على حدّ سواء مع التناقض الموجود بينهما أحيانًا. ولأنّ الظاهرة ليست مرتبطة بشيء ارتباطها بالعلاقة بمكمن قيمة الإنسان، لذلك لن نعرّض لباقي مكونات الحداثة وما بعدها إلا ما يتعلّق بهذه الفكرة.

تشكّل الحداثة مرحلة مهمّة من قطع الصّلة بالدين وبالله ومركزيّته، فاستبدلت مركزيّة الله بمركزيّة الإنسان، وتقديس الله بتقديس الإنسان، وكون قيمة الإنسان في قيامه بالواجب تجاه الله بكون قيمة الإنسان في قيامه بالواجب تجاه الإنسان، وقطعت الصّلة بين الأخلاق الواجبة تجاه الله، ووصلتها بالواجبة تجاه الإنسان، ولكن التحوّل ما بعد الحداثي للأخلاق قطع الصّلة بين هذه الأخيرة وبين فكرة الواجب نفسه.

ويبيّن لنا الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي جيل ليبوفيتسكي، في كتابه «أفول الواجب»، التحول الذي حدث على المستوى الأخلاقي:

  • حيث كانت الأخلاق -على مرّ التاريخ- متعلّقة بالإله والدين، ولا يُتخيَّل أن تنفصل عنه، أو يكون لها قيمة موضوعية في غير كونها واجبًا تجاه الإله.
  •  ثمّ بعد الثورات التي حدثت على الدين في العصر الحداثي، انتقلت الأخلاق ليكون مركزها الذات الإنسانية، فأصبح الناس إنما يعتبرون الواجب تجاه الذات باعتبارها ذاتًا لها كرامة إنسانية، ويمكن القول إنّ هذه هي الإنسانوية التي ارتبطت بفلسفة الحداثة.
    وكانت هذه أولى الخطوات في التوجّه الذاتي/الفردي، لكنه مختلف عن التحول الأخير.
  • التحول الأخير أصبح فيه إغراق في الفردانية والفرق الجذري بين هذا والحالة الإنسانوية الحداثية هي التحول من «الواجب تجاه الذات التي لها كرامة» إلى «حق الفرد في التصرف في نفسه بما يشاء».

حيث كانت الحداثة مع تحويلها المركزية من الإله للإنسان لا تزال تقيم وزنًا للأخلاق والكرامة الإنسانية وكان الانتحار وشرب الكحول والاستمتاع الشهواني -على سبيل المثال- كلّها تعتبر أمورًا لا أخلاقية شائنة تحطّ من كرامة الإنسان.

أما ثقافة ما بعد الحداثة فقد تراجعت فيها فكرة «الواجب» نفسها سواء تجاه الإله أو تجاه الذات، وأصبحت الحرية والمساواة القيم المركزية، وأصبح ما كان يعتبر غير أخلاقي كالانتحار حقًّا للإنسان ينبغي احترامه، ومن هذا بدأ تشريع الحق في الموت الرحيم واستئجار الرحم وغير ذلك..

وينبّه ليبوفيتسكي إلى أنّ بعض الأشكال المعاصرة التي قد تبدو أخلاقية ظاهريًا، لا ينبغي التسرّع في اعتبارها شكلًا من العودة للأخلاق -التقليدية-، لكنّها في الغالب إذا حلّلناها وجدنا لها منطلقات فردانية مُتعيّة فقط، مثل شجب التحرش والاغتصاب من طرف النسويات، والذي لا يمثل سوى مثال للدعوة إلى التصرف في الذات من نفس المنطلقات.

وينبغي أن نضمّ إلى هذا فكرة أكّد عليها ليبوفيتسكي نفسه، ونجد كتّاب آخرين أبرزوها، وهي أنّ من أخصّ خصائص حالة ما بعد الحداثة التي نعيشها نبذ العنف بكلّ أشكاله، والنّفسنة التي أصبحت تغطّي مساحات كبيرة، وهذا مرتبط بتأنيث المجتمع كما هو مرتبط بحريّة التصرّف في الذات، ومهما يكن، فالمهمّ أنّ هناك تمدُّدًا للتعامل النفسي مع الناس واعتبار “القلب الطيّب” هو المعيار الأساسي لتقييم الناس، والاحترام والمساواة ونبذ كل شكل من أشكال العنف.

وعودًا على الظاهرة التي بين أيدينا؛ فإنّنا نجد فيها مكوّنات إنسانويّة حداثيّة وأخرى ما بعد حداثيّة، فالترحُّم على شخص يُتصوّر أنّه فعل شيئًا تجاه الإنسانيّة وقام بواجب ما لا يفسّر إلا بالتأثُّر بالواجب الحداثيّ، لكنّ الإشكال أنّنا نجد ترحّمًا على حالات لم تقدّم شيئًا يُذكر أو ربّما كان أثرها السيّء (بالمقاييس الإنسانويّة) أكثر من ذاك الذي قدّمته للإنسانيّة، وبالتالي يستعصي تفسيرها بنفس المعطى الحداثي، ما لم نتنبّه للتأثر بما بعد الحداثة من الجزئيّة التي ذكرناها.

فقد “نجَح العصرُ الحديث في فرض فكرة حياةٍ أخلاقيّة بمعزِل عن الإيمان، والمساواةِ المبدئية -في مجال الأخلاق- بين المؤمن وغيره: انفتحت الحياةُ الأخلاقية للجميع، بقطع النّظَر عن الآراءِ الميتافيزيقية. كما أن الترقّي المِهَني يُمنَح لجميع أصحابِ المَواهب، فإنّ الوُصولَ إلى الفضيلة لم يعُد امتيازًا خاصًّا بالمسيحيين، ولم يعُد مشروطًا بمبدأ خارجَ الحياة الأرضية: وحدَها المسؤولية الإنسانية مَعنيّة، إذ إنّ الاستحقاق الأخلاقي يكمُن في أفعال الناس ونيّاتهم”، وفي العصر ما بعد الحداثي “تخلّى الـ«يجب أن» عن منزلته لصالح تعظيم السعادة، واللزومَ القاطع لصالح الإثارة الحسّيةِ، والمنعَ القطعي لصالح الضبطِ الاختياري. لم يعُد الخطاب البلاغي المَهيب للواجب في قلب ثقافتنا، فقد عوّضناه بإغراءات الرّغبة، ونصائح الطب النفسي، ووُعود السّعادة والحرية هنا والآن”.

ولذلك،

نجد الشّعب الذي ثار على مبارك، هو نفسه الذي يترحّم عليه، ليس لشيء إلّا لأنّ الإعلام نجح في إظهاره على أنّه “ذو قلب طيّب” و “له ما له وعليه ما عليه”، ونجد الترحّم ينهار على ملحدة لطالما نشطت في الدعوة للإلحاد، لا لشيء إلّا لأنّها نجحت في إظهار طيبتها في بعض منشوراتها “المُنَفسنة.

وخلاصة القول أنّ تفسير ظاهرة الترحُّم هذه يرجع لهذَين المكوِّنَين، الحداثي وما بعد الحداثي، الأوّل الذي يربط الواجب بالإنسانيّة، والثاني الذي ينفي فكرة الواجب نفسها، ويحلّ محلّها منطق الفردانيّة والمتعة. وكلا المكوّنين هما مرحلتان ضمن مسيرة “علمنة الأخلاق“.

ومن أبرز مكوّنات هذه العلمنة: المساواة، والتسامح، وأفول الواجب. فإنّ المساواة بين الناس جميعًا أصل للمساواة الخاصّة بين المؤمن والكافر، والتسامح مع الجميع خلقت المرونة في التعامل مع الغير واحترام الكافر والكفر الذي هو عليه، وأفول الواجب وإحلال “النّفسنة” مكانها جعل قيمة الشخص في كونه طيّبًا لا كونه مؤدّيا لواجبه، تجاه خالقه أو العباد.

تراجع البديهيات الشرعية

يظهر جليًّا أنّ كثيرًا من المسلمين أسلموا أنفسهم للثقافة المهيمنة التي تسرّب لهم مضامينها عبر الإعلام والتعليم، دون أن يتغذّوا بقيم القرآن ومسلّمات الوحي وبديهيات الدين الذي ينتسبون إليه، وهذا يكون إمّا جهلًا بالمضامين المنافية للدين التي تموج في الواقع، فيتعاملون مع القنوات المعرفية المختلفة بحُسن نيّة، وإمّا تقصيرًا في استيعاب الحقائق العقديّة وتشرُّبها، والذي لو لم يُهمل لتنبَّه الإنسان لكثير ممّا يُنافيه.

ونحن إذ نتناول موضوع ضُمور البديهيّات العقديّة، فإنّنا نراه الحصن الأساسي الذي بتهدُّمه تسرَّب ما تسرّب من التأثّر بالمضامين الفكريّة الدّخيلة والمنافية لصريح العقل ومُحكم النّقل.

فمن البديهيّات العقديّة التي لا يمكن أن يكون الإنسان منتسبًا للإسلام حقيقةً بدونها، اعتقاد أنّ الإسلام هو دين الحقّ، وأنّ غيره الباطل، ومعرفة عِظم الكفر، والولاء على الدّين والعداء عليه، وجعل المركزيّة لله سبحانه وعبادته وحقّه سبحانه في التعامل مع الناس حبًّا وكرهًا وقربًا وبُعدًا وولاءً وعداءً.

والإشكاليّة في عدم التشبُّع بهذه البديهيّات جعل القرآن مهجورًا، وبالتالي ذبول معاني الإيمان في القلب

والله تعالى يقول: (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا) [غافر: 35]، ومحلّ الشّاهد من الآية أنّ الذي لم يتشبّع بالمعاني الإيمانيّة والعقديّة يكون ميزانه مختلًّا لا يتوافق مع حكم الله سبحانه ومع النّظرة الشرعيّة للمسائل، وبذلك يكون الكفر الذي هو أكبر ما يمقت الله سبحانه هيّنًا بسيطًا عند النّاس، إلّا عند المؤمن الذي يزِن الأمور بميزان الله سبحانه.

ولا يتأتّى ذلك إلّا بمعرفة الله وتعظيمه أوّلًا، ثمّ تعظيم أمره سبحانه ونهيه وتقريره سبحانه. وما لم يكن ذلك ستجد المنتسبين للإسلام في وادٍ ودينه وأمره في وادٍ آخر.

فانظر مثلًا إلى قضيّة الكفر، التي قال الله تعالى فيها: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 28]، وقال: (فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) [البقرة: 89]، وقال: (وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ) [البقرة: 90]، وقال: (فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: 98]، وقال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [البقرة: 161]، وقال: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ) [البقرة: 171]، وقال: (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 217]، وقال تعالى كذلك: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران: 85]، وقال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ) [آل عمران: 10]، وقال سبحانه: (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ) [البقرة: 130].

فانظر إلى هذه الآيات وتعامل كثيرٍ من المسلمين مع الكفر، الذي لا يفرّقون بينه وبين الإيمان في كثير من الأحيان، وستجد فارقًا كبيرًا بين قيم القرآن وبين واقع المسلمين الذين نبذوا هذا النّور الذي نُزِّل على محمد صلى الله عليه وسلّم وراء ظهورهم.

وكذلك الأمر بالنسبة لكثير من الأمور، بحيث نجد ظاهرة الترحُّم هذه إنّما تُحيل إلى هذه المشكلة، التي هي عدم الاستضاءة بنور الوحي وترك الالتزام بميزانه الإلهيّ الرّباني في الاعتقاد والتعامل، والتي هي جذر الظاهرة آنفة الذّكر. لذلك حلّ الإشكال يكون بمراجعة هذا الجذر الذي تفرّعت عنه.

المصادر

زيد أولاد زيان

طالب مغربي، تخصص الإدارة، مهتم بالقضايا الفكرية والشرعية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. جزاكم الله عنا كل الخير ، مقال يستحق القراءة ، بارك الله في الكاتب و القائمين على “تبيان” ، زادكم الله علما و نفع بكم الأمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى