هبة القدس ضد الاعتداءات الصهيونية: دروس وخلاصات

تشهد مدينة القدس الأبية، إحدى أقدم مدن العالم وأقدسها، ملاحم جديدة في شهر رمضان المبارك، ازدانت بالبطولات التي بلغ صداها أقطار الأرض، وتعلقت بصيحات التكبير المرتفعة منها قلوب المؤمنين في كل مكان، وفي ذات الوقت أظهرت انحطاط المحتل الصهيوني وعدوانه المضاعف وإجرامه الذي لا حدود له، يدعمه الخذلان، بل الخيانة الكبرى من حكومات المسلمين.

لقد كان وقع الاعتداءات الصهيونية على المقدسيين في أيام الشهر الفضيل، شهر العبادات والقربات، عظيمًا، لتنضم إلى سلسلة الجرائم والانتهاكات الصارخة التي يزدحم بها تاريخ الاحتلال الإسرائيلي للأرض المقدسة ولا تزال.

تاريخ من الاحتلال البشع

عاشت مدينة القدس الكثير من الكرب والبلاء منذ أيام الاحتلال البريطاني الذي دخلها بقيادة الجنرال اللنبي عام 1335هـ (1917م) بعد إسقاط آخر شكل من أشكال الخلافة الإسلامية لينتهي في عام 1367هـ (1948م) بتسليم البلاد للعصابات الصهيونية التي تسللت لفلسطين أثناء سيطرته، لتعلن قيام الدولة الإسرائيلية المشؤومة. والقدس الغربية عاصمة لها في 3 ديسمبر/ كانون الأول من نفس العام على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، ديفيد بن غوريون. بينما تحولت القدس الشرقية للسيادة الأردنية حتى هزيمة 1387هـ (يونيو/ حزيران 1967م) التي استغلها الاحتلال بسرعة لإعلان ضم القدس بأكملها لسلطته.

هبة القدس ضد الاعتداءات الصهيونية في القدس خلال شهر رمضان 1442هـ (2021م)

هبة القدس في رمضان عام 1442هـ.

توالت الاعتداءات الصهيونية المباشرة على الأقصى منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للقدس، فقابلتها انتفاضات شعبية مقدسية لحماية الأقصى ورد عدوان قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين بشكل متواصل إلى اليوم.

وفي الانتفاضة الجارية، يقف المقدسيون بشموخ لرد كيد الصهاينة وعدوانهم في باب العامود وللتصدي لمحاولة المستوطنين اقتحام الأقصى ولإجهاض قرار الحكومة الإسرائيلية بطرد أهالي حي الشيخ جراح، الحي المقدسي شرق القدس والذي تقع العائلات الفلسطينية بموجبه تحت استفزازات المستوطنين القبيحة كجزء من خطة خبيثة لتهويد القدس.

ولا تزال المواجهات الدامية التي حولت الأقصى لساحة معركة تمارس فيها قوات الاحتلال جميع الأساليب المحرمة دوليًا، من اعتداءات بالأسلحة والغازات على العزل من النساء والأطفال، ومن الاعتداء على الصحفيين ومن حصار ومنع إسعاف الجرحى ومن استهداف بالرصاص الحي والمطاطي وتحديدًا في مناطق الرأس والعين والصدر لضمان إحداث إعاقات دائمة بين المقدسيين أو قتل متعمد، أولئك المقدسيين الذين بحت حناجرهم بصرخات “وا إسلاماه”!

تأثير الانتفاضة المقدسية عالميًا

هبة القدس

لقد كانت اللقطات تتوالى من أرض المواجهة، في القدس المحتلة، فتنقل لنا بطولات الثبات المقدسي، والشجاعة والتفاني في حفظ مقدسات المسلمين، لقد شاهدنا مشاهد عظيمة من الإباء والعزة يعجز القلم عن وصف روعتها، من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، كانت كفيلة بإشعال نار التلاحم في كل العالم، فانعكست انتفاضة أخرى في الأرض بحراك عالمي ومظاهرات حاشدة في عدة دول حتى الأوروبية منها، للتضامن مع المرابطين في القدس وحي الشيخ جراح. بل شاهدنا شخصيات غير مسلمة كالمغني البريطاني روجر ووترز يوجه كلماته القوية للرئيس الأمريكي بايدن على خلفية ما يجري في القدس فيقول له: “ماذا لو جاء مستوطن أحمق ليأخذ منزلك؟!” وتضامن لاعبو نادي بالستينو التشيلي بشكل علني مع ملاحم القدس حيث دخلوا أرضية الملعب بـالشماغ الفلسطيني.

فضلًا عن حملة تفاعل عالمية تجلت على مواقع التواصل كهدير السيل المتصل، تندد بالعدوان الإسرائيلي وتعيد للواجهة حقيقة أنه مجرد احتلال يفرض نفسه بقوة الحديد والنار.

ولابد أن ندرك أن هذه التفاعلات والأصداء التي لقيتها القضية المقدسية لم تكن من فراغ بل هي من ثمار تفاني صناع الحدث أنفسهم وتفاني الناقلين له والمتضامنين من كل المسلمين الذين رابطوا في باحات الأقصى وشوارع حي الشيخ جراح ومنصات التواصل الاجتماعي، إنه الإعلام الحر المستقل الذي يلجأ له المسلمون فرارًا من الإعلام المأجور فيحررون الخبر بأنفسهم اعتمادًا على مشاهدات حية ونقل مباشر من أرض الحدث، الكل يقوم بدور المراسل والصحفي، فينقلون الحقيقة كما هي بمصطلحاتها الشرعية الفطرية، بدون تدخلات مقصات الرقابة الحكومية وتشويهات الإملاءات الغربية فكان وقعها عظيمًا في النفوس، وذلك وقع الصدق في كل حال وزمان.

لقد استوجب التلاحم الإعلامي مع أهل القدس الإجماع العالمي غير المسبوق على أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في القدس عدوان سافر وانتهاك صارخ، فأحرج حتى حلفاء اليهود فأخرجوا بيانات تنديد واستنكار.

وقد أعاد هذا التفاعل قضية مهمة كان أثارها رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو في وقت سابق على حسابه في تويتر حيث قال: “أكبر عقبة أمام توسيع دائرة “السلام” ليست زعماء الدول المحيطة بنا، بل الرأي العام في الشارع العربي، الذي تعرض على مدار سنوات طويلة لدعاية عرضت إسرائيل بشكل خاطئ ومنحاز”.

وصدق هذا الصهيوني المجرم وهو الكاذب فالرأي العام في الشارع المسلم له ثقله في مشهد الصراع، مما ألهم جموع المنتفضين من المسلمين في أنحاء العالم فرددوا بصوت واحد وبكل فخر “نعم أنا عقبة”.

خلاصات مهمة من ملاحم هبة القدس

هبة القدس

إن الانحياز لأهل القدس، ولقضية القدس، فرض نفسه فرضًا مع هذه الأحداث على كل نفس مؤمنة، مما يكشف البعد العقدي للقضية الفلسطينية كأكبر قضايا الأمة المسلمة. يكفي دلالة عليها تأثير التكبيرات في باحات الأقصى وذلك القسم المهيب من المقدسيين لحفظ الأقصى والذي أبكى القلوب والمقل فكان مشهدًا تاريخيًا يزلزل طغيان المحتل والمنافقين.

إن الانحياز للقدس، ولقضية القدس، كان بمثابة الفرصة التي انتهزها المسلمون لإثبات أنهم هنا، بعقيدتهم وهويتهم الراسخة المستقلة، التي يسعى الغرب وحلفاؤه في المنطقة لطمسها وتشويهها واقتلاعها من جذورها لصالح مشاريع التطبيع المخزية التي تعثرت اليوم رغم ما كلفت عرابيها من تكاليف ضخمة وخطط شيطانية مظلمة، بتكبيرة مقدسية واحدة.

إن الانحياز للقدس ولقضية القدس أثبت انتصار الفطرة الإنسانية على كل كبر وغرور وظلم إنساني. وكذلك ينتصر الحق على الباطل في كل مواجهة مهما احتدمت ومهما وظف فيها الظالمون الخداع والتحايل والقهر.

لقد كشفت ملاحم القدس عن الوجه القذر والقبيح لحكام عرب ونفاقهم والذين جلسوا في موائد الصهاينة بينما كانت دماء المقدسيين تنزف لحماية مقدسات المسلمين وشرف هذه الأمة. وكان ذلك التناقض الصارخ بين الحكام وشعوبهم، فأثناء ملاحم القدس وتلاحم أبناء الشعب المسلمة مع إخوانهم في بيت المقدس كان وزير خارجية المغرب الذي يرأس ملكه لجنة القدس! يحضر مؤتمر الصهاينة في الولايات المتحدة، وكانت البحرين تستقبل رئيس الموساد الصهيوني وتأخذه بالأحضان وكانت الإمارات توسع استثماراتها في الكيان اللقيط، بلا خجل!

لقد كشفت ملاحم القدس، المنافقين وفضحتهم على الأشهاد وحددتهم بالاسم والتيار، فتوالت اللعنات عليهم من كل حدب وصوب في الوسم الخاص الذي أنشأه المنافقون للدفع إلى عدم التفاعل مع القضية الفلسطينية بكل صفاقة بعدما آلمهم حجم التلاحم الذي أحدثته القضية في وقت قياسي.

لقد كان المنافقون في عهد النبي ﷺ يستترون كي لا يكشف الناس نفاقهم، فيعرفون في لحن القول. أما اليوم في زماننا، فالمنافقون يجاهرون بنفاقهم، ويفتخرون بخسّتهم وانحطاطهم. ويختصر علينا ذلك المسافات في تحديدهم وتمييزهم. فشكرًا لملاحم القدس فقد رسخت حقيقة أن كل من يقف مع اليهود عدو للإسلام والأمة المسلمة.

لقد نسفت ملاحم القدس الافتراءات التي كانت تضخها الآلة الإعلامية لمعسكر المطبعين مع الاحتلال الإسرائيلي، كفريّة أن أهل فلسطين باعوا قضيتهم، فجاءت على عكس ما يمكرون، مصدر إلهام ومثال للمسابقة على نصرة القدس، حتى لأطفالنا الصغار، بثبات المقدسيين الصغار.

لقد أحبطت ملاحم القدس وانتفاضة التلاحم معهم، محاولات حكومة الاحتلال في تزيين وجودها في فلسطين، فكان الرد عليها مفحمًا، مؤكدًا على الحقيقة الراسخة أن لا مكان يتسع للخبيث والطيب معًا، لا بد من تدافع، ولا بد من تطهير.

لقد أعادت ملاحم القدس للأذهان على قلة ذات يد المقدسيين وانعدام العدة والعتاد حقيقة أن مجرد حجارة ومولوتوف تحولها التكبيرة لمفعول صاروخ، فتوقع الإصابات والخسائر في صفوف قوات الاحتلال قال الله تعالى: (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ).

لقد كشفت ملاحم القدس مرة أخرى الوجه الكالح لأمريكا دولة الديمقراطية والحريات المزعومة، التي تزكم الأنوف بالحديث عن قوانينها لإحلال الاستقرار في العالم في خطاباتها، بينما لا تبدي أكثر من شعور بالقلق حين يُقتل الفلسطيني بدم بارد ويُطرد من بيته رغم الاتفاقيات الدولية، ولكن حين تمس اليهودي رجفة الخوف، ترسل له ترسانتها العسكرية لدعم نفسيته أمام الفلسطينيين العزّل.

لقد تعلمنا من ملاحم القدس أننا جميعًا صوت لأهلنا في فلسطين المحتلة، وأن كل مساهمة ولو بكلمة، تفعل مفعولها في إعلاء صوت الحق ونصرة المستضعفين. وأنه لا عذر لأي قعود وتقاعس، تحت أي حجة كانت، لأن الإسلام يصنع العطاء، والمسابقة، والثبات، والنصر.

ثم إن إقامة تسعين ألفًا من الفلسطينيين لصلاة التراويح ليلة 27 من رمضان في المسجد الأقصى في مشهد عظيم ترتجف له القلوب، قدم درسًا عظيمًا لأهمية الثبات والإصرار على أهدافنا مهما كانت العقبات أمامنا. كما شاهدنا باصات المرابطين تتحدى إرادة العدو وتدخل بيت المقدس وكما شاهدنا النساء يمشين على أقدامهن، من مسافات بعيدة للرباط في بيت المقدس، تقول إحداهن في إجابة عن سؤال هل يستحق القدس كل هذا العناء والسير على الأقدام: “نعم يستحق وزيادة”. بل حتى الرضع كانوا في سباق حبوًا على عتبات القدس!

ومن جميل ما تركته انتفاضة القدس من أثر في النفوس هتافات الشباب المسلم المنتفض في الأردن المجاور، أمام السفارة الإسرائيلية، “لا سفارة للإرهاب” فوظّفوا ذات المصطلح الذي يفرضه علينا الغرب للتضييق على المسلمين وسلبهم حقوقهم، بحسب أبجديات المجتمع الدولي في مكانه، ليُلزمهم بنفس الردود عليه.

لقد تعلمنا جميعًا أن السحر الذي أرهب به الطغاة أعين الناس، بكل أشكاله وأنواعه على رأسها الإعلام وصناعة الدراما المنحطة المناقضة للحقائق والتاريخ والحاضر، المشوّهة لكل جميل في حياة المسلمين وعقيدتهم، قد ديست بأقدام الإقبال والحرقة على نصرة الأقصى، فلم يبق لها من أثر يذكر، بل كيد أولئك يبور (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).

لقد قدمت ملاحم القدس مثالًا عمليًا لإمكانية توحيد المسلمين في العالم بأقوى ما يكون كجسد واحد حول قضية واحدة، بعزيمة واحدة وإرادة ثابتة، فوق إرادة الأعداء والعملاء.

لذلك كان طبيعيًا أن تقف قضية المسجد الأقصى على سلم قضايا المسلمين، ولذلك أيضًا يكرس طغاة العرب وجيوشهم المجرمة كل جهودهم لتهميشها وتشويهها.

توصيات في قلب الحدث

هبة القدس
تداعيات هبة القدس على شكل مظاهرات أمام سفارة الكيان الصهيوني في إسطنبول.

يجب أن يستمر الضغط الشعبي خارج فلسطين كما في داخلها، ولابد للشعوب المسلمة من مواصلة الانتفاضة مع كل لحظة رباط للمقدسيين. من جهة لمشاركتهم في رباطهم وتأكيد أن قضيتهم واحدة، ومن جهة ليعلم المجتمع الدولي أن هذه الشعوب لها كلمتها أيضًا المستقلة عن الحكومات بما فيها سلطة أوسلو العميلة التي تفانت في إجهاض الحراك في الضفة الغربية لنصرة الأقصى خدمة للصهاينة.

كما يجب أن تستمر الانتفاضة الإعلامية الحرة المستقلة في مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها أضحت إعلام المرابطين الصادق في فلسطين. يدخل في إطار الانتفاضة الإعلامية تسجيل التقييمات لكل تطبيق اعتدى على حرية المسلمين في نصرة القدس وقمَعَها، على رأسهم تطبيق أنستجرام على بلاي ستور وجوجل بلاي ليبقى أثر المسلمين في كل مكان نصرة للملاحم المقدسية. فضلًا عن فضح كل قناة أو موقع إعلامي صمت عما يجري في القدس أو ساند اليهود في تغطيتهم الإعلامية على رأسها قناة العربية المدعومة من قبل حكومات مطبعة مع الصهاينة.

علينا أن نكون مستعدين بشكل تام لمزيد عدوان واستفزازات من قطعان المحتلين والمستوطنين، فهم يسعون إلى حسم ملف القدس وتهويدها، بطرد المقدسيين منها واستجلاب المستوطنين لملئها.

ثم لا للاستهانة بثبات المقدسيين ورباطهم على قلة ذات اليد، فقد جعل الله من انتصاراتهم سببًا في انبعاث روح الفداء في الأمة. كل معركة يخوضها المقدسي اليوم هي لبنة في مشروع انبعاث أمة بكاملها. فمن لا يملك أن يساعدهم بأسباب القوة فلا أقل من تحريض المؤمنين والإعداد ليوم لا يتخلف عنه مؤمن.

وعلى أحبتنا في بيت المقدس الثبات الثبات، لأن ثباتهم ثبات أمة برمتها، وإباؤهم مصدر إلهام واعتزاز للمسلمين في كل مكان، فثبات المقدسيين معلم بارز في طريق النصر المبين وتحقيق وحدة المسلمين.

أخيرًا وليس آخرًا فإن القضية الفلسطينية وإن كانت على رأس قضايا الأمة وأبرزها فهي ليست قضيتنا الوحيدة، فهناك قضية مصيرية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بكل قضايا الأمة، وجب التركيز عليها في نفس الوقت والعمل على حلها، وهي قضية تخليص الشعوب المسلمة من الانهزامية والتبعية الفكرية للمحتل، والتحرر من الغزو الفكري الذي سلطه علينا الغرب كأغلال تحرمنا كل فرصة للنهوض والارتقاء، يدخل في ذلك التخلص من سطوة وكلاء الاحتلال في بلادنا المسلمة الذين يشكلون أداة من أدوات الهزيمة الفكرية والغزو الفكري، التي يقودها دعاة لتطبيع الخبيث وكل ما يشغل أبناء الأمة بالتفاهات على حساب قضاياها الكبرى والمصيرية أو يدخلها في دهاليز الخيانات ونقض عرى الإسلام.

وأن نستفيد من الدروس التي رسختها ملاحم القدس، بالاستقلال بإعلامنا وتوحيد جهودنا وعدم الاستهانة بكل جهد، في سبيل تحقيق أهدافنا واسترجاع مكانتنا التي تليق بأمة مسلمة هي خير أمة أخرجت للناس.

ختامًا

هبة القدس

ختامًا فإن عزاءنا في هذه الأحداث قول رسول الله ﷺ: “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم؛ إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتي أمر الله، وهم كذلك.

قالوا: يا رسول الله! وأين هم؟
قال: ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس.

عزاؤنا أن خلافة آخر الزمان كما بشرنا نبينا صلى الله عليه وسلم، مقرها بيت المقدس، ما يدل على أن جميع جهود العاملين لهذه الأمة تتجه نحو هذه المحطة لتتوج بنصر مبين، ويدل على أن القدس ستبقى نقطة مشتركة ونقطة ارتكاز لجميع أبناء هذه الأمة لا تنفك جزءًا من عقيدتنا ومستقبل أمتنا.

فليكن اليقين زادنا والإسلام دليلنا والصبر عدتنا والصدق ذخيرتنا والوحدة وسيلتنا حتى يقر الله أعيننا باسترجاع بيت المقدس، وإلى ذلك الموعد الحق، لنكن عقبات كأدَاء، في طريق كل محتل وعميل، فاستعينوا بالله واجتهدوا، فإن الله مولانا ولا مولى لهم.

د. ليلى حمدان

كاتبة وباحثة في قضايا الفكر الإسلامي، شغوفة بالإعلام وصناعة الوعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى