حركات التحرر في القارة الإفريقية: حركة التحرر في جمهورية تشاد

عوامل قيام الثورة في القارة الإفريقية

كانت أسباب الثورة في القارة الإفريقية كثيرة ومتعددة ومتنوعة ولكن من أهم أسبابها هو سلب الحريات بطريقة وحشية، فقد سلب الاستعمار الأوربي من المواطن الإفريقي حريته في أرضه وفي تنقله وحتى في طراز حياته الذي ورثه عن آبائه وأجداده خلفاً عن سلف. فقد أجبره المستعمر الأوربي بقوانينه التي فرضها عليه على أن يترك أرضه الجيدة وأجبره على زراعة محصول واحد هو الذي يحدده كما أجبره على العمل بالسخرة أو بأجور زهيدة لا تكفيه سداد حاجياته الضرورية اليومية. كما قتل الآلاف من أبنائه وأقاربه ولم يميز بين صغير وكبير أو بين رجل وامرأة.

  • الحرب العالمية الثانية

ومن العوامل التي نبهت الأفارقة إلى حالتهم المزرية وكيف يجب أن يتعلموا الدفاع عن مصالحهم هو اشتراكهم بعشرات الألوف في الحرب العالمية الثانية، واتصالهم بمجتمعات يتمتع فيها الأفراد بالحرية والمساواة وتعلموا أن هناك حروبًا قامت ضد الاستبداد وفي سبيل الحرية.

كما كان لدور الأحزاب التي لم تتكون إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي في عقبها شهدت القارة وعياً سياسيا شمل قطاعًا واسعًا من مكونات الشعب الإفريقي وفي كافة مناطقه الجغرافية. في المدن والقرى والأرياف وحتى رؤساء القبائل كثير منهم أنضم إلى حركات التحرر وشاركوا بفاعلية في المطالبة باستقلال شعوبهم وخروج الاستعمار من بلادهم.

فكانت الحرب العالمية الثانية عاملاً مؤثراً في قضية تحرر الشعوب الإفريقية وسببا في امتداد حركة البعث إلى جميع أجزاء القارة الإفريقية. فقد جمعت ميادين الحرب المختلفة الرجل الإفريقي إلى جانب الرجل الأوربي المستعمر، ورأى الأول سيد الأمس يذبح ويُذبح كما كان يفعل بهم من قبل وخاصة مع بدايات دخول المستعمر الأوربي إلى القارة السمراء.

كما كان للوسائل وسبل كسب الأنصار أثر في سعي الأوربيين سواء الحلفاء أو دول المحور إلى اللجوء إلى نشر الدعاية لقضيتهم وتوظيف الوعود إلى الأفارقة بنيل استقلالهم في حال انضمامهم لأحد الأطراف وفي حال تحقيق النصر على العدو.

http://gty.im/3276449

فادَّعى كل طرف من الخصمين المتحاربين أنه يمثل الاتجاه الديمقراطي وصاحب النهج التحرري الذي يقوم على الحرية والمساواة والرغبة في تحرر الشعوب ونيلها استقلالها ومنحها حريتها وتقرير مصيرها.

وعرف الإفريقي أنه يوم تنتهي الحرب سواء بانتصار المحور أو الحلفاء فسوف ينال استقلاله ويقرر مصيره وينعم بحريته.

  • تحرر إندونيسيا

واستنادا إلى الوعود التي أسرف الفريقان في بذلها وزاد يقينية بالاستناد إلى الميثاق الذي أعلن الحلف الأطلنطي والذي نادى به الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت؛ فلم تكد الحرب تضع أوزارها حتى قامت إندونيسيا تطرح عنها نير الاستعمار الهولندي الذي أستمر كثر من ثلاثة قرون وكانت وسيلتها الكفاح المسلح، في الوقت الذي نالت فيه الهند استقلالها عن طريق الكفاح السلمي وهذا ما فتح أمام الكفاح التحرري في إفريقيا نموذجين ناجحين في تحقيق الاستقلال وطرد المستعمر وتقرير المصير.

  • النقابات العمالية

كما لم تكن الاشتراكية الشيوعية بأقل تأثير في بث بذور الثورة على الرأسمالية الغربية المتمثلة في دول الاستعمار الأوربي؛ ففي المستعمرات الفرنسية اضطرت الحكومة إلى السماح بتكوين نقابات عمالية تضم الأفارقة والأوربيين معًا إلا أنَّ زمام القيادة سرعان ما أصبح في يد الأفارقة، خاصة بعد نشوب الحرب وخروج كثير من العمال الفرنسيين ليأخذوا مكانهم في الجيش مما سهل كيفية تحكم الأفارقة في النقابات العمالية ومصائرها؛ فاستطاعوا خلال فترة قصيرة أن يكسبوا إلغاء السخرة العمالية التي كانت سائدة ومعمولًا بها بل تأخذ الصبغة القانونية حتي سنة 1949 ميلادية.

كما كسبوا إجبار الشركات على الاعتراف بالحد الدنى من الأجور والحصول على لائحة تنظيم العمل بالنسبة للموظفين، وكذلك الحصول على قانون بتشريع نظام خاص للعمل في القطاع الخاص كما كسبوا الحق في الإجازة المدفوعة الأجر، وحق العمال في نظر قضاياهم في محاكم عمالية.

والحق أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن نفصل الكفاح في المجال الاقتصادي والاجتماعي عن الكفاح في المجال السياسي. فمن صفوف النقابيين خرج القادة السياسيين فوُلِدت الأحزاب السياسية المنظمة من أجل الكفاح لتحرير الوطن، وخرج كثير من العمال الذين كانوا قد دخلوا المجالس التشريعية الجديدة، وكذلك المجالس التنفيذية على أساس عمالي إلى حيز السياسة؛ بل أسرع ممثلو النقابات المختلفة بعد أن اشتغلوا بالسياسة إلى الانضمام إلى بعضهم في أحزاب سياسية موحدة الأهداف من أجل حرية الوطن. ولا يمكن إنكار الأحزاب ذات التوجه الاشتراكي والشيوعي المؤيدة لهذه الحركات التحررية الإفريقية.

http://gty.im/104406675

كما سعى الزعماء الأفارقة إلى الاتصال أو الوقوف وراء دراسة الآراء الماركسية من أجل الاستعانة بها، وكان محركهم سياسة الترفع والاستعلاء التي أتبعها المستعمر والمستوطنون الأوربيون الذين يقيمون في القارة الإفريقية.

  • أثر اختلاف المصالح بين المستعمرين على المؤتمرات وتوصياتها

لقد كان للسياسة التحررية لبعض الدول الأفريقية أكبر الأثر في دفع هذه الحركات الثورية الإفريقية نحو الأمام. تبعته سلسلة مؤتمرات وجهت هذه الحركات الإفريقية مثل مؤتمر باندونج الذي عقد في سنة 1955م وناقش الوسائل التي تُمكِّن شعوب قارتي أفريقيا وأسيا من تحقيق تعاون ثقافي وسياسي، وأكد أن خضوع الشعب للسيطرة والاستغلال الأجنبي هو إنكار لحقوق الإنسان الأساسية، كما دعا الدول المعنية إلى منح الاستقلال لتلك الشعوب.

ثم جاء بعد ذلك مؤتمر الشعوب الأسيوية الأفريقية الذي عقد في القاهرة في سنة 1957م واستنكر الاستعمار، والتفرقة العنصرية، وطالب بإقرار حق المستعمرات في الاستقلال التام. وأيد شعوب الكاميرون، وكينيا، وأوغندا والجزائر ومدغشقر والمغرب والصومال في التمتع بحرياتهم.

كما ضم مؤتمر أكرا الذي عقد في أبريل 1958م دول أفريقيا المستقلة، وبحث مشكلات الشعوب الإفريقية غير المستقلة، والخطوات اللازمة لتأمين استقلال وسيادة الدول الإفريقية حتى إذا ما انقسمت دول إفريقيا في سنة 1960م إلى كتلتين أصرت كل منهما على تأييد الحركات القومية في كل دول أفريقيا وإن اختلفت في وسائل التأييد.

كل هذه العوامل مجتمعة شاركت في بعث روح القومية الإفريقية ونفخت فيها الرغبة في الحرية والاستقلال عن ربقة الاستعمار الأوربي البغيض.

حركة التحرر التشادية نموذجا

كانت بحيرة تشاد نقطة التقاء الحدود التي صنعها المستعمر بعد اتفاق سنة 1893م والتي بموجبها فُصل بين نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر، أو بالأصح بين مناطق نفوذ الدول الاستعمارية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا.

خاضت خلالها المقاومة التشادية حروبًا طويلةً ضد المستعمر الفرنسي دامت أكثر من سبع سنوات كانت سِجالاً بين الطرفين كان آخرها معركة بالقرب من مدينة (قصيري) قُتل فيها القائد الفرنسي (لامي) وجرح الأمير (رابح) الذي توفي على أثر هذه الجروح سنة 1900م واستطاعت القوات الفرنسية احتلال مدينة (ديكوا) وقاد لواء المقاومة بعد الأمير رابح ابنُه (فضل الله) الذي قاوم الاستعمار بعد أبيه إلى أن قُتِل سنة 1909م وتم القضاء على المقاومة بعد معركة (عين جالا) عام 1911م.

على إثر هذه المعركة قررت الحكومة الفرنسية إطلاق اسم تشاد على هذه المنطقة وتم ضمها إلى منطقة إفريقيا الاستوائية الفرنسية التي شملت إضافة إلى تشاد، الغابون، والكاميرون والكونغو، وإفريقيا الوسطى وبذلك تم اتصال مناطق المستعمرات الفرنسية مع بعضها وأصبحت تمثل منطقة جغرافية متصلة دون فواصل طبيعية أو سياسية.

http://gty.im/96832972

الإسلام عدو المستعمرين الأول

أراد الفرنسيون أن يستوطنوا في البلاد ويجعلوا من أهلها أذلة فلم يجدوا لهم عدواً كالإسلام الذي يقف كالطود العظيم الذي يحول دون تحقيق أهدافهم في الاستعمار والاستقرار والاستغلال، فعَمد المستعمر إلى إعداد خطة محكمة للنيل من خصمهم–الإسلام–فدعوا جميع العلماء من مختلف جهات تشاد وأوهموهم بأن اللقاء حول إدارة البلاد وكيفية تصريف شئونها. ولكن الخديعة والغدر كانا وراء هذه الدعوة؛ حيث تم جمع ما يقارب من أربعمائة عالم في مدينة (أبشة) في إقليم (واداي) سنة 1917م وتم القضاء عليهم بدم بارد في مرة واحدة. وعُرِفَت هذه المذبحة الشنيعة بمذبحة (كبكب) وهو دليل على المعنى الشامل للمذبحة عدم نجاة أحد من العلماء ودليل على أن المستعمر أجهز على الجميع ولم يبقِ أحدًا منهم.

لم تنكر سلطات الاستعمار الفرنسي ما قامت به من جريمة نكراء في حق العلماء المسلمين في تشاد بل قامت بتبرير ما قامت به من عملية إجرامية هو أقبح مما فعلته أياديها الظالمة حيث أعلنت ودون حرج أن فعلتها جاءت للقضاء على الرجعية وأوكارها-المتمثلة في علماء الإسلام ودعاته –وقد آن للبلاد أن تتحرر من كل قيد يفرضه الدين– الإسلامي–والأخلاق.

ولم تكتفِ قوات المستعمر الفرنسي بمذبحة (كبكب) بل شرعت في تتبع وملاحقة من بقي من مُعَلِّمِي القرآن والمربين والوعاظ والعلماء الذين لم تطالهم يد غدر المستعمر في مذبحة (كبكب) بسبب عدم تواجدهم أثناء مباشرة الجريمة؛ حتى اضطروهم إلى الهروب والنجاة بأنفسهم إلى خارج البلاد واستمرت محاربة الدين الإسلامي في تشاد وفق خطة محكمة طويلة المدى وضعها المستعمر تقوم على طريقين:

الأولى مباشرة

عن طريق نشر الدعاية ضد الإسلام وتشويهه والرموز التي تمثله باعتباره دين رجعية وتخلف وهو دخيل على المنطقة جاء من مناطق أخري بعيدة ولا صلة لها بالمنطقة، وأراد أصحابه أن يكون ذريعة لبقائهم في البلاد وبسط نفوذهم عليها؛ وأن العالم لم يعد بحاجة إليه وأن البديل يكمن فيما يقدمه المستعمر الأوربي، وَوَصْفِه بالاعتقاد البالي الذي لم يعد يصلح في هذا العصر وأن البديل هو ما يقدمه المستعمر من قيم وأفكار وثقافة.

الثانية غير مباشرة

وهي الأخبث من خلال نشر الفساد، بُنِي مشروع نشر الفساد والدعوة إلى التفسق والتحلل والدعوة إلى الاختلاط والسفور وتقديمها على أنها علامات التحضر ومواكبة العصر والطريق إلى التقدم؛ كما ساهمت حكومة الاستعمار الفرنسية في نشر المخدرات والخمور وفتح محلات الرذيلة ونشر الصحف والأفلام الإباحية.

التنصير

كما عمل الفرنسيين على إبقاء أبناء الشعب التشادي بعد القضاء على العلماء ومداس التعليم في حالة من الجهل والفقر مع معاناة المرض والتخلف وحرمانهم من الدخول في المدارس الحكومية التي تشرف عليها حكومة الاستعمار؛ بل بلغ بالمستعمر الفرنسي أنه لا يسمح للمواطنين التشاديين بالعلاج في المستشفيات التي يشرف عليها–المُنصِّرون–إلا الذين يعتنقون الديانة المسيحية.

لهذا وصل الحد من وحشية المستعمر وتجرده من أبسط معاني الإنسانية التي يُحرَم فيها الإنسان من أبسط حقوقه في التعليم والعلاج. بل جعل من العلاج وسيلة ابتزازٍ لتحويل وإخراج أهل تشاد من المسلمين من دينهم الذي هو دين أبائهم وأجدادهم إلى الدين المسيحي مقابل العلاج أو جرعة من الدواء تبقيهم على قيد الحياة! وكانت فرنسا تسعى لامتصاص واحتواء كل مُكوِّن ثقافي أو اجتماعي من السكان المحليين إلى الثقافة الفرنسية وهو ما عرف بالثقافة (الفرانكوفونية).

منعت السلطات الفرنسية التشاديين من تكوين الأحزاب السياسية والوطنية خشية مطالبتها بحقوق الشعب التشادي المتمثلة في تحقيق مصيره في الحرية والاستقلال؛ ولذلك عمدت إلى تبني سياسة فرض تبعية الأحزاب السياسية في تشاد للأحزاب السياسية في دولة فرنسا.

وكان أهم هذه الأحزاب هو الحزب الراديكالي الذي تولى رئاسته في تشاد (فرانسوا تمبلباي) والحزب الاشتراكي وحزب (أوديت) والحزب الوطني التشادي الذي ترأَّسه أحمد أبا.

 بقيت أوضاع تشاد تسير بشكل عادي حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية وسقطت فرنسا أمام الآلة العسكرية الألمانية وتشكلت حكومة فيشي الموالية لألمانيا تحت رئاسة الجنرال الفرنسي (فيشي بيتان) التي لم يعترف بها بعض الفرنسيين وعملوا على تشكيل حكومة أخرى موازية برئاسة الجنرال (شارل ديغول) وسُمِّيت بحكومة فرنسا الحرة.

http://gty.im/99046536

أعلن حكام تشاد الفرنسيين اعترافهم وتأييدهم لحكومة فرنسا الحرة واشترك سكان تشاد المحليين في الحرب بعد سماعهم وعود وتعهدات (ديغول) بمنحهم الحرية والاستقلال عقب نهاية الحرب. وكانت تشاد مركز دعم وتموين مهم جداً لقوات الحلفاء خاصة الجيوش التي حاربت في صحراء إفريقيا.

تحرر صوري بشروط المُستعمِر

تم في تشاد نظام ما عُرف بنظام (بلاد جمهورية فرنسا لما وراء البحار) سنة 1944م وتم الوصول إلى انتخاب أول مجلس نيابي في سنة 1947م وأُعلنت أول حكومة برئاسة رجل من أصول هندية أسمه (غابرييل ليزبت) جاء إلى تشاد كموظف في القطاع الإداري ثم عمل في المجال السياسي إلى أن وصل إلى تأسيس حزب (التشاديين التقدميين).

قام شارل ديغول بعرض ما عُرف بدستور ديغول سنة 1958م وطلب من المستعمرات الفرنسية التصويت عليه، وكل مستعمرة تقره تصبح تلقائياً ضمن مجموعة الشعوب الفرنسية، وتحصل على الاستقلال الذاتي مباشرة، ويصبح سكانها متساوين مع الفرنسيين في المجالس والقوانين، وتصبح المستعمرات التي لا توافق عليه منفصلة عن فرنسا.

وعند ذلك سوف تقوم فرنسا بقطع جميع المساعدات المالية عن تلك المستعمرات. وقد تم إجراء هذا الاستفتاء على الدستور في 28 سبتمبر 1958م، وكانت نتيجته لصالح فرنسا وأصبحت تشاد حسب الدستور الجديد (الديغولي) دولة ذات استقلال ذاتي سنة 1949م.

تم إجراء انتخابات في تشاد سنة 1959م حقق فيها الحزب الراديكالي وحزب أوديت الفوز فَشكَّلا ائتلافًا سمي (الحزب التقدمي التشادي) وحاز هذا الائتلاف على جميع مقاعد الجمعية التأسيسية التي كان عددها (58) مقعدا، واستطاع السيد فرانسوا تمبلباي أن يشكل الوزارة برئاسته بينما أصبح السيد غابرييل ليزبت نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وفي أغسطس من عام 1960م  أصبحت تشاد جمهورية مستقلة وقبلت كعضو في هيئة الأمم المتحدة ثم عدل الدستور في أكتوبر من نفس العام وبموجبه أصبحت اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية كما أصبحت السلطة التنفيذية في يد رئيس الجمهورية الذي يشغل منصب رئيس الوزراء أيضاً وينتخب من قِبَل الجمعية العمومية.


قائمة المراجع

  • استعمار أفريقيا، معهد الدراسات الإفريقية، زاهر رياض، جامعة القاهرة، الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة
  • تشاد، محمود شاكر، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر،1972م

تنويه

بعد هذا التحرر الصوري لتحسين صورة الاستخراب وتولية العملاء أمور وشئون العباد والبلاد، ما زالت تشاد وغيرها من البلاد الإفريقية تحت نير الاحتلال وعملائه، وما كانت هذه سوى مرحلة من تجميل الأنظمة لوجهها القبيح والالتفاف على حقوق هذه الشعوب المُستعبَدة، ولك أن تعلم أن فرنسا (التي أزكمت أنوفنا بعطور الحرية والديموقراطية الزائفة) ما زالت تحتفظ باحتياطات النقد القومية لـ 14 دولة إفريقية منذ عام 1961: (بنين، بوركينا فاسو، غينيا –بساو، ساحل العاج، مالي، النيجر، السنغال، توجو، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، جمهورية الكونغو، غينيا الاستوائية، الجابون).

ولسنا بحاجة للتأكيد على أن هذه المسارات الديموقراطية الفارغة والعبثية ومسلسلات التحرر الوهمي إنما صُنعت على أعين النظام الدولي والذي لا يمكن التحرر من ربقته دون الخروج عن مساراته وصُنع المسار الخاص بنا.

فرج كُندي

كاتب وباحث من ليبيا، متخصص في التاريخ والدراسات الإسلامية ومهتم بالفكر والحضارة الإسلامية، مشارك ببحوث… More »

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. كلام جميل
    ولا زالت تشاد الى الان مستعمرة بشكل غير مباشر
    وقد نجح الفرنسيون كثير في تغيير ثقافة الشعب التشادي
    “وان كنا لا نريد أن نتخدق داخل الحدود التي وضعها لنا الاستعمار ”

    ومنذ الاستقلال المزعوم
    كانت اغلب الحكومات تأتي من بوابة الثورة
    التي يتحكم بزمامها الفرنسيون فلا تنجح ثورة ولا تتكون الا بإذن مسبق منهم
    نسأل الله أن يخلصنا وجميع المسلمين من هذه المحنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى