محمد عمارة… راهب الفكر وفارس الميدان – الجزء الأول

برحيل د. محمد عمارة مساء يوم 4 رجب سنة 1441هـ/ 28 فبراير/شباط 2020م يفقد العالم الإسلامي والفكر الإسلامي وعلماء الإسلام والمسلمون عامة قمةً من قمم الفكر الإسلامي والاجتهاد، وقامةً من قامات بيان حقائق الإسلام ودفع أباطيل خصومه، وقيمةً عظيمة من قيم التاريخ الإسلامي والأخلاق الإسلامية والحضارة الإسلامية.

لقد مثل عمارة قلعة حصينة لقضايا الإسلام المعاصرة، وحائط صد أمام تيارات التغريب والعلمنة والمركسة والإلحاد، فقد كان له الفضل -مع ثلة مباركة أمثال مشايخنا: عبد الصبور شاهين، ويوسف القرضاوي، ومحمد الغزالي، وإسماعيل سالم عبد العال، وغيرهم- في كسر شوكة العلمانية، و”سقوط الغلو العلماني”، و”انحسار تيار العلمانية في مصر”؛ ولهذا قال له الشيخ محمد الغزالي يومًا: ” أنت لست «عمارة»؛ أنت قلعة حصينة شامخة شديدة البأس؛ تكر منها على أعداء الإسلام وشانئيه، ولا ترضى الإياب إلا بعد أن تتركهم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية”.

ترك د. عمارة للأمة المسلمة والإنسانية مكتبة مستقلة متكاملة بما خطته يداه وكته يراعه، وقد سئل عن: “ما أهم كتبك التي تعتبر أن فيها إضافة حقيقية؟”، فقال: “كتب كثيرة، مثل “معالم المنهج الإسلامي” الذي يتحدث عن معالم الوسطية الإسلامية، وهو كتاب فريد في بابه؛ وكذلك ما كتبته عن ‘تيارات الفكر الإسلامي‘ وفوضى المصطلحات.

وما كتبته عن رد الشبهات عامة، وحول القرآن والسنة، والسماحة وحقوق الإنسان ومكانة المرأة، والسنة والشيعة، والحرب الدينية والجهاد، وما كتبته في مواجهة مشاريع التغريب والغلو التغريبي والغلو العلماني من الرد على نصر أبو زيد (ت 2010م) وحسن حنفي وسعيد العشماوي”.

إن الحديث عن العلامة د. محمد عمارة -رحمه الله تعالى- يقف المرء أمامه حائرًا، عن ماذا يكتب، ومن أي نقطة يبدأ، وفي أي مجال يتحدث… لقد كان عمارة قلعة فكرية متكاملة البينان، عظيمة المعاني، مهيبة المنظر؛ حيث ولقد مثل بعطائه وإنتاجه وجهاده أحد أهم المشروعات الفكرية في عصرنا إن لم يكن أهمها على الإطلاق في ضوء معنى المشروع ومضمونه وأبعاده، التي تتشكل -فيما نرى- من تناول جوانب الإسلام المتعددة، وتجلية زواياه المتنوعة، من عقيدة وشريعة وحضارة؛ فكَشَفَ الفكرة من كل جوانبها، وبين الدعوة من جميع زواياها، وأقام عليها الحجج النقلية والعقلية، ودفع عنها الشبهات التي تُلقى عليها من يمين وشمال.

تعليمه وانقطاعه للعمل الفكري

من ميزات د. عمارة ومعالم تفرده التي لم تتوفر لغيره إلا نادرًا أنه انقطع للعلم، وعكف على مشروعه، وقد وفقه الله لذلك وهيأ له من الظروف ما يساعده ويعزز رغبته التي قررها في وقت مبكر من حياته، وتجلى هذا الانقطاع الفكري في معالم:

نذْر والده قبل ميلاده

بدأت معالم انقطاع د. محمد عمارة للعلم والفكر تتشكل منذ ما قبل ميلاده؛ حيث نذره والده للعلم، يقول د. عمارة: “وُلدتُ في 27 رجب 1350هـ/ 8 ديسمبر/كانون الأول 1931م، في قرية اسمها “صَرَوة” مركز “قلين” في محافظة كفر الشيخ شمالي الدلتا. وُلدت لأسرة ريفية ميسورة الحال، ليست غنية وليست فقيرة تعيش من أرضها، وأنا أمزح فأقول إنني من “السادة”؛ أبي من السادة الفراعنة، وأمي من السادة آل البيت، فالأسرة تجسِّد عناق مصر مع العروبة والإسلام، أنا رابع إخوتي الذكور، والدي قبل أن أولد نذر لله تعالى إذا جاء هذا الحمل ولدًا أن يسميه محمدًا ويهبه للعلم، والعلم في مصطلح القرية في ذلك التاريخ هو العلم الديني”.

المسيرة التعليمية

وشاء الله تعالى أن تتهيأ الظروف لفقيدنا فيتكون تكوينًا علميًا قويًا من خلال التحاقه بمعهد دسوق الديني، يقول: ”في 1945 ذهبت إلى المعهد الديني في مدينة دسوق، وكان في مصر حينها خمسة معاهد: معهد الإسكندرية، ومعهد دسوق، ومعهد طنطا، ومعهد القاهرة، ومعهد أسيوط، والآن فيها أكثر من 8 آلاف معهد.

الابتدائي في ذلك التاريخ كان مثل الإعدادي الآن، كنا ندخل أولى ابتدائي بعد حفظ القرآن وتجويده والحساب والإملاء، وكان الابتدائي في الأزهر في ذلك التاريخ يدرّس علومًا عالية، ففي الصف الرابع الابتدائي كنا ندرس ‘شذور الذهب‘ كتاب مرجعي في النحو لابن هشام الأنصاري (المتوفى 761هـ) الذي يدرس في أربع سنوات بكلية الآداب، ما ندرسه في الابتدائي في سنة واحدة كان يُدرس في أربع سنوات في جامعة الملك فؤاد!”.

ثم التحق بعد ذلك بكلية دار العلوم جامعة القاهرة التي رأى فيها منهجة العلم وهندسة الأفكار والالتحام بالواقع، والقدرة على الاجتهاد والتجديد، والمزاوجة بين التراث والمعاصرة والسلفية والتجديد من خلال أعلامها الكبار في الأقسام الإسلامية: التاريخ والحضارة والنظم الإسلامية، والشريعة الإسلامية، والفلسفة الإسلامية ذلك القسم الذي انتمى إليه وجايل فيه نخبةً من أميز المفكرين المعاصرين، أساتذتنا: حسن الشافعي، وعبد الحميد مدكور، ومصطفى حلمي، أبو اليزيد العجمي، محمد السيد الجليند، وآخرين.

مشايخه ومكتبة فيها أربعة آلاف كتاب

وكذلك من خلال ما هيأه الله له من مشايخ تركوا بصماتهم في عقله ونفيه، منهم: الشيخ عبد الرحمن جلال، والشيخ محمد كامل الفقي، والشيخ عبد التواب الشناوي الذي توفي وترك مكتبة غنية فيها أربعة آلاف كتاب، وفيها مجلة ‘الأزهر‘ ومجلة ‘الرسالة‘، وكانت فيها النسخة الأصلية لمجلة ‘العروة الوثقى‘، وعيون الفكر الإسلامي وكمٌّ من الكتب المترجمة عن اللغات الأوروبية، واستطاع مفكرنا أن يشتري كل ما في هذه المكتبة من كتب ويقرأها جميعًا.. ومن الطبيعي أن تتوسع تلك المكتبة مع الأيام، وهو ما حدث فقد كان بيته مكتبة، وأولاده ولدوا في المكتبة، وقد غطت الكتب جدران البيت!

طبيعة عمله وسلسلة الأعمال الكاملة

رفض د. عمارة الوظائف، وكان يراها نوعًا من الرق، وكما رفض أن يذهب لبلد خليجي؛ حيث كانت نفسه تأبى أن يعمل عند “كفيل”، وبدأ حياته موظفًا في جمعية استهلاكية وكان يأخذ منها إجازات أيامًا كثيرة، مما أثر على وضعه المالي الذي كان يعوضه والده بإرسال مؤونة الحياة له عبر القطار؛ لينقطع لعمله الفكري في دار الكتب المصرية.

حيث كان يقضي (18 ساعة) قراءةً وكتابة وهو في مرحلة الدراسات العليا، وهناك هيأ الله له الاطلاع على أعمال الأفغاني وعبده والكواكبي والطهطاوي وعلي مبارك وغيرها، وكرس جهده في هذه الفترة -مع دراسته العليا- لجمع هذه الأعمال التي أحيا بها فترة كانت ميتة، واستدعى بها فكرًا كان غائبًا، كما كان لهذه الأعمال تأثير ملحوظ في التكوين الفكري للدكتور عمارة، وكان في معاركه الفكرية التي خاضها يعتمد على كثير من مقولاتها وأدبياتها.

تأثره بالعقاد والغزالي

بعد مرحلة التعليم الأزهري الذي تكون فيه مع تعليمه في دار العلوم، أضاف لذلك التأثر بعلمين كبيرين ومفكرين عظيمين وأديبين جليلين، هما: الأستاذ عباس العقاد، والشيخ محمد الغزالي، وكان الشيخ الشعراوي ممن عقد أملًا كبيرًا على جهوده في مواجهة التحديات التي يفرضها العصر على العقل المسلم.

يقول عن العقاد: ”كان يعجبني في العقاد عصاميته وعملقته وكبرياؤه، كنت أراه في ميدان التحرير فأكنّ له إعجابًا شديدًا. أيضًا أُعجبت بطه حسين، رغم أن الجانب الأدبي عنده أكثر من الجانب الفكري، ولكن مسيرته وكفاحه شكّلا مصادر للإعجاب الفكري”.

ويقول عن الغزالي: “كانت هناك علاقة روحية شديدة بيني وبين الشيخ محمد الغزالي (ت 1996م)، قبل أن أقرأ كتب الشيخ عندما أردت الدفاع عنه ضد الهجوم السلفي عليه…

ولي قصة مع الشيخ؛ فقد كنت أسمع به ولم تكن لي به صلة، وكان ثمة معركة بين المشايخ وعبد الرحمن الشرقاوي (ت 1987م) حول كتاباته اليسارية، فألقى الشيخ الغزالي محاضرة في قَطَر عن الغزو الفكري الذي يتمدد في فضائنا، وذكر من بين الأسماء الشرقاوي ومحمد عمارة.
ثم حكى الشرقاوي هذا الكلام في مقال له في صحيفة “الأهرام” صادف أن قرأت المقال وفيه اسمي، ولكنني لم أتأثر؛ لأنني كنت أحب الغزالي من بعيد، ثم بعد أن قرأ الشيخ مجموعة مقالات لي -ولم يكن قد قرأ لي شيئًا قبلها- أرسل إلي رسالة، وقال لي فيها كلامًا هزني من الأعماق.

قال: قالوا لي عنك إنك تفسر الشريعة تفسيرًا ماديًّا، وما كان يليق بمثلي أن يحكم على الرجال من خلال مقالات الآخرين، وإن القليل الذي قرأته لك ردني إلى الصواب في أمرك، ولقد ذهبتُ إلى الذين حدثوني عنك فقلت لهم: هذا عقاد العصر، وهذا وهذا…

في آخر لقاء بيني وبين الشيخ الغزالي في منزله؛ دخل وأحضر لي آخر كتبه ‘نحو تفسير موضوعي للقرآن الكريم‘، وكتب لي إهداء أحسست أنه يحمّلني الأمانة، كتب لي: “إلى أخي الحبيب د. عمارة داعية الإسلام وحارس تعاليمه. محمد الغزالي”، ثم سافر بعد ذلك إلى الجنادرية (في السعودية)، فتوفي ودُفن هناك في البقيع”.

معالم المشروع الفكري لعمارة

الشيخ يوسف القرضاوي مع تلميذه المناضل الدكتور محمد عمارة.

لقد أثمر الانقطاع الذي انقطعه محمد عمارة مشروعًا فكريًا مترامي الأطراف تمثل في أكثر من 300 كتاب؛ فضلًا عن آلاف المقالات والأبحاث والمداخل الموسوعية في الموسوعات والدوريات والمجلات والصحف والشبكة العنكبوتية؛ وهو الذي قال:

“آثرت التفرغ للبحث والكتابة، وتركت الوظيفة الحكومية وزهدت في التطلع للمناصب منذ تخرجت في كلية دار العلوم، وفضلت أن أظل حرًا مشتغلًا بالعلم، وأن أكون كالجالس على «الحصيرة»؛ لأن الجالس على الحصيرة لا يصيبه الأذى إذا ما وقع من عليها!”.

وهذا الانقطاع والعكوف -الذي لم ينفك عن الواقع ولا الميدان يومًا كما سنبين لاحقًا- استطاع أن يقوم بما لا تقوم به مؤسسات ولا مراكز أبحاث، وهو ما قاله المستشار طارق البشري يوم تكريمه في مركز الإعلام العربي في 2 من نوفمبر 2011م؛ حيث قال:

الدكتور محمد عمارة ممكن تسميته بمؤسسة محمد عمارة وليس الدكتور عمارة؛ نظرًا لأن ما قام به في مجال الفكر الإسلامي تعجز مؤسسة بأكملها عن القيام به.

معنى المشروع الفكري

وحتى تكون المصطلحات محررة وواضحة -وهو الذي كتب كتبًا عن المصطلحات- فإن معنى” المشروع الفكري” قد سئل هو عنه: ما أهم ملامح هذا المشروع الفكري الذي تتحدث عنه باستمرار؟ فكانت إجابته: “أن نبرز حقيقة الإسلام ومعالمه: العقيدة والشريعة والمنظومة الفكرية، والإحياء الإسلامي للمجتمع، والهداية الإسلامية للإنسان، وعالمية الإسلام، وأيضًا فقه الواقع الذي نعيش فيه وإنزال هذه الأحكام الإسلامية على الواقع الذي نعيش فيه، والتصدي للحرب المعلنة على الإسلام.

باختصار: ما هو إسلامنا؟ ما هو الواقع الذي نحن بحاجة إلى فقهه وإلى أسلمته؟ وما التحديات التي تواجه هذا الإسلام؟ هذه هي معالم المشروع الفكري”، ونحاول أن نرصد لكل جانب من هذه الجوانب في المشروع ما يناسبه من مؤلفات د. عمارة على النحو الآتي:

بيان حقيقة فكرة الإسلام

ومن خلال التأمل في عنوانات الكتب التي تعبر عن منجزه الفكري فإننا نلحظ اهتمامًا كبيرًا وواسعًا بـ “الفكرة الإسلامية” وعرضها وبيانها، وقد تجلى ذلك من خلال سلسلات كثيرة، منها:

“سلسلة التنوير الإسلامي”، و”سلسلة هذا هو الإسلام”، وسلسلة: “رسائل الوعي الحضاري”، هذه سلسلات وفيها عناوين كثيرة، فضلًا عن عنواناته الأخرى..

مثل: الإسلام والشريعة الإسلامية، الإسلام وضرورة التغيير، إسلامية المعرفة ماذا تعني، الإسلام والمستقبل، الإسلام في مواجهة التحديات، الإسلام والثورة، الإسلام بين التنوير والتزوير، الإسلام والفنون الجميلة، الإسلام والأمن الاجتماعي، الإسلام في عيون غربية، الإسلام والحرب الدينية، الإسلام وحقوق الإنسان.. ضرورات لا حقوق..

ومثل: الإسلام والعروبة، الإسلام والأقليات، الشريعة الإسلامية والعلمانية الغربية، الإسلام وحقوق الإنسان، الإسلام والآخر، الإسلام والحرب الدينية، الإسلام والتعددية، الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، الإصلاح بالإسلام، العطاء الحضاري للإسلام، المشروع الحضاري الإسلامي، السماحة الإسلامية… حقيقة الجهاد والقتال والإرهاب، الدين والحضارة، عوامل امتياز الإسلام، مقام العقل في الإسلام، معالم المنهج الإسلامي…

كل هذا وغيره يعرض فيه مفكرنا العظيم رؤية الإسلام للقضايا التي يقرنها بالإسلام في عنوانات الكتب.

رصد الواقع وتلبية حاجاته

أما من ناحية فقع الواقع فكانت عيناه دائمة الرصد لقضايا الواقع وحاجات المجتمع، ولم يغب يومًا عن قضايا الواقع وما يموج به من أفكار، وما يطرحه من رؤى وقضايا وإشكالات، وقد كانت معاركه الفكرية مبنية على وعيه بالواقع وتحدياته، ومن ذلك معركته مع الكنيسة، ومعركته مع التنصير، ومعركته مع الصهيونية، ومعركته مع المشروع الشيعي الإيراني، وغير ذلك.

وقد أصدر في ذلك عدة كتب، منها: الغارة الجديدة على الإسلام، الفاتيكان والإسلام، فتنة التكفير، صيحة نذير من فتنة التكفير، تحليل الواقع بمنهاج العاهات المزمنة، استراتيجية التنصير فالعالم الإسلامي، الأقباط في مصر، في المسألة القبطية حقائق وأوهام، عروبة مصر وأقباطها، أكذوبة الاضطهاد الديني في مصر، الأقباط المتطرفون في مصر، الفتنة الطائفية… متى وكيف ولماذا؟.

ومن استجاباته للواقع وتلبيته لحاجاته أنه تداعى لتأييد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م، وأصدر فيها كتابًا بعنوان: ثورة 25 يناير وكسر حاجز الخوف.

كما كان له اهتمام خاص بقضية فلسطين، وكتب فيها أو مقال له بعنوان: “جهاد” نشر في صحيفة مصر الفتاة عام 1948م، كما كان له كتب عنها، ومن ذلك: فلسطين والقدس، في فقه الصراع على القدس و فلسطين، القدس الشريف رمز الصراع وبوابة الانتصار، القدس.. أمانة عمر في انتظار صلاح الدين، القدس بين اليهودية و الإسلام.

التصدي للتحديات التي تواجه الإسلام

وهذا المحور هو منبثق عن السابق، فالوعي بالواقع يثمر إدراك التحديات ومن ثم التصدي لها، وقد كان يتابع في حركة دائبة التحديات التي تواجه الإسلام، والمخاطر التي تهدده سواء من حقد الكنيسة الغربية والشرقية، وقد أسلفنا عناوين كتب في هذا، أو مؤامرات الصهيونية العالمية، أو ضلالات وجهالات العلمانيين والمتغربين، ومعاركه الفكرية التي خاضها في حياته ضد هذه الجهات جميعًا شاهدة على رصده الحثيث للواقع المثمر وعيًا بالتحديات والاستجابة لها.

وقد أصدر في ذلك عددًا من الكتب منها: التفسير الماركسي للإسلام، الخطاب الديني بين التجديد الإسلامي والتبديد الأمريكاني، مستقبلنا بين التجديد الإسلامي والحداثة الغربية، الإبداع الفكري والخصوصية الحضارية، مخاطر العولمة على الهوية الثقافية، مقالات الغلو الديني و الاديني، الإصلاح الديني في القرن العشرين.

وأصدر أيضًا: في فقة المواجهة بين الأمريكي الغربي والإسلام، الغارة الجديدة على الإسلام، العلمانية، سقوط الغلو العلماني، علمانية المدفع والإنجيل، فكر التنوير بين العلمانيين والإسلاميين، العلمانية بين الغرب والإسلام، نهضتنا الحديثة بين العلمانية والإسلام، الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين، مأزق المسيحية والعلمانية في أوروبا، تحرير المرأة بين الغرب والإسلام، الإسلام والغرب افتراءات لها تاريخ، الحضارات العالمية تدافع أم صراع.

الرد على الشبهات

إذا كان المفكر صاحب المشروع يهتم ببيان الفكرة وإقامة الدليل عليها، ورصد الواقع والاستجابة لاحتياجاته، ويقف أمام التحديات التي تواجه الإسلام، فإنه مطالب بالقدر نفسه بالرد على الشبهات التي تثار حول الفكرة وحقيقتها وطبيعتها وأدلتها.

وقد أسهم مفكرنا العظيم د. محمد عمارة بنصيب وافر في الرد على الشبهات، وأصدر في ذلك عددًا من الكتب، منها: حقائق الإسلام في مواجهة المشككين، نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم، شبهات وإجابات حول مكانة المرأة في الإسلام، رد الشبهات عن الإسلام، شبهات حول القران الكريم، شبهات حول الإسلام، حقائق وشبهات حول السنة النبوية، إزالة الشبهات عن معاني المصطلحات.

الكتابة عن الأعلام

عبد الرحمن الكواكبي أحد مؤسسي الفكر القومي العربي.

هذا المحور خارج عن إطار العناصر التي تكون المشروع الفكري، وإنما يستعرض تاريخ هؤلاء الأعلام، ومشروعاتهم الفكرية، ومواقفهم، ومكانتهم وعلمهم.

وقد كتب د. محمد عمارة عن كثير جدًا من الأعلام قديمًا وحديثًا، وأصدر في ذلك عددًا من الكتب، منها: أعلام الفكر الإسلامي والحديث، عبد الرحمن الكواكبي، عبد الرحمن الكواكبي.. طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، عبد الرحمن الكواكبي.. شهيد الحربة ومجدد الإسلام، الشيخ عبد الرحمن الكواكبي هل كان علمانيًا؟، علي مبارك مؤرخ و مهندس العمران، الإمام محمد عبده.. مجدد الدنيا بتجديد الدين،

وأصدر أيضًا: جمال الدين الافغانى موقظ الشرق وفيلسوف الإسلام، جمال الدين الأفغاني المفترى عليه، أبو حيان التوحيدي بين الزندقة والإبداع، الشيخ محمد الغزالي.. الموقع الفكري والمعارك الفكرية، قاسم أمين.. تحرير المرأة والتمدن الإسلامي، معالم المشروع الحضاري في فكر الإمام الشهيد حسن البنا، الدكتور عبد الرازق السنهوري.. إسلامية الدولة والمدنية والقانون.

ومن كتبه أيضًا: رفاعة الطهطاوي.. رائد التنوير في العصر الحديث، من أعلام الإحياء الإسلامي، شخصيات لها تاريخ، رفع الملام عن شيخ الإسلام ابن تيمية، عمر بن عبد العزيز.. ضمير الأمة وخامس الخلفاء الراشدين، ابن رشد بين الغرب والإسلام.

هذه الجوانب التي تشكل معالم المشروع الفكري للدكتور عمارة يحتاج كل معلم منها إلى دراسة مستقلة بل دراسات تبين منهجه فيها، وعطاءه الذي أعطاه، والجهد الذي بذله، واستمداد كل محور من هذه المحاور، وامتداداتها وآثارها في الفكر والواقع والحياة، وبيان المآخذ التي تؤخذ على كل جانب سواء أكانت هذه المآخذ نواقص تحتاج لتكميل، أم أخطاء تحتاج لتصحيح، أم غوامض تحتاج لتوضيح، وهو بشر ليس معصومًا، ويؤخذ من كلامه ويرد عليه.

المعالم العشرة لتميز المشروع الفكري لعمارة

انعقدت للدكتور محمد عمارة ميزاتٌ عظيمة ربما من النادر أن تجتمع في عالم أو مفكر خلعت على مجمل مشروعه ما يمكن تسميته بـ “التميز” و”الفرادة” و”التأثير”، وذلك في عصره على الأقل، بما جعله قلعة من قلاع الفكر الإسلامي الحارسة لتعاليم الإسلام والمرابِطة على ثغوره في عصره على حد وصف شيخنا الإمام يوسف القرضاوي الذي كتب عنه كتابًا سماه: الدكتور محمد عمارة، الحارس اليقظ المرابط على ثغور الإسلام.

وكما أسماه الشيخ المفكر العظيم محمد الغزالي في إهدائه كتاب: “نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم”، كتب فيه:

إلى أخي الحبيب د. محمد عمارة داعية الإسلام وحارس تعاليمه، مع الدعاء.

وهذه الميزات تمثل جمعه بين أمور كثيرة ومن زوايا متعددة، وثقافات متنوعة، وهذا الجمع قد يكون بين أشياء متكاملة، أو متنوعة، أو متناقضة ومتعارضة في بعض الأحيان؛ حيث إن جمع المفكر بين أكثر من ثقافة -في تقديري- هو الذي يعطي لفكره قوة وإبداعًا، ويمده بالتجديد ويمنحه القدرة على الاجتهاد، ويوفر له عمق المدارك، ويهيئ له سعة الأفق، وهذا لا يتوفر فيمن عكف على مجال واحد أو تخصص واحد أو ثقافة واحدة.

وفي السطور الآتية نرصد هذه الأمور التي جمعها د. عمارة، وانعكست على مشروعه على النحو الآتي:

الجمع بين دراسة الفكر الإسلامي ودراسة الفكر الغربي

في دراسته واهتمامه جمع عمارة بين دراسة الفكر الإسلامي ودراسة الفكر الغربي؛ حيث درس الفكر الإسلامي من خلال تخصصه في الفلسفة الإسلامية والفرق الإسلامية والتيارات الإسلامية، وكذلك من دراسته في الأزهر، كما اهتم بالفكر الغربي بحكم اشتغاله بالفكر عمومًا، وطالع مشروعاتهم ومخططاتهم بحكم اهتمامه بالإسلام والتحديات التي تواجهه من الغرب والشرق، وأصدر في ذلك عددًا من الكتب تدل بعنواناتها فقط على هذا الجمع والمقارنة.

منها: الخطاب الديني بين التجديد الإسلامي والتبديد الأمريكاني، مستقبلنا بين التجديد الإسلامي والحداثة الغربية، في فقه المواجهة بين الغرب والإسلام، الغارة الجديدة على الإسلام، العلمانية بين الغرب والإسلام، مأزق المسيحية والعلمانية في أوروبا، تحرير المرأة بين الغرب والإسلام، الإسلام والغرب افتراءات لها تاريخ، الحضارات العالمية تدافع أم صراع، الإسلام في عيون غربية بين افتراءات الجهلاء وإنصاف العلماء.

وهذا الجمع بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي منح عمارة تمايزًا وتميزًا في طرحه، واستطاع من خلاله أن يبين ميزات وامتيازات الفكر الإسلامي على الفكر الغربي، بل يجلب من آراء وشهادات الغربيين ما يعد انتصارا للإسلام، ومن ذلك مثلًا أنه جمع في كتابه: “الإسلام في عيون غربية ” اثنتين وثلاثين شهادة لغربيين غير مسلمين ينصفون فيها الإسلام، وقد قال أبو الطيب المتنبي:

ونَــذيمُهُم وبِهِــم عَرفْنــا فَضْلَــهُ ** وبِضِدِّهـــا تَتَبَيَّـــنُ الأشْـــياءُ

وقال دوقلة المنبجي من قصيدته: “اليتيمة”:

ضِدانِ لما اسـتُجْمِعا حَسُنا ** والضِّدُّ يُظهِرُ حُسْــنَهُ الضِّدُّ

وقد ظهر ذلك الحسنُ جليًّا في القضايا والأفكار التي قارن فيها بين رؤية الفكر الإسلامي ورؤية الفكر الغربي، ففي المرأة مثلًا يبين كيف تناول الفكر الغربي المرأة وعرضها على أنها سلعة وشيء، في حين أن الإسلام يرى المرأة إنسانًا مكرمًا مشرفًا له حياؤه وخصوصيته، ولا يمنعه من ممارسة الحياة العامة ونفع البشرية وفق الضوابط الشرعية التي تحفظه وتصونه بما يحقق الالتزام ويجمع إليه الفعل الحضاري الراشد للأمة.. وهكذا في كل القضايا التي يتناولها تُظهر المقارنةُ فيها حسنَ الإسلام وامتيازَه وتميزه على الفكر الغربي.

الجمع بين علوم النقل وعلوم العقل

ومن معالم تميز المشروع الفكري للعلامة د. عمارة أنه جمع بين معرفة علوم النقل، ومعرفة علوم العقل، وقد توفر له ذلك من دراسته للعلوم الشرعية في الأزهر ودار العلوم فحاز علوم النقل، ومن تخصصه في الفلسفة الإسلامية والفكر الإسلامي بدراسة الفرق الإسلامية فحاز علوم العقل.

ولقد كتب د. عمارة عن علوم القرآن وعلوم السنة، وعلوم الفقه والاجتهاد بما مثل رؤية له في النظر إلى هذه العلوم تستحق الفحص والدراسة، كما أن الشبهات التي أوردها وقدم ردودًا شافية عليها يتجلى فيها العلم بالنقل وفهمه وفق رؤية “عقلانية مؤمنة” كما كان يسميها، ووفق منهجية “وسطية جامعة” كما كان يصفها.

كذلك كتب في الفرق الإسلامية وحاز رسالتيه للماجستير والدكتوراه عن المعتزلة وفكرها ورؤيتها في الحرية والسياسة والخلافة؛ فضلًا عن تشبعه في قسم الفلسفة بدار العلوم من علوم العقل، وهو الذي كتب كتاب: “مقام العقل في الإسلام”، وتحدث عن “العقلانية المؤمنة”، و”الوسطية الجامعة” كما سبقت الإشارة، وقرأ الشرع بالعقل وحكم العقل بالشرع، في مجمل ما كتب، وقد تختلف معه في بعض القراءات والاجتهادات لكنك لا تنكر جسارته وجرأته في نقاش القضايا وممارسة الاجتهاد، وكيف كان سيفًا مسلطًا على التيارات المعادية للإسلام والذب عن حماه.

وقد تجلت آثار هذا العلم العقلي “الراشد” عنده في تمكنه من تقديم قراءة راشدة للنقل، مرتبطة بالأصل وموصولة بالعصر وملبية لحاجات الواقع وهموم الأمة وقضايا الإسلام، واستطاع أن يدحض القراءات المختلفة للإسلام: ماركسيةً وعلمانية وشيوعية ورأسمالية، وغربية، وأن يضعها تحت مجهر الإسلام والعقلنة المؤمنة، ويفندها تفنيدًا تامًا لا يرفع عنها المجهر إلا بعد أن يتركها كأنها أعجاز نخل خاوية.

الجمع بين دراسة الإسلام ودراسة الأديان الأخرى

من المعالم التي ميزت المشروع الفكري للدكتور عمارة أنه جمع إلى المعرفة بالإسلام وعلومه أصولًا وفروعًا، منقولًا ومعقولًا، ممارسًا للاجتهاد غير مخلد للتقليد ولا التعصب لأحد.. جمع إلى ذلك الاطلاع الواسع على “الأديان” الأخرى، ومقارنة كثير من القضايا التي يتناولها بين رؤية الإسلام لها ورؤية الأديان الأخرى، وبخاصة اليهودية والنصرانية.

وقد صنف د. عمارة عددًا من الكتب تبرز هذا الجمع بين الثقافتين، ومن ذلك: علمانية المدفع والإنجيل، مأزق المسيحية والعلمانية في أوروبا، القدس بين اليهودية والإسلام.

وتظهر فوائد هذا الجمع حين يتناول قضايا فكرية وتشريعية؛ فهو حين يتحدث عن المرأة أو النفس البشرية أو قيمة الإنسان أو الزواج والطلاق أو الحرية في ظل عبودية الله، كل هذه القضايا وغيرها حين يتناولها يذكر رؤية الإسلام الفريدة والجامعة لها، والرؤى الأخرى في الأديان الأخرى.

وإذا تحدث عن “الإسلام والآخر” -كما هو أحد عنوانات كتبه- يبين عظمة الإسلام في قبوله بالتعايش مع الآخر وعيش الآخر في ظله، مع بيانه لضيق الأديان والمذاهب الأخرى ذرعًا بالآخر: رفضًا وعنصرية وإبعادًا، بل يصل الأمر إلى القتل والسحق والإقصاء.

وهكذا يجلي عمارة عظمة الإسلام حين يقارنه بالأديان والمذاهب والرسالات والقوانين الأخرى، وهو ما يمثل أحد ركائز الدعوة لدين الإسلام في الشرق والغرب، قديمًا وحديثًا.

الجمع بين الدراسة في الأزهر والدراسة في دار العلوم

الجامع الأزهر هو أهم مساجد مصر، وأحد المشاعل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام.

ومن المعالم التي ميزت مشروع عمارة الفكري، ومنحته أبعادًا جديدة متجددة، وأعطته آفاقًا أوسع في التعامل الواقعي والحيوي مع الواقع وقضايا الأمة أنه درَسَ في الأزهر الشريف بما يُدرَّس فيه من متون شرعية، وبين دراسة دار العلوم الأكثر حيوية وقدرة على تكوين الدارس فيها على الاجتهاد والتجديد والواقعية والفاعلية، وهذه ميزة يدركها كل من درس في المعهدين العريقين أو حتى درس في دار العلوم وحدها.

كما أن الدراسة في دار العلوم خاصةً تعطي العقل مزيدًا من الانفتاح، وتجعله مشرفًا على ثقافات متنوعة: شرعية وتاريخية وفلسفية ولغوية ونحوية وبلاغية وأدبية ونقدية، يضاف لهذا أن د. عمارة كانت له اطلاعات واسعة على الأدب واللغة في وقت مبكر من حياته -كما ستأتي الإشارة- مما منحه ما يمنحه التمكنُ من اللغة وآدابها، وهو ما انعكس على القضايا التي يتناولها في الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين المثالية والواقعية.

وقد أشار د. عمارة في بعض لقاءاته التلفزيونية -مع د. جاسم الموطوع- إلى مدى تأثره بدراسته في دار العلوم، وانعكاس هذه الدراسة على تفاعله مع الواقع وقدراته على الاجتهاد والتجديد، كما ظهر في كثير من عنوانات كتبه عن التجديد والاجتهاد، وكذلك مقالاته وأحاديثه الفضائية والإذاعية.

الجمع بين دراسة المذاهب الكلامية القديمة والتيارات الفكرية المعاصرة

محمد عمارة

استطاع د. عمارة أن يدرس المذاهب الكلامية القديمة بحكم دراسته في قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بالقاهرة، واطلاعه الواسع على الفلسفة القديمة والمشائية والفكر الإسلامي المعاصر، وتخصصه في الماجستير والدكتوراه في المعتزلة عن الحرية عندهم، والحكم والسياسة في فكرهم، وجمع مع هذا دراسة التيارات الفكرية والمذاهب المعاصرة.

بل عاش معهم وانتمى لهم بعضًا من الزمان، وقد ساعده على هذا الانتماء -كما يحكي هو- حبه للحرية وتعلقه بقضية العدالة الاجتماعية والمقاومة والثورة، ولم يكن انتماؤه لها عن عقيدة أو أيديولوجيا تخالف الإسلام، ثم حين تعمق في دراسة الإسلام وجد فيه هذا وأكثر بصورة أرقى وأعدل وأعمق وأشمل مما ترتب عليه تركه لهذه التيارات.

وقد كتب عمارة بعض كتبه تشير إلى هذا الجمع، وإلى وعيه الدقيق بمذاهب الفكر المعاصر، ومن ذلك: العلمانية، سقوط الغلو العلماني، نهضتنا الحديثة بين العلمانية والإسلام، التفسير الماركسي للإسلام، مستقبلنا بين التجديد الإسلامي والحداثة الغربية، وغير ذلك من كتب.

والميزة هنا أن وعيه بالفرق القديمة وتياراتها في الفكر الإسلامي وتراثه العقلي العظيم قد منحه القدرة على تخريج المذاهب والتيارات الفكرية المعاصرة عليها، ومعرفة مداخلها ومساربها ودهاليزها وشبهاتها وأفكارها ومنطلقاتها ومرتكزاتها؛ فضلًا عن خبرته العميقة ومعرفته الدقيقة بالتيارات المعاصرة مثل الاشتراكية والماركسية والعلمانية من خلال دراسته لها وانتمائه لبعضها وقتًا من الزمان.

وهو الأمر الذي ساعده في هدم هذه الأفكار ودمغ مفكريها وكشف عوارهم والرد على شبهاتهم وأفكارهم بالحجة القاطعة والبراهين الساطعة التي كان يلجمهم بها إلجامًا، وهذا ما جعل عمارة فارسًا في المناظرة والحوار، وهو ما شهدته الساحة له وعرفته عنه في مسيرته الفكرية والدعوية والحضارية.

ونكمل في الجزء الثاني رحلتنا مع راهب الفكر وفارس الميدان محمد عمارة بإذن الله.

الكاتب: د. وصفي عاشور أبو زيد.

المصادر

  1. الدكتور محمد عمارة الحارس اليقظ المرابط على ثغور الإسلام (كتاب) – د. يوسف القرضاوي.
  2. المشروع الفكري للدكتور محمد عمارة (كتاب) – د. يحيى رضا جاد.
  3. العلامة الدكتور محمد عمارة في رحاب الله (مقال). د. إبراهيم البيومي غانم.
  4. محمد عمارة سيرة ومسيرة (حوار الجزيرة) – د. معتز الحطيب.
  5. محمد عمارة جهاد في خدمة الإسلام (مقال) – أشرف عيد العنتبلي.
  6. حلقة برنامج وحي القلم: محمد عمارة .. الاعتكاف في محراب الفكر. قناة الجزيرة. تاريخ البث 13/7/2015م.

كلمة حق

تقارير ومقالات يتم إعادة نشرها من مجلة كلمة حق.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. جزاك الله خيرا يا دكتور وبارك الله فى عمرك-ورحم الله الدكتور محمد عمارة رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته

  2. بارك الله فيكم دكتور ، ابرزت قامة و عملاق الفكر الاسلامي د. محمد عمارة .
    و كم راقد لي فيه قول الشيخ محمد الغزالي : أنت لست عمارة بل أنت قاعة…..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى