معركة الإسلام المقبلة.. مسلمون وسط آسيا

في بحثه القيّم، الباحث الشيخ عمر عبد الحكيم المشهور بأبي مصعب السوري، سلط الاهتمام بشكل خاص على ما يسمى جمهوريات وسط آسيا الإسلامية، حيث عرض أهم المعلومات التي يجب أن يعرفها المسلمون عنها وتناول أهميتها ودورها في نهضة أمة الإسلام، فضلا عن أهمية الجهاد فيها ليطالب في الأخير بضرورة تكاتف المسلمين لدعم قضية المسلمين في هذه المنطقة.
وقد استهل مقدمة بحثه بالتأكيد على أن ساحات الصراع المهمة في الأيام المقبلة هي: أفغانستان – وسط آسيا – اليمن – المغرب الأقصى – بلاد الشام – وأكناف بيت المقدس. ذلك لتوفر معطيات معينة تجعلها كذلك بالنظر لتاريخ الصراع وجذوره وتاريخ الصحوة الإسلامية والحركات الجهادية المعاصرة وإرهاصات المواجهة.
تضمن بحث الشيخ جملة أبواب تناول في أولها نبذة تاريخية منذ الفتح الإسلامي إلى احتلال الروس، وتحدث في الثاني عن الغزو الروسي لبلاد آسيا الوسطى الإسلامية ومراحله، وبسط في الثالث واقع جمهوريات آسيا الوسطى بعد الاستقلال وتفكك الاتحاد السوفياتي، وسلط الضوء في الرابع على أهمية الجهاد في أفغانستان وآسيا الوسطى وأسباب أولويته. ثم عرّج في الباب الخامس على علاقة الجهاد في أفغانستان وآسيا الوسطى بالجهاد العام بين المسلمين والنظام العالمي الجديد ليختم سفره الثري بالمعلومات التاريخية والتحاليل الاستراتيجية بخاتمة أدرج فيها دراسة عن تركستان الشرقية.

منطقة وسط آسيا

وحسب جمع الباحث فإن منطقة وسط آسيا الإسلامية تشمل اصطلاحا، المساحة الواقعة بين الصين شرقا وإيران وبحر قزوين غربا، وما بين الهند والباكستان جنوبا إلى حدود سيبيريا وجبال الأورال شمالا، وتضم وفق مصطلح التقسيم السياسي الاستعماري الحديث كلا من : تركستان الشرقية وعاصمتها أرومتشي، وقيرغيزستان وعاصمتها بتشكيك، وأوزبكستان وعاصمتها طشقند، وكازاخستان وعاصمتها المآتا وتركمانستان وعاصمتها عشق آباد، وطاجيكستان وعاصمتها دوشنبيه وباكستان وعاصمتها إسلام أباد، وأفغانستان وعاصمتها كابول. لتغطي مساحة هذا التواجد الإسلامي المهم والخطير في هذه المنطقة نحو 8 مليون كم مربع، يقطنها ما يزيد على 200 مليون نسمة من المسلمين السنة الأحناف. وتزداد أهمية هذه المنطقة للعوامل السياسية والاقتصادية والبشرية والتاريخية والثقافية الهامة، فهي منطقة استراتيجية جدا وتشكل عقدة فصل ووصل مهمة بين الصين وشرق آسيا شرقا، وبين بحار الجنوب والمنافذ إلى منطقة الخليج العربي ومناطق النفط والممرات المائية الهامة.
كما أنها منطقة تزخر بالثروات الطبيعية الهامة ففيها كميات احتياطية هامة جدا من البترول والغاز والذهب واليورانيوم والأحجار الكريمة وأكثر من تسعين نوعا من المعادن الصناعية الأساسية.
وتعد منطقة غنية جدا بالأمطار والثلوج وبالتالي بالأنهار والبحيرات والمياه الجوفية الوفيرة وهذا يعني بالإضافة لخصوبة الأرض وتنوع الطقس واعتداله ثروات زراعية تفيض كثيرا عن الاكتفاء الذاتي.
وتحتوي أفغانستان ودول وسط آسيا مخزونا استراتيجيا هائلا من المخلفات الصناعية والمنشآت التي خلفها الاتحاد السوفيتي بتفككه من كل المستويات من الصناعات المتوسطة إلى التكنولوجيا الثقيلة وأهم ذلك المخلفات والمنشآت الصناعية العسكرية وهو ميراث دولة عظمى تفككت وترث هذه المنطقة قسما هاما من تركتها.
كما تحتوي المنطقة عواصم إسلامية هامة جدا تعتبر قبلة للمسلمين في المنطقة وحواضر إسلامية ذات تاريخ مهم وحاضر ومستقبل أهم على مستوى حركة المسلمين مثل بخارى وسمرقند وترمذ وطشقند وخوارزم وكابل ومرو.
أيضا تحتوي المنطقة على نحو 350 ألف يهودي أصلي مقيم في المنطقة ينتظرون خروج آخر ملوك بني إسرائيل فيهم وهو الدجال المشار إليه في الآثار وكتب الأديان السماوية الثلاثة.

جهاد وسط آسيا

وتعيش المنطقة صحوة إسلامية عامة وجهادية مبشرة بعد السنوات الطوال التي مرت على الاحتلال الروسي الغاشم وتسلط النظام الشيوعي بعد ذلك، وذلك بفضل الله ثم الجهاد الأفغاني الذي أدى لتحطيم الاتحاد السوفيتي حسب تفصيل الباحث.
وتتعرض المنطقة لغزوة صليبية عارمة تندفع لتحل محل الصليبية الروسية التي أجلت عن المنطقة ويتجلى ذلك باحتلال اقتصادي مكشوف عبر آلاف الاستثمارات الكبرى للأمريكان والدول الغربية في المنطقة التي تشرف اليوم على عملية نهب استعماري اقتصادية فظيعة، يرافق هذا الاحتلال الاقتصادي احتلال صليبي ثقافي عبر غزوات المبشرين والكنائس المنظمة التي هجمت على تلك البلاد فور الانفتاح الذي أعقب ذهاب الروس والانفتاح الديني، الذي أعقبه بعد فترة غورباتشوف.
وتعتبر المنطقة بغزارة السكان فيها سوقا تجاريا مهما ومستهدفا من الدول الصناعية الكبرى .
كما أن الفقر والعوز حالة عامة في طبقات المجتمع ويرى الباحث هذا عاملا استراتيجيا مهما في الدعوة والحركة والجهاد.
ثم إن المسلمون في هذه المنطقة عرفوا بشكمتهم العسكرية وبأسهم في القتال وشدة شوكتهم. وهم متعاطفون ومتعطشون لدينهم الذي حجبوا عنه عقودا طويلة ويعيشون على ذكريات وثارات تاريخية مريرة مع الصليبيين الروس. وهذه المواصفات تشكل أرضية مهمة لقيام الجهاد في المنطقة.
وأوضح الباحث أن قيام دار الإسلام وحكم الشريعة وإمارة المؤمنين في أفغانستان وما فيها من الرصيد الجهادي العسكري من السلاح والخبرات والمجاهدين وتجمع كثير من خبرات وزبدة شباب الجهاد والصحوة الإسلامية المباركة من مختلف مناطق العالم يشكل قاعدة انطلاق وخطوط إمداد استراتيجية بالغة الأهمية لمستقبل الجهاد في المنطقة.
ليصل الباحث أخيرا إلى أهم الأسباب التي ترفع من أهمية هذه المنطقة وهو ارتباط مستقبل حركة الاسلام ببشائر ونبوءات آخر الزمان باجتماع أهل الحق وانطلاق راياتهم الظافرة حيث أن هذه الديار والنبوءات والبشائر متوافقة مع ما أدلى به أهل الكتاب أيضا.
ففي هذه المنطقة وسط آسيا من أوزبكستان إلى أذربيجان يخرج الدجال آخر ملوك يهود وينطلق بعد أن يتبعه سبعون ألفا من يهود أصفهان. حيث ما تزال الجالية اليهودية الإيرانية مقيمة مع باقي الجاليات يحرم عليهم الهجرة إلى إسرائيل كما كل يهود العالم بانتظار ملكهم المسيح الدجال.
ومن هذه المنطقة شمال أفغانستان إلى النهر وما وراءه تخرج الرايات السود التي يكون فيها أو في شوكتها تمكين المهدي المنتظر الذي يملأ الدنيا قسطا وعدلا ويحمل رايات أهل الإسلام إلى النصر والظفر إلى ملاحم آخر الزمان في الشام مع اليهود والنصارى.
ولعل أبرز ما ميّز هذا البسط من قبل الباحث، هو تضافر تلك النبوءات الشرعية والاستقراءات السياسية مع الأسباب العسكرية لتشكيل بعدا استراتيجيا مهما جدا جدا للتحرك الإسلامي والجهادي في هذا المكان وهذا الزمان بالذات حسبما خلص الباحث.

تاريخ دخول الإسلام وسط آسيا

وقد قدّم الباحث أيضا بين طيات بحثه، نبذة تاريخية عن وسط آسيا من الفتح الإسلامي إلى احتلال الروس لخص فيها تاريخ دخول الإسلام للمنطقة عبر حركة الفتوح منذ عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتي استمرت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم على يد القادة والفاتحين في صدر وزمان بني أمية، ولكن لم يستتب فيها حكم الإسلام بقوة إلا في عهد الفاتح الكبير قتيبة بن مسلم الباهلي لتعرف المنطقة ازدهار الحضارة الإسلامية في مرحلتها الذهبية، من أواخر القرن الأول إلى أوائل القرن السابع هجري.حيث بدأ اجتياح التتار بقيادة جنكيز خان للمنطقة سنة 660 ه/1220 م وسقطت عقبه الدولة الخوارزمية التي كانت تحكم المنطقة آنذاك.
ولكن ظهور أحد ملوك المغول في تركستان وأواسط آسيا وهو بركة خان بن جوجي الذي غير اتجاه المغول باعتناقه الإسلام. فحكم المنطقة من 654 ه – 665 ه كان السبب وراء انتشار الإسلام في القبيلة الذهبية التي سكنت أعالي بلاد ما وراء النهر، وبدأ يحارب هولاكو الذي تحالف مع نصارى المشرق، ثم استمر التناوب على حكم البلاد من قبل قادة مسلمين حتى انتهى بها المطاف أن انقسمت في حكمها بين عدة أسر ضعيفة إلى مطلع القرن الرابع عشر الهجري لتسقط لقمة سائغة تحت الغزو الروسي القيصري.
تأتي بعد هذا مرحلة الغزو الروسي لبلاد آسيا الوسطى الإسلامية وهو عنوان الباب الثاني من البحث سرد فيه الباحث تفاصيل هذا الغزو وأسباب تمكنه من البلاد وكيف استطاع ستالين أن يخدع الكثير من القيادات الدينية الإسلامية من أعلى ممثلي الإفتاء إلى كثير من عوام المسلمين.
وبعد وصول غورباتشوف للحكم بعد حركة البروستريكا وتفكك الاتحاد السوفيتي زالت الشيوعية واستقلت شكليا جمهوريات وسط آسيا ولكنها بقيت مرتبطة مع روسيا بإدارة عسكرية وتواجد عسكري فعلي لا سيما على الحدود وخصوصا في طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان.
ثم أنشأ بإشراف أمريكي رابطة دول وسط آسيا لمقاومة الإسلام الزاحف من أفغانستان .

في الباب الثالث عرض الباحث خلاصة أحوال جهموريات آسيا الوسطى الإسلامية، بعد رحيل السلطة الروسية، والتي تجلت في استمرار العلاقات الأمنية والعسكرية مع الجيش والأمن الروسي لا سيما على الحدود مع أفغانستان وارتباط الدول الخمسة بإشراف روسي أمريكي في حلف دول وسط آسيا وهو حلف أمني عسكري لمواجهة مد الجهاد والإسلام القادم من أفغانستان.
وشهدت المنطقة حلول الاحتلال والنفوذ الأمريكي اليهودي الغربي وما يتبع ذلك من سيطرة اقتصادية وثقافية وحركات تبشير وتنصير مكان النفوذ الروسي الشيوعي السابق.
وأعقب ذلك تحول الكوادر والأحزاب والشخصيات الشيوعية الأساسية إلى العمالة للأمريكان تحت مسميات جديدة قومية ووطنية وديمقراطية.
واستمرت على إثره سياسة العداء للإسلام وبشكل سافر على يد المرتدين والشيوعيين من أبناء المسلمين في البلد بعد أن كانت هذه المهمة موكلة للاستعمار الصليبي الروسي حسبما رصد الباحث. وبذلك شنت هذه الحكومات حربا مكشوفة على الحركات والدعوة والنشاطات الاسلامية المختلفة كالمدارس ودور التحفيظ ومظاهر الالتزام. فطاردت بشكل خاص التوجهات الجهادية كما في عموم بلاد الإسلام تحت مسمى مكافحة الإرهاب.

طاجيكستان

وفي طاجيكستان وصلت المواجهة مع الاسلاميين لحد الصدام المسلح وتمكنت الحكومة من تدجين الحركة الاسلامية الأساسية فيها وهي حركة النهضة فيما استمرت أجزاء من الحركة ذات التوجه الجهادي مسيطرة على مناطق وأجزاء من طاجيكستان.

أوزبكستان

أما في أوزباكستان ومع ميلاد بوادر جهادية وصلت لحد التخطيط لقتل رئيس الدولة وتنفيذ بعض الأعمال الجهادية العسكرية حصلت موجة من الاعتقالات تلتها محاكم صدرت فيها أحكام ظالمة بالإعدام على ستة مجاهدين وبالسجن على عشرات آخرين وأثبتت هذه المواجهة الدعم والتعاون الأمني الإقليمي على مستوى الدول الخمسة والدولي بإشراف أمريكي وهو تعاون عكس تخوفهم الشديد من قفزة يحققها جهاد المسلمين في آسيا الوسطى بعد الانتصار الزاهر الذي حققوه في أفغانستان وأدى لقيام نواة حقيقية لدولة الإسلام المرتقبة ونهضة المسلمين المنشودة .حسبما يرى الباحث.

في الباب الخامس تطرق الباحث لأهمية الجهاد في منطقة آسيا الوسطى وأسباب أولويته، ذلك لتضافر الأدلة والأسباب الاستراتيجية السياسية والعسكرية مع النبوءات والبشارات الواردة في السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام والتي تعضدها النبوءات الواردة في آثار أهل الكتاب أيضا، مما يعطي الجهاد في هذه المنطقة ليس فقط أهمية بل أولوية على كافة الساحات الأخرى في المرحلة الحالية. ويوصي الباحث دعاة الإسلام والجهاد أن يولوا هذا الأمر عناية فائقة لسد الثغرات على شياطين الجن والأنس أن يدمروا آمال الإسلام والجهاد من هذا الباب الخطير ويوحدوا الجهود العربية والعجمية بصرف النظر عن أي شعار إلا شعار هذه الأمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وقوله تعالى : (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) وقوله صلى الله عليه وسلم (دعوها فإنها منتنة) فإن آمال أهل الإسلام في المنطقة وما وراءها اليوم متعلقة برايات الجهاد في هذا المكان على حدّ قول الباحث.

الخاتمة

في الباب السادس الخاتم وتحت عنوان علاقة الجهاد في أفغانستان ووسط آسيا بالجهاد القائم بين المسلمين والنظام العالمي اليهودي الصليبي الجديد، بسط الباحث أهمية الجهاد في هذه البلاد مرتكزا على نقاط شرعية واستراتيجية سياسية وعسكرية كثيرة سبق وأن ذكرها في بحثه وأضاف عليها، ضرورة وإمكانية توليد نواة جهادية مسلحة وصاحبة خبرة تمكن لدار الإسلام هذه وتوسع رقعتها وتتخذها منطلقا نحو ما يليها الأهم فالأهم والممكن فالممكن.
ثم إن البشائر والعلامات الشرعية السياسية والعسكرية تشير إلى ضرورة صمود ثلة من أصحاب العزائم على الدعوة والجهاد والهجرة لوضع القواعد الأولى لانطلاق الرايات السود بالفرج والفتح ونصرة المهدي الذي يملأ هذه الدنيا التي ملئت فعلا جورا وظلما بالعدل والقسط.
كما يرى الباحث أنها دار التقاط أنفاس وتجهيز وترقب للبشائر والنبوءات. ودار رباط وانتظار لملاحم آخر الزمان وآخر صراعات الحق والباطل. ودار هجرة بعيدا عن مفاسد الدنيا وضلالات قوانين الكفر وتحكم أقطاب النظام العالمي الجديد من اليهود والصليبيين والمرتدين والمنافقين على حدّ قوله.
فضلا على أنها دار جهاد وقتال وترقب للشهادة في سبيل الله والتعرض لنفحات الجنة . كما قال الباحث مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة”.
وأدرج الباحث في نهاية بحثة لمحة جغرافية عن تركستان الشرقية عرج فيها على واقع الإسلام في البلاد والاحتلال الصيني لها، وما تلاه من استقلال والحكم الصيني الشيوعي فيها ومرحلة “ماوتسي تونغ” زعيم الحزب الشيوعي الصيني لتدخل القوات الصينية تركستان الشرقية في أكتوبر 1949 م معلنة عهدا جديدا من الإرهاب والظلم في تاريخ تركستان الشرقية المسلمة. ثم بعد “ماوتسي تونغ” تحول الصينيون من تطبيق سياسة الإرهاب المكشوف إلى ممارسة سياسة تطبيق الشيوعية العلمية والتصيين الثقافي لمحو معالم الحضارة التركستانية الشرقية الإسلامية.

ووقّع الباحث بحثه بتاريخ 27 رجب 1420 هـ الموافق لنوفمبر 1999م. ليمثل أحد أهم الدراسات الوافية عن منطقة وسط آسيا الإسلامية التي تزخر بها المكتبة الإسلامية، والكتاب متوفر على الأنترنت ومواقع المكتبات الإلكترونية.

د. ليلى حمدان

كاتبة وباحثة في قضايا الفكر الإسلامي، شغوفة بالإعلام وصناعة الوعي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. احسن الله إليك دكتورة وجعله في ميزان حسناتك …. بصراحة منطقة نجهل الكثير عنها مثلها مثل كثير من البلاد الاسلامية ، عفا الله عنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى