معركة التغيير لها جناحين لابد من تكاملهما ..
جانب الوعي و جانب المقاومة ..
و إذا انفصل اى جانب منهم على الاخر فلا تتوقع أنك المنتصر في المعركة ..
فالوعى بدون مقاومة و قوة تحميه يكون مجرد كلام على ورق كالبذور في الهواء ..
و المقاومة بدون وعى تكون وبال ..
و من هذا المنطلق فإن أخطر حالات التغيير هى التى يجتمع فيها الجناحين سوياً ..
مقاومة مبنية على المنهج ..
وذلك لأن التصادم بين الحق والباطل هو تصادم أزلي لابد منه ، والمعركة بينهم معركة وجودية ..
ولكن الأساس في هذا التصادم أن يكون مستنداً إلى الحق والمنهج الصحيح ..
فعلي مدار 4 سنين من الثورة كانت أنجح لحظاتها تلك التى اشتعلت في 28 يناير و المعروفة بجمعة الغضب ..
فكُسرت القبضة الامنية على البلاد بغياب الشرطة و من هنا كسر أحد اركان القوة التى كان يعتمد عليها النظام .. فيناير لم تكن سلمية كما يردد الكثير !
و حرق الاقسام و مقرات الحزب الوطنى لم يكن بلطجة ..
و أى سعي للتغيير بدون البحث عن كسر قوة النظام فلن يكون له اى نتيجة و قد رأينا ذلك على مدار ما يزيد عن 500 يوم من التظاهر ..
ثم بعد أن بدأ الشباب فى التوجه إلى كسر مراكز قوة النظام و هز هيبته ، وبدأت شرارة التصادم الحقيقي مازال هناك جانب غائب على الرغم من أنه أهم مايمكن ..
الوعى !!
مازال هناك من يبذل كل مايبذل فى سبيل وهم الديمقراطية أو شرعية صناديق زائفة ..
مازالت هناك قيادات ونخب تحتكر المشهد فتحول دماء الشباب إلى ثمن للمفاوضات ورضا السيد الأمريكي ..
ففى ذلك الوقت الذى تخلي فيه الشباب الثائر ع السلمية وأيقنوا أنها لاتصلح أبداً كمنهجاً للتغير ، وبدأوا بالفعل فى التصادم مع النظام .. كانت نخب الإخوان فى أمريكا لتكوين ماأسماه وليد شرابي بـ المجلس الثوري المصري ولقاء العديد من صناع القرار فى أمريكا !!
فى الوقت الذى يقوم فيه الشباب الثائر بحرق علم أمريكا فى الشوارع يظهر وليد شرابي رافعاً علامة رابعة وخلفه العلم الأمريكي !!
فى الوقت الذي يصمد فيه شباب المطرية وغيرهم من الشباب الغاضب ، يزور مصر وفد أمريكي بشكل طارئ !
علشان كده لازم تكون مركز جداً جداً ..
التصادم قائم مادامت السماوات والأرض ، ولكن كل صدام بدون نقاء القيمة الكامنة خلفه زائل
دون منهج حاكم للقوة ، و دون غاية واضحة تُستخدم فيها دماء الشباب من أجلها .. فالطاقات مستنفذة ، دون “نتيجة” ..
فلا كانت المقاومة يوماً مجرد حمل سلاح وفقط ، فليس هناك مثالاً علي ذلك أوضح من حماس التي حولت القضية الفلسطينية من قضية عقائدية وجهاد في سبيل الله إلي مجرد قضية قومية وطنية ، ومن الدفاع عن المقدسات إلي الدفاع عن حدود سايكس بيكو ..
فهي التي أشادت بها الأمم المتحدة ونفت عنها “الإرهاب” .. !
حتى أنها كانت تستخدم الصواريخ فقط للضغط من أجل الإجبار علي المفاوضات ..
فضاعت القيمة وضاع معها معنى المقاومة ..
لذلك ابحث عن القيمة ، والسلوك سيأتي منها
نقلا عن صفحة ضد الهيمنة، يمكنك متابعتها من هنا