معضلة الجو: استراتيجية مواجهة التفوق الجوي – الاستراتيجية العسكرية

هذا الموضوع جزء من سلسلة موضوعات ضمن دراسة معضلة الجو: استراتيجية مواجهة التفوق الجوي.

يتكون فهرس تلك السلسلة من:

  1. معضلة الجو: استراتيجية مواجهة التفوق الجوي – تقييم القوة الجوية المعادية.
  2. معضلة الجو: استراتيجية مواجهة التفوق الجوي – الدفاع الجوي السلبي.
  3. معضلة الجو: استراتيجية مواجهة التفوق الجوي – الدفاع الجوي الإيجابي.
  4. معضلة الجو: استراتيجية مواجهة التفوق الجوي – بناء قوة الردع

حاولنا عبر الأبواب السابقة تسليط الضوء على كيفية بناء استراتيجية في مواجهة التفوق الجوي المعادي ولابد أن نفرق بين الاستراتيجية والخطة فالاستراتيجية عامة وشاملة أما الخطة خاصة ومحددة ويمكن بناء عدة خطط مختلفة استنادا على نفس الاستراتيجية تبعا لتغير المعطيات والمعلومات والإمكانيات.

سنناقش في هذا الباب بعض المبادئ الاستراتيجية والنصائح الاستراتيجية والتكتيكية التي تساعدنا في صياغة خطة المواجهة في ضوء الاستراتيجية العامة التي نعيد التذكير هنا بأركانها الثلاثة ولابد أن نقول إننا نرى أن أي استراتيجية لمواجهة التفوق الجوي من الضروري أن تتضمن الأركان الثلاثة وليس المقصود أن تتضمن جميع ما تم ذكره ومناقشته تحت كل ركن بشكل كامل ولكن المقصد أن تكون كل الأركان ممثلة بنسبة معينة حسبما تسمح به الظروف والإمكانيات والمعطيات المختلفة لكل ساحة ومعركة.

أركان الاستراتيجية

الركن الأول: الدفاع الجوي السلبي: وهو الركن الأول في الاستراتيجية ولا مبرر لعدم العناية به تحت أي ظروف وبأي إمكانيات متاحة.

الركن الثاني: الدفاع الجوي الإيجابي: ولسنا نعنى في هذا الركن إقامة دفاع جوي متكامل لأن المفترض في الدفاع الجوي المثالي هو قدرته على إسقاط جميع التهديدات الجوية من مسافة وارتفاع صفر وإلى ما لا نهاية وهو ما لا يتحقق عمليا ولذا فإن أي دفاع جوي يعتبر فعال أو يعول عليه إذا تمكن من إسقاط 5 % على أقل تقدير من التهديدات الجوية التي تدخل مجاله الجوي المفترض حمايته.

من الضروري معرفة وإتقان التكتيك الخاص باستعمال رشاشات م.ط. وصواريخ م.ط. المحمولة على الكتف وكيفية عمل الكمائن الجوية. أيضا معرفة التكتيك الأمثل في استعمال المنظومات ذاتية الحركة التي تحتوي على رادار وكيفية المناورة بها لرفع بقائيتها في ساحة المعركة وحمايتها من الاكتشاف والتدمير بالوسائل المضادة للرادارات.

الركن الثالث: قوة الردع

تمت مناقشة هذا الركن بالتفصيل في الباب الرابع فليرجع له.

سوف نعرج الآن لمناقشة أهم مبادئ الاستراتيجية أو الحرب الواجب مراعاتها عند وضع الاستراتيجية والخطط وهي أساسية في تخطيط الحرب ككل وليست خاصة باستراتيجية معينة أو فرع معين من القوات المسلحة وتعتبر من صلب علم الاستراتيجية ولن نتعرض لشرح المبادئ أو تفصيلها فهذا ليس موضوع البحث الذي نحن بصدده لكن سنذكر مفهومها بإيجاز وعلاقتها بمواجهة التفوق الجوي المعادي.

مبادئ استراتيجية (مبادئ الحرب)

وحدة القيادة والخطة والتنفيذ

هذا المبدأ الرئيسي في أي تخطيط في أي مجال وبدونه لا يمكن إنجاز أي شيء ذا قيمة حقيقية على أرض الواقع ووحدة القيادة ينتج عنها وحدة الخطة والانضباط والطاعة ينتج عنها وحدة التنفيذ. فلابد للجسم العسكري مهما بلغ حجمه أن يكون مثل جسم الإنسان له عقل واحد يتمثل في القيادة وجسم به الكثير من الأعضاء كلا منها يؤدي وظيفته تحت قيادة وسيطرة القيادة وأطراف تتحرك في تناغم وانسجام ويؤدي هذا الجسم جميع المطلوب منه بكفاءة ومهارة طالما يخضع لقيادة وعقل سليم يقوده بشكل صحيح فوظيفة العقل القيادة والسيطرة ووظيفة الجسم الانضباط والتنفيذ ويتوقف النجاح على كفاءة وقدرة القيادة وكفاءة التنفيذ كجسم واحد.

هذا المبدأ كما ذكرنا مرتبط بجميع المستويات وجميع الصراعات والحروب وليس فقط مواجهة التفوق الجوي المعادي.

الأمن والسرية

الأمن كمبدأ استراتيجي في الحرب يدور حول مفهوم سرية وأمن جميع المعلومات التي تخص القوات العسكرية في جميع المستويات وجميع الأحوال ويدور أيضا حول الحماية للقوات من التهديدات خصوصا أثناء تمركزها أو تحركها أي بمعنى أخر حماية القوات في جميع الأحوال ما عدا حال المعركة والاشتباك.

مبدأ الأمن والسرية مبدأ هام للغاية ويتوقف النجاح العملي على مدى نجاحنا في تطبيق هذا المبدأ بشكل فعال ومنضبط.

قد يبدو صعبا في ظل السماوات المفتوحة والتكنولوجيا المتطورة أن نتمتع بالأمن بصورة كبيرة ولكن كما قلنا الأمن مفهوم شامل لكل المستويات سواء الاستراتيجية أو العملياتية والتكتيكية وفي جميع مراحل الحرب لذا لابد من الحرص على تطبيقه بشكل شامل بحيث يكون المتاح من المعلومات أقل بكثير من المطلوب لدى العدو وهذا قابل للتنفيذ عمليا بالرغم مما ذكر عن طبيعة العصر التكنولوجيا ولابد لنا من دراسة الأساليب التكنولوجية بصورة جيدة لكي نعرف حجمها الحقيقي فلا نخضع للدعايات المهولة فيدفعنا ذلك للتسيب في إجراءات الأمن بل نتعامل مع كل وسيلة تجسسية بما يناسبها ويضادها ونلتزم التزاما كاملا بهذا المبدأ الحيوي للنجاح.

تحقيق مبدأ الأمن يساعدنا على تحقيق المفاجأة والمبادرة وهما أمران ضروريان في أي حرب خصوصا مع عدو متفوق تقنيا فيكون تطبيقنا للمبادئ الاستراتيجية دفعا منا في سبيل موازنة القوى.

يرتبط مبدأ الأمن والسرية ارتباطا وثيقا بكيفية العمل العسكري في ظل التفوق الجوي المعادي وكلما نجحنا في تطبيق هذا المبدأ كلما كان نجاحنا في هذا الصراع الصعب، فكما ذكرنا في الباب الأول العوامل الثلاثة التي تحكم فعالية أداء سلاح الجو بغض النظر عن قوته فكان منها المعلومات الكاملة وبالتالي تحقيق هذا المبدأ يحول دون وصول المعلومات اللازمة لسلاح الجو المعادي ويحد من فعاليته العملية ويساعدنا في تحقيق الكثير من المبادئ الأخرى كما ذكرنا مما يدعم نجاح خطتنا واستراتيجيتنا الشاملة للمواجهة.

الحركة

هذا المبدأ الهام يشمل حرية الحركة وكيفيتها واتجاهها وسرعتها وتأمينها وتوقيتها بالنسبة لجميع التحركات العسكرية سواء كانت استراتيجية أم تكتيكية.

هذا المبدأ نسبي فالسرعة تقاس نسبيا لسرعة عدوك وحرية الحركة تبعا لظروف المعركة والعدو والحالة الداخلية للقوات وليس الطرق والعوائق المادية فقط.

يرتبط هذا المبدأ بغيره من المبادئ فالأمن ضروري للحركة والحركة أيضا ضرورية للأمن وشكل الحركة ونوعيتها يساعد على تحقيق المفاجأة والمبادرة وأيضا المفاجأة والمبادرة يساهمان في حرية الحركة.

المناورة

هي كيفية تنظيم وتحريك القوات. التنظيم هو عدد القوات ونوعيتها من الأفراد والأسلحة والمعدات والشئون الإدارية وسلسة القيادة وكيفية القيادة والسيطرة أما التحريك هو ما يتضمنه مبدأ الحركة كما ذكرنا آنفا من السرعة والتوقيت والاتجاه والكيفية.

التخطيط الدقيق للمناورات وتحركات القوات هو أمر بالغ الحساسية في ظروف التفوق الجوي المعادي ولابد من إدراك جميع الجزئيات والمبادئ التي تحكمه كي يتم تخطيطيه وتنفيذه بنجاح لأن أي خطأ في الحركة تحت التفوق الجوي المعادي تكون عواقبه مأساوية بشكل كبير بالنسبة لأي قوات عسكرية مهما كان نوعها وحجمها.

تركيز الجهد

يتمثل هذا المفهوم في حشد جميع القوى الممكنة في اتجاه جهد العمل الرئيسي وعدم تشتيتها في اتجاهات ثانوية بعيدا عن اتجاه الحسم في الحرب أو المعركة.

هذا المبدأ يرتبط بمفهوم مركز الثقل الذي سيأتي ذكره لاحقا وأيضا بمبدأ الحركة الذي يكون الوسيلة لتنفيذ مبدأ الحشد بصورة صحيحة على أرض المعركة.

يكون المرجو من تطبيق هذا المبدأ هو إفقاد العدو توازنه بضرب مركز ثقله بأكبر قوة محتشدة ممكنة ثم استغلال انعدام التوازن هذا بسرعة لحسم الحرب تماما.

مفهوم مركز الثقل

يقول كلاوزفيتز في كتابه “عن الحرب”: «لابد للمرء من أن يتذكر دوما السمات الهامة والحاكمة للأطراف المتحاربة فمن هذه السمات يتشكل مركز الثقل والذي سيكون محورا لكل القوى والتحركات والذي سيعتمد كل شيء آخر عليه كما انه الشيء الذي لابد أن تتوجه كل طاقاتنا وجهودنا نحوه

قد يكون مركز الثقل:

  • جيش العدو
  • عاصمة العدو
  • الحليف الحامي
  • مصالح المجموع المتحالفة
  • قادة العدو

المهمة الأولى في التخطيط لأي حرب هي محاولة تحديد مراكز الثقل لدى العدو وإرجاعها إلى مركز ثقل واحد إذا أمكن» انتهى كلامه.

فضلنا أن ننقل الكلام بنصه لما فيه من فائدة. يذكر هنا أمثلة على مراكز الثقل على مستوى الاستراتيجية العليا وهناك مراكز ثقل على مستوى الاستراتيجية العسكرية قد تكون فرع من أفرع القوات مثل القوات الجوية أو فرقة أو وحدة معينة من الجيش أو موقع ومنطقة حاكمة… الخ.

أيضا هناك مراكز ثقل على المستوى العملياتي أو التكتيكي يتم تحديدها بناء على المعطيات التي يتم جمعها قبل المعركة أو في ميدان المعركة.

بعد تحديد مركز الثقل يتم توجيه وتركيز الجهود باتجاهه مع الحفاظ على مبدأ المبادرة وعامل السرعة في القضاء عليه.

تمت مناقشة تقييم القوات الجوية المعادية ومراكز الثقل فيها باستفاضة في الباب الأول من البحث.

الاقتصاد في القوى

يتمحور هذا المبدأ على استخدام الحد الضروري والكافي فقط من القوات لتنفيذ المهمة.

يتكامل هذا المبدأ مع مبدأ تركيز الجهد من أجل توزيع القوات توزيعا صحيحا تبعا لطبيعة الأهداف الخاصة بكلا منها وترتيب أولوياتها وأهميتها ويمثلان (التركيز والاقتصاد) مع مبدأي الحركة والأمن منظومة ديناميكية لإدارة الحرب وسير العمليات. والقدرة على التوازن والتقدير السليم والتنسيق بين هذه المبادئ الأربعة هو ما يقود القيادة العسكرية لتحقيق النجاح في إدارة الحرب.

الاقتصاد في القوى كمبدأ مستقل يساهم في التوزيع والاستخدام الصحيح للقوات مما يقلل من احتمالات تعرضها للتدمير من قبل سلاح الجو المتفوق ويحد من نسب الخسائر في أرض المعركة.

المفاجأة

مبدأ المفاجأة يعني العمل خلاف المتوقع وهو من أهم مبادئ الحرب منذ فجر التاريخ وكان على الدوام الشغل الشاغل لجميع القادة عبر العصور هو كيفية تحقيق المفاجأة التي تساهم بشكل كبير عند تحقيقها في إحراز النصر.

مجالات المفاجأة في الحرب غير محصورة ومن الممكن أن تكون على سبيل المثال في التوقيت والمكان والأسلوب والوسيلة والأهداف… الخ.

بالرغم من الجدال في هذا العصر الحديث حول صعوبة تحقيق المفاجأة على المستوى الاستراتيجي ولكن هناك اتفاق كامل على تأثير وأهمية المفاجأة عند تحقيقها سواء على المستوى الاستراتيجي أو التكتيكي وهو الأكثر حدوثا.

يرتبط مبدأ المفاجأة بشكل كبير بمبدأي الأمن والحركة اللذان يساهمان في الأغلب في تحقيق المفاجأة.

المبادرة

المبادرة تعني البدء بالعمل وأيضا تعني القدرة على توجيه الأحداث وسيرها خلال الحرب تحقيق المبادرة والاحتفاظ بها يتم عبر التطبيق السليم للمبادئ الاستراتيجية خصوصا مبدأي الحركة والأمن.

في الصراع ضد التفوق الجوي المعادي فقد مبدأي المبادرة والمفاجأة يحكم على قواتنا بالتدمير خصوصا مع عدم امتلاك أسلحة دفاع جوي وقوات جوية متفوقة وكافية والقدرة على تعويضها وحمايتها.

المحافظة على الهدف

يرتبط مبدأ المحافظة على الهدف وإدامة القصد بالقيادات العسكرية تحت القيادة العليا والجنود ويتطلب منهم المحافظة على الهدف الاستراتيجي الذي حدد من قبل القيادة العسكرية العليا وأن تكون خططهم على اختلافها في سبيل تنفيذ هذا الهدف ولا يسمح بأي شكل ولا تحت أي ظرف بتغيير الهدف أو إضافة أهداف أو توصيفات أخرى غير التوجيه الصادر من القيادة العليا وإلا يحدث تشتت ويضيع التنظيم وبالتالي يفشل الجسم كله في المواجهة.

من جهة أخرى يرتبط هذا المبدأ بالقيادة العليا التي وضعت الهدف بعد دراسات استراتيجية وأسباب قوية من الناحية العسكرية العلمية في ضوء الظروف والمعطيات الأخرى فلابد على القيادة من أن تتحمل ضغوط الحرب ولا تسمح بتناسي الهدف أو حرفه عن مساره تحت ضغوط القيادة السياسية أو القيادات الصغرى طالما لم تتغير المعطيات والأسباب التي أدت إلى تبني هذا الهدف ومن طبيعة الأمور الاستراتيجية أنها لا تتغير في مديات زمنية قصيرة أو متوسطة وبالتالي الحفاظ على الهدف وإدامة القصد تحت الظروف الضاغطة والزمن الطويل هو ما يوصل للنجاح في النهاية طالما كان الاختيار مبني على أسس علمية عسكرية سليمة وتمت دراسته بشكل صحيح قبل تبنيه.

المبادئ والقواعد الاستراتيجية تتميز دائما بالشمول والمرونة وأنها بشكل عام لا تخضع لقوانين التكنولوجيا إلا على المدى البعيد ولا يغير في القاعدة شيء أو يثبت خطأها بل يبحث عن الكيفية التي تتماشى بها التكنولوجيا وتطبق بها القاعدة والمفهوم لذا لابد من فهمها فهما عميقا وتصورها تصور جيد حتى يستطيع القائد والمخطط استعمالها بصورة صحيحة عند التخطيط للحرب والمواجهة.

إن التخطيط السليم أساس النجاح والاستراتيجية دراستها وتطبيقها أساس التخطيط لذا لا بد لنا أن نحاول اكتساب عناصر قوة إلى صالحنا عند مواجهة عدو متفوق في مجال التقنية العسكرية فنبحث عن إضافة نقاط إلى جانبنا مثل العوامل الشخصية والعقيدة القتالية والتميز في الشئون الاستراتيجية والتخطيط والانضباط والتنظيم وأيضا الابتكار ونقل المواجهة إلى أبعاد وطرق مبتكرة وخلاقة لكن مجرد التوقف عند السبب المباشر لتفوق العدو هو جمود وهزيمة نفسية ولا يؤدي سوى للهزيمة والخنوع والتبعية الذليلة.

نصائح استراتيجية وتكتيكية

http://gty.im/952619078

 تدمير وهزيمة العدو لا احتلال الأرض

القائد دائما ما يبحث عن لقاء عدوه في المكان والزمان وبالشروط التي تكفل له النجاح وهزيمة وتدمير عدوه هذا هو ما ينبغي أن يكون الشاغل الأول للقائد العسكري وليس احتلال الأرض أو الاحتفاظ باﻷرض بل البحث عن الأرض التي تمنحه النصر.

إن إغفال هذا المبدأ والنصيحة الهامة يؤدي إلى العديد من الإخفاقات في أي حرب وخصوصا عندما نخوض الحرب ضد عدو متفوق جويا.

يكون العمل على تنفيذ هذه النصيحة بتطبيق المبادئ الاستراتيجية ومبادئ المناورة العسكرية بحيث نضمن خوض المعركة بالشروط التي تكون في صالحنا وغالبا ما تتم هذه الاجراءات قبل المعركة والقائد الناجح هو من يهيئ لجيشه الظروف المناسبة للنصر على العدو عبر المناورات والإجراءات ما قبل المعركة.

الأرض في حد ذاتها ليست ذات قيمة عسكرية أو استراتيجية إلا إذا تضمنت مميزات تساعد على كسب المعركة وإذا تم كسب المعركة وتدمير العدو أصبحت الأرض كلها لنا بطريقة تلقائية.

هذا المبدأ يمكن مراجعته عبر مئات الحروب والمعارك عبر التاريخ وسنذكر هنا مثال مشهور من تاريخنا الإسلامي وهو معركة اليرموك حين ترك سيدنا خالد بن الوليد معظم المدن التي تم فتحها بالشام طواعية وانحاز إلى جنوب الشام ليختار أن يخوض المعركة مع جيش هرقل الضخم غير المسبوق في ظروف وأرض هو اختارها لتساعده على تحقيق النصر؛ وقد كان. والعبرة هنا بالقرار الشجاع المبني على رؤية استراتيجية عميقة ومقدرة قيادية فذة تساعد على صناعة الخطط المناسبة لكل معركة وكان من نتائج معركة اليرموك أن عادت جميع الأرض التي تركها قبل المعركة وزاد عليها باقي الشام إلى حدود لواء اسكندرون (محافظة أنطاكيا التركية حاليا).

ينبغي لنا دائما تطبيق هذه النصيحة في جميع معاركنا مع العدو المتفوق جويا وعدم إغفالها أبدا فكل ما يرجوه عدو متفوق جويا أن نأتي إليه في أرض تصلح لعمل القوات الجوية بلا عوائق وفي توقيت وظروف يختارها هو أو يكون عنده علم مسبق بها والأمثلة على الكوارث التي قد تحدث نتيجة لهذا كثيرة ومنها ما حدث على الجبهة الجنوبية في حرب رمضان – أكتوبر 1973 مما سمي بتطوير الهجوم ودفع قوات مدرعة في أرض مفتوحة بلا غطاء جوي ولا أسلحة م.ط. فتم تدمير قوام فرقة مدرعة في بضع ساعات في نزهة لطيفة ونتج عنه ما عرف بثغرة الدفرسوار لاحقا وأيضا ما حدث في حرب الخليج الثانية عند الانسحاب غير المدروس لقوات ضخمة جدا عبر محور واحد ضيق وتحت سماء مفتوحة لقوات العدو الجوي.

هذا المبدأ أيضا لابد من تطبيقه على المعارك والاشتباكات الصغيرة وليس المقصود بذكر الأمثلة الحروب الشاملة فقط ولكن يكون المثال أكثر وضوحا حينما يكون على نطاق كبير ومعارك مشهورة عبر التاريخ.

الانتشار والعمل على الخطوط الداخلية

لقد طرح جوميني في كتابه ” مختصر فن الحرب ” ما أسماه استراتيجية العمل على الخطوط الداخلية والتي كانت من الاستراتيجيات الرئيسية لحروب نابليون بونابرت والتي تقوم على فكرة أن خطوط الحركة والمواصلات والإمداد داخل مساحة جغرافية محددة تكون أقصر بكثير من هذه الخطوط خارجها.

تستعمل هذه الاستراتيجية عند احتلال موقع متوسط بين القوات المعادية سواء تم تطويقه ام لا للعمل على القيام بهجمات سريعة للغاية أسرع بالتأكيد من القوات المعادية التي تعمل على الخطوط الخارجية مما يمكن القوات التي تستعمل هذه الاستراتيجية من تشتيت القوات المعادية والعمل على استنزافها وهزيمتها.

تتيح هذه الاستراتيجية تركيز القوى بشكل كبير وتحريكها في كل الاتجاهات استغلالا للميزات التي تمنحها هذه الاستراتيجية وأشهر من يستعملها حاليا هو الكيان الصهيوني في حروبه ضد الدول المحيطة به.

ما نناقشه هنا هو روح هذه الاستراتيجية التي تريد من شكل تنظيم وتحريك القوات أن يحقق المطالب الأتية:

سرعة الحركة – قصر خطوط الإمداد – حرية المناورة

ويكون قياس هذه العوامل نسبا للعدو الذي تواجهه ولابد من دراسة ساحة المعركة وتوقع كيفية تحريك العدو لقواته حتى يمكننا من اختيار الأماكن المناسبة لتموضع قواتنا ولخوض المعارك فيها استغلالا لهذه الاستراتيجية النافعة.

بالطبع لابد من مراعاة باقي المبادئ والمفاهيم الاستراتيجية التي ذكرت هنا في هذا الباب بحيث تتكامل مع بعضها وتطبق تبعا للظروف والساحات لأن العمل باستراتيجية واحدة أو منفردة من الصعوبة جدا خصوصا مع التفوق الجوي المعادي.

 المعارك المتلاحمة

من الضروريات في مواجهة العدو المتفوق جويا هو عدم التمسك بخط جبهة واضح في مواجهة قواته البرية وإذا أمكن أن نزيل خط الجبهة تماما يكون أمرًا مثاليًا.

وجود خط جبهة واضح وأماكن فصل واسعة بين قواتنا وقوات العدو المتفوق جويا يمكنه من استعمال سلاح الجو ضدنا بشكل مكثف وفيه حرية عمل كبيرة لذا لابد من حرمانه من هذه الميزة بسرعة التشابك والالتحام بقواته البرية وعدم البقاء في أوضاع انتظار قبل المعركة المرتقبة فلابد أن يكون مبدأنا هو الاشتباك فورا أو تجنب التجمع والتحشد المقابل لقوات العدو حتى لا نعطيه الفرصة لاستعمال قواته الجوية وتدمير قواتنا كتمهيد للهجوم البري وهذا يتأتى مع تطبيق المبادئ الاستراتيجية خصوصا مبدأ المبادرة ووضع تدمير قوات العدو كهدف رئيسي وليس الاحتفاظ بالأرض مهما بلغت قيمتها وكما ذكرنا ليس للأرض أي قيمة في ذاتها إلا أن تكون قيمة عسكرية تعطينا ميزات استراتيجية أو تكتيكية في الحرب أما غير ذلك فلا يعتبر قيمة معتبرة مهما بلغت.

يمكن تحقيق التلاحم هذا عبر القيام باختراقات جزئية كثيرة في جبهة العدو مثل أسنان المشط بشرط تأمين هذه الاختراقات من التطويق وتأمين أجنابها هذا في حالة حدوث مواجهة جبهوية لم يمكن تجنبها لأن المطلوب من الاستراتيجية العسكرية أن تتجنب مثل هذه المواقف بداية ولكن في حال حدوثها فإن الالتحام بالعدو والتشابك معه مهما بلغت قوته سيكون أقل خطورة وأكثر نفعا من الاحتفاظ بخط جبهة أمامه والتعرض لهجوم سلاحه الجوي ضدنا.

الوحدات الصغيرة

 من الضروري لأي تشكيل نحاول أن نتخذه أن يتمتع بالسمات الأتية:

  • الحركية العالية
  • قوة النيران
  • الحماية ضد التهديدات الجوية والمدرعة

لا يمكننا أن نطرح تصورًا محددًا وشكلًا ثابتًا لطريقة تشكيل وتنظيم قواتنا سواء كانت قوات نظامية أو شبه نظامية أو مجموعات صغيرة لاختلاف ظروف وإمكانيات كل مجموعة أو ساحة عن الأخرى ولكن لابد من جعل الوحدات العسكرية في أصغر حجم ممكن مع تحقيقها للثلاثة شروط التي ذكرناها ويتكامل هذا التنظيم مع خطة انتشارها الجغرافي في ساحة الحرب والعمليات بما يتلاءم مع تحقيق باقي أوجه الاستراتيجية ويكون التجمع حال المعركة فقط والانتشار في باقي الأحوال.

أهمية أن يكون التشكيل مبني في الأساس على حساب قوة النيران وليس على عدد الأفراد والآليات المتاحين بل يتم حساب توزيع قوة النيران الموجودة أولا ثم توزيع الأفراد والآليات بناءً عليها وأن تكون الوحدات متكاملة من حيث نوعية الأسلحة لتكون قادرة على الدفاع عن نفسها بشكل مستقل وليس من الضروري أن تكون قادرة على الهجوم بشكل مستقل لأنه في حال الهجوم والمعركة يكون التجمع لعدد من الوحدات فلذا تكون قوة النيران ونوعية التسليح كافية للدفاع بشكل مستقل حال الانتشار هذا هو المطلب.

 التمويه

إن عملية التمويه هي عنصر هام للغاية لتحقيق مبادئ الأمن والسرية والحركة وبالتالي تحقيق مبادئ المفاجأة والمبادرة وتساعد على نجاح وتحقيق خطط العمليات العسكرية بشكل مؤثر.

ينقسم التمويه في الحروب الحديثة إلى نوعين:

أولا التمويه التقليدي

ويقصد به التمويه ضد وسائل الرصد البصري سواء كانت بشرية أم كاميرات وأجهزة رؤية ويتحقق ذلك عبر تمويه الشكل الهندسي واللون والحركة والصوت واللمعان والضوء وانعكاسه للأفراد والمعدات بما يتناسب مع البيئة المحيطة وتقليل التمايز عنها لأدنى حد ممكن ويستعمل في ذلك التكتيكات المعروفة مع الاستعانة بالألبسة والطلاء وشباك التمويه.

ثانيا التمويه غير التقليدي

ويقصد به التمويه ضد وسائل الكشف الحديثة من أجهزة الرؤية الليلية وأجهزة الرصد الحراري والرادارات ويتم ذلك عبر الأتي:

  • وسائل العزل الحراري
  • ووسائل الحرب الإلكترونية
  • المواد الماصة والمشتتة لأشعة الرادارات
  • وسائل تشكيل السحب الدخانية

ويتم عمل ألبسة وشباك تمويه خاصة ضد الكاميرات الحرارية كما ذكرنا بالتفصيل في الباب الثاني (الدفاع الجوي السلبي) تحت عنوان مواجهة الطائرات المسيرة.

يجب علينا أن ندرك أهمية التمويه التقليدي وضرورته وأن وجود الوسائل التكنولوجية السالفة الذكر لم يؤثر على أهمية التمويه التقليدي للأسباب الأتية:

  1. عدم توفر هذه الوسائل في كثير من ساحات المعارك بالشكل المؤثر.
  2. قلة مدى الكشف لهذه الوسائل.
  3. وجود صعوبات فنية للاعتماد على هذه الوسائل على نطاق واسع.
  4. كثرة تعرضها للتلف وتكلفتها المرتفعة للغاية.
  5. وجود وسائل رخيصة جدا تستطيع تقليل فاعليتها.

لذا يجب علينا الاهتمام بالتمويه بنوعيه مع الوضع في الاعتبار الخطة المناسبة لكل معركة على حسب العدو وما يتوفر له والتدريب التكتيكي المفصل للأفراد على التمويه وإتقانه بشكل فعال مع عدم التهوين أو التهويل في التعامل مع وسائل الكشف الحديثة ودراسة كيفية عملها بشكل مُفصّل لإدراك حجم تأثيرها الحقيقي على أرض المعركة وعدم الانجرار وراء الدعايات الخاصة بالعدو عنها مع النظر والتمعن في التجارب الحربية الفعلية التي تم استعمال هذه الوسائل فيها ومدى تأثيرها على مجرى العمليات.

 العمليات الليلية

إن العمليات الليلية في ظل التفوق الجوي المعادي لا زالت تحتل أهمية بالرغم من وجود وسائل الرصد الحديث لإمكانيتها في تحقيق الأمن والسرية والمفاجأة خصوصا مع الوضع في الاعتبار السرية الكاملة ووضع خطط للتمويه غير التقليدي على حسب وسائل الرصد المتوفرة لدى العدو وحسن استغلال الأرض.

 لابد من التأكيد على التدريب الجيد على تكتيكات العمليات الليلية وعدم خوض المعارك إلا بعد اتقانها من قبل قواتنا حتى نتجنب أخطار فقدان السيطرة وعدم التنظيم الذي قد ينتج من خوض الحرب الليلية دون إتقانها.

البيئات المعيقة

المقصود بالبيئات المعيقة أي الأماكن والظروف التي تكون المعارك فيها تحد من فاعلية سلاح الجو المعادي وهذه البيئات هي:

  1. المدن كبيرة الحجم كثيفة المباني المعروفة بالأدغال الأسمنتية خصوصا مع تحضيرها عبر الأنفاق والممرات المستورة بين المباني والخنادق.
  2. الغابات الكثيفة ذات المساحات الكبيرة.
  3. الجبال المغطاة بالأشجار والممتدة على مساحات معقولة.
  4. الأحوال الجوية السيئة خصوصا أوقات تساقط المطر والثلج وتجمع السحب والعواصف الترابية والرملية.

هذه البيئات مع تطور تقنية سلاح الجو لا تعتبر مانع من عمله ولكنها تساعد في إعاقة عمله والحد من فاعليته ويعتبر خوض المعارك في ظل هذه الأحوال أفضل بكثير من خوضها في الأحوال الأخرى.

لقد ذكرنا في هذا الباب ثمانية مبادئ استراتيجية وسبعة نصائح استراتيجية وتكتيكية تعمل بشكل متكامل معا ويجب علينا وضعها في الاعتبار عند صياغة الاستراتيجية ووضع الخطط العسكرية المناسبة لكل ساحة من الساحات ولابد من الرؤية الشاملة والتقييم الكامل لكل عناصر الحرب والمعركة وعدم التعامل مع أي عنصر بشكل منفرد فشمولية المعركة والمواجهة أمر حتمي من أجل تحقيق النجاح في الحرب.

مستويات المواجهة المحتملة

تتعدد أشكال المعركة تبعا لنوع العدو ومستوى المواجهة وفي كل شكل ربما تكون هناك بعض المبادئ أو التكتيكات التي ترتفع أهميتها في استراتيجية مواجهة التفوق الجوي المعادي ولكن في جميع الأشكال لا يزال أهمية وجود استراتيجية لمواجهة التفوق الجوي قائمة في الأغلب على ما خضنا فيه عبر هذا البحث وبدون استراتيجية وخطة واضحة ومسبقة من المستحيل النجاح في أي مواجهة عسكرية في مواجهة عدو متفوق جويا.

تنقسم مستويات المواجهة إلى قسمين رئيسيين تندرج تحتهما أشكال متعددة من المعركة سنذكرها هنا بدون تفصيل فيها ولكن نذكر بعض التعليقات المتعلقة بموضوعنا.

مستوى مواجهة الوكلاء المحليين للاستعمار الأجنبي من الأنظمة الحاكمة

أشكال المواجهة:

حرب العصابات

في المرحلة الأولى من حرب العصابات ينخفض تأثير سلاح الجو بشكل كبير على العمل العسكري ويكاد يكون منعدم إلا في حالات الاختراق الأمني والمعرفة المسبقة لتوقيت ومكان العمليات أو في مناطق وبيئات عمل عالية التأمين عند القيام بعمليات تستغرق وقت طويل ولكن لابد من الانتهاء من وضع الاستراتيجية والخطة لمواجهة التفوق الجوي والعمل على تحصيل إمكانياتها وهذا أمر حتمي قبل الانتقال إلى مرحلة الحرب غير النظامية أو الحرب النظامية وأيضا ضرورة لما بعد نجاح الحرب لاحتمالية مواجهة حليف إقليمي طامع أو دولي مهيمن غير راضيين عن نجاح الثوار.

الثورة الشعبية

استراتيجية الثورة الشعبية لا تتطلب مواجهة عسكرية مفتوحة أو طويلة المدى مع القوات العسكرية وتدور بالأساس حول مناورات سياسية وتعبئة جماهيرية وتكوين رأي عام ولكنها تتطلب مواجهة عسكرية ضد رأس نظام الحكم ومقربيه الذين سيقاتلون معه لآخر وقت وأيضا تتطلب حماية عسكرية للشعب الثائر من قمع أجهزة السلطات الديكتاتورية ولذا أيضا لابد من وضع خطة عسكرية لهذه التحركات المتضمنة لنجاح الثورة ويراعى فيها كيفية مواجهة سلاح الجو المعادي الذي سيعتبر أكبر خطر على الجموع الثائرة.

الانقلاب العسكري

هذا النوع من المواجهة في الغالب ما يحتاج سوى تخطيط أمني وسري دقيق يضمن نجاح القوات المنقلبة في الإطاحة برأس النظام قبل أن يستطيع الاستعانة بالقوات العسكرية الرئيسية ويتطلب تنسيق أو ضمان التأييد الشعبي السريع لحركة الانقلاب لمنع قيادات الجيش وعناصر نظام الحكم القديم من إجهاض الانقلاب ويكون التحرك النهائي للانقلاب بعد التأكد من ملائمة الظروف السياسية والتقبل الشعبي لمثل هذه الحركة وبالتالي تنخفض أهمية استراتيجية مواجهة التفوق الجوي وربما بعض التكتيك المضاد للطيران لتأمين التحرك لإسقاط رأس الدولة يكون كافي في هذه المعركة.

مستوى مواجهة القوى الأجنبية الكبرى

أشكال المواجهة:

حرب مخابراتية بالتعاون مع القوات الخاصة والطائرات المسيرة عن بعد

هذا الشكل من المعركة يدور حول حرب المعلومات بشكل رئيسي ويتطلب تطبيق مبادئ الأمن والسرية بشكل كامل والاهتمام بالأمن الوقائي والأمن الإلكتروني وتطبيق وسائل التمويه غير التقليدي وأساليب مواجهة الطيران المسير بدون طيار مع التركيز على تأمين الأهداف التي تعتبر ذات أولوية في هذه الحرب مثل القادة ومراكز الأسلحة الهامة الاستراتيجية أو أي أدوات ردع يخشى منها العدو.

قيادة وتخطيط العمليات للقوات الحليفة مع تولي مهام القوات الجوية والحرب الإلكترونية وبعض مهمات القصف المدفعي أو الدعم الناري

تطبيق استراتيجية شاملة لمواجهة التفوق الجوي المعادي بشكل كامل ضرورة في مثل هذه المعركة مع التركيز على عدم الدخول في معارك جبهوية وتطبيق مبادئ الاستراتيجية التي ذكرت في هذا الباب بشكل مركّز لتفادي التواجد في مواقف ومعارك يريدها العدو لاستعمال قواته الجوية ضدنا بشكل كبير لمعرفته بضعف القوات البرية المتحالفة معه وعدم الاعتماد على كفاءتها في الحرب.

المواجهة العسكرية الشاملة

ولابد من عدم الدخول فيها بشكل واضح قبل بناء قوة الردع لدينا بشكل معقول وأيضا في خلال ذلك يتم الاعتماد على استراتيجيات أقل مباشرة من الحرب الشاملة ونقل المعركة لأبعاد أخرى مثل الاستنزاف الاقتصادي وتعقيد الأوضاع السياسية والعمليات الفدائية في قلب العدو ورفع كلفة انتصار العدو على قدر استطاعتنا مع الإعداد لمعركة طويلة وتنظيم وإدارة الموارد والقوى في ضوء هذه المعطيات.

خاتمة

هناك العديد من الأمور اللازمة –بعد الاستعانة بالله عز وجل– من أجل القدرة على المواجهة الناجحة للعدو المتفوق عموما وجوا بالأخص:

إعداد قادة وكوادر عسكريين لديهم إلمام بالعلوم العسكرية بشكل موسع وتدريب على مختلف الأسلحة وعلم التكتيك العام والخاص والشئون الاستراتيجية ودعم ذلك كله بالخبرة العملية في ميدان المعركة.

إعداد كوادر من المهندسين المختصين في مجالات الاتصالات والحاسب الآلي والميكانيكا والكهرباء لمواجهة التقنية المتفوقة.

توحيد الجهود والطاقات والقدرات وتبادل الخبرات والإمكانيات بين الثوار في جميع بلاد الأمة الإسلامية.

دراسة التجارب العسكرية والحروب في العالم كله واستخلاص الدروس التي تساهم في مواجهة التفوق الجوي المعادي.

متابعة التطورات العسكرية والتقنية المستمرة وما يتبعها من تغيرات تكتيكية واستراتيجية

وحدة وشمول المعركة في جميع الأبعاد الممكنة وفي جميع الساحات والبلاد.

لكي يتم إعداد خطة محددة لمواجهة التفوق الجوي المعادي لابد من الآتي:

جمع المعلومات الكاملة عن العدو سياسيا وعسكريا واقتصاديا.

جمع المعلومات عن سلاح الجو المعادي وتقييمه كما ذكرنا في الباب الأول.

جمع المعلومات عن أرض الحرب أو ساحة المعركة المفترضة.

بناء استراتيجية تتضمن الأركان الثلاثة التي ذكرناها في البحث.

تطبيق المبادئ الاستراتيجية عند إعداد الخطة المحددة في ضوء الاستراتيجية.

الاعتناء بالنصائح الاستراتيجية والتكتيكية التي تقدم ذكرها.

تفصيل الخطة في ضوء المعلومات السابقة وعبر إسقاط الاستراتيجية على أرض الواقع والإمكانيات الخاصة بكل معركة.

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

كما يمكنكم تحميل الدراسة كاملة عبر هذا الرابط: معضلة الجو: استراتيجية مواجهة التفوق الجوي

المصادر

  • Jane’s 360
  • World wide equipment guide : vol.2: airspace and air defence systems : us army TRADOC G-2 : december 2011 Janes
  • Defence & Security Intelligence & Analysis | Jane’s 360
  • Find unrivaled intelligence, consultancy and advertising solutions to the defence and national security sectors
  • الخيار العسكري العربي، الفريق سعد الدين الشاذلي
  • الحرب الصليبية الثامنة ج ١،٢ ،الفريق سعد الدين الشاذلي
  • عن الحرب، كارل فون كلاوزفيتز
  • Summary of art of war , H.jomini
  • إدارة الحرب، جنرال فاولر
  • الاستراتيجية وتاريخها في العالم ، ليدل هارت
  • مذكرات حرب اكتوبر، الفريق سعد الدين الشاذلي

خالد موسى

كاتب متخصص في الشئون الاستراتيجية والعسكرية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. تحليل عميق يحيط بكل أساسيات وأشكال الحرب وهو بحث أكاديمي يمكن الاستفادة منه من قبل أصحاب القرار والمتخصصين في شأن الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى